قامت مجلة »لوس أنجيلوس تايمز«
بإجراء تصويت علي موقعها الإلكتروني لاختيار،
أهم نجمة سينمائية خلال السنوات الخمس الأخيرة،
وقد جاءت النتيجة لصالح ميريل ستريب بنسبة
63
بالمائة ، بينما حصلت كل من نيكول كيدمان،
وأنجيلينا جولي علي25
بالمائة
، أما "جوليا روبرتس" فلم تزد نسبة الأصوات التي حصلت عليها علي عشرة
بالمائة حيث تراجعت أسهمها خلال السنوات الأخيرة نتيجة غيابها عن الساحة الفنية،
وعودتها بفيلم متواضع هو "الازدواجية"!
وقد جاء في تعليقات رواد الموقع الإلكتروني،
أن من أهم أسباب تفوق ميريل ستريب علي بقية نجمات
هوليوود، أن اسمها أصبح مرتبطا بالأفلام جيدة المستوي،
سواء كانت تلك الأفلام تنتمي للكوميديا ، أم الدراما،
بالإضافة إلي أنها تعيش حياة أسرية مستقرة، بعيدة عن فضائح نجوم هوليوود،
والأهم من ذلك أنها أكثر نجمة أمريكية معاصرة،
حصلت علي ترشيحات لجوائز الأوسكار، حيث نالت خمسة عشر ترشيحا،
بالإضافة لحصولها علي الأوسكار في عامين متتاليين ، عن دورها في فيلم"
كرامر ضد كرامر"، مع داستن هوفمان
، وفيلم" اختيار صوفي " مع كيفين كلاين!
< < <
وميريل ستريب التي وصلت إلي سن الستين من عدة أشهر، كانت قد بدأت حياتها الفنية
، بدور صغير في فيلم "جوليا"،
أمام كل من جين فوندا ، وفانسيا ريد جريف، ثم واصلت رحلتها السينمائية بثبات،
وكانت موهبتها وحدها هي جواز مرورها ، فلم تكن تتمتع بجمال صارخ أو قوام مثير مثل
غيرها من نجمات السينما، وكثيرا ماكانت تنعي حظها وتصرح بأنها كانت تتمني أن تمتلك سيقانا
أكثر جمالا ووجها أكثر تناسقا، ومع ذلك فلم تحاول
يوما أن تلجأ للجراحات التجميلية،
فهي تؤمن أن وجه الفنان هو وسيلته في التعبير،
ولو حدث فيه أي نوع من التغيير أو التعديل، فربما
يؤثر هذا علي إمكانية التعبير، ومع ذلك فقد كانت حريصة علي إخفاء عيب واضح في أنفها
، من خلال ماكياج خاص، واختيار زوايا معينة للتصوير تخفي أو تتجنب إظهار هذا العيب!
درست ميريل ستريب، فنون الغناء والموسيقي وهي في سنوات الطفولة والمراهقة،
حيث كانت أسرتها تعدها لتكون مطربة أوبرا، ولكنها تركت هذه الفكرة
، وقررت فجأة دراسة التمثيل بعدما شعرت بميل لأن تكون ممثلة، تتقلب بين
أدوار كثيرة ومختلفة عن شخصيتها الانطوائية!
وتزوجت ميريل ستريب من النحات الأمريكي"دون جامر"في عام 1977وأنجبت منه
أربعة أبناء أصبحوا الآن في سن الشباب، واتجه أكبرهم لدراسة التمثيل،
أما ابنتها ماري،
فقد لعبت دورا كبيرا في منح الثقة لميريل ستريب التي كانت وحتي وقت قريب ،
تتجنب الظهور في حفلات السواريه
، حيث كانت تجهل فنون التجميل واختيار الملابس
المناسبة ، وقامت ماري باختيار التصميمات والملابس التي تظهر أمها في أبهي
صورة،
وخاصة في فيلم "الشيطان يرتدي البرادا"
الذي لعبت فيه شخصية رئيسة تحرير أشهر مجلات الموضة والأزياء الأمريكية ،
وكان الدور يحتم عليها أن تبدو في قمة الأناقة، والعذوبة!
