الرقابة تتطور.. ومساحات الحرية تتزايد هذه هى المعلومة التى
أصبحنا نلمسها بوضوح فى الفترة الأخيرة مع خروج العديد من الأفلام الشائكة
إلى
النور ولكن بالنسبة للسيناريست «ممدوح الليثى» والمخرج «خالد
يوسف» لم تكن هذه هى
الحقيقة فى ضوء الوضع الذى وجدا نفسيهما فيه.
يوم الاثنين الأول من فبراير
وقف «الليثى» و«يوسف» ينددان فى ساحة المحكمة بموقف الرقابة
على المصنفات الفنية
بعد أن قدم المجلس الأعلى للثقافة ووزير الثقافة شخصياً طعوناً على قرار
محكمة
القضاء الإدارى بتنفيذ فيلم «المُشير والرئيس»، بعدما جاهد الليثى والمُخرج
«خالد
يوسف» طوال ست سنوات كاملة من أجل خروجه إلى النور.
المحكمة قررت تأجيل
النظر فى القضية ولكن الأزمة ستظل مستمرة لأنها ليست هينة لأنك ببساطة
تتحدث عن 23
مشهدا فى سيناريو الفيلم، بعضها تم تعديله بشكل ودى، والبعض الآخر يُصر
صانعوه على
عدم التعديل لأن التعديل أو الحذف سيؤثر سلباً على الفيلم
.
سر
الأزمة
«روزاليوسف» استطاعت أن تنفرد بالحصول على مُلاحظات
السيناريو الخاصة بالفيلم، والتى تضمنت أرقام المَشاهد والصفحات التى أثارت
كُل هذه
الأزمة والتى أثارت اعتراض الجهات الأمنية.
المشكلة تتلخص فى المشاهد أرقام
18
و23 و27 وذلك لأنها تتضمن تمرد ضُباط على القائد الأعلى عقب نكسة
1967، وكذلك فى
المَشاهد أرقام 28 و29 و31 و38 و40 و43 و76 حيث تمت المُطالبة بحذف
المَشاهد التى
يظهر أو يتردد فيها اسم «صلاح نصر» وهو ما لم يُوافق عليه صُناع الفيلم وفى
المشهد
رقم 40 والذى تم تعديله كانت المُطالبة بعدم الإشارة إلى
مُقابلة الفنانة «برلنتى
عبدالحميد» للمُشير «عبدالحكيم عامر» فى أحد المبانى التابعة لجهة أمنية،
وفى
مَشاهد 57 و58 و65 تم الإشارة إلى أجزاء كثيرة من الحوار لم تكُن لائقة بين
رئيس
الجمهورية وكِبار رجال الدولة، أما المشاهد بدءا من المَشهد
رقم 77 حتى آخر
السيناريو فتمت المُطالبة بتغييرها كاملة، وهى تلك المَشاهد الخاصة بتناول
قضية
انتحار المُشير من عدمه، حيث اعترضت عائلة المُشير أيضاً على هذه المَشاهد.
وهو الشىء الذى استنكره «ممدوح الليثى» بقوله: «الفيلم يتضمن وجهتى
النظر
الخاصة بانتحار المُشير، فمثلما هناك مَشاهد تؤكد انتحاره، كما أسفرت
التحقيقات فى
النهاية، تمت الإشارة أيضاً إلى أن أسرة المُشير فى أحد مَشاهد الفيلم لا
تُصدق هذا
الزعم على حد اعتقادهم، بل تقول إنه قُتِل، وبالتالى فالفيلم موضوعى جداً،
ولا
يُقدم إساءة لأحد، واندهشت من مُهاجمة برلنتى عبدالحميد لى فى
وسائل الإعلام، وأقول
لها: «اصمتى وكفى عن التلسين علينا».
