لم أكن أتوقع أن أفوز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي عن دوري في فيلم "عصافير النيل" هذا ما أكده الفنان فتحي عبدالوهاب
علي هامش الندوة التي أقامها قصر السينما بحي جاردن سيتي تحت مسمي تكريم
فتحي عبدالوهاب عرض ومناقشة فيلم "فرحان ملازم آدم" بطولته ولبلبة وقدم
الندوة الناقد الفني نادر عدلي.
أضاف عبدالوهاب رداً علي سؤال يتعلق بطبيعة انفعاله وطريقة رد فعله
علي منصة التكريم ان رد فعله كان رداً طبيعياً بغض النظر عن اشياء أخري..
وقال: انا واحد من المصريين وأتأثر بما يتأثر به رجل الشارع العادي.. ولم
يكن يصح ان اتجاهل مشاعري وإحساسي.
حول بعض الأعمال السينمائية التي تعكس الصور السلبية للمجتمع المصري
مثل العشوائيات والفساد عند بعض الاشخاص وخلاف ذلك قال فتحي: شاهدت مذيعاً
في أحد برامج الفضائيات يوجه حديثه لمجتمع الفنانين وهويقول "أنتم طلعتوا
مصارين مصر بره" مما دفع فتحي إلي إبداء معارضته الشديدة لهذا الإدعاء
قائلا: الفن مرآة المجتمع.. وهو بمثابة رصد دائم لما يجري علي أرض الواقع
داخل المجتمع المصري.. وليس مطالباً بوضع الحلول لهذه المشاكل التي يرصدها.
أضاف: ماتفعله السينما المصرية من رصد للمشكلات والعشوائيات وسلبيات
المجتمع لن يبلغ ربع أو عشر الافلام الامريكية التي تقدم رصداً درامياً
لقاع المجتمع في أمريكا.
فيما أكد فتحي ان الدراما والسينما المصرية لا يتم انتاجها من أجل
المصريين فقط.. ولكن لكي يراها غير المصريين وأشار إلي انه علي دراية كاملة
بمدي أهمية وخطورة الوقوف أمام الكاميرا موضحاً أن الأعمال الفنية بريئة من
إظهار أو نشر أي صورة مسيئة للمجتمع المصري براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
من جهة أخري أعرب فتحي عبدالوهاب عن استيائه الشديد من الاجراءات التي
وصفها بالطويلة والمعقدة بسبب الحصول علي موافقة الرقابة للأعمال والتي يجب
الحصول منها علي موافقة أو ترخيص.
لكنه لم يعارض دور الرقابة ومدي اهميتها في الحقل الفني.
وفي سياق آخر أكد فتحي أن السيناريو يعد من أهم العناصر التي تؤثر علي
اختياراته للأعمال الفنية التي تعرض عليه.. علي اعتبار انه اللاعب الأول في
نجاح العمل من فشله.. ثم يأتي في المرحلة التالية اسم المخرج.
فيري ان المخرج الجيد هو الذي يختار السيناريو الجيد بالاضافة إلي انه
يستطيع التوظيف الأمثل للفنانين في الاماكن المناسبة لهم داخل السيناريو.
حول شخصيته التي لعبها في فيلم "فرحان ملازم آدم" قال بأن هذه الشخصية
متطابقة تماماً لكثير من الشخصيات الحقيقية لبعض الشباب الذين يهاجرون من
الريف إلي المدينة ويصدمهم واقع الحياة داخلها..وحول مدي تشابه هذا الدور
الذي جسده داخل الفيلم لدور الفنان الراحل شكري سرحان في فيلم "شباب امرأة"
أمام الفنانة الراحلة تحية كاريوكا وعبدالوارث عسر لم ينكر عبدالوهاب وجود
قدر من التشابه بشكل جزئي.. وليس بصورة كلية.
