تخصص الدورة التاسعة والثلاثين
من مهرجان روترودام الدولي ، والتي تفتتح هذا المساء السابع
والعشرين من شهر يناير
، تظاهرة كبيرة للسينما الافريقية ، الغير معروفة عند الكثيرين ،
والنادرة الحضور
في المهرجان الهولندي نفسه ، هذا على الرغم من الاهتمام الكبير
الذي يوليه المهرجان
بالعادة ، لسينمات العالم المختلفة ، واتجاه في دعم والترويج للسينمات
المستقلة ،
الفتية والمجهولة.
وتخطط التظاهرة والتي تحمل اسم "أين افريقيا"
لعرض العشرات من الافلام القصيرة والطويلة ، اضافة الى تنظيمها ، للقاءات
وندوات ،
عروض موسيقية وفنية لفنانين افريقين ، يشبه وضع السينما في
بلدانهم ، الوضع في
العالم العربي ، من غياب الصالات التجارية في بلدان عديدة ، واتجاه الصالات
القليلة
في بلدان اخرى الى عرض النتاجات الهوليودية الكبيرة ، او الافلام ذات
النزعات
الترفيهية القادمة من نيجيريا . واعتماد السينما الافريقية
الجادة على مساعدات
المؤسسات الاوربية ، وهجرة الكثير من صناع السينما في افريقيا الى دول
اوربية ، وما
يخلقه هذا الوضع من تعقيد قيام كيانات سينمائية ، تضمن استمرارية تقديم
افلام او
تحرك النقاش الفني والاجتماعي عن السينما وصناعتها ودورها.
وستسلط التظاهرة الضوء
على الاتجاهات الجديدة من الافلام الافريقية ، وكيف استفاد صناعها من
تقنيات
الديجيتل في انتاج افلامهم.
وكجزء من التحضر لهذه التظاهرة الافريقية ، قام
المهرجان بالتعاون مع صندوق دعم
" The Hubert Bals "
الهولندي ، بتكليف 12 من مخرجي
السينما الغير افريقين بالتوجه الى دول مختلفة في القارة الافريقية ،
وانجاز افلام
قصيرة عن بلدان يزورونها لاول مرة
.
من المخرجين الذين شاركوا في هذا المشروع
المخرج الفليبيني
" Khavn De la Cruz "
، المخرج الامريكي " Kevin Jerome Everson"
، الفنان النمساوي
" Ella Raidel".
هذه الافلام والتي انجزت تحت عنوان ( انسى
افريقيا) ستعرض لاول مرة اثناء انعقاد المهرجان والذي سيستمر الى السابع من
شهر
فبراير.
وكتجربة فريدة يقوم المهرجان ، وكجزء من تظاهرة
السينما الافريقية ، سيقوم فنانين مختلفين ، باضافة اصوات
وموسيقى ، على الافلام
القديمة الصامتة ، والتي صورت بالابيض والاسود في بدايات القرن الماضي ،
وقدمت
القارة السوداء سينمائيا كعالم بدائي يكتشف للتو.
وتعرض هذه الدورة من مهرجان روتردام الدولي
حوالي 60 فيلما من الافلام الفرنسية ، او أفلام شاركت شركات
انتاج فرنسية في
انتاجها . هذه الافلام تنتمي الى مدارس واجيال سينمائية مختلفة ، فهناك
فيلمين
يعرضان في مسابقة الافلام الطويلة ، وتتوزع الافلام الاخرى على مسابقات
المهرجان
الاخرى وتظاهراته الاخرى. ومن الافلام الفرنسية التي يتوقع ان تثير الكثير
من
الاهتمام الايام القادمة ، الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي " Bruno Dumont" (برونو
دومونت) ، والذي يحمل عنوان " HADEWIJCH"
، ويقدم قصة ذات خلفيات دينية مسيحية ،
كذلك سيعرض فيلم " WHITE MATERIAL," (المادة
البيضاء ) للمخرجة " Claire Denis "
وبطولة الفرنسية المعروفة
" Isabelle Huppert" (ايزابيل هوبيرت) ، والتي تلعب دور
ام بيضاء تعيش في دولة افريقية (ابقائها الفيلم مجهولة ) والمجازفات التي
يخلقها
بقائهم في بلد يهوي استقراره ، بسبب النزاعات الاهلية.
وكجزء من الاحتفال بالذكرى الخمسين ، لبدء
الموجة الجديدة في السينما الفرنسية ، يعرض في المهرجان الفيلم
الوثائقي الطويل
LES DEUX DE LA VAGUE
والذي اخرجه " Emmanuel Laurent"
وفيه يتم استعادة ذكرى تلك
السنوات ، وعرض لقطات نادرة لافلام غير منجزة لمخرجيين فرنسيين
مثل "غودار
"
،
وفرانسو تروفوو ، و فيلم للمخرج
" Henri-Georges Clouzot"
والذي لم يتم انجازه
وقامت ببطولة النجمة رومي شنايدر.
