لم تشغله يوماً البطولات المطلقة، ولا مسألة النجومية وترتيبه فيها، لأن ما
كان يشغل الفنان فتحي عبد الوهاب تقديم أدوار جيدة، راقية ومتميزة تتلاءم
وقناعاته . . وعلى هذا المبدأ حاز أخيراً جائزة أفضل ممثل في مهرجان
القاهرة السينمائي الأخير، أهداها للمنتخب القومي المصري لكرة القدم، ومن
هذا الإهداء بدأ الحوار .
·
لماذا أقدمت على هذه المبادرة؟
لأنني لم أجد وسيلة أفضل للتعبير عن تقديري لفريقنا القومي وللاعبيه
المحترمين الذين اجتهدوا ولم يتهاونوا في لعبهم . تصرفت بتلقائية على
المسرح وبرد فعل فتحي عبد الوهاب المواطن المصري وليس الممثل .
·
هل توقعت حصولك على الجائزة كنت
تتمناها للفيلم نفسه كما سبق وذكرت؟
أبداً، كنت أتمنى الفوز للفيلم باعتباره الفيلم المصري الوحيد في مهرجان
القاهرة، وحصوله على جائزة يعني حصول مصر عليها، لكني فوجئت بأنها كانت من
نصيبي واعتبرتها جائزة إبداع لكل من عمل في الفيلم، وللسينما المصرية
والعربية . لذلك كنت سعيداً جداً بها .
·
الهجوم على الفيلم تحديداً كانت
له مبرراته من وجهة نظر أصحابه، خصوصاً انه تضمن مشاهد ساخنة كثيرة . ألم
تكن تتوقع هذا الهجوم؟
توقعت ذلك، ليس لأسباب فنية، بل لأسباب لها علاقة بدخول الفيلم في مناطق
يخشى الكثير من الاقتراب منها . أما المشاهد التي وُصفت بالساخنة فكانت لها
مبرراتها، ولم يسع اليها المخرج مجدي أحمد علي إلا لضروراتها ومبرراتها
الدرامية والفنية .
·
“عصافير النيل” هو التعاون الثالث بينك ومجدي أحمد علي . هل يمكن اعتباركما
ثنائياً فنياً؟
منذ أول لقاء جمعنا أصبحت بيننا “كيمياء” مشتركة ما يجعلني سعيداً بالعمل
معه . فكرة الثنائيات في الفن واردة وأراها مسألة سليمة بين ممثل ومخرج لأن
التفاهم بينهما ينعكس على العمل، وأنا معجب بفكرة ووجهة نظره الفنية، فهو
عاشق للسينما الحقيقية البعيدة عن المسميّات التجارية، وأتمنى أن تتكرر
أعمالي معه فنعيد معاً أمجاد السينما المصرية في سنواتها الذهبية .
·
هل يمكن اعتبار الى جانب أهمية
الفيلم أنه وضعك على خريطة البطولات؟
لا تشغلني البطولات المطلقة ولا أسعى إليها، كما لا أقبل أدواري وفقاً
لهذه المقاييس لأنني أفضل البطولات الجماعية وأبحث دائماً عن الدور الجيد
بغض النظر عن كونه بطولة مُطلقة أو جماعية . وللعلم ليس أكثر “عصافير
النيل” ليس بطولتي الأولى .
·
هذا يعني أنك قد توافق على تقديم
دور صغير؟
بالتأكيد، ولا مشكلة في ذلك أبداً خصوصاً في شريط يضيف للسينما المصرية
أهميتها على الساحة العالمية . ما يعنيني أهمية الدور وليس مساحته، وأعتقد
أن التوجه وفق هذه المعادلة هو الذي يطيل عمر الفنان .
·
ما الذي جذبك لفيلم “عربة آدم”
الذي سيُعرض قريباً؟
لأنه مختلف وبعيد عن الأفلام التي تناولت القضية نفسها من قبل السيناريو
الذي كتبه محمد سليمان عبد الملك رائع، إضافة الى عدسة محمود كامل وهو من
المخرجين المتميزين الذين يمتلكون رؤية سينمائية خاصة .
