هي فنانة ضد النسيان.. صحيح هي غائبة عن الأضواء منذ سنوات
بعد أن اختارت أن تبتعد..
لكن مكانتها في قلوب الناس لم تتأثر بهذا الغياب..
بالعكس لاتزال تحتفظ ببريقها وقيمتها وتترك وراءها رصيدا فنيا محترماً..
إنها
الفنانة القديرة شادية التي تحتفل هذه الأيام بعيد ميلادها ليمر عام جديد
يزداد
فيه بعدها عن الأضواء وتزداد فيه أيضاً
مكانتها وقيمتها..
وهي معادلة لم تحققها
فنانة غيرها. المرحلة الأولي:
كانت مرحلة الفتاة المرحة الشقية..
ابنة
العشرين عاماً.. فاختارت نوعية من الأفلام والأغنيات تتسم بالمرح
والشقاوة..
فقدمت أفلاماً من هذه النوعية مع نجوم هذه المرحلة في السينما
مثل أنور وجدي
وعماد حمدي ومحسن سرحان وكمال الشناوي وإسماعيل
يس وغيرهم.. فعبرت عن ابنة
جيلها.. من خلال عدد من الأفلام مثل:
ليلة العيد-
في الهواء سوا-
بشرة
خير- ليلة الحنة- قدم الخير- معلهش يا زهر- أنا وحبيبي- كلام الناس-
ودعت حبك- لحن الوفاء- ربيع الحب- وعشرات الأفلام من نفس النوعية التي تظهر
فيها بدور البنت المرحة..
وعلي
الجانب الآخر.. كانت تقدم أيضاً الأغاني
المرحة.. خفيفة الظل مثل:
واحد اتنين-
دبلة الخطوبة-
دور عليه- يا
شاغلني- ودي فيها حاجة دي-
مكسوفة-
سونة
يا سونة- حه.. ويه- وعشرات
أخري من الأغاني المرحة التي تعبر عن بنت العشرين ربيعاً.
المرحلة
الثانية: وقد بدأت بداية طبيعية في فيلم
موعد مع الحياة
حيث تطور دورها
التمثيلي في هذا الفيلم..
وظلت هناك مشكلة أمام
المخرج.. هل تغني شادية أغنية
حزينة تساير تطورات أحداث الفيلم..
بعد أن نجحت في أداء دورها في المرحلتين في
الفيلم.. المرحلة المرحة..
والمرحلة المأساوية؟..
وسبب حيرة المخرج..
أن
الجمهور الذي تعود أن يستمع إلي شادية في الأغاني المرحة..
هل سوف يتقبل منها
أغنية حزينة.. وهي التي غنت في الفيلم آلو..
آلو..
إحنا هنا ويا
شاغلني وقلبلك خالي.. هل تستطيع أن تغني ليالي العمر معدودة..
وليه تبكي علي
الدنيا واقترح البعض علي المخرج أن
يغني هذه الأغنية مطرب آخر
ولكن المخرج أصر
وقال للجميع..
شادية هي التي أسعدتني بمرحها في بداية
الفيلم..
وشادية هي التي
أبكتني في الجزء الثاني من الفيلم..
هي
نفسها التي ستدخل المرح علينا..
عندما
تغني اللون الحزين..
فشادية المطربة لا تنفصل ما فعلته في التمثيل..
وسجلت
شادية أغنية ليالي العمر معدودة..
فهزت مشاعر الحاضرين في الاستوديو..
وبكي
المخرج عندما غنت هذا المقطع
بيعوها ياللي شارينها..
وخدعتكم أمانيها..
ده عاش اللي خرج منا..
ومات اللي فضل فيها..
وكانت هذه الأغنية بمثابة الضوء
الأخضر للموسيقار رياض السنباطي بوضع لحن لشادية في فيلم
ليلة من عمري.. وكان
هذا اللحن تطريباً مائة من لحن تلت شهور ويومين اتنين.. ثم غنت بعد ذلك
يا نور عينيه.
كمال الشناوي:ظهور شادية أنقذني!
..
المرحلة الثالثة:
بلغت شادية قمة النضوج الفني..
حينما قامت بدور
حميدة في فيلم زقاق المدق..
فعبرت بصدق علي الفتاة التي تحيا..
خلف أسوار
مجتمع مغلق..
