أخيراً وجدت إدارة مهرجان القاهرة مخرجاً لمأزق يجيب عن هذا السؤال
لماذا لم نرشح هذا العام فيلمًا لمسابقة الأوسكار؟ الحجة هي أن خطاب
الأكاديمية الدولية للعلوم والفنون الأمريكية التي تقيم المسابقة لم يصل
لإدارة المهرجان حتي يتم ترشيح فيلم. كان وزير الثقافة قد أنشأ لجنة قبل 7
سنوات وذلك منذ 2003 برئاسة الأديب «محمد سلماوي» منوط بها اختيار الفيلم
الذي يمثل مصر قبل ذلك كان المركز الكاثوليكي المصري والذي يرأسه حالياً
الأب «يوسف مظلوم» هو الذي يتولي هذه المهمة.. مصر طوال تاريخ الأوسكار
«82» دورة لم تحصل علي هذه الجائزة والدولة العربية التي وصلت للترشيحات
النهائية ضمن الأفلام الخمسة هي فلسطين بفيلم هاني أبو أسعد «الجنة الآن»
قبل خمس سنوات!!
اللجنة التي شكلها الوزير ينبغي أن تصبح لها إدارة للتخاطب مع
الأكاديمية، ومن الواضح أن الجهة التي يتم الاتصال بها هي إدارة مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي لأن الإدارة هي التي سارعت بنشر التوضيح الذي
ينفي عنها تحمل المسئولية.. والحقيقة أن هناك نسيانًا عامًا من كل الأطراف
لو افترضنا جدلاً أن خطاب الأكاديمية بالبريد العادي لم يصل ضاع في الطريق
أو لم ترسله الأكاديمية أصلاً لو أن هناك من لديه اهتمام سوف يسارع بتوجيه
خطاب للأكاديمية أو إيميل أو حتي يرسل لهم رنة موبايل.. المؤكد أن لا أحد
اهتم لولا أن «إلهام شاهين» لأنها صاحبة مصلحة مباشرة كان لديها أمل في أن
يشارك فيلمها «واحد صفر» إخراج «كاملة أبو ذكري» في المسابقة، فهو أفضل
أفلام العام ولهذا سألت واستفسرت واكتشفت أن اللجنة لم تجتمع.. «إلهام» لها
مصلحة خاصة بينما الدولة عندما صارت مهيمنة علي الترشيح لم يعد لها مصلحة
خاصة تدافع عنها ولهذا لم يسأل أحد.. رئيس اللجنة «محمد سلماوي» قال لم
يتصل أحد بي.. ولن يعترف مسئول بأنه مسئول لأنها لجنة بلا مسئول.. بينما
كان المركز الكاثوليكي المصري يأخذ علي عاتقه هذه المهمة وكنت وغيري من
الزملاء نشارك بالرأي أحياناً في اختيار الفيلم الذي يمثل مصر في أوسكار
أفضل فيلم أجنبي.. الأب «مظلوم» دائماً يستمع إلي الرأي الآخر وبرغم أن
المركز في مهرجانه الخاص الذي يقيمه منذ أكثر من نصف قرن يضع أولاً
الاعتبارات الأخلاقية في اختيار الأفلام التي يمنحها جوائزه فإنه مثلاً رشح
للأوسكار أفلامًا تتناقض مع طبيعة المركز الكاثوليكي مثل فيلم «أرض الخوف»
لداود عبد السيد وبعد ذلك «سهر الليالي» لهاني خليفة.. لجنة الأوسكار التي
شكلها وزير الثقافة مع كل الاحترام والتقدير لأعضائها بلا ضابط ولا رابط..
هكذا الدولة دائماً جاءت تكحلها فأعمتها!!
الدستور المصرية في
28/01/2010
زوج «شادية» وصديق «أم كلثوم»
طارق الشناوي
في عبارة خاطفة ذكر الكاتب الصحفي «إبراهيم عيسي» أن أستاذ الصحافة
«مصطفي أمين» تزوج «أم كلثوم» وأحب «شادية».. جاء ذلك في مقاله قبل الأخير
بالدستور الأسبوعي.. هذه المعلومة التي أخذت رائحة ومذاق الحقيقة لا أساس
لها من الصحة ولا يمكن أيضاً أن تكون كذلك.. سبق وأن ذكرت حكاية الزواج «د.
رتيبة الحفني» أستاذة الموسيقي والعميدة السابقة لمعهد الموسيقي العربية
وأيضاً أعاد كتابتها الناقد الكبير الراحل «رجاء النقاش» سرت هذه الشائعة
في أعقاب القبض علي «مصطفي» عام 1964، وذلك لأن رجل المخابرات المنوط به
التحفظ علي متعلقات «مصطفي أمين» عندما فتح درج مكتبه في «أخبار اليوم» عثر
علي ورقة زواجه العرفي من الفنانة «شادية» ورجل المخابرات الذي أتحدث عنه
زوج للإعلامية الكبيرة «د. درية شرف الدين» مع مرور الزمن لم يتبق في
الذاكرة سوي أن «مصطفي أمين» تزوج من مطربة شهيرة.. «أم كلثوم» في ذلك
الوقت كانت زوجة «د. حسن الحفناوي» والذي اقترن بها منذ عام 54. ولم ينته
الأمر عند ذلك الحد، بل إن الحكايات لم تتوقف بين «أم كلثوم» و«مصطفي أمين»
قالوا إنها بعد إلقاء القبض عليه في حفل عيد ميلاد الثورة أثناء لقاء جمع
بين «عبد الناصر» و«أم كلثوم» و«محمد عبدالوهاب» تطرق الحوار إلي «مصطفي
أمين» قال «محمد عبدالوهاب»: المسيء يأخذ جزاءه يا ريس، بينما قالت «أم
كلثوم» إن «مصطفي» رجل وطني ولا يمكن أن يتجسس علي مصر.. وعندما غنت «أم
كلثوم» هذا المقطع في قصيدة الأطلال كان التفسير السياسي هو المسيطر تقول
فيه «أعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شيئًا» قالوا إن «أم
كلثوم» توجه رسالة إلي «عبد الناصر» تستعطفه أن يطلق سراح «مصطفي أمين»..
