شهدت قاعة المسرح بقصر الامارات في ابوظبي العرض الاول
للفيلم العالمي 'ماي نيم از خان اسمي خان' بحضور ابطال الفيلم والمخرج
وفريق العمل
في هذا الفيلم الذي يوجه رسالة سياسية مفعمة بالعواطف الي قلاع
العنصرية البغيضة في
الولايات المتحدة والغرب.
كانت حياتهم في الفيلم حكاية طويلة رائعة تروى على طيف
مدينة أمريكية عظيمة، إلى أن داهمتهم أحداث جسام هددت حياتهم كلها وليس
مجرد
سعادتهم فحسب. تخيل ماذا يحدث عندما يمكن لتصرف فردي أن يلهم
القلوب والعقول في أمة
جريحة وهو صادر عن رجل عاقد العزم بحثاً عن الغفران والحب المفقود.
في 'اسمي
خان'، يمثل نجما بوليوود شاه روخ خان وكاجول ديفغان أكثر الأدوار إثارة
للتحدي في
مسيرتهما المهنية.
رضوان خان هو رجل هندي مسلم جدير بالاحترام يعاني من متلازمة 'أسبيرغر' وهي واحدة من أعراض مرض التوحد.
وغرق خان في حب مانديرا الحسناء، وهي أم
هندوسية وحيدة تعيش تفسيرها للحلم العالمي للنجاح. لكن وعندما
يمزق عائلتهما سلوك
جبان لا يوصف، تهيمن على خان مشاعر نكران الذات ويشرع في رحلة شاقة عبر
امريكا
معاصرة، ومعقدة مثل دواخل قلب الإنسان. ويتملكه الجموح بصورة طاهرة ولا
تخطر على
بال، في سلوك يفيض سلاماً ورحمة. وتصدر عنه واقعية جادة تلامس
حياة كل من يلتقي بهم
على الطريق.
باسم المرأة التي يحب، يعرّف شخص غريب الأطوار نفسه للعالم ببساطة
قائلاً 'اسمي خان ولست ارهابياً'.
الحقائق البسيطة هي الاكثر
اهمية
معادلة الحق والباطل ليست معقدة، إنها بسيطة لدرجة تشابه قدوم يوم
جديد بعد الليل وشروق الشمس بعد الغسق. بسيطة للغاية، إذ يمكن للمرء أن يرى
خان
شخصاً غير عادي في عالم اليوم القائم على البحث الاستبدادي
والعصابي عن
الاستقامة.
يقول مخرج الفيلم ربما يبدو غريباً أن نقول إننا أبدعنا فيلماً عن
بطل خارق. انه بطل ساذج مريض بمتلازمة 'أسبيرغر' وكل ما لديه لتوليد القوة
الخارقة
هي إنسانيته. وهذا اعتقادي الراسخ بتجربتي في إنجاز هذا
الفيلم. ومعنى ذلك أنك إذا
أردت ان تكون بطلاً، فكل ما تحتاجه هو طبائع الخير الجوهرية عند البشر..
شيء نادر
للغاية، وقد نظن ان بطل الرواية في هذا الفيلم قادم من عالم آخر.
كما يقول
المخرج جعلتني الرحلة عبر عيّنيّ هذه الشخصية التي عشتها عن قرب أن أدرك
أنك تستطيع
أن تصبح مميزاً جداً حين تكون إنساناً عادياً. تجولنا لتصوير مشاهد الفيلم
في جميع
أنحاء الولايات المتحدة (وكان ذلك ممتعاً باستثناء برودة الطقس
في لوس انجيلوس).
ويقول المخرج ايضا ورأيت أن المقولة الرئيسية للفيلم - الإسلام
والعالم الغربي-
تحمل توقعات متوازنة وصادقة بصورة مدهشة بين الامريكيين، لا سيما جميع
أفراد الطاقم
الذي عمل معنا. أدركوا أن الأرواح التي أزهِقت لدى كلا الطرفين في حرب لم
يشعلها أي
منهما، تستحق التعاطف والاحترام والاهتمام على قدم المساواة.