وتؤكد ميريل ستريب في أكثر من حوار تليفزيوني أنها تعشق الأدوار الكوميدية،
غير أن معظم مايقدم لها من أدوار
يميل إلي الجدية،
ولكنها أصرت علي اختيار بعض الأدوار الكوميدية التي تحمل قيمة إنسانية ما،
وكان تألقها مفاجأة للجميع في فيلم "ماما
ميا " الذي أعادت فيه تقديم أغاني فريق "الآبا "
السويدي أشهر فريق غنائي ظهر في السبعينات من القرن الفائت، كما رقصت وكأنها فتاة في العشرين من عمرها،
وتعلمت ميريل ستريب العزف علي آلة الكمان حتي اتقنتها، وذلك قبل أن تؤدي
دورها في فيلم "موسيقي من القلب"الذي قدمت من خلاله شخصية مدرسة
موسيقي في إحدي المدارس المخصصة للأطفال الفقراء،
ولما كانت الموسيقي مادة اختيارية ، قررت المدرسة الاستغناء عنها توفيرا للنفقات،
ولكن مدرسة الموسيقي نجحت في جمع توقيعات أولياء أمور الأطفال، لإعادة مادة
الموسيقي ، لأنها وجدت أن تعليم الأطفال الفقراء الموسيقي وغيرها من الفنون،
يمكن أن يساعدهم علي اجتياز الكثير من الأزمات النفسية والاجتماعية أيضاً!
< < <
وفي عام2009 قدمت ميريل ستريب فيلمين
ينتميان للكوميديا هما"
جولي-
جوليا"
ومن أجله أضافت لوزنها خمسة عشر كيلوجراما، حيث كانت تلعب دور زوجة وربة بيت،
تتقن فنون الطهو وتعد كتابا
يضم كل أنواع الطعام بطرق مبتكرة،
وكان الفيلم الثاني هو "إنه أمر معقد"
وتم ترشيح الفيلمين لعدة جوائز أضيفت لقائمة ترشيحات ميريل ستريب و لم يكن
مستغربا أن تحصل علي جائزة عن دورها في فيلم إنه أمر معقد"it
is complicated"
فهي تقدم في هذا الفيلم أداء شديد البساطة
والعفوية والعمق أيضا، وتبدو هذه الفنانة الفريدة،
وكأنها شخص آخر مع كل دور تقدمه،
فهي تطول وتقصر،
وتزداد نحافة أو سمنة تبعا لمقتضيات الشخصية، وتبدو متحفظة أو ماجنة وفقا لتركيبة الشخصية التي
تقدمها، وفي فيلم "إنه
أمر معقد" تلعب شخصية امرأة في منتصف العمر، يطلقها زوجها من أجل امرأة أخري أكثر شبابا
وجمالاً ، وتبتلع مرارتها رغم ذلك وتنغمس في عملها لتجد عوضاً
عن الفراغ العاطفي الذي تركه غياب الرجل في حياتها لأكثر من عشر سنوات،
وتحاول أن تجد صيغة متحضرة للتعامل مع زوجها السابق "إليك بولدوين"، نظرا
لوجود أبناء بينهما، ويحدث انقلاب فارق في حياة تلك السيدة،
عندما تجتمع بزوجها السابق في إحدي الحفلات، حيث
يتبادلان الذكريات، والحكايات ويدعوها للرقص من باب "جبران الخاطر"،
فتستجيب، وكلمة في ضحكة في حدوتة، ومع روعة الموسيقي واحتساء بعض كؤوس النبيذ،
تجد نفسها في فراشه !
