اشتياقه لجلباب العمدة الذي جعله أشهر عمدة في التلفزيون المصري قاده
لرفض تصوير الجزء الثاني من مسلسل «الباطنية»، الذي ظهر فيه كواحد من أشهر
تجار المخدرات في المنطقة.. هو الفنان صلاح السعدني الذي يصور حاليا مسلسل
«بيت الباشا» ليخوض به ماراثون رمضان المقبل.. حول هذا المسلسل وأسباب رفضه
الجزء الثاني من مسلسل «الباطنية»، كان معه هذا الحوار.. فإلى التفاصيل.
·
رغم النجاح الكبير لمسلسل
«الباطنية» لماذا رفضت تقديم جزء ثان منه؟
ـ المسلسل عندما تمت كتابه السيناريو الخاص به، وضع المؤلف في خياله
انتهاء الأحداث عند الحلقة الأخيرة، وتم بناء القالب الدرامي على هذا
الأساس وجميع المشاهدين يعلمون هذا، لذلك لو قمنا بالبدء في تصوير جزء ثان
من هذا العمل سيقضي على النجاح الذي تحقق في الجزء الأول، ويحدث ما لا تحمد
عقباه؛ فأنا أتعامل مع المشاهد على أنه ذكي، ومن الصعب الضحك عليه.
تحد... لكن بعض الأقلام أكدت استيعاب العمل لجزء ثان غير أنك فضلت
اللعب على وتر العمدة والشخصية الصعيدية الناجحة. من قالوا هذا الكلام غير
متخصصين، ويريدون الاصطياد في الماء العكر؛ لأنني حققت نجاحاً كبيراَ
يتمناه أي فنان، واستمراري فى أداء نفس الدور سيحقق نفس النجاح لو كان يصلح
لذلك لكنه لا يصلح مطلقاً.. أما من قالوا إنني ألعب على وتر العمدة في
مسلسل «بنت الباشا» فقد نجحت في تقديمه ولن أكرره بنفس نمط سليمان غانم في
مسلسل «ليالي الحلمية» لأنه نوع من التحدي.
·
إذن.. ماذا عن ملامح العمل؟
ــ أحداث العمل تدور في أجواء محافظات الصعيد بما يحويه من صراعات
وخلافات تتم تسويتها باللجوء إلى إراقة الدماء أحيانًا، وهو من تأليف سماح
الحريري وإخراج هاني لاشين، وإنتاج شركة الجابري.
·
ألا يقلقك العمل مع شركة الجابري
التي تخصصت في إنتاج المسلسلات الصعيدية فقط؟
ــ المسلسل لا ينتمي لأقاصي الصعيد أو الصعيد الجواني، إنما هو أقرب
للعاصمة منه للصعيد حتى من حيث اللهجة، وهذا ما يؤكد نية الشركة عدم التخصص
في إنتاج المسلسلات الصعيدية، كما أشيع عنها مؤخرًا؛ لأن النصوص هي الفيصل
في إنتاج تلك النوعية.
·
وماذا عن الشخصية التي تقدمها في
العمل؟
ــ أقدم شخصية رجل صعيدي، وليس عمدة كما أشيع، يتصدى لعصابات التنقيب
عن الآثار وتهريبها للخارج، وتدور أحداثه في قالب درامي يرصد أحداثًا
واقعية موجودة في المجتمع المصري ويتم تصويره بين محافظات بني سويف والمنيا
وحلوان، التي تعتبر أقرب المناطق للقاهرة في فترة الأربعينات، وهو مقتبس من
أحداث حقيقية بمنطقة نزلة السمان في الهرم بالقاهرة حول عائلة استغلت تفكك
عائلة أخرى فبسطت نفوذها على المنطقة بأكملها.
·
ومن يشارك من الفنانين في العمل؟
الأسماء حتى هذه اللحظة غير مؤكدة، لكن هناك بعض الدلائل تشير إلى
الفنانين نيرمين الفقي ومحمد رياض وصابرين وهالة فاخر والفنان السوري أيمن
زيدان.. ومؤخرًا تم توقيع العقد مع مصطفى شعبان، وتم ترشيح داليا البحيري
أيضًا للقيام بدور البطولة.. ولكن لم يستقر المخرج على الفنانين المشاركين
وسيتحدد ذلك الأسبوع المقبل.
·
بالعودة إلى «الباطنية» الذي
أثيرت حوله بعض المشاكل رغم نجاحه.. ما رأيك في تصريح نادية الجندي بأنك
قدمت نفس شخصية فريد شوقي؟
مسلسل «الباطنية» بدأ من حيث انتهى الفيلم عام 1985، وبالتالي لم أقدم
شخصية الراحل فريد شوقي وإنما استكملت تلك الشخصية لأنني أكنّ له كل
الاحترام والتقدير، حيث خلقت لنفسي شخصية مختلفة تمامًا من ناحية الصوت
والأداء والتفكير، إذ تغلب عليها صفات ابن البلد، كما أن المسلسل مختلف
تمامًا عن الفيلم ولا يوجد تشابه بينهما إلا في بعض الخطوط.