وفهموا أيضاً، مثلما
كتب أفلاطون 'الموتى فقط هم من شاهدوا نهاية الحرب'. وبقدر ما نعجّل في
إنهاء هذا
الصراع الفارغ، بقدر ما ستكون حياتنا أسعد.
ويقول رضوان خان على صعيد شخصي
وكممثل، لست ماهراً في فن المراوغة وضبط النفس لكن صديقي
المخرج كاران جوهر أظهر
نضجاً هائلاً ليس في التعامل معي فحسب، بل أيضاً مع هذا الموضوع الشائك
ككل. هو
حقاً بطل هذا الفيلم لأنه ظل بمقدوره الحفاظ على هذا التعقيد المرتبط بمريض
متلازمة 'أسبيرغر'.. الصراع بين العالمين الغربي
والإسلامي. وهناك أيضاً قصة حب نسجت خيوطها
بين كل هذا، قصة رائعة للغاية وبسيطة وحميمية وتبدو بالفعل
كأنها من عالم مختلف.
ومن خلال تهيئة سلسلة من المشاعر الجياشة لالتقاط جوانب هذه الشخصية
العصابية
الغامضة في جهود مضنية فاقت طاقة جوهر من أجل صناعة فيلم كبير مثل قلبه،
بإمكاني أن
أغدو ممتناً وحسب لكوني أمثل دوراً بسيطاً في هذه الرحلة.
خلف كواليس 'اسمي
خان'
ظل من المتوقع إعداد ملحمة درامية عن الولايات المتحدة بعد أحداث 11
ايلول/سبتمبر من قبل صانع أفلام أمريكي معاصر. لكن التأثير العاصف لهذا
الحدث
الكارثي يتواصل ليتخطى الحدود والأيديولوجيات ويلهم أعمالاً
فنية جديدة قادمة من
أماكن لا يتوقعها أحد. بالنسبة للمخرج الهندي كاران جوهر، كان الإلهام الذي
أتى
بـ'اسمي خان' فرصة تتيح له تقديم منظور جديد لعالم لا يزال تحت تأثير نوبات
التعصب
الثقافي وسوء الفهم الحضاري.
كان جوهر متحمساً لتحقيق هذه الرؤية، وهي خليط من
الشخصي والملحمي، بوضعها في إطار قصصي حول زوجين هنديين ينتميان لثقافتين
مختلفتين
ويعيشان في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 ايلول/سبتمبر.
سيتعاملان مع الاضطراب
الاجتماعي الذي يواجهه كثير من أبناء جنوب شرق آسيا المحكوم عليهم بلا
تفكير بأنهم
إرهابيون تماماً، على أساس مظهرهم الخارجي ورموزهم الثقافية. بل وأكثر من
ذلك، أراد
جوهر نفسه أن يفهم آثار مثل هذه الطريقة في التفكير التي ستدفع بالسيخ إلى
إنكار
هويتهم الدينية خوفاً من الاضطهاد. ومع ذلك، ومن أجل إضفاء
الطابع الإنساني على مثل
هذه الموضوعات السياسية المؤثرة، كان جوهر يسعى إلى خلق حبكة روائية تقود
المشاهدين
إلى ترفيه قائم على نداءات وعواطف عالمية.
يقول المخرج جوهر عن فيلمه 'يعتبر
'اسمي
خان' في جوهره قصة حب ملحمية بين شخصين لديهما أسلوب فريد في فهم العالم'.
ويضيف 'ان ما يميزه هو المكان الذي تتكشف
فيه أحداث القصة. لقد حافظت على أسلوبي في
صياغة المشاهد لأفعل شيئاً مختلفاً في أفلامي، لكن شيئاً واحدا
يظل ثابتاً ولا
يتغير وهو رغبتي في مواصلة اكتشاف السبل الكثيرة التي من خلالها يمكن
لشخصين أن
يقعا في الحب ويبقيا كذلك بصرف النظر عن التحديات التي تواجههما'.