والغريب أنه يجد معها متعة لم يكتشفها من قبل، رغم معاشرته لها كزوجة طوال مايزيد علي عشرين
سنة، كما لم
يجد تلك المتعة مع زوجته الشابة،
والغريب أيضا أن مشاعره تعود ملتهبة وصارخة كما كانت قبل ثلاثين عاما،
ويقبل عليها ويطاردها في كل مكان،
وهي سعيدة ومنتشية،
بتلك العلاقة التي حرمت منها منذ عشر سنوات، وفي حوار شديد الطرافة
يجمعها بصديقاتها المحبطات من غياب الرجل في حياتهن
، حيث تقول لهن إنها تستمتع للمرة الأولي بكونها المرأة الأخري!! في حياة
زوجها السابق، فهو
يحرص علي مهاتفتها من كل مكان
يذهب إليه، ويفتعل المواقف ليلتقي بها بعيداً عن زوجته الحالية،
كل هذا يسعدها لأنها كانت يوماً
تعاني وتتعذب من خيانة زوجها السابق الذي كانت له
صديقة يفضلها عنها ، والآن أصبحت هي المفضلة،
ولكن الحال لايستمر علي هذا الحال، حيث
يبدأ كبرياء المرأة يلعب دورا في تلك العلاقة الغريبة،
وتبدأ حالة من التذمر والرفض لأن تكون هي العشيقة
بعد أن كانت الزوجة،
ويزيد الأمور تعقيدا عندما
يدخل حياتها رجل آخر"ستيف مارتن"
، يعرض عليها حبه، واحترامه ويخطط معها للارتباط العلني،
بعد أن تحدث بينهما ألفة ومودة من نوع خاص، ولا تستطيع ميريل ستريب أن تتخلص من ملاحقة زوجها
السابق "إليك بولدوين"
الذي يقرر طلاق زوجته الشابة ليعود لزوجته السابقة،
ولكنها ورغم إلحاح أبنائها، ترفض العودة له، وتفضل عليه الرجل الآخر،
وكلما تسألها كبري بناتها لماذا إذن قبلتي مشاركته الفراش، إذا كنت ترفضين
العودة له في إطار الزواج، فتقول لها
يبدو إني كنت أنتقم لكرامتي وأنوثتي!
إنه أمر معقد صعب أن تفهميه لأني حقا
لاأفهمه!!
في هذا الفيلم تبدو ميريل ستريب هي المرأة التي تعيش لحظات
مجون وارتباك عاطفي،
نتيجة شعورها الأليم بالوحدة والفراغ،
إنها صارت منبوذة بعد تخلي زوجها عنها!أما في فيلم "جولي
وجوليا" فتبدو ميريل ستريب وكأنها امرأة أخري تماما، شكلا وأداء،
فهي أكثر سمنة وحركتها تؤكد أنها سيدة منزل من الطراز الأول، لاهم لها إلا
إعداد الطعام ، والتفنن في ابتكار وجبات جديدة،
تعود أحداث الفيلم إلي أربعينيات القرن العشرين
، حيث تعيش جوليا "ميريل ستريب"مع زوجها الدبلوماسي الأمريكي في مدينة باريس ، وتستثمر وقت فراغها في إعداد كتاب للطهو،
تضع فيه عصارة تجربتها في إعداد أطعمة مبتكرة،
ويصبح هذا الكتاب أهم مرجع لكل نساء الدنيا في إعداد الوجبات الشهية ،
والحلوي بأنواعها، وتتحدث ميريل ستريب الأمريكية بلكنة فرنسية،
وتبدو تسريحة شعرها ملائمة تماما لنساء سنوات الأربعينيات من القرن
العشرين، وهي زوجة سعيدة رغم أن علاقتها بزوجها لم تثمر أبناء، ولكنها تعيش
في ظل صداقة دائمة مع الزوج، الذي
يشاركها كل اهتماماتها ، ويشجعها علي ماتفعله، ماتقوم به من هوايات، وهي تشاركه اهتماماته السياسية،
والإنسانية، وإذا صادف وتابعت كلا من الفيلمين الذين قدمتهما ميريل ستريب
في نهاية عام 2009 فسوف تجد صعوبة أن تصدق أنها نفس المرأة التي ظهرت في
الفيلمين ، إنه التفاني التام والذوبان في تفاصيل كل شخصية تقدمها، وهذا
كان سببا كافيا لحصولها علي جائزة النقاد،
وجائزة الجولدن جلوب عن دوريها في "إنه أمر معقد"
، وجولي وجوليا، وربما لانفاجأ بترشيحها أيضا للأوسكار الذي سوف
يعلن عنه في بداية شهر مارس القادم!
آخر ساعة المصرية في
02/02/2010
السندريللا
بقلم : إيريس نظمي
أنا تعبانة..
تعبانة قوي..
سلمي لي علي مصر..
سلمي لي علي كل أصدقائي..
قولي لهم إن سعاد بتسلم عليكم..
هذه هي آخر الكلمات التي قالتها لي سعاد حسني عبر الهاتف من لندن..
كان صوتها واهنا ضعيفا.
لكن لماذا أتذكر سعاد حسني الآن وفي هذه الفترة بالذات؟ لقد أوحشتني جدا..