·
حصلت أفلامك على الجوائز لكنها
افتقدت جمهورها . ما السبب برأيك؟
ليست وظيفتي أن أجلب أموالاً لأفلامي أو حتى أقوم بالدعاية لها، فأنا ممثل
أقدم فناً محترماً يبقى ويعيش ويؤرشف في سجلي ليبقى للذكرى والتاريخ، وبهذا
المعنى لا أفكر في الإيرادات لأن هذا الأمر يعني بالدرجة الأولى الجهة
الانتاجية .
·
ألا تجد أن نجوميتك تأخرت مقارنة
بأبناء جيلك؟
نظرتي الى النجومية تستند الى الأدوار التي يقدمها الفنان بعيداً عن مسألة
البطولة . لذلك قد تكون لي دور بطولة، وبعده دور صغير ثم بطولة جماعية .
·
النجومية من منظار البعض مسألة
عرض وطلب، ووجودك في السوق بشكل مكثف يعني أنك مطلوب، وبالتالي نجم
جماهيري؟
آسف لمثل هذا التقييم لأن العرض والطلب أيضاً يخضعان للقبول أو الرفض،
وعلى هذا الأساس، قد تردني عشرات العروض، فأختار منها واحداً أو اثنين بحسب
قناعتي، بينما قد يقبل غيري كل العروض التي ترده . . من هنا لا يمكن الحكم
من هذا المنظار على النجومية .
·
ولماذا أنت مقّل في أعمالك
نسبياً؟
لأنني أتأنى في دراستها، ولا أقبل بأي عمل لا يتلاءم وقناعاتي ولو أدى ذلك
الى بقائي عاطلاً عن العمل .
·
ألاّ يؤكد هذا الكلام صفة الغرور
التي اتهمت بها؟
وهل الالتزام بالمبادئ في الحياة معناه الغرور؟ في البداية كان يغضبني
سماع هذا الاتهام، خصوصاً أنه بعيد عني تماماً، إنما اليوم وبعدما عرفت
السبب، أي بُعدي عن وسائل الإعلام لم يعد الأمر يهمني لا من قريب ولا من
بعيد .
·
ولماذا إصرارك على هذا المبدأ؟
لأنني أُفضّل العمل على الاستعراضات الفارغة والثرثرة . الفنان الاستعراضي
يمله الناس سريعاً، وعلى هذه القناعة لن أوفّر أي كلام مفيد في الأوقات
المناسبة .
·
ما الذي تغير في فتحي عبد الوهاب
من “سارق الفرح” الى “عصافير النيل”؟
“سارق الفرح” كان أول أفلامي مع المخرج الكبير داوود عبد السيد، وله الفضل
في تقديمي على شاشة السينما، من حينها تغيرت أشياء كثيرة أهمها أنني تخطيت
مرحلة الانتشار الفني، وأصبحت لي معاييري الخاصة في اختيار أدواري .
·
عم تبحث اليوم؟
عن أدوار أكثر صعوبة، لأني أشعر بأن في داخلي طاقة من القدرات لم تظهر بعد
. أبحث عن فتحي جديد ومختلف مع كل دور أؤديه .
·
هل تشعر بأنك أخذت حقك
سينمائياً؟
الحمد
الله، أخذت حقي من خلال الأدوار المتميزة التي قدّمتها وأُقدمها واستمتع
بها الكثير من جمهوري. يكفيني تقدير الناس واحترامهم، وسعادتي كممثل أن آخذ
حقي من الناس مادمت أعمل على إسعادهم .
* أين تضع نفسك اليوم بين نجوم جيلك؟
أنا ضد التصنيف، لأن التصنيف يؤدي الى النمطية التي أكرهها .
·
أين أنت من التلفزيون اليوم
خصوصاً انه أسرع وسيلة للانتشار؟
من دون شك، وأنا أحد الذين استفادوا منه، وما أزال، اعتباراً من
سيناريوهات كثيرة تصلني اخترت منها “سنوات الحب والملح” للمخرج الكبير محمد
فاضل، وفيه الذي أقدم من خلاله دوراً مختلفاً لم أحظ بمثله من قبل .
الخليج الإماراتية في
03/02/2010 |