يعتبر كثيرون أنّ خالد يوسف يتعمد إثارة الجدل حول أفلامه من خلال
أدوات عرف كيف يستخدمها بحرفية. هكذا، جعل نفسه في دائرة الضوء دوماً
واستحقّ لقب المخرج الوحيد الذي يقبل الجمهور على أفلامه أياً كان أبطالها.
لكن هذه القدرة على جذب الأنظار ترافقت مع جاذبية للفضائح لا يقصدها خالد
يوسف بكل تأكيد ولا يسعد بها، لكنه أصبح لأسباب عدة ضيفاً على صفحات
الحوادث. وها هو صاحب «حين ميسرة» يتصدّر مجدداً دائرة الضوء بعدما قرر
فجأة خوض المنافسة على مقعد نقيب السينمائيين المصريين. وبينما وصلت جولاته
الانتخابية إلى العديد من الأقاليم التي فيها ناخبون، فوجئ السينمائي
المصري بأنّ هناك شخصاً ينتحل اسمه على موقع «فايسبوك» ويوهم الفتيات
الراغبات في احتراف التمثيل بأنه وكيل أعمال خالد يوسف. ثم يقوم هذا الرجل
المجهول بلقاء الفتيات وممارسة الجنس معهن مقابل تسهيل مهمة مقابلة المخرج
الشهير للحصول على النجومية. وفي أحيان أخرى، يصطحبهن إلى استديو تصوير
لالتقاط صور فوتوغرافية ثم تُصوّرهن كاميرات سرية في غرف خلع الملابس
لابتزازهن لاحقاً وإجبارهن على ممارسة الجنس بعدما يكتشفن أن خالد يوسف لا
علاقة له بالأمر وأنه ليس هناك أي فرصة للتمثيل. وعلى الفور، تحرك المخرج
المثير للجدل وقدم بلاغاً رسمياً انضمت إليه بلاغات من ممثلة ناشئة ومطربة
مغمورة ضد الشخص نفسه الذي اتضح أنه منظم حفلات يغطي نشاطه الأساسي وهو
الدعارة. وفيما أرجع يوسف هذه الواقعة إلى خوضه انتخابات نقابة
السينمائيين، عادت إلى الذاكرة فوراً الواقعة الشهيرة حين اتّهمت إحدى
الفتيات يوسف بالزواج منها عرفياً وتمزيق العقد قبل أن تختفي هذه الفتاة في
هدوء. وبالتزامن مع واقعة الـ«فايسبوك» الأخيرة، خرج الزمخشري عبد الله وهو
طالب في معهد السينما ليتهم يوسف بسرقة فكرة فيلمه القصير «كارت شحن بعشرة»
واستخدامها في شريط «كلمني شكراً». إذ دار الشريط القصير حول الدعارة من
خلال كاميرا الويب حيث تتعرّى بعض الفتيات أمام الكاميرا مقابل أن يحوّل
الشاب في الطرف الآخر رصيداً من المكالمات إلى هاتفها الخلوي. وهو المشهد
الذي أثار ضجة في «كلمني شكراً» بسبب تعري الممثلة التي تقوم بأداء
الشخصية. لكن يوسف رفض الاعتراض عليه ورفض أيضاً اتهام المخرج الشاب قائلاً
إنّ هذه الظاهرة منتشرة وليست أساسية في الفيلم. وبالتالي، فهي ليست ملكاً
للزمخشري عبد الله.
الأزمة الأشهر
كانت أزمة علاقة خالد يوسف والممثلة منة شلبي (الصورة) هي الأشهر في
مشوارهما الفني. إذ إنّ ثلاثة أفلام جمعت بين المخرج المتزوج منذ 10 سنوات
والممثلة الشابة وربطت بينهما شائعة قوية عن وجود علاقة عاطفية قد تتحول
إلى زواج. وحين أعلنت منة شلبي أنّ خطوبة عائلية جمعت بينها وبين يوسف،
امتنع هذا الأخير عن الإدلاء بأي تصريح عن الموضوع. ما دفع الممثلة المصرية
أيضاً إلى عدم التصريح مجدداً بحقيقة علاقتها معه ثم امتنع كلاهما عن
المشاركة في أي أعمال فنية تجمعهما سوياً.
الأخبار اللبنانية في
11/02/2010
دمشق في المقهى... بتلعب «طرنيب»
وسام كنعان
رغم الجدل الذي تثيره أعماله، يعود المخرج محمد زهير قنوع في مسلسل يسلّط
الضوء على الحياة الثقافية في العاصمة السورية ويعيد دريد لحّام إلى الشاشة
بعد غياب طويل
بعدما عرض تجربته الإخراجية الأولى في مسلسل «وشاء الهوى» للكاتبة يم
مشهدي، انطلقت ضده حملات نقدية شرسة. إلا أن الكاتب والمخرج السوري محمد
زهير قنوع عاد ليقدّم أعمالاً تكشف هاجسه بالتجريب، وتُظهر رغبته في تحقيق
صدمة حقيقية في الدراما السورية على صعيد الإخراج. قد يكون ذلك تيمّناً بما
حققه نجدة أنزور عندما قدم مسلسله «نهاية رجل شجاع».
هكذا ترك قنوع أصداءً سلبية وإيجابية خلف كل أعماله، ككاتب أو مخرج.
غير أنّ ما لم يخطر ربما في بال المشاهد هو أن يقدّم عملاً جديداً، يوحي
بأنّه مقاربة ليوميات المشهد الثقافي والفني السوري ولكن بصورة جديدة. إذ
كشف قنوع لـ«الأخبار» أنه انتهى من كتابة مسلسل من ثلاثين حلقة يحمل اسم «طرنيب»،
ويُفترض أن يكون جاهزاً في رمضان. من يعرف هذا المخرج السوري، يعرف أنه
يقضي ساعات طويلة في مقهى «الروضة» في دمشق، حيث يلعب الورق مع أصدقائه من
الوسط الفني، بينهم الممثلون نضال نجم، ومحمد قنوع وحسن عويتي، والمؤلف
الموسيقي معن خليفة. وينضم إليهم أحياناً المخرج المثنى صبح والنجم جمال
سليمان... فهل ستنقل أحداث «طرنيب» الأجواء التي يعيشها المخرج السوري
يومياً في هذا المقهى الدمشقي؟ «العمل يدور حول مجموعة شباب سوريين يلتقون
يومياً في أحد المقاهي ليلعبوا الورق هرباً من هموم الحياة ومشاغلها.
وستكون الساعات التي يقضونها معاً في المقهى نوعاً من الترويح عن النفس
والتسلية والمتعة في آن. ويشبه هؤلاء أي مجموعة قد تلتقيها في المقهى
يومياً».
هكذا يحاول قنوع تقديم عمل خارج عن المألوف على صعيد الفكرة أولاً.
ولا بدّ من أن ترافقه رؤية إخراجية جديدة تبتعد عن التجارب السابقة، وتعتمد
التجريب إلى أقصى درجاته. ومبدئياً، يبدو أن فكرة العمل ترتكز على إظهار
أجواء غير التي سادت الأعمال السورية الأخيرة، واعتادت تقديم جرعات عالية
من النقد للمجتمع، وذهبت كاميرات المخرجين لتصور حجم البؤس الذي يعانيه
السوريون. «سنظهر في «طرنيب» نسبة عالية من التفاؤل من خلال التركيز على
إيجابيات واضحة في مجتمعنا وطاقات تكمن عند شبابنا الذين يمكن أن يكونوا
على قدر من المسؤولية عكس ما يشاع غالباً... كل ذلك رغم ما يحيط بهم من
إحباط وخيبات أمل يومية وظروف معيشية سيئة».
سيدخل «طرنيب»، إذاً، في نبض الشارع السوري من خلال قصة اجتماعية
لمجموعة شباب يرتادون المقهى ويلعبون لعبة السوريين المفضلة وهي «الطرنيب»
من دون أن يكونوا مثالاً للشباب الطائش غير المسؤول.
يتناول العمل قصّة شباب يلتقون يومياً في المقهى هرباً من هموم الحياة
لكن من هي شركة الإنتاج التي ستتولى العمل؟ وما هي ميزانيته؟ ومتى
سينطلق التصوير؟ رفض قنوع الإجابة لأنه لم يصل حتى الساعة إلى صيغة اتفاق
نهائية مع المنتج. وهو ربما يجعل التجربة برسم التأجيل في حال عدم الوصول
إلى اتفاق قريب. لكن مفاوضات المنتجين لا تمنع المخرج السوري من التصريح
بأسماء أبطال عمله الذين أعطوا موافقات مبدئية بعد قراءتهم النص. وسيكون
على رأس المشاركين في هذا العمل النجم السوري دريد لحام في عمله التلفزيوني
الأول بعد غياب طويل عن الشاشة. إذ كان ظهوره الأخير في الدراما السورية
عام 2007 خلال مشاركته ضيف شرف في «أيام الولدنة» للكاتب حكم البابا
والمخرج مأمون البني. وسيقف إلى جانب الكوميدي السوري فارس الحلو وأمل عرفة
وباسل خياط.
من جهة أخرى، لا يزال قنوع يتفاوض مع شركة إنتاج لم يعلن عنها بشأن
إمكان إنتاج فيلمه السينمائي الروائي الطويل «ميك أب» بعدما تراجع عن فكرة
تنفيذه في مصر. وإذا اتُّفق مع شركة الإنتاج، فإن تصوير الشريط سيبدأ في
آذار (مارس) المقبل.
الأخبار اللبنانية في
11/02/2010 |