أوحشني الحديث معها واتصالي بها في أواخر أيامها.. أري أفلامها من خلال
التليفزيون وأقول لنفسي لم ولن يجود الزمن بمثلها.. قالت لي مرة علي اسم
واحدة من الوجوه الجديدة إنها ستكون امتدادا لها.. لكن ماحدث بعد وفاتها أن
قدمت هذا الوجه دورها في مسلسل عن حياتها وفشل فشلا ذريعا. كان خبر موتها
صدمة لنا..
ولايزال لغزا حتي الآن..
قال لي كل أصدقائها إنها شخصية غير انتحارية ولكنها فتاة بسيطة جدا عادية..
أحبت فنها أكثر من أي شيء..
ولم تكن سعيدة أبدا مع أحد من أزواجها..
أما الذين أحبتهم بصدق فلم يتم الزواج بأحدهم ومنهم عبدالحليم حافظ الذي
صرح لي بذلك في مذكراته.
< < <
عرفت سعاد حسني علي المستوي الفني منذ أدت أول دور في حياتها نعيمة في فيلم
»حسن ونعيمة«.. وجه جديد جميل بدون ماكياج تمثل بتلقائية شديدة..
لم أر مثلها بالنسبة لمعظم الممثلات..
وكان هذا الدور هو شهادة ميلاد نجمة متمكنة ومحبوبة..
أما علي المستوي الشخصي فقد كنت أذهب إليها في الاستوديو..
وأثناء التغيير من مشهد لآخر أجلس معها في
غرفتها الخاصة بالاستوديو..
وندردش معا حول دورها..
وأذكر في إحدي المرات حين كان زوجها يُخرج لها أحد الأفلام.. أن ثار في
وجهها أمامي..
ولم ترد سعاد بكلمة واحدة.
< < <
أعرف أن سعاد لم تكن الفنانة التي تحب الظهور..
لم تمتلك الشقة الفاخرة ولا العربة الفارهة..
ومن زار سعاد حسني في شقتها سيفاجأ بأنها تعيش في شقة متواضعة
جدا في الدور الأخير في أحد شوارع الزمالك..
وحتي بعد أن أصبحت نجمة كبيرة لم تفكر في الانتقال إلي شقة أخري.. أما
الأثاث فهو أقل تواضعا.
< < <
عرفنا سعاد منذ عام 1959 في »حسن ونعيمة« حتي آخر أدوارها »الراعي والنساء«
في عام 1991 الذي قدمته مجاملة لزوجها السابق..
فقد بدأ المرض يدب في جسدها..
رحلة طولها 32 عاما وعرضها 75 فيلما وربما أكثر.. ومن خلالها عرفنا الفتاة الشقية..
المرحة.. الخجولة.. المثيرة التي أصبحت فتاة أحلام الشباب..
لن ننسي أدوارها المرحة في
»صغيرة علي الحب«..
و»الزوجة الثانية«..
و»خلي بالك من زوزو« و»أميرة حبي أنا«
أيضا الأفلام النفسية مثل
»أين عقلي« و»بئر الحرمان«..
كما دخلت دائرة الأفلام السياسية مثل
»الكرنك« و»علي من نطلق الرصاص«
و»القاهرة 30«
< < <
قالت لي سعاد مرة »أنا خارج الاستوديو لا أعرف من هي سعاد حسني..
وماهو موقفها من الناس ومن أي شيء..
وربما يكون هذا هو سر إجادتي للأدوار التي أقوم بها..
فالممثلة ذات الشخصية القوية في الحياة لابد أن تترك جزءا من شخصيتها في
الدور الذي تؤديه.. لا تستطيع أن تصبح زوزو أو إحسان شحاتة..
أو..
أما أنا فأذوب في الشخصية التي أمثلها لأني لم أكتشف حتي الآن شخصيتي
الحقيقية.. أما في الواقع فأنا بلا شخصية..
ولعل هذا هو سر تمزقي وعذابي«.
لن ننسي أبدا »زوزو« الذي فاق كل التوقعات واستمر عرضه أكثر من عام والتي
أحبها الناس كما أحبتها هي لدرجة سجلتها علي الهاتف علي الأنسر ماشين حين
يطلبها أحد.