احتفال
بمخرجيين يابانيين
ومن تظاهرات المهرجان الاخرى ، تظاهرتان
مخصصتان لاثنين من ابرز مخرجيين السينما اليابانية ، هما " Sai Yoichi"
، والذي
يعتبر واحد من اهم مخرجي السينما اليابانية الحديثة ، والمخرج " Yoshida Kiju"
وهو
احد المؤثريين في تاريخ السينما اليابانية. كذلك يقدم المهرجان وضمن تظاهرة
"إشارات" عروض سينمائية بعنوان "بعد النصر" ، والتي تتعرض افلامها
لافلام الحروب
المختلفة ، مثل الحرب الاسرائيلية العربية ، حيث ستعرض عدة افلام اسرائيلية
منها
فيلم "لبنان" للمخرج الاسرائيلي " Samuel Maoz"
، وهو الفيلم الذي احرز الجائزة
الاولى في دورة مهرجان فينسيا الاخيرة ، كذلك يعرض فيلم
" Algérie en flammes"
للمخرج الفرنسي
" René Vautier"
، عن الثورة الجزائرية وفيه لقطات ارشيفية نادرة عن
صراع الجزائريين وقتها لنيل استقلالهم من الحكم الفرنسي.
كذلك يسلط المهرجان في دورته هذه ، على قسم
الافلام التسجيلية في جامعة
" Pompeu Fabra Master "
الاسبانية ، والخدمة الكبيرة
التي قدمها في توجيه العديد من مخرجي السينما التسجيلية الاسبان في انتاج
افلامهم.
ويستمر المهرجان في تقديمه لورشة عمل
" CineMart "
، والتي تجمع العديد من المنتجين الشباب وشركات انتاج كبيرة ، مع
المخرجيين الباحثين عن دعم لافلام . كذلك يواصل المهرجان تقديمه لتظاهرة
السينما
المستقبلية ، والتي تتوجه الى التجارب الحديثة ، والتي تبحث في
مستقبل السينما
كصناعة ومضامين.
المسابقة
الرسمية
ويتنافس على جائزة النمر الرسمية للافلام
الطويلة ، خمسة عشر فيلما ، منها خمس افلام في عروضها العالمية
الاولى ، اضافة الى
اربع افلام ساهم صندق دعم " The Hubert Bals "
في انتاجها . ولاول في تاريخ
الماسبقة ، تشارك كوستريكا وجورجيا بافلام طويلة للتنافس على
الجائزة الكبرى في
المهرجان .
ويشترك في تحكيم جائزة الافلام الطويلة الممثلة
والمغنية الفرنسية
" Jeanne Balibar "
، والمخرج البولندي الهولندي
" Úrszula Antoniak "
، ورئيس مهرجان سنغافورة السينمائي السابق
" Philip Cheah "
، المخرج
المكسيكي " Amat Escalante "
، والممثل والناشط الاوغندي " Okello Kelo Sam "
،
وسيتم الاعلان عن الفائز في يوم الخامس من شهر فبراير القادم.
وهذه قائمة الافلام المشتركة في المسابقة: فيلم
" Autumn Adagio "
للمخرج الياباني
" Inoue Tsuki "
، الفيلم البلجيكي الهولندي
" C’est déja l'été "
للمخرج البليجيكي الاصل
" Martijn Maria Smits ".
فيلم
" Agua fría de mar "
للمخرج الكوستريكي
" Paz Fábrega "
، فيلم " Let Each One Go Where He May "
للمخرج الامريكي
" Ben Russell ".الفيلم الروسي
" Mama "
للمخرجين
" Yelena Renard "
و
" Nikolay Renard ".
فيلم
" Miyoko "
للمخرج الياباني
" Tsubota Yoshifumi "
، فيلم " Mundane History "
للمخرج التايلندي
" Anocha Suwichakornpong "
، فيلم
" My Daughter "
للمخرجة الماليزية
" Charlotte Lay Kuen Lim "
، الفيلم
الدنماركي " R "
للمخرجين " Michael Noer "
و " Tobias Lindholm "
، فيلم
" Les signes vitaux "
للمخرجة الفرنسية
" Sophie Deraspe " .
فيلم
" Street Days "
للمخرج الجورجي
" Levan Koguashvili "
، فيلم " Sun Spots "
للمخرج الصيني " Yang Heng "
، فيلم
" The Temptation of St. Tony "
للمخرج الاستوني " Veiko Õunpuu "
،
فيلم
" Alamar "
للمخرج المكسيكي
" Pedro Gonzalez-Rubio "
، فيلم
" La vie au Ranch "
للمخرجة الفرنسية
" Sophie Letourneur ".
الحضور
العربي
وللسنة الثانية على التوالي ، تختار ادارة
المهرجان ، افلام عربية معدودة جدا لعرضها في تظاهرته وبعيدا
عن المسابقة الرسمية ،
هذه السياسة من الاختيارات ، لا تعبر عن واقع الانتاج السينمائي العربي
الجاد
للسنتين الاخريتين ، او عن العلاقة المفترضة للمهرجان بهذا الانتاج ودعمه.
سيعرض المهرجان وضمن تظاهرة "الطيف" ، فيلمين
عربيين طوليين ، هما فيلم اللبنانية ديما الحر"كل يوم عيد" ، والذي عرض في
الدورة
الاخيرة لمهرجان دبي السينمائي ، وفيلم المخرج الفلسطيني ايليا سليمان
"الباقي من
الزمن" ، والذي بدات عروضه في مهرجان كان السينمائي ، قبل ان يعرض بعد ذلك
في عدة
مهرجانات اهما مهرجان الشرق الاوسط السينمائي في ابو ظبي.
كذلك ستعرض وضمن تظاهرة "الطيف" للافلام
القصيرة ، افلام قصيرة لمخرجيين عرب يعيشون في دول اوربية ، يمكن الاستدلاء
على
هوياتهم من اسمائهم العربية ، ومواضيع افلامهم ، والتي لم
تفارق هموم بلدان الاجداد
التي لا تنتهي.
موقع "شريط" في
27/01/2010 |