أما عن المَشاهد التى اعترضت عليها
الجهات الأمنية والخاصة بالحوار بين الرئيس وكبار رجال الدولة
ورأت أنه غير لائق،
فعلمنا أن هناك نوعين من الحوار فى الفيلم، حوار خاص بين الرئيس والمُشير
فى مجلس
الوزراء، وطبيعى أن يكون هنا الحوار لائقاً، لكن صناع الفيلم رأوا أنه حوار
بين
صديقين تكون فيه الكلفة مرفوعة، ثم إن الأمر يتلخص فى جملة أو
جملتين وتم حذفهما
لأنهما لن يؤثرا على الفيلم، أما عن مشهد برلنتى والمُشير فهو فى نظر صناع
الفيلم
مشهد بسيط لا يجب أن يُثير كُل هذه الضجة.
علاقة صداقة
الفيلم فى مُجمله يتناول علاقة الصداقة الإنسانية بين الرئيس
والمُشير بين أعوام 1937 لـ,1967 ويتضمن ذلك مواقف سياسية وعسكرية
وإنسانية، وإن
كانت العلاقة الإنسانية هى التى تعنى مؤلف ومخرج الفيلم.
الفيلم لن يبدأ
تنفيذه إلا بعدما يصدر قرار نهائى، ويرى صناع الفيلم النتيجة المترتبة على
طعن
المجلس الأعلى للثقافة ووزير الثقافة، لأنهم لا يريدون أن تصرف ملايين
الجُنيهات،
وفجأة يجدون أن طعنهم قد قُبِل، أما بالنسبة للأخبار التى
تناولت ترشيح السقا وكريم
عبدالعزيز لبطولة الفيلم، فحتى الآن الأسماء لم يتم الاستقرار عليها بعد،
لكن هناك
أسماء فى أذهان خالد يوسف كعمرو واكد ليُشارك السقا البطولة.
المُحامى
«ناصر
أمين» - المُدافع عن الليثى و«خالد يوسف» - أكد لنا أن الحُكم الصادر
بتمكينهم من تنفيذ الفيلم يأتى مُدافعاً عن الرقابة على
المُصنفات الفنية لا عن
صُناع الفيلم فقط، فالقرار بمثابة اعتراف بجعل الرقابة هيئة مُستقلة عن أى
هيئة
أخرى، كما أنه يعبر عن حرية المبدعين.
وعن كيفية الرد على الطعن المُقدم،
أجاب المُحامى «ناصر أمين» بأنه سيرتكز فى نقض الطعن على أن
الطعن يلوى الحقائق،
حينما استند إلى أن محكمة القضاء الإدارى غير مُختصة لأن هذا القرار الذى
صدر عنها
من أعمال السيادة - وهى القرارات المُتعلقة بالسياسة العُليا - وهو كلام
مغلوط لأن
القرار لا يتعلق بأعمال السيادة والتى حددها القانون وأخرجها
من القضاء الإدارى،
وبالتالى محكمة القضاء الإدارى هى التى تستطيع أن تعود بالفصل فى أعمال
السيادة،
بجانب أن مُصطلح «أعمال السيادة» مطاط نوعاً، فبالتأكيد ما كان غير مقبول
قديماً،
قد لا يُقبل اليوم.. أما عن الجدل المُثار والمُجدد حول انتحار
أم مقتل المُشير،
فهناك أحاديث تليفزيونية سُجلت فى برنامج «اختراق» لـ«عمرو الليثى» حول نفس
الموضوع، ولم تحدث ضجة بشأنها من جانب عائلة المُشير، وهو ما يُمثل تناقضاً
بين
موقف العائلة من الفيلم ومن البرنامج التليفزيونى، كما أنه تم
إجراء التحقيقات مع
رجال المُخابرات فى عام 1967 - و الكلام لـ«ناصر أمين» - وانتهت بتأكيد
انتحار
المُشير، وهذه التحقيقات مُعلنة، وإذا كان من غير اللائق أن يقوم الليثى
و«خالد
يوسف» بعمل فنى صادم، فلماذا حاكمت الدولة هؤلاء الأشخاص
وقتها؟
وإذا تم
الاعتراض على ظهور شخصية «صلاح نصر» فى الفيلم، فلماذا لم يتم الاعتراض على
ظهور
شخصية «د. هانى صلاح نصر» فى أحد البرامج التليفزيونية وهو يتحدث عن
مُشكلات والده
ومُحاكمته وسِجنه»؟! . ؟ حسين فهمى: المعارضة لن تفوز بانتخابات الرئاسة
القادمة
بدأ الفنان حسين فهمى مؤخرا مشروعا تليفزيونيا يعتبره من أهم
الأعمال التى
يقدمها خلال مشواره.. حيث يقوم من خلال المسلسل الذى يحمل اسم (بابا نور)
بشخصية
نائب رئيس حزب سياسى معارض وبعد أن توفى رئيس الحزب يحاول خوض انتخابات
الرئاسة،
ولكنه يخسر الانتخابات وبالتالى يقرر ترك الحزب نهائيا ليعيش
وسط البسطاء وليتعرف
على مصاعب ومشكلات الناس الحقيقية.
