فيلم «بالألوان الطبيعية» هو أحدث حلقات سلسلة طويلة من الأفلام التى صمم
ديكوراتها الفنان صلاح مرعى، وجعلته يتربع على عرش الديكور لأكثر من أربعين
عاما بعد أن تتلمذ على يد شادى عبدالسلام.
■
هل أزعجك رفض عميد كلية الفنون الجميلة التصوير داخلها؟
- عميد الكلية رفض الفيلم دون قراءته، إلا أننى كنت سعيدا بهذا الرفض،
لأننى أفضل دائما عدم تحديد المكان والزمان فى الأعمال السينمائية خاصة إذا
كانت تناقش قضية عامة، فالفيلم يتعرض لمشكلة التعليم وفساد المؤسسات
التعليمية، كذلك التناقض الذى يقع فيه الشباب بين موهبتهم ودعاوى التحريم
والرفض للفن، لذلك لم يكن هناك داع لتحديد المكان.
■ لكن الفيلم حدد كلية «الفنون الجميلة» وذكر اسمها
؟
- توجد اكثر من كلية للفنون الجميلة فى مصر، ولم يحدد الفيلم ايا منها،
والمفارقة أن المعترضين على الفيلم هم الذين حددوا المكان.
■ ما رأيك فى الانتقادات الشديدة والهجوم الذى قوبل
به الفيلم؟
- انتقاد أى عمل فنى ليس عيبا لأن هذه هى طبيعة الفن، ولابد أن يكون لكل
فيلم معجبيه ومنتقديه، إلا أننى لاحظت فى كثير مما قرأت من نقد عن هذا
الفيلم انه لم يتسم بالموضوعية، ولم يتعرض للدراما والفنيات، بل انصب معظمه
على قضية سطحية وهى قضية كلية الفنون الجميلة.
■ هل تطابق رؤيتك كمصمم ديكور مع رؤية المخرج شرط
لقبول العمل فى الفيلم؟
- ليس شرطا، وكثيرا ما قبلت تصميم ديكورات لأفلام تختلف تماما مع رؤيتى
وذلك لأننى مصمم ديكور محترف.
■ ماهى العوامل التى تدفعك لقبول تصميم ديكورات
فيلم؟
- أحب الأفلام التى يكون فيها تحد للحرفة والتجريب والتى تتطلب تصميم
ديكورات لم أنفذها من قبل، كذلك الصداقة التى تجمعنى بالقائمين على الفيلم،
فلا أستطيع أن أرفض طلب صديق بالاشتراك معه فى فيلم مهما كان مستواه.
■ معنى كلامك أنك صممت ديكورات بعض الأفلام الضعيفة
بدافع الصداقة فقط؟
- حدث ذلك أكثر من مرة، وأذكر منها فيلمى «القتلة» و«عشاق الحياة».
■ هل كانت توجد أفلام صممت ديكوراتها بطريقة ما،
وبعد ذلك رأيت أنه كان يجب أن تنفذ بطريقة مختلفة؟
- نعم، وأهمها فيلم «أغنية على الممر» للمخرج على عبدالخالق، فرغم أهمية
الفيلم وتصنيفه ضمن أهم أفلام السينما المصرية، إلا أننى كلما رأيته اطأطئ
رأسى من الخجل لأن الديكورات كانت بالفعل ضعيفة.
■ لماذا كانت ضعيفة؟
- لأن أحداث الفيلم تدور فى مغارة داخل الجبل، وكان لابد أن يتم التصوير فى
أماكن طبيعية، إلا أننى كنت ما زلت صغيرا ورضخت لشروط الإنتاج وصممت ديكور
مغارة لم يكن ملائما، ولو عاد بى الزمن، لما فعلت ذلك، بل كنت سأتمسك بأن
يكون التصوير فى مغارة حقيقية.
■ هل اختلفت المهنة عن الماضى، وما هى الصعوبات
التى تواجهها؟
- المهنة تطورت كثيرا، وازدادت أهميتها وأصبحت من العناصر الرئيسية فى
الأفلام، أما الصعوبات فكانت تتمثل قديما فى الإنتاج الذى لا يسمح بتنفيذ
رؤية مصمم الديكور، بينما تتمثل الصعوبات فى الوقت الحالى فى الاحتلال
الصينى الذى فرض إكسسوارات خالية من أى ذوق تعوق تنفيذ رؤية مصمم الديكور.
■ كيف ترى العلاقة بين مصمم الديكور ومدير الإضاءة
والمخرج؟
- هى علاقة مهمة وذات طابع خاص، وتعتمد على المناقشة فى كل تفاصيل الفيلم
ومفهومه والمرحلة الزمنية التى يدور فيها بحيث يكون هناك رؤية مشتركة يتفق
الجميع عليها، لكن الرأى الأخير دائما يكون للمخرج.
■ ما هى أهم مقومات مصمم الديكور المتميز؟
- أهم شئ يجب أن يراعيه مصمم الديكور هو الابتعاد عن النمطية والتقليد،
والاهتمام بالبحث قبل تصميم ديكور أى فيلم، ورؤية الحياة بشكل جيد.
■ من هم أهم مصممى الديكور الحاليين؟
- يوجد عدد كبير من مصممى الديكور المتميزين، منهم أنسى أبوسيف وحامد حمدان
وعادل مغربى.
■ لماذا ترفض العمل مع الأجيال الجديدة من المخرجين
والممثلين؟
- مستعد للعمل معهم بشرط أن تجمعنى بهم معرفة سابقة، وكنت سأعمل فى فيلم «بوشكاش»
لمحمد سعد مع المخرج شريف عرفة، إلا أن عرفة ترك الفيلم، فاعتذرت.
■ هل توافق على مصطلح «مدرسة شادى عبدالسلام»، وانك
وسمير عوف اهم تلاميذها؟
- لم تكن هناك مدرسة بقدر ما كان هناك منهج للعمل يتمثل فى الإخلاص والبحث
المضنى والإصرار على خروج العمل كما يريد المبدع.
المصري اليوم في
01/02/2010 |