·
لكن بعض النقاد اعتبروا نجاح
المسلسل امتدادا لنجاح الفيلم .
هذا الكلام غير حقيقي لأن من شاهدوا الفيلم ماتوا ومر عليهم جيلان..
وقد نجح المسلسل لأن الممثلين بذلوا جهدًا كبيرًا.. وهناك مسلسلات عديدة
مقتبسة من أفلام لم تحقق أي نجاح.
أعمال خالدة
·
برأيك.. هل ترى قضية مثل
المخدرات تناولتها السينما والدراما مرارا بحاجة إلى مسلسل من 30 حلقة
وأيضًا جزء ثان مماثل؟
الدراما التليفزيونية لابد أن تتطرق لقضية المخدرات؛ لأنها موجودة في
مصر منذ أيام محمد علي باشا، وحتى الآن ومازلنا نقرأ عن جرائم المخدرات في
الصحف.. ثم أن مدمني المخدرات يحتاجون إلى عدة مسلسلات ترصد واقعهم الأليم
مع هذه التجارة التي تدمر عقول الشعوب.
والغريب في القاهرة أن كبار تجار المخدرات تركوا الباطنية وهربوا إلى
كوم السمن والجعافرة ومازالوا يمارسون تجارتهم غير المشروعة، لذلك فمثل هذه
القضية بحاجة لعشرات الأعمال التي تتناولها مادام مازالت موجودة وتهدد أمن
المجتمع.
ليالي الحلمية
·
رغم حديثك الدائم عن «الباطنية»
هل تعتقد أنه حظي بنفس مستوى المشاهدة الذي حظي به ليالي الحلمية؟
بصراحة لم أقدم أي عمل في شهرة «ليالي الحلمية» إلا أنني أعتبر أن
«أرابيسك، وحلم الجنوبي، والناس في كفر عسكر» نوادر فنية، كما أسعدني الحظ
في بداية حياتي الفنية أن أقدم عملا له قيمة الحلمية في وقت لم يكن في مصر
كلها سوى 10 آلاف جهاز تليفزيون والعالم العربي بأكمله لم يكن فيه أكثر من
4 محطات تليفزيونية، وذلك في ستينات القرن الماضي من خلال خماسية «الساقية»
التي قدمت في ثلاثة أجزاء، وهي «الرحيل، والنصيب، والضحية».
·
إذن أنت تعتبر أن «الساقية» هي
بداية انطلاقة رحلتك الفنية.
ــ بدايتي الفنية حقيقة كانت من خلال مسرحية «من أجل ولدي» ولم أقل
فيها سوى جملة واحدة وهي «سقطت في الامتحان» وبعدها شاركت في الكثير من
الأعمال المسرحية، منها «لوكاندة الفردوس» مع الفنان الراحل أمين الهنيدي
و«زهرة الصبار» مع الراحلة سناء جميل.
وكان أول عمل تليفزيوني لي مسلسل «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبدالقدوس
وبعده «الساقية» ثم توالت المسلسلات.. وكان أول ظهور لي في السينما في فيلم
«شياطين الليل» بطولة الراحل فريد شوقي.
·
لكنك تبتعد عن السينما باستمرار،
فما السبب؟
التليفزيون أقرب المجالات الفنية إلى نفسي، وأعشق التعامل مع الكاميرا
عن قرب.. والتليفزيون يقدم أعمالا بمميزات لا تتوافر في السينما التي تحتاج
إلى مخرج متمكن من أدوات العمل السينمائي.. والممثل إحدى أدوات المخرج..
كما أن التليفزيون هو بيتي الأول.
·
من وجهة نظرك، هل سحبت سوريا
البساط من تحت أقدم الدراما المصرية؟
بصراحة هناك أعمال شديدة الجمال في سوريا وبعض الدول الخليجية وقد
شاهدتها وأعجبت بها وصفقت لها؛ لكن في النهاية ستبقى الريادة دائمًا
للدراما المصرية لما لها من قواعد وأسس حقيقية وتاريخ طويل وآلاف من
المؤلفين والممثلين والمخرجين والمصورين ومهندسي الديكور وغيرهم من
المشرفين على العمل الدرامي، وهذا لا يمنع وجود بعض المبدعين في دول عربية
أخرى، كما كانت فيروز ووديع الصافي.
سلاح ذو حدين
يقول الممثل صلاح السعدني: في رأيي أن الظهور على شاشة التليفزيون
سلاح ذو حدين؛ لأن المسلسل الجيد لو عرض في رمضان فإنه يجمع الناس حوله،
لكن لو ظهر ضعيفًا سينافسه عمل أقوى منه، وسيجذب المشاهدين ويعلو عليه..
فهناك أعمال عرضت في رمضان الماضي لم تحقق أي نجاح بسبب تزامنها مع مسلسلات
جماهيريتها أعلى بكثير.
وعلى سبيل المثال لم يعرض الجزء الأول من «ليالي الحلمية» في رمضان،
لكنه حقق جماهيرية عالية جدًا.. وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أنكر أن عرض
«الباطنية» في رمضان أفادني كثيرًا.
البيان الإماراتية في
15/01/2010 |