ويقر جوهر
بأنه تستهويه القصص التي تزيل القشور عن علاقة ما وعن حكايات الكبار حول
الرحمة
والالتزام والإخلاص. وفيما يخص جوهر (37 سنة)، إنها 'تلك القوة الخاصة'
التي تسكن
في داخل الفرد لتغذي سعيه إلى العودة نحو محور ما هو حقيقي:
المحبة بين بعضنا
البعض. فبالنسبة لشخصيات الفيلم مثلما هو الحال عند الجمهور، عليهم أن
يتنقلوا من
عالم الدعم والمراعاة الى عالم المرارة والاستياء، لكي يحاولوا فهم الأسباب
التي
تدفع الناس إلى التفاعل مع قضايا ومسائل معينة دون غيرها. وهذا
هو الدافع الذي جعل
رحلته عبر الولايات المتحدة تبرهن على مصدر مهم في إنجاز 'اسمي خان'،
بإضفاء حقيقة
مؤثرة على الدورين الرئيسيين لرضوان ومانديرا.
يقول جوهر 'عندما ترى رضوان
ومانديرا يتقاسمان لحظة مرهفة، ستفهم كيف يجب عليها ان تكون
مشحونة بالمشاعر لكل
منهما، لأن تعبيراتهما عن الحب مختلفة تماماً عما هو معروف عن السينما
الهندية حتى
الآن'.
خلال أسفاره في الولايات المتحدة، غالباً ما كان جوهر يجلس في العديد
من
حفلات العشاء ويدخل في مناقشات حول مواضيع مهمة لدى أوساط المثقفين الهنود
القاطنين
في نيويورك. كانوا يتشاركون بانفعال وألم في المحنة التي
يعيشها مواطنوهم في
الولايات المتحدة. فهؤلاء الناس ممن لا يعدون من أوساط المثقفين، لا يمكنهم
الدفاع
عن أنفسهم في مواجهة موجة متصاعدة من العداء والأفكار المشوشة التي ظهرت
بعد هجمات 11
ايلول/سبتمبر.
يقول جوهر 'تساءلت عما سيفعله هذا النوع من التوتر والخوف عند
زوجين، مسلم وهندوسية. هل سيتسلل الاضطراب في الخارج إلى بيتهما ويلقي
ظلالاً من
الشك على الأساس الذي قام عليه زواجهما؟ هل ستنحو الزوجة
الهندوسية باللائمة على
زوجها المسلم جراء مشاعر الريبة والازدراء التي يواجهونها بسبب اسم عائلته؟
لقد
جعلتني قصة هذين الزوجين والسبل التي قادت إلى تغييرات في حياتهما، راغباً
في
استكشاف المشهد الاجتماعي في الولايات المتحدة عبر أعين زوجين
بريئين تحاصرهما
السياسة والدعاية السلبية من كل حدب وصوب'.
بينما انطلق جوهر في مغامرة عبر
الولايات المتحدة، التقى ابن مومباي بمنظمات إسلامية محلية
مستعدة لتروي من جديد
حكايات الاستفزاز التي تواجهها، ليس في المدن الكبرى فقط، بل في البلدات
الصغيرة
المتناثرة أيضاً.
يتذكر جوهر 'عندما قابلت هؤلاء الناس الذين استطاعوا أن
يخبروني بألسنتهم عن المشاعر التي تنتابهم حين يتم إلقاء الحجارة والزجاجات
على
مساجدهم وتخريب مشاريعهم وتخويف أطفالهم في المدارس، كان صوت
في داخلي يصرخ، لكن
ألا يفهم هؤلاء الامريكيين المثقفين أنك لا تستطيع أن تصنف قارة بأكملها
بناء على
الأفعال المروعة التي ارتكبتها حفنة من الأشخاص في نهاية المطاف، تدرك
بأنهم لا
يستطيعون أن يفهموا ذلك لأن أحداً لم يخبرهم به. حينها أدركتُ
بأن قصة هذين الزوجين
يمكن أن تنطوي على أعمق أثر إذا ما قرر شخص ما أن يضحي بشيء ما لتوضيح
رسالة
التسامح لأمة مشوشة وجريحة'.
من هو خان: عملية خلق بطل غير
مألوف
لدى عودته من الولايات المتحدة، انضم جوهر إلى الكاتبة السينمائية
شيباني باثيجا التي تعاونت معه في فيلمه السابق 'كابي ألفيدا نا كينا' (لا
تقل
وداعاً أبداً). ابتهجت باثيجا بالفرصة التي تتيح لها أن تروي
نوعاً جديداً من قصص
الحب، فقابلت هذا التحدي بحماسة.