فكانت فريسة سهلة للوقوع في الخطيئة..
فأسند إليها ثاني أعمال
الكاتب الكبير نجيب محفوظ..
وكان ذلك في فيلم الطريق..
حيث قامت بدور كريمة
زوجة الرجل العجوز..
التي تتفق مع عشيقها للتخلص من الزوج..
ثم قامت بدور نور
في فيلم اللص والكلاب.. وهو أيضاً الكاتب الكبير نجيب محفوظ..
فقد أصبحت
شادية أصدق من تعبر عن شخصيات نجيب محفوظ المختلفة..
فقامت ببطولة روايته الرابعة
ميرامار.. والتي قامت فيها بدور زهرة..
وأصبحت شادية..
نجمة الأدوار
الصعبة..
فاختارها المخرج حسين كمال للقيام بدور
فؤادة في شيء من الخوف..
وتبع
هذا الفيلم العديد من الأدوار المتميزة التي لا تنسي مثل فيلم
المرأة المجهولة..
حيث قامت بدور أم وهي مازالت في ريعان الشباب..
ونجح هذا الدور المختلف تماماً
عن أدوارها السابقة.
وقد يسأل البعض: أين شادية المطربة في هذه
المرحلة؟ والإجابة:
أن شادية ابنة الحارة المصرية في السينما..
فبدأت مرحلة
أغاني الفولكلور.. وهي مواكبة لشخصيات نجيب السينمائية..
فقدمت مجموعة من
الأغنيات المستمدة من الفولكلور مثل:
آه يا أسمراني اللون-
قولوا لعين
الشمس- خدني معاك- حنة يا حنة- والله أنا ما اسمريت يا عنب بلدنا-
قاللي الوداع-
قطر الفراق-
زفة البرتقال-
وكانت مرحلة ثرية بالغناء المستمد
من الشارع المصري..
وكان أيضاً مواكباً
لأدوارها التمثيلية..
المستمدة
أيضاً من الشارع المصري.
المرحلة الرابعة: في أوائل السبعينيات..
أصبح لدي الجمهور نجمتان نجمة اسمها شادية الممثلة..
ونجمة اسمها شادية
المطربة.. يتابع ما تقدمه في مجال الغناء باستقبال باهر..
حيث قدمت شادية قمة
النضوج الفني في هذه المرحلة..
العديد من الأفلام..
دون أن يكون الغناء
أساسياً فيها.. فقدمت: امرأة عاشقة- الهاربة- الشك يا حبيبي- وادي
الذكريات- أمواج بلا شاطئ-
لا تسألني من أنا-
فذهب الجمهور إلي دور العرض
لمشاهدة شادية نجمة التمثيل..
وعلي الجانب الآخر كان الجمهور
يملأ حفلاتها
الغنائية لكي يستمع إلي شادية في قمة الغناء..
-
أشهر ثنائي
فني
يعتبر الثنائي الفني شادية وكمال الشناوي..
هو أشهر ثنائي
فني ظهر في السينما العربية..
فلقد ظهر قبله..
ثنائي لم يقدم أكثر من عشرة
أفلام فقط..
بينما قدم الثنائي شادية وكمال الشناوي
أكثر من
٠٤
فيلماً..
أشهرها: في الهوا سوا- الهوا ملوش دوا-
المرأة المجهولة-
عش الغرام-
بشرة خير- معا للأبد.
وقد بدا الثنائي.. في أول لقاء فني خلال
فيلم حمامة سلام الذي أنتجه اتحاد الفنانين عبده نصر..
وكان فيلم حمامة
السلام..
هو الفيلم الثاني لكمال الشناوي..
وبعد فيلمه الأول غني حرب،
وعقب نجاح اللقاء الأول بين شادية قام المخرج والمنتج حلمي رفلة بالتعاقد
مع
الثنائي.. كمال الشناوي وشادية..
علي فيلمين آخرين فوراً..
وقبل تنفيذ عقد
الفيلمين الجديدين.. قدم المخرج أحمد كامل موسي فيلماً للثنائي الجديد بعنوان
عدل السماء..
وتنبه السينمائيون إلي نجاح هذا الثنائي..