حسين فهمى قال لنا أن هذه الشخصية لا
يوجد شبيه لها فى واقع المعارضة المصرى، ولقد استعنت بالقراءة
كثيرا فى تحضيرى
للشخصية وقابلت العديد من كبار رموز المعارضة ورؤساء الأحزاب الذين تربطنى
بهم
صداقة قوية، هذا بالإضافة إلى أن (كرم النجار) مؤلف المسلسل كان له نشاط
سياسى
كبير.
المسلسل تشارك فيه مجموعة من الفنانين مثل عبدالرحمن أبوزهرة الذى
يقوم بدور رئيس حزب الشارع المصرى بالإضافة إلى علا غانم ويوسف شعبان وأحمد
راتب.
من خلال أحداث المسلسل ينتقل نور (حسين فهمى) من الحياة السياسية
الحزبية
إلى الحياة العادية بين الناس ويعيش فى فندق بسيط بمنطقة العجمى
بالإسكندرية وهناك
يقابل علا غانم التى تبحث عن أختها الصغيرة خوفا من استغلالها فى التسول.
بدأ تصوير أول مشاهد المسلسل فى استوديو الأهرام داخل ديكور منزل رئيس
الحزب وكانت معظم المشاهد بين حسين فهمى وعبدالرحمن أبوزهرة حيث جلسا
لفترات
يراجعان الحوار قبل كل مشهد.
حسين فهمى قال لنا إن المعارضة الآن فى منطقة
معقولة نسبيا، حيث تناقش قضايا مهمة وتفتح عدة مواضيع ننتهى
منها بنتائج ملموسة
ونجحت أيضا فى الوصول للناس بشكل جيد جدا وأكبر دليل على كلامى أن صحف
المعارضة
أكثر قراءة من الصحف القومية.. وفى إجابته عن سؤال حول كيف استغلت المعارضة
مناخ
الديمقراطية، قال يجب أولا أن نحدد ما هو مفهوم المعارضة لأن
هناك المعارضة لمجرد
المعارضة مثل بعض نواب مجلس الشعب الذين يعارضون فقط بدون تقديم أى جديد أو
حلول
ولا يلتزمون بمواقفهم، وهذا الحال بسبب استحداث الديمقراطية فى مجتمعنا،
فنحن لم
نعش مثل هذه الديمقراطية من قبل ولم نكن نعرف معناها.