«آه من قيدك أدمي معصمي لما أبقيه وما أبقي عليّ».. كلها بالطبع من وحي
خيالنا؛ لأن «إبراهيم ناجي» شاعر «الأطلال» رحل عام 53!!
كان «مصطفي أمين» هو أقرب الأصدقاء لأم كلثوم وكتب لها قصة فيلم
«فاطمة» كما كتب أيضاً لشادية قصة فيلم «معبودة الجماهير» وحكي لي
الموسيقار الكبير «محمود الشريف» في مذكراته التي نشرتها في كتاب عنوانه
«أنا والعذاب وأم كلثوم» أن «مصطفي أمين» هو الذي نشر في عام 1946 خبر
زواجه من «أم كلثوم» وهو بعدها بأسبوع الذي كتب مقالاً آخر عنوانه «جنازة
حب» عندما تدخل القصر ليمنع زواجهما.. وظل «محمود الشريف» غاضباً من «مصطفي
أمين» ليس لأنه أحب «أم كلثوم» ولكن لأنه لعب هذا الدور لصالح القصر.. رحلت
«أم كلثوم» في 3 فبراير 1975 وكان «مصطفي أمين» صديقاً مقرباً، بل هو
الأقرب لها.. لكن لا حب ولا زواج، فقط صداقة!!
الدستور المصرية في
28/01/2010
تجسيد الأنبياء على الشاشة ليس ممنوعاً
طارق الشناوي
قبل نحو 85 عاماً أصدر الأزهر الشريف فتوي تحظر تقديم الأنبياء والصحابة
والمبشرين بالجنة علي الشاشة وصار هذا القرار يطبق حرفياً بلا تراجع.. لا
يوجد نص شرعي يمنع تجسيد الأنبياء فهم بشر.. وبداية المنع عرفناها عندما
نشرت الجرائد صور ليوسف بك وهبي وهو يستعد لأداء شخصية سيدنا «محمد» في
فيلم روائي كان قد أعده «وداد عرفي» بالاتفاق مع شركة ألمانية وذلك عام
1926 أي قبل أن تنطق السينما في العالم بعام واحد وهذا يؤكد أن الفيلم كان
يتم إعداده ليصبح واحداً من أوائل الأفلام الناطقة في العالم.. أصدر وقتها
الأزهر الشريف فتوي ترفض ذلك علي أساس أنه محرم شرعاً ولم يكن الأزهر فقط
هو صاحب قرار الرفض ولكن إحساساً شعبياً يؤكد المنع بل نكتشف أن عدداً من
الجرائد تنشر صوراً ليوسف وهبي وهو في دور «راسبوتين» الروسي الدموي وتسأل
كيف يقدم صورة النبي ودخل «يوسف وهبي» في معركة مع الأزهر وهو يصر علي أن
يؤدي الدور ولكن في النهاية اعتذر مؤكداً أنه لم يكن يعلم.. بعض رجال الدين
الذين ألتقيهم وأسألهم يؤكدون لي أنه لا يوجد مانع شرعي ولكن هناك تخوف ما
ولهذا عندما أستأذنهم في النشر يطلبون مني ألا أدخلهم في صراع مع الأزهر
الشريف.. قرأت مؤخراً حواراً للدكتور «عبد المعطي بيومي» أحد العلماء
الأفاضل الذين يملكون نظرة عميقة للإسلام تتجاوز القشور حيث تم سؤاله عن
شروط تقديم الشخصيات الدينية فلم يقل إنها ممنوعة بل حدد قواعد أن يكون
الممثل ملتزماً دينياً وأخلاقياً وأن يعتزل التمثيل بعد ذلك وأضاف طالما
أنه من المستحيل تحقيق هذه الشروط فإنه صار ممنوعاً.. والحقيقة أنها شروط
صعبة التحقيق ولكنها ليست مستحيلة ويوجد فنانون قدموا دوراً واحداً في
حياتهم ثم اعتزلوا التمثيل مثل «أنور أحمد» كان وكيلاً للوزارة أسند له
المخرج «أحمد بدرخان» دور «مصطفي كامل» في الفيلم الشهير ولم يقدم غير هذه
الشخصية الوطنية حتي رحيله!!
الأزهر الشريف زاد من دائرة الممنوعات إلي درجة أن «حمزة بن عبد المطلب» عم
الرسول وسيد الشهداء هو سر منع عرض فيلم «الرسالة» بمصر علي مدي 30 عاماً
ولم يصرح به إلا قبل عامين فقط.. الأمر يحتاج إلي قدر من الجرأة في النقاش
إذا كان الإسلام يضع شروطاً صعبة ولكنها ليست مستحيلة وبعد ذلك يسمح بتجسيد
كل الشخصيات الدينية فلماذا لا نفكر بصوت مسموع ونضع الشروط.. المخرج
الأردني «محمد عزيزية» بعد أن قدم مسلسل «خالد بن الوليد» يعد مسلسل عن
«عمر بن الخطاب» وبعده مسلسل عن «عيسي» عليه السلام.. الإسلام لا يمنع
ولكنه يضع الضوابط فلماذا لا يتم تقنين هذه الضوابط؟!
الدستور المصرية في
23/01/2010 |