فقرر المخرج والمنتج
الذكي أنور وجدي تقديمهما في فيلم من إنتاجه وهو فيلم ليلة الحنة.. وقد شجع
النجاح الكبير لهذا الثنائي..
كمال الشناوي..
للدخول إلي مجال الإنتاج
السينمائي.. فقام بإنتاج فيلم وداع في
الفجر..
مما شجع شادية أيضاً علي
المشاركة في إنتاج فيلم عش الغرام.. والذي اشترك في إنتاجه..
شادية وكمال
الشناوي وحلمي رفلة..
وقد قال النجم الكبير كمال الشناوي إن ظهور شادية أنقذني..
وأنا أنقذتها أيضاً.. فقد كان جيل الممثلات الأسبق مثل:
راقية إبراهيم ورجاء
عبده وكوكا وغيرهن..
فقد أصبحن كبيرات في السن..
ولا يصلحن لأدوار البنت
الصغيرة..
وعلي الجانب الآخر كان فتيان الشاشة
السابقون مثل حسين صدقي وأنور وجدي
ويحيي شاهين وغيرهم..
وقد تقدم بهم السن..
وأصبحوا لا يصلحون لدور فتي
الأحلام.. وبمجرد ظهور شادية..
قال المنتجون والمخرجون
إن الاثنين.. لايقين
علي بعض.. وتقبل الجمهور بإعجاب شديد الثنائي شادية وكمال الشناوي.. الطريف
أن
شادية وكمال الشناوي كانا يقومان بعمل بروفات ثنائية بينهما..
لجميع المشاهد
التي تجمعهما في الفيلم سوياً..
وإذا كانت هناك كلمة أو كلمتان في الحوار..
لم
يحسوا بهما.. فقد كان الثنائي يقومان بتغييرها..
بكلمات أخري..
أسهل
وأبسط.
في المشهد الذي يجلس فيه كمال الشناوي بجوار شادية في
السيارة.. وهي تغني.. قالت شادية: لماذا لا يكون للبطل دور إيجابي أثناء
غناء البطلة.. بدلاً من الشكل التقليدي..
بأن يجري البطل وراء البطلة ثم
يختبئ وراء شجرة..
وقد اقتنع المخرج بوجهة نظر شادية وغني كمال الشناوي مقطعاً
من أغنية سوق علي مهلك مع شادية!
صباح الخير المصرية في
02/03/2010
ثورة الخيال العلمي
منى كريم
في القائمة السابقة تألقت الأفلام الكوميدية منذ العقود الأولى للقرن
الماضي، وهنا تتحرك الأفلام بين العقدين الرابع والسابع، منقسمة على أجناس
فنية مختلفة مثل الدراما والخيال العلمي، وبالتالي فإن كلا من هذه الأفلام
أحدث تأثيراً كبيراً، ومثّل خطوة في منطقة غير مكتشفة من عالم الفن السابع.
في بداية هذه الحلقة يجيء فيلم الدراما «The Magnificent Ambersons»
أو «أمبيرسون الرائعون» الذي خرج العام 1942 من تأليف وإخراج أورسون ويليس
مستوحى من رواية لـ«بوث تاركنغتون»، ومن تمثيل جوزيف كوتن ودلوريس كوستيللو
وآن باكستر وتم هولت وآغنس مورهد وراي كولينز، بينما يقوم المخرج بأداء دور
الراوي بصوته. الفيلم خرج للمرة الأولى كفيلم إذاعي العام 1939، ومن ثم تم
تحويله إلى فيلم، غير أن المخرج لم يكن راضياً عنه، إذ قامت الشركة بحذف
ساعة كاملة من المشاهد وتصوير غيرها وفرض نهاية سعيدة لها.
ولذات السبب قام ألفونسو آرو قبل ثمانية أعوام بالعمل على الفيلم مرة أخرى،
بتضمين مشاهد عدة، غير أنه استغنى عن بعض المشاهد وضمن النهاية السعيدة
التي لم يخلقها المخرج. وعلى الرغم من كل ذلك، مازال الفيلم يعتبر من أهم
أفلام العقد الرابع برفقة الفيلم الشهير «المواطن كين»، ودخل في أشهر
القوائم السينمائية منها تلك التي تصدرها مكتبة الكونغرس ومعهد الأفلام
الأميركية، كما رشح لأربعة جوائز أوسكار من دون أن يحصد أيا منها.