وعن معنى ومفهوم
الديمقراطية قال «فهمى» إن الديمقراطية تقوم على ثلاثة أركان، أولا
انتخابات حرة،
ثانيا تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، أما الركن الثالث فهو تبادل السلطة، فلا
تقوم
الديمقراطية إلا على أساس تلك الأركان وهذا ما منعنا لسنوات
طويلة عن الديمقراطية،
حيث كانت المعتقلات تلاحق العديد فى أثناء الحكم الشمولى بالإضافة إلى غياب
حقوق
الإنسان وانعدام تبادل السلطة وذلك أثر على عدم وضوح مفهوم الديمقراطية لنا
الآن
فأصبحت المعارضة تعارض بكل سلبية عكس الخارج، فقد تقف المعارضة
مع الحكومة والنظام
فى بعض المواقف.. وبالنظر إلى تركيبة المجتمعات العربية سنرى أنه لا توجد
ديمقراطية
داخل البيت ولا داخل المدرسة ولا فى العمل ولا فى الحى ولا فى المحافظة
بالإضافة
لعدم المساواة بين البنت والولد فأصبح كل ذلك سببا قويا لعدم
فهمنا
للديمقراطية.
وعن رؤيته لمستقبل المعارضة، قال أتوقع مستقبلاً جيداً
للمعارضة فى مصر وستكون لها هوية وكيان لكن ذلك لن يحدث إلا عندما تشعر
المعارضة
أنها ستصل إلى السلطة فى يوم من الأيام، فالمعارضة تحدث
لمواجهة أخطاء الحاكم وبناء
على ذلك تدخل انتخابات الرئاسة لتفوز بها وتغير ما كانت تراه خطأ لأن
المعارضة تكون
بصفة مؤقتة حتى الوصول للحكم فيتحول الحزب الآخر إلى معارض وهكذا تدور
السلطة
وتتبادل الأدوار، حسين فهمى ختم حديثه بإشارته إلى اقتناعه بأن
المعارضة لن تفوز فى
الانتخابات الرئاسية القادمة.؟
مجلة روز اليوسف المصرية في
13/02/2010
منتج كلم ماما ومخرج اللمبى :
غزوة مؤته بطولة غادة عبد الرازق
كتب
طارق مصطفي
خطةالسبكى فى غزوة مؤتةالسينمائية!
خبر
طريف كان ومازال يتردد بقوة داخل الوسط السينمائى عن مشروع ضخم يحضر له
المنتج محمد
السبكى.. المشروع باختصار هو فيلم دينى جديد عن «غزوة مؤتة».. أما الهدف من
المشروع
فهو تحسين صورة الإسلام والدفاع عنه فى مواجهة الافتراءات الغربية عليه بعد
الأحداث
الكثيرة التى شهدتها السنوات الأخيرة.
أيضا تردد أن وائل إحسان هو الذى
سيقوم بإخراج هذه التجربة لتحمسه الشديد لها وإيمانه القوى بها.
وحينما
نعلم أن محمد السبكى هو المنتج الذى قدم للسينما المصرية أفلاما على شاكلة
«اللمبى» ..
وما تلاه من مشاريع مثل «كلم ماما» الذى قدم فيه «عبلة كامل» كنسخة نسائية
من
«اللمبى»
.. وصولا إلى «عمر وسلمى» بجزئيه الأول والثانى .. . وحينما نعلم أيضا أن
وائل إحسان هو الذى قدم سلسلة من الأفلام الكوميدية الخفيفة بدءا من «اللمبى»
..
ومرورا بـ«زكى شان» و«الباشا تلميذ» وصولا إلى الميلودراما فى «حلم
العمر».. يصبح
من المنطقى أن نتساءل بمنتهى الحيادية ودون التقليل من قيمة المشروع: ما
العلاقة
التى قد تربط «السبكى» و«إحسان» فى ضوء الخلفيات السابقة بمشروع فيلم دينى
عن غزوة
مؤتة .. .؟ ولماذا تلك الصحوة الدينية السينمائية المفاجئة
الآن؟!
تفاصيل الغزوة
تقديم فيلم دينى ليس أمرا سهلا
..
وليس أمرا هينا، بالإضافة إلى أن تلك النوعية من الأفلام ليست مجالا
لتجارب الهواة ..
