من حين إلي آخر أوجه مؤشر التليفزيون لأتابع ما وصلت إليه حالة
الكراهية والعداء والتحريض المستمرة بنجاح منقطع النظير علي شاشة قناة
الجزيرة
، ويزداد فضولي لمشاهدة تلك المسرحيات الهزلية كلما ارتفعت وتيرة الأحداث
التي تتعلق من قريب أو بعيد بالدولة المصرية !!
وما
يستتبع ذلك من صولات وجولات يتباري فيها ضيوف جزيرة قطر العظمي في التطاول والإساءة والتجريح
!
والحق أقول إنني طالما شعرت بالغضب والاستياء من مشاركة شخصيات مصرية
في برامج تلك القناة التي تنفث كراهية لبلدنا
، وكثيرا ما تمنيت أن يتوقف الكتاب والمفكرون والمبدعون المصريون عن الظهور علي الشاشة
التي تُـسّخر كل إمكاناتها المهنية وبراعتها الإعلامية في إثارة الشعوب
العربية ضد مصر وشعبها وقياداتها!!
لكني شعرت بسعادة بالغة وأنا أتابع المفكر
والدبلوماسي والسياسي البارع د.مصطفي الفقي وهو
يتحاور مع مذيع برنامج "حوار مفتوح"
غسان بن جدو عبر الشاشة من مكتب الجزيرة بالقاهرة ، ويