لم استطع ان اخرج صورة توني بليرمن
ذهني عندما رأيت الممثل الويلزي، مايكل شين، فيما نحن سائرين في ممرفندق
فورسيزونز.
بعد كل شيء، على الرغم من حياته المهنية
الغنية في مجال السينما والمسرح، فان اكثر
ما اشتهر به تصويره رئيس الوزراء البريطاني السابق في
'الصفقة'، و'الملكة'،
و'العلاقة الخاصة'.
شين قام ايضا بتمثيل شخصية ديفيد فروست في فيلم 'فروست
/
نيكسون'، ولكن أيا من تلك الادوار ما كانت ممتعة مثلما دوره بالشخصية
الغامضة لمدير
فريق كرة القدم 'برايان كلوف' في عمل بيتر مورغان المقتبس لكتاب ديفيد بيس
الأكثر
مبيعا، 'اللعنة يونايتد'
'The Damned United' .'مع كل الاحترام لبلير وفروست،
ولكن قيامي ببحث حول كلوف كان ممتعا لي اكثر بكثير من البحث في شخصيتيهما'
يقول شين
ساخرا. 'كلوف هو شخصية استثنائية. لحسن الحظ كان هناك لقطات كثيرة له. أصبح
مديرا
في الستينات عندما كان صغيرا جدا، بحيث يمكنك تتبع كامل حياته
الوظيفية حتى وفاته.
كان دائما هناك، ودائما لديه ما يقوله: في المقابلات الصحافية والبرامج
الحوارية،
وكان له عمود في صحيفة، كتب كتابا. لذلك اضطررت الى التدقيق في كل ذلك،
مرارا
وتكرارا. كان ذلك مسليا جدا'.
شين يتكلم بحماس عن شخصية كلوف التي لا يمكن
التنبؤ بأفعالها وبالتناقضات الهائلة فيها 'لم يكن يهتم بشيء. كان الناس
يتحركون
حوله، وكان يتأثرون به. من ناحية كان قادرا على القسوة الكبيرة ومن جانب
آخر كان
قادرا على لطف كبير وكرم هائل. الشيء الوحيد الذي اثر فيه هو
انه لم يستطع تجاوز
واقعة أن مشواره مع كرة القدم قد انقطع، دون ان يتمكن من ان يكون لاعبا
عظيما'.
لفهم شخصية كلوف المعقدة، شين سأل نفسه 'ماذا كان سيحدث لو كنت بعمر 23-24
عاما، أفضل ممثل في العالم، وكان كل شيء يسير على ما يرام
بالنسبة لي، ثم فجأة حدث
شيء ما، مثل حادث دراجة نارية، ومنعني من فعل كل ذلك'؟ 'كل هذا الغضب
والإحباط
والمرارة والألم كان داخله وقام بتغطيته بالغطرسة والثقة الظاهرة بالنفس'،
وأوضح
شين. واضاف 'كانت هذه المشاعر تحفزه ايضا ويمكنك ان ترى الجانب
الصحي في ذلك لأنه
مع سحب 'الدربي' من قاع الدوري، ومن ثم مع هاجسه بالفريق تشاهد الجانب
المظلم من
هذا كله'.
'وهذا
ما وجدته مثيرا للاهتمام فيه، ذلك الضعف الموجود بسبب ما حدث
له، وكان يتم التعبير عنه بتلك الطريقة'، يقول شين بحماس.
شين يصرعلى ان هذا
الفيلم هو عن شخصية استثنائية، وليس عن كرة القدم، لكنه يعترف بأنه حلم
دائما
بتقديم قصة عن كرة القدم. وفي الواقع، فان شين بدأ حياته كلاعب
كرة قدم.
'كنت
مهووسا بكرة القدم. لقد لعبتها، فكرت بها وحلمت بها، 'يقول شين. 'ثم تحول
شغفي بكرة
القدم إلى التمثيل، ولكنني لم اترك كرة القدم ورائي تماما. لقد
عرفت انني يوما ما
سأقوم بتمثيل قصة عن كرة القدم. اعتقدت انها ستكون قصة جورج بست، لكن تبين
أنه
برايان كلوف'.
لكن موهبة شين الحقيقية هي استحضار شخصيات الحياة الحقيقية الى
الشاشة. كيف يفعل ذلك؟
'لا
استطيع ان اتملك الشخصية تماما، لأنني لا يمكن أبدا
أن اكون هذا الشخص'، يقول شين متعجبا. انه يحاول التواصل مع
الشخص عن طريق إيجاد
روحه دون نسخ شخصية بشكل تام، ويأمل أن الجمهور سيكون لديه نفس الشعور عند
مشاهدته
ومقارنته بالشخص الآخر الذي يلعب دوره.
عندما عمل شين على شخصية كلوف، شاهد
لمئات المرات لقطات من المقابلات التي أجراها كلوف. ليس من أجل صنع نسخة
منه، ولكن
من أجل وقف تشتيت انتباهه بما يفعله كلوف وبالبدء بالاستماع إلى شيء آخر،
كما لو ان
كلوف يعطيه شخصيته.