< < <
لا أعرف لماذا أتذكر سعاد هذه الأيام..
فهي إنسانة غير محظوظة في الحياة بعكس السينما..
لا أنسي أبدا يوم كرمناها في مهرجان الاسكندرية عن دورها في »الراعي
والنساء«
كانت سعيدة جدا لأنها التقت بجمهورها الذي أحبها لدرجة أنها
غنت ورقصت مع أحمد زكي بطل الفيلم..
وكان آخر لقاء لها مع جمهورها.
وقد أصيبت سعاد بنوع من الاكتئاب بعد وفاة أبيها الروحي صلاح جاهين..
وبعدها أصيبت في عمودها الفقري لتجري عدة جراحات لم تنجح في الخارج في
باريس ولندن.
وأصيبت سعاد حسني بالسمنة الشديدة علي إثر علاجها بالكورتيزون.. وأقامت في
لندن..
ومنعت الدولة عنها مصاريف العلاج بعد فترة ليعرض أحد الاثرياء
العرب الذين أحبوها أن يتكفل بعلاجها وعملياتها لكنها رفضت وصعبت عليها
نفسها جدا
»لقد خدمت بلدي وكنت أنتظر منهم أن يهتموا بي في مرضي« وبدأت سعاد تلقي
رباعيات صلاح جاهين في تليفزيون لندن لكي تعول نفسها لكنها لم تستطع أن
تستمر بسبب سوء حالتها الصحية.
< < <
كنت أقف مع المخرج محمد خان في معهد العالم العربي حيث كان يعرض فيلما له
في المسابقة.. أقبلت عليه امرأة بدينة تضع علي عينيها نظارة سوداء..
وابتعدت عنها لكي أترك لهما مجال الحديث..
وبعد أن دخلت هي صالة العرض.
قال لي محمد خان..
تفتكري مين دي؟ قلت..
لا أعلم.. قال إنها سعاد حسني..
سبحان الله كيف تحولت السندريللا الجميلة هذا التحول الغريب؟
< < <
ابتعد عنها الأصدقاء في محنتها إلا اثنتين إحداهما سامية أخت صلاح جاهين
والفنانة نادية لطفي.. وحين وقع الحادث في منزل صديقتها نادية يسري التي
حامت حولها شبهات ذهبنا لانتظار جثمانها في المطار وذهب إليها كل الفنانين
الذين انفضوا عنها في محنتها.. وحين رأيت صديقتها نادية يسري قلت في نفسي
كيف سُمح لها بالخروج من لندن قبل استكمال التحقيقات..
وحين سألتها:
هل انتحرت سعاد؟ قالت لي نعم..
قلت: هل كنت بالمنزل؟ قالت:
لا..
إذن كيف عرفت إنها انتحرت فلم تعلق.
ولاتزال شقيقتها چانچاه حتي الآن تسعي لمعرفة الحقيقة..
لكن ما الفائدة؟ المهم أن سعاد ضاعت!
لقد اكتشفت بعد كتابتي هذا المقال سر اهتمامي به فاليوم هو عيد ميلادك
1/26.. وأنا أقرأ باب »في مثل هذا اليوم«.
عزيزتي سعاد.. وحشتيني.
آخر ساعة المصرية في
02/02/2010
حالة هروب من الإفلاس الذهني
نعمة الله حسين
حالة »إفلاس ذهني«.. باتت تعتريني في الفترات الأخيرة..
تقلقني..
وتخيفني بشدة، الخوف والقلق دفعاني للسؤال ومعاودة الطبيب..
وجاءت
»الروشتة« بالوصفة الطبية أو بمعني أدق النصيحة.. »عقلك مجهد ومشغول«..
»إفصلي« من نفسك.. واحمدي ربنا إن »مخك«
بيفصل لوحده قبل ما يحترق..
وفي قول آخر.. اعطي نفسك راحة من التفكير..
ولا تنسي أبدا المثل القائل
»العقل السليم في الجسم السليم«..
وبما أن الجسد بات مقهورا وضعيفا أمام عدة أمراض..
فلتكن »الراحة« إجبارية إذن.. والبحث عن أسلوب جديد لكسر دوامة الحياة
ومشاغلها.