تقول باثيجا 'تكمن قوة كاران ككاتب سينمائي في
قدرته على فهم وإدراك العلاقات بطريقة يغفل عنها معظمنا. في
غرفة واحدة، يرصد كاران
بعناية حركات معينة. إذا كانت موضوعاته عن أشخاص لا يعرفهم، فإنه سيأتي
بخلفية
قصصية خاصة به. صورت أفلامه الحب والرفقة ببساطة لدرجة يمكنك معها أن تفعل
ذلك دون
أن تخوض في التعقيدات والصراعات التي يواجهها الشركاء في ديارهم أو في
الخارج. وعبر 'اسمي خان'، أردنا أن نبتعد عن قصة البطل
المثالي في السينما الهندية لنستبدلها
بقصة إنسانية.. شريكان يتم عزلهما عنا لأمر ما'.
كانت أولى مهمات العمل توفير
التحفيز المناسب لرضوان خان كي يبدأ في رحلته. والأهم من ذلك
أنهم كانوا بحاجة إلى
ان يطردوا رغبته في أن يضطر للقول 'اسمي خان ولست إرهابياً'، فينزلق في
مهاترات
ستضعف البعد الوجداني للقصة.
يقول جوهر 'أدركنا في وقت مبكر جداً بأن القصة يجب
ألا تكون وعظية مباشرة. لم نرغب أيضاً في أن يكون المنظور الخاص ببطل القصة
مبنياً
على أنه أبيض او أسود ولا عدواني أو مستبد ولا حتى المخاطرة
بجعل رحلته مثقلة
بدواعي الاستقامة. أردنا ان تنبع نواياه من النقاء البسيط'.
بعد نقاشات وجلسات
عصف ذهني لا تحصى، خرج جوهر وباثيجا بحل فريد. أرادا لرضوان ان يكون شخصاً
يمكنه
النظر إلى العالم عبر تشكيلة مختلفة تماماً من العيون، ما يجعلها مناسبة
لقصة محببة
ومسلية. وعبر البحث الدقيق والمناقشات المعمقة، اتخذوا قراراً بجعل رضوان
رجلاً
يعاني من متلازمة 'أسبيرغر'.
يقول باثيجا شارحاً 'لم نكن نريد أن نجعل من رضوان
معاقاً أو عاجزاً ولا أن نضفي مزيداً من مشاعر الاضطهاد عليه في رحلته، إذ
أن في
وسع المريض بمتلازمة 'أسبيرغر' أن يؤدي دوره في هذا العالم
باستقلالية وذكاء، وربما
في الواقع بدرجة ذكاء أعلى من أشد الناس 'غموضاً'. وكنت منتبهاً ايضاً
للفهم الحرفي
المرتبط بمرضى متلازمة 'أسبيرغر'. حين تتواصل مع شخص مصاب بتوحد شديد،
فعليك أن
تكون حذراً جداً فيما تقوله لأنه سيفهم كل ما تقوله حرفياً
ويستوعبه في ذهنه كما
هو، وذلك لكي يحيط بما تحاول قوله'.
تثبت هذه الحرفية الحافز من وراء إرسال
رضوان في رحلة على الطرقات. مدفوعة بمشاعر الحزن على مأساة
عائلتها التي نجمت عن
جنون العظمة الثقافي العنيف، صاحت مانديرا برضوان كي يذهب للبحث عن الرئيس
الأمريكي
ويقنعه بأن اسمه ربما يكون خان لكنه ليس إرهابياً. إلا أن مثل هذا التوظيف
الدرامي
سيتطلب أيضاً إشرافاً وتقديراً مرهفين، بالإضافة إلى البحث
الدقيق الذي أجراه
الكاتبان.
تضيف باثيجا 'تعاملنا مع مرض رضوان بعناية وحساسية، وذلك بغرسه في كل
قرار يتخذه'.