وبالتالى تصبح الأزمة الحقيقية فى حال ألا يكون لدى «السبكى» و«إحسان»
مشروع
ملموس وقوى قد يضيف شيئا جديدا إلى ساحة الأفلام الدينية فى مصر. بالإضافة
إلى أن
«غزوة
مؤتة» من الأحداث التى تحتاج إلى دراسة متعمقة بسبب ظروفها التاريخية
المثيرة.
«غزوة مؤتة» جرت فى العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب قتل
الحارث بن عمير الأزدى رسول سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك
بصرى على يد
شرحبيل بن عمرو بن جبلة الغسانى والى البلقاء الواقع تحت
الحماية الرومانية. واستمر
القتال لأكثر من 6 أيام حقق فيها المسلمون انتصارا غير متوقع. أى أن الغزوة
بالفعل
تملك المقومات الدرامية التى تصلح لتحويلها إلى عمل سينمائى، ولكن هل يملك
السبكى
المقومات؟
كول تون
عندما تحاول الاتصال بالمنتج
محمد السبكى لا تفاجأ إذا أجابك صوت عبد الحليم حافظ فى أحد
أدعيته الدينية الشهيرة
..
فالسبكى قد اختار هذا الدعاء ليصبح «الكول تون» الخاص بهاتفه المحمول.
واجهنا السبكى بما سبق فقال إن المشروع حقيقى، ولكنه يحتاج إلى الكثير
من
الوقت خاصة أن ميزانيته ستتراوح بين 30 و50 مليون جنيه
.
محمد السبكى قال
لنا بالنص: «أريد أن أصنع فيلما أشبه بـ
« brave heart »، أى أن يكون فيلما مليئا
بالحالات الإنسانية .
مشكلة محمد السبكى مع الأفلام الدينية التى يحفل بها
تاريخنا أنها كانت باللغة العربية الفصحى، الأمر الذى كان يجعل هناك صعوبة
فى
وصولها للناس. وبالتالى يعد
«brave heart »
بالنسبة للسبكى المثل الذى يريد أن يسير
على ضوئه وفى إطار روحه وتكويناته.
الهدف من الفيلم بالنسبة للسبكى - على
حد قوله - أن يرى كيف كانت الناس تضحى فى ذلك الوقت من أجل
بعضها البعض خاصة أن كل
إنسان اليوم يقول «ياللا نفسى». السبكى يرى أن نسبة التدين عالية فى الشارع
المصرى،
الأمر الذى يجعله سعيدا ومتفائلا.
حياة أو موت
أساس المشروع وفقا لما علمناه عند المخرج وائل إحسان الذى روى لنا
التفاصيل ورأيه. وائل إحسان قال لنا: «منذ 30 عاما وفكرة صنع فيلم دينى
تراودنى
ودهشت لأننا لم نعد نصنع مثل هذه الأفلام كما لو أننا أصبحنا
فى الطراوة».
وائل إحسان يعيش فى نفس العمارة التى بها مكتب محمد السبكى، وفى إحدى
المرات التقى به فى الأسانسير وقال له بصراحة: أنا نفسى أعمل فيلم دينى عن
«غزوة
مؤتة» فقال لى: «اعمله لأن أنا برضه نفسى أعمل فيلم كده».
وائل أكد على أن
الوقت مازال مبكرا للحديث عن تجربة «غزوة مؤتة» التى تبدو حتى الآن كما لو
أنها
معلقة فى الفراغ بلا جذور فى أرض الواقع.
فكل ما يملكه وائل إحسان حتى الآن
فكرة تحتاج إلى ما يقرب من سنة حتى تتم ترجمتها إلى سيناريو،
ثم إن الفيلم سيحتاج
إلى معاينات كثيرة لأن تصويره سيتم فى مناطق معينة لأسباب تاريخية.