وقال 'اذا ولقد شاهدته مرات عديدة، وأنا أعرف كل كلمة
يقولها وكل حركة يقوم بها... ليس هذا هو المهم، المهم هو أنني تجاوزت ذلك
وبدأت
بسماع شيء مختلف قادم منه، شيء لا يقهر. انها روح الرجل'، وأوضح شين. 'وبعد
ذلك هذا
ما أحاول القيام به في الفيلم. لا يوجد شيء كامل، وأنا فقط أحاول أن اسكن
فيه'
'يونايتد
الملعونة' كان العمل السادس الذي يتعاون شين فيه مع بيتر مورغان،
الكاتب الذي حظي بعدة جوائز ادبية. كلاهما قرأ كتاب بيس وتحدثا عنه لعدة
أشهر، في
محاولة لمعرفة ما ينبغي عماذا تتحدث القصة، ما هو الاهم، هل
يجعلا القصة تتحدث عن
كلوف وتايلر أو كلوف وRevvie...
وهلم جرا. ثم يقوم مورغان بكتابة مخطوطة مشروع
ويعود ليقرأها مع شين. يقومون بمناقشتها ثم يعود مورغان لكتابة القصة.
'نحن
نقوم بذلك عبر كل هذا الجهد، حتى ونحن نقوم بالتصوير' قال شين. 'لقد فعلت
ذلك في
ستة مشاريع مع المخرجين الرائعين، ستيفن فريرز، رون هوارد وتوم
هوبر. لقد كانت هناك
علاقة رائعة، ولكننا قد لانعمل مع بعضنا البعض مرة أخرى، من يدري؟'
من
صنعه؟
المخرج: توم هوبر
الكاتب: بيتر مورغان
تمثيل: مايكل شين، تيموثي
سبول، كولم ميني، جيم برودبينت
عن ماذا يتحدث؟
في انكلترا الستينات
والسبعينات، يخبر 'اللعنة يونايتد' قصة مدير فريق كرة القدم الصريح والطموح
ومحب
المواجهات بريان كلوف (مايكل شين)، في الفترة التي يستلم فيها ادارة فريق
ليدز
يونايتد الذي كان بطل الدوري الانكليزي، والذي كان يديره خصمه
اللدود، دون ريفي (كولم
ميني).
بريان كلوف يصعد الى الشهرة في عالم ادارة فرق كرة القدم بعد
نجاحاته ـ مع مساعده المخلص بيتر تايلور (تيموثي سبول) ـ في
انقاذ فريقي هارتلبول
وديربي كاونتي والصعود بالأخير من حضيض دوري الدرجة الثانية الى قمة دوري
الدرجة
الاولى. منهجية بريان كلوف المثالية في ادارة الفريق تفشل عندما يأتي الدور
على
ليدز يونايتد، وتظهر مواجهات بشعة مع اللاعبين، الذين كانوا
معتادين على الاسلوب
الساخر والعدواني لمديرهم السابق. نتيجة ذلك، فان بقاء بريان كلوف في منصبه
لا
يستمر اكثر من 44 يوما.
ماذا يشبه؟
هذه ليست محض قصة عن كرة القدم. في
الواقع، ليس هناك الكثير من كرة القدم في الفيلم. انه قصة انسانية عن
العداوة
والصداقة، الحب والكراهية، الاخلاص والولاء. يمكن ان تحدث لاي كان في اي
وظيفة، لكن
في هذه الحالة كانت قصة معقدة ومدهشة لمدير فريق كرة القدم بريان كلوف
الذي، مدفوعا
بكراهيته لخصمه، دون ريفي، ومدعوما من مساعده الوفي بيتر
تايلور، يقفز الى قمة
اللعبة في مجال عمله.
السيناريو المبني برشاقة قام بيتر مورغان باقتباسه من
رواية دافيد بيس، محولا القصة السوداوية عن الكحولية، الغطرسة، والتدمير
الذاتي الى
فيلم مليء بالدعابة والمتعة واللطف. بالرغم من شخصية كلوف المظلمة
والعدمية، فاننا
نتعاطف، ونتأقلم معها فيما يقوم بقيادة فريقه الى قمة الدوري. هذه الشخصية
الاكبر
من الحياة تم استحضارها الى الشاشة من خلال مايكل شين، الذي
يقوم بأداء دوره الأهم
في حياته، حيث يقوم باستيعاب وتمثل عقلية بريان كلوف الجنونية. اعماله
السابقة في 'الصفقة' و'الملكة' حيث يقوم بتجسيد دور
توني بلير جديرة بالثناء، لكن في هذا
الفيلم فانه يتفجر بطاقة مثيرة ويرتفع حقا بمواجهة تحدي تمثيل
شخص مهووس ويثبت مرة
ثانية انه مؤد موهوب.
'اللعنة
يونايتد' دراما قوية،
يسندها سيناريو جيد، تمثيل
ممتاز، وتصوير مثير للاعجاب، وتصميم ابداعي للانتاج، حيث يقوم باعادة خلق
فترة 1968-1974
في شمال انجلترا مسل بشدة.
القدس العربي في
05/02/2010 |