ويتابع جوهر 'لم يكن بمقدوري أن أواجه نفسي لو شعرت بأنني حرّفت
واقع مجتمع بأكمله في هذا الفيلم لأننا كنا كسولين للغاية في
إجراء البحث على نحو
سليم. وعلاوة على شعوري بمسؤولية معينة في هذا السياق، جعلت من فضولي في
تعلم
المزيد عن مرضى متلازمة 'أسبيرغر' وكيف للناس أن يواصلوا العيش بسعادة
ونجاح رغم
هذا المرض، دافعاً للشروع في رحلة تهدف إلى خلق هذه الشخصيات
والبحث عن سماتها
الغريبة التي أعتبرها أكثر تحررا بالنسبة إليّ'.
سيأتي دور باثيجا لتبدأ رحلتها
على الطريق التي تقودها إلى الالتقاء بكريس وغيزيلا سلايتر-
ووكر، وهما مؤلفا كتاب
'زواج
مريضين بمتلازمة أسبيرغر'.
وتوضح باثيجا قائلة 'تم تشخيص كريس بأنه مريض
بمتلازمة 'أسبيرغر' بمجرد أن بدأت علاقتهما. بمعنى أنه كان
عليهما أن يتجاهلا
ويتعلما كيفية التواصل بينهما من جديد، بينما يحاولان فهم القيود المفروضة
على وضعه
الصحي. تأثرت من أعماقي بكتابهم لا سيما الأجزاء الخاصة بمشاعر الريبة
المفرطة التي
كانا يواجهانها عند الناس والأطباء النفسانيين والشكوك في نجاح
حياة زوجية بين
مريضين مصابين بمتلازمة أسبيرغر'.
بعد قضاء وقت مع هذين الزوجين، أعجبتها
الطريقة اللافتة والمخصصة لتبادل الأفكار والمشاعر والمخاوف في
عائلة سلايتر- ووكر.
ومن وجهة نظر باثيجا، فإنهما يعيشان حياة يومية يبتعد عنها الأزواج في
العصر
الحديث.
تتابع كاتبة السيناريو 'أتذكرهم وهم يخبرونني بأن كريس إذا احتاج أن
يتصل بغيزيلا، فإنه يبعث لها برسالة إلكترونية توضح ما يحاول قوله. رغم
أنهما
يعيشان في منزل واحد، بيد أن أموراً معينة يبحثانها من خلال
الكتابة. وجدت ذلك
شاعرياً بصورة مذهلة! وبعد الالتقاء بهما وحالما جلست للكتابة، أدركت بأن
لا شيء
مستحيلاً عندما يتعلق الأمر بهذه الشخصيات، إذ بإمكانك دائماً ان تشق طريقك
الخاص
بغض النظر عما تقرره أغلبية الناس، وبالنسبة إلي ككاتبة فقد
وجدت حريتي'.
ومع
مواصلة الكتابة السينمائية، يقول جوهر إن الوصول إلى الجمعية الوطنية لمرضى
التوحد
ضروري للحصول على بعض الملاحظات الصحيحة حول جهودهم. ويستشهد بمحادثاته مع
هذه
الجمعية على أنها تجربة تثقيفية لا تنسى.
يقول جوهر'كي تفهم كيف يتحرك الناس عبر
العالم بمجموعة من القدرات الإداركية المختلفة كلياً، فإنك
تشعر بتقدير تجاه
انتصاراتك وإنجازاتك الشخصية'. لم يكن الحصول على دعمهم وتعاونهم ضرورياً
لشيباني
ولي فحسب، لكنه حيوي أيضاً للمحافظة على أحد مضامين الأمانة في رواية
القصص. لن
يكون رضوان خان سعيداً جداً، إذا لم نعكف على تدوين الحقائق'.
خان هو خان:
اختيار ممثلي الفيلم
عند البدء بتصوير الفيلم الهندي 'اسمي خان'، تحدث
المخرج كاران جوهر عن أسطورة بوليوود النجم شاه روخ خان، الذي حقق شهرة
واسعة في
العديد من الأفلام الهندية، متحدثاً عن دوره الجديد في أداء
الشخصية المختلفة 'رضوان'،
في خروج عن مألوف ما عرف به هذا النجم الأسطورة باعتباره النجم الاول في
العديد من أفلام الإثارة.