اليوم والبارحة
بالنسبة لوائل إحسان الذى بدأ منذ
أيام تصوير أحدث أفلام تامر حسنى أمام منة شلبى والذى يحمل اسم
«نور عينى»، فإن «غزوة
مؤتة» شديدة الشبه بالواقع الذى نعيشه الآن، حيث يتم النظر إلى المسلمين
على
أنهم قلة رغم أنهم يملكون بداخلهم القوة التى تجعلهم قادرين على تحقيق أى
انتصار،
وهذا هو الإحساس الذى أريد أن أعبر عنه منذ أن جئت من مدينتى إلى القاهرة،
وعندما
قدمت فيلم «حلم العمر» كنت أحاول أن أقول تجربتى، ولكن بشكل
مختلف .. حيث الرجل
القادم من الأرياف إلى القاهرة لتحقيق ذاته وللنجاح».
هذا المعنى مهم جدا
أن يصل لكل الناس، خاصة أن وائل يرفض تلك الصورة التى نصدرها طوال الوقت
للآخر عن
المسلمين .. «أنا إنسان مسلم وبسيط .. ولست محبطا كما يحاولون أن يقولوا
عنا، أيضا
«غزوة
مؤتة» تشبهنا لسبب آخر، وهو أنها اعتمدت فى الأساس على 3000 محارب فى
مواجهة 30
ألفا، الأمر الذى كان يعنى أن الهزيمة
وشيكة ولكنهم ورغم قلة عددهم انتصروا».
بالنسبة لوائل لا تعد الأزمة المالية عقبة قد تقف فى طريق الفيلم لأن تلك
الأزمة
ستستمر على أقصى تقدير لشهور وليس لسنوات..
بل الغريب أن وائل إحسان يعتبر
أن نجاح الفيلم مضمون.
مجرد مشروع
«غزوة
مؤتة»
تعيش فى مخيلة إحسان منذ أن كان طفلا صغيرا
يستمع لشيخ الجامع يتحدث عنها «رأيتها..
رأيت كل تفصيلة فيها .. رأيت مشاهد القتال ورأيت الشوارع». عبلة كامل ..
غادة عبد
الرازق.. خالد صالح.. وخالد الصاوى .. فتحى عبدالوهاب.. هذه هى الأسماء
التى
يتخيلها وائل إحسان فى الأدوار الرئيسية داخل الفيلم.
السيناريو سيكون
لكاتب يقدمه إحسان تقريبا للمرة الأولى وهو حسام شلش، أما تحضيرات الفيلم
فقد تستمر
لعامين على أقل تقدير وفقا لما علمناه من وائل الذى نفى كل ما قيل حول أنه
قام
بالتعاقد مع السبكى بالفعل.. وائل قال: «كلمتى مثل العقد
ولكننى لم أوقع بعد».
ما يهم وائل فى الفيلم ليس المعارك بقدر ما هو البشر أنفسهم..
تفاصيلهم..
صراعاتهم .. طبائعهم المختلفة.. «أريد أن أعرف أكثر عن الأشخاص الذين صنعوا
هذا
النصر». سألت وائل قائلا: وائل إحسان صاحب تجربة «اللمبى».. وائل إحسان
صاحب مشروع «غزوة مؤتة» ألا ترى نوعا من التضارب ؟
فاحتد قائلا: «اللمبى» هوجم كثيرا
ولكن أين هو الآن؟.. مازال يعرض ومازال يحقق نسبة عالية من
المشاهدة». فقاطعته
متسائلا: «منذ أيام بدأت تصوير «نور عينى» لتامر حسنى ومنة شلبى.. وبعدها
ستحضر
لمشروعك الضخم ألا تخشى أن يوجه لك انتقادات عن مدى التناقض الذى تحمله
الصورة
..
فاعترض مرة أخرى قائلا: «هو حرام»؟ ثم واصل قائلا: «أنا أصنع أفلاما
لأننى أريد أن
أقدم سينما، لست أضع النقاد أو الصحافة فى ذهنى .. ثم إنه ما العيب فى
تقديم أفلام
رومانسية»؟!
مجلة روز اليوسف المصرية في
13/02/2010 |