والبداية خاصمي فترة قراءة أحوال الوطن ليس في صحف المعارضة بل في القومية
أيضا، فيما عدا »كرة القدم« بعد الفوز علي الجزائر وأمنيات الحصول علي
بطولة أفريقيا. فكري في صورة فرحة جماهير الكرة ورقصهم في الشوارع طوال
الليل.. ولا تفكري في الفتيات الصغيرات المغتصبات في الشوارع..
ولا تتعاطفي وتتفاعلي علي ومع زواج القاصرات والاتجار فيهن نظير مبالغ
مالية ضئيلة جدا لمن يدفعها من عواجيز العرب..
لكنها تمثل ثروة لأهالي هؤلاء القاصرات.
وآه يازمن هان فيه »الضني«.. وبات بيع البنات عن طريق الزواج تجارة مشروعة
من وجهة نظر الآباء حتي لو كان يحرمها القانون.. لكنهن »هن« عليهم، وكيف
»لا يهن« وكان في الماضي جدودهم »يئدهن«
فيا لهن من مسكينات هؤلاء البنات..
فأحوالهن لا تسر عدواً ولا حبيبا.
وقبل أن أسترسل لحكايات السمك المسموم
والخضار الملوث..
يفصل »المخ«
ويصاب بحالة من الإفلاس..
الهروب منها صعب حتي لو كان في حديث للفن والمتعة.
ولأن أحد »جماليات« الفن هو الإبحار في عالم الخيال.. »نصحوني«
بأن أتقمص أو أغوص في حياة فنانة جميلة مشهورة بالتأكيد.. عالمية وليست
مصرية حتي، لا تكون هناك أي مقارنة شكلية..
جسدية.. عمرية.. وانصعت للنصيحة واخترت »بينيلوب كروز«
فنانة أحبها كثيرا،
موهوبة بشدة.. أسعدتني الظروف بلقائها منذ عدة سنوات في مهرجان »كان«
هي والمخرج القدير »ألمو دوفار«
في النادي الخاص
»بأوني فرانس«.
وعودة مرة أخري للحديث عن راحة العقل ومراجعة حياة »بينيلوب«
في نفس الوقت.. تقول إنها عرفت »ألمو«
للمرة الأولي عبر محادثة تليفونية دعاها
فيها لزيارته..
يومها لم تصدق نفسها..
واعتقدت أن هذا »مقلب«
من أحد معارفها أو أصدقائها..
لتذهب إليه بعد ذلك وتجلس معه في مطبخ منزله وهو يقوم بإعداد بعض الحلوي..
ليقول لها إنها صغيرة جدا علي الشخصيات التي يقدمها.. لكنه وعدها بأن يقوم
بكتابة دور خصيصا لها.
والغريب أن »دوفار« لا يذكر بداية لقائه بـ »بينيلوب«
وذلك في الحوار الذي جمع بينهما منذ عدة
شهور علي صفحات مجلة »ستديو«
الفرنسية.. لكن هذا لايمنع من أنها أصبحت من أفضل وأقرب الممثلات إلي قلبه
وتعاونا معاً في العديد من الأفلام.
وتضيف بينيلوب قائلة: إنه منذ كان عمرها ثلاثة عشر عاماً وهي تشاهد أفلام
»دوفار«.. وربما من أجله تمنت أن تصبح »ممثلة«..
تعقيب »ألمو« علي هذا الكلام لم يكن مجرد مجاملة، لكنه واقع يعبر عن رأيه فيها بصراحة شديدة..
فهو يري فيها مزيجاً من العديد من الممثلات »صوفيا
لورين«.. أنا مانياني.. كلوديا كاردينالي..
باختصار شديد هو يري فيها جمعا كبيرا من الممثلات.
وعن هذا تعقب »بينلوب«.. كل هؤلاء الممثلات يعتبرن بالنسبة لي حلماً..
وعندما يقارني
»ألمو« بهن فإنني أشعر بأن قامتي تطول حتي تصل إلي السماء.
ومادمنا وصلنا للسماء.. وبعدنا عن الأرض..
بكل مشاكلها تستمر حالة
»التخاريف« التي تريح العقل..
وتبعده عن الواقع المؤلم الذي نعيشه بكل مشاكله في محاولة
للبحث عن الراحة حتي لو كانت من خلال
ممثلاث لايعرفن سوي الجمال والوقوف أمام الكاميرات.
آخر ساعة المصرية في
02/02/2010 |