وبعد غياب طويل، يظهر فيلم الخيال العلمي المرعب «الكائن الغريب» أو «Alien» من إخراج رايدلي سكوت وتمثيل توم سكيرت وسيغورني ويفر وفيرونيكا
كارتورايت وهاري دين ستانتون وغيرهم؛ يتناولون فيه قصة كائن غريب يقتحم
سفينة فضائية ويقتل العاملين فيها. وحقق الفيلم نجاحاً ساحقاً ليحصد جائزة
أوسكار للمؤثرات المرئية وأكثر من 10 جوائز وترشيحات أخرى، ليصبح من أفضل
10 أفلام للخيال العلمي في تاريخ السينما، خاصة أنه خلق مكاناً مستقلاً
لأفلام الخيال لتخرج بعدها المطبوعات والمسلسلات والأفلام التي تتناول
مواضيع مشابهة تحقق شعبية سريعة ونجاحاً ملحوظاً.
وفي المرتبة الـ77 يقدم المخرجان مايكل باول وإيمرك بريسبرغر الفيلم
البريطاني الجميل «الحذاء الأحمر» (The
red shoes) من العام 1948 والذي يتناول فن البالية من تقنية «القصة داخل
القصة»، حيث تنضم فتاة صغيرة إلى فرقة باليه، وتصبح الممثلة الرئيسية في
عرض اسمه «الحذاء الأحمر» المستوحى من أسطورة بذات الاسم، كتبها هانز
كرستيان آندرسون. الفيلم من تمثيل موريا شيرر وآنتون والبروك وماريوس غورنغ
مع بعض فناني الباليه الشهيرين مثل ليونيد ماسين وروبيرت هلبمان، بينما
ألّف برايان أيسالدي موسيقى العمل.
ويستمر الزمن الجميل مع الفيلم الشهير «كازابلانكا» (Casablanca)
الذي أخرجه مايكل كورتز العام 1942 من تمثيل هامبري بوغارت وانغريد بيرغمان
وبول هينريد، حيث تدور القصة في فترة الحرب العالمية الثانية لتركز على رجل
تائه بين الحب والفضيلة، ليختار بين المرأة التي يحبها أو أن يساعد زوجها
الذي يقود حركة المقاومة التشكيلية، من خلال تهريبه إلى الدار البيضاء في
المغرب، ليستمر في محاربة النازيين. الفيلم يعتبر أيقونة كبيرة حتى الآن؛
فهو يحتل جميع قوائم «أفضل عشرة أفلام»، وهنالك من عشاق هذا العمل الذي
يميزونه بشخصياته وحواراته وموسيقاه عن بقية العناصر، وبذا حصد هذا العمل 3
جوائز أوسكار من أصل 8 ترشيحات، إضافة إلى عدد كبير من الجوائز والترشيحات
من مهرجانات أخرى.
في النهاية يظهر اسم عربي في قائمة الأفلام، وذلك من خلال الممثل المغربي
الهادي بن سالم الذي قام ببطولة الفيلم الألماني «Fear eats the soul»
(الخوف يأكل الروح) العام 1974 بجانب بريجيت ميرا، من إخراج رينر فاسبيندر،
في قصة مؤثرة تعكس العنصرية التي يعاني منها المهاجرين في ألمانيا، حيث
يتعرف «علي» على «إيمي» في بار وتقوم علاقة بينهما، إلا أن الجميع يسخر من
سنها الذي يمثل ضعف عمرها، بينما تحاول أن تجعله ألماني أكثر بسبب سخرية
زميلاتها منه، إضافة إلى اعتراضات عائلتها على زواجها من مهاجر عربي.
مخرج العمل ترك الممثل يتحدث بلغة ألمانية غير سليمة، ليقدم صورة واقعية
للمهاجرين، وهو ما جعل البعض يعتقد أن هنالك مشكلة لغوية في العمل، إلا أنه
في الحقيقة قرار من المخرج لطالما تحدث عنه النقاد كثيراً، باعتباره أسلوبا
فنيا يعكس اهتمام السينما بتقديم صورة خالصة عن الواقع، وبذا أصبح هذا
العمل من الأعمال المبكرة التي تناولت مواضيع العنصرية والتمييز.
أوان الكويتية في
02/03/2010 |