المساء المصرية في
28/01/2010
إتاحة الفرصة لمشاهدة السينما العربية الأخرى
خمسة أفلام سورية في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية
رغم ما تتمتع به السينما السورية من عراقة تاريخية ومبدعين لامعين من
صناع الأفلام والكتاب والممثلين استطاعوا أن ينافسوا أعرق الدول في الدراما
التلفزيونية إلا أن حظ هذه السينما المميزة من المشاهدة والعرض خارج سوريا
كان ولايزال حظاً ضئيلاً جداً، وتختلف التفسيرات حول أسباب هذه الظاهرة
فالبعض يرجعها إلى نوعية الأفلام السورية التي تغلب عليها الصبغة الفنية
المثقفينية التي تهتم غالباً بالمعايير النقدية لا بالجاذبية الجماهيرية،
والبعض الآخر يرجع الظاهرة إلى بيروقراطية الجهاز الإداري المختص بالتسويق
والتوزيع الخارجي بل ويعلقها البعض أحياناً على شماعة نظرية المؤامرة من
قبل شركات توزيع الفيلم المصري التي لا تريد منافساً لها في السوق العربية
والتي تتحكم في قنوات التوزيع وشركات دور العرض في المنطقة، ومهما كان
السبب فالنتيجة واحدة هي غياب الفيلم السوري عن العروض الجماهيرية في
غالبية الدول العربية بل وحتى من النسبة الأكبر من القنوات الفضائية
المتخصصة في عرض الأفلام.. ولاشك أن لجنة النشاط السينمائي في احتفالية
الدوحة عاصمة للثقافة العربية كانت مدركة لهذا البعد المتمثل في غياب سينما
عربية مميزة عن الجماهير العربية حين نسقت مع القائمين على الأسبوع الثقافي
السوري بحيث يتضمن برنامجه عروضاً جماهيرية مفتوحة لوجبة مختارة من أحدث
وأفضل انتاجات السينما السورية وتضم قائمة الأفلام التي سيتم عرضها خلال
الاحتفالية خمسة أفلام جميعها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التابعة
لوزارة الثقافة السورية وهي أفلام »حسيبة« و»أيام الضجر« و»رؤى حالمة«
و»الهوية« و»الليل«.. وتتميز الأفلام الخمسة المختارة للعرض في المدة من
الثالث من شهر فبراير القادم وحتى السابع منه بأنها جميعاً تطرح قضايا
اجتماعية وسياسية وتاريخية مهمة وجادة حيث يدور فيلم »حسيبة« في الفترة من
١٩٢٧ وحتى عام ١٩٥٠ حول التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي
شهدتها سوريا كما يلقي الضوء على عالم النساء الدمشقيات عبر كسرهن
للتابوهات ودورهن في تغيير الواقع وبعض التقاليد الذكورية والفيلم مأخوذ عن
رواية بنفس الاسم للكاتب السوري خيري الذهبي وتلعب النجمة سلاف فواخرجي
بطولته ومن إخراج ريمون بطرس.. أما فيلم »أيام الضجر« والذي أنتج في عام
٢٠٠٨ من تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد فتدور أحداثه في عام١٩٥٨ عندما
كانت مصر وسوريا تحتفلان بقيام الوحدة بينهما في نفس الوقت الذي تم فيه
إنزال قوات البحرية الأمريكية في بيروت بطلب من الرئيس اللبناني كميل شمعون
وتأثير ذلك على أسرة تعيش في ريف الساحل السوري وتسافر الزوجة إلى قريتها
لتجهض تعبيراً على إجهاض الأحلام.. أما فيلم »الهوية« فتدور أحداثه في قرية
جولانية قبل وفي أثناء الاحتلال الإسرائيلي للجولان وكيف يتمسكون بأرضهم
وانتمائهم وهويتهم العربية السورية.. والفيلم من إخراج غسان شميط ومن بطولة
سلمي المصري وسوسن رشيد.
في فيلم »رؤى حالمة« للمخرج »واحة الراهب« تأخذنا المخرجة في رحلة غوص
في عالم النساء في المدينة وما يقع عليهن من عنف ذكوري جسدي معنوي من خلال
شخصية الأب المناضل السابق الذي تحول في المنزل إلى ديكتاتور متسلط يمارس
أقسى أنواع القهر على أسرته خصوصاً الإناث من زوجته وابنتيه والوجه الآخر
له المدرس المثقف الذي يستغل ثقافته وثقة البطلة فيه لمحاولة الوصول إلى
مآربه فلا تجد البطلة خلاصاً من كل هذا القهر إلا الهرب ليس مع أحد الذكور
كما يعتقد الأب بل إلى لبنان في زمن الاجتياح الإسرائيلي لتنضم هناك
للمقاومة.. وتختتم عروض الأفلام السورية بواحد من أشهر وأنجح ما أنتجت لأحد
كبار مخرجيها وهو فيلم »الليل« للمخرج محمد ملص الذي قدم فيلمه في عام ١٩٩٢
ونال عنه العديد من الجوائز ويحكي من خلاله حكاية مدينة القنيطرة التي
احتلتها إسرائيل ودمرتها حيث انسحبت منها من خلال ذاكرة الأب المناضل الذي
جاء إليها مع مجموعة من المجاهدين عام ١٩٣٦ وهكذا تطرح هذه المجموعة
المختارة والمعبرة من اهتمامات وهموم السينما السورية مجموعة من القضايا
الكبرى الإنسانية والسياسية والتاريخية والاجتماعية تعبر بها عن هموم الوطن
والمواطن بدرجات متفاوتة من العمق.. وسوف يعقب كل عرض من العروض ندوة حول
الفيلم وما يطرحه من قضايا وهموم السينما العربية والسورية على وجه الخصوص.
الراية القطرية في
28/01/2010 |