قاده دوره الجديد (رضوان) إلى الاندفاع لخوض هذه
التجربة الخلاقة لما تحويه من جديد وما تعكسه من تحدّ ليس من السهل
مقاومته.
يقول المخرج جوهر 'واكبت مسيرته الفنية الطويلة عن كثب، شاهدته مبدعاً
في العديد من الأدوار السينمائية المختلفة، وهو في نظر الملايين نجم عزّ
نظيره،
وأدواره تشد جمهوره إلى كراسيهم. يدفعك إبداعه ونجاحه المضطرد في تقمص
البطولة في
العديد من الأدوار إلى التساؤل: ماذا من جديد يمكن أن يقدمه؟
وهل سيقف عند هذا الحد
أم لا؟ مسيرة طويلة لم تكن سهلة في إطار تجربة فنية أوصلته إلى هذه
المكانة. فمن
شأن هذا الدور أيضاً أن يتيح فرصة جديدة لإبراز كوامن وقدرات غير تلك التي
اشتهر
بها، وكفنان سوف يعبر من خلالها الكثير من الصعوبات والقيود'.
وعن شخصية 'رضوان'
يقول الممثل شاه روخ خان 'يتطلب هذا الدور الكثير من المهارة والثقة لتبرز
شخصية
رضوان الفريدة والغريبة الأطوار. يعتبر المخرج كاران من صانعي الأفلام
القلائل
الذين تستطيع الاعتماد عليهم في إنجاح مثل هذا العمل'.
ومن أجل أن يعطي الدور
حقه، قضى خان وقتاً طويلاً في دراسة العديد من الأبحاث حول سلوك الذين
يعانون من
متلازمة 'أسبيرغر'.
ويتابع خان 'أتذكر مدى تأثري اثناء قراءتي كتاب مارك هدسون 'الحادث الغريب الذي تعرض له الكلب' بشخصية
ذاك الصبي واضطراباته جراء مرض التوحد
وعن سلوكه اليومي؛ ما جعلني أنجذب أكثر وأتعاطف مع حالته
الغريبة. وعندما اختارني
كاران لأمثل هذا الدور استجمعت كل احاسيسي وتأثري بما قرأته ومن ثم عسكتها
عبر دوري
في أداء هذه الشخصية'.
أما المرأة التي يمكن أن تلعب دور البطولة أمام نجومية
خان فقد اختار كاران النجمة كاجول ديفغان، وهي نجمة تتمتع بقوة فنية هائلة
وحائزة
على العديد من الجوائز.
يقول جوهرعنها 'موهبتها أنها تؤدي أدوارها بقوة وعفوية (طبيعية) وتنسى أنها امام الكاميرا. لديها
قدرات كبيرة وذكاء تحسد عليه بتسللها إلى
تأدية أدوارها ببراعة بصرف النظر عن الخلفية أو
الدور المناط بها'.
تقول كاجول
التي برعت في دورها السابق حين مثلت دور شخصية تعاني من مرض الزهايمر
'يعتقد الناس
أنني انتهزت هذه الفرصة لأمثل في أفلام كاران، والحقيقة أن لأفلام كاران
جاذبية
خاصة ويتمنى الكثير من الممثلين ان يؤدوا ادواراً فيها. كاران
في صداقته لي اعتبرها
شهادة مهنية عالية، وأنا اشعر بسعادة غامرة في العمل معه.
أما عن عملها مع
المخرج جوهر فهي تذكر أنها تتمتع دوماً بعلاقة عمل ممتازة معه، قائلة 'من
خلال عملي
معه أعرف تماماً ما يريده مني في التعبير عن جملة من الطاقات والانفعالات
أثناء
أداء الأدوار المسندة إليّ، لذلك أشعر بالسعادة في العمل معه'.
لا يُعتبر إبراز
الدور العاطفي في قصة الفيلم مهمة يسيرة، وهي تقع على عاتق خان وديفغان في
تقمص
دوري رضوان ومانديرا.
ولم تكن مهمة جوهر في تحقيق ذلك سهلة. يقول جوهر 'عادة
يمكنك الاستعانة بالكثير من الممثلين ولكن خان وكاجول هما أفضل من يمكن
الاستعانة
بهما لأداء الأدوار المعقدة في هذا الفيلم'.
سيندمج الجمهور مع أدائهما البارع،
وسيضيف تاريخهما الفني الحافل خلال السنوات الثلاثين الماضية
الكثير إلى هذا
الفيلم.
في النهاية والتصوير جارٍ، يقول جوهر إن التحديات ستهون بوجود شخصيتين
رئيسيتين مثل خان وكاجول، صحيح أن هذه التجربة هي من نوع جديد في صناعة
السينما
الهندية، ولكن هذا الكادر سيسهل علي المهمة واستطيع القول بأنني سعيد وأشعر
بثقة
وتفاؤل بهذا الفيلم.
القدس العربي في
13/02/2010
"اسمي
خان" يثير أحداث عنف في الهند
القسم الثقافي
مع انطلاق العرض العالمي للفيلم
الهندي (اسمي خان
My Name Is Khan )
اندلعت أحداث شغب في مومباي عاصمة الترفيه
الهندية خلال اليومين الماضيين تم فيها تخريب دور العرض التي تعرض الفيلم
وحرق
ملصقات إعلاناته.
وألقت الشرطة الهندية القبض على نحو ألف
ومائة شخص على خلفية أحداث العنف الطائفي؛ مما اضطر السلطات
الهندية إلى إعلان أن 21
ألفا من ضباط الشرطة سيقومون بحراسة 63 دارا للسينما تعرض فيلم "اسمي
خان".
ولقد وقفت تصريحات بطل الفيلم شاروخان
خلف أحداث العنف التي أثارها حزب شيف سينا الهندوسي اليميني,
والتي يأسف فيها
شاروخان لتعذر وصول منتخب باكستان "للكركيت" للعب في الهند هذا الشهر، أضف
إلى ذلك
موضوع الفيلم الذي يدور حول الإرهاب والإسلام والإعاقة والتفرقة العنصرية
بعد هجمات
الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ضد الولايات المتحدة 2001.
وهو المحور الذي تكفل بحد ذاته بإثارة
احتجاجات جماعات هندوسية بارزة، مثل باجرانج دال وفيشوا هندو
باريشاد، في ولاية
جوجارات المجاورة لمهاراشترا.
متوحد في
أمريكا
ويحكي الفيلم الذي أنتجته مدينة السينما
الهندية بوليوود عن (ريزفان خان) الذي يعاني من مرض التوحد
ويعيش حياة هادئة مع
زوجته، لكنه فجأة يقرر أن ينطلق في رحلة حول الولايات المتحدة الأمريكية
ليستعيد
أكبر حب في حياته، ويتمكن (ريزفان خان) خلال جولته أن يؤثر في حياة العديد
من الناس
ويكون مصدر إلهام للكثيرين بفضل طيبته وإنسانيته.
ويعكس الفيلم كيف تغيرت العلاقة بين
الغرب والمسلمين خلال السنوات الماضية من خلال رحلة عائلة
واحدة، وكيف أثرت أحداث
11
سبتمبر على حياتهم.
ويعرض الفيلم حاليا في عدة دول عربية
منها مصر والإمارات العربية المتحدة، لكن بعنوان "اسمي خان
ولست
إرهابيا".
وشاروخان -وهو مسلم- من أشهر ممثلي
بوليوود، ودرس شاروخان في صغره في إحدى الجامعات الإسلامية في
الهند، وكانت بدايته
الفعلية في فيلم ديفانا Deewana
سنة 1992م، ومنذ ذلك الحين توالت نجاحاته في العديد
من الأفلام التي أخذت شهرة عالمية.
وخلال السنوات التي قضاها في صناعة
السينما الهندية حصل على عدة جوائز، من أهمها تلك التي حصل
عليها فيلم "فير"،
واكتسبت أغلب أفلام شاروخان شهرة عالمية، وحققت عائدات ضخمة
محليا وعالميا، ومنذ
عام 2000م اتجه إلى إنتاج الأفلام، وهو مؤسس ومالك اثنتين من شركات
الإنتاج.
إسلام أنلاين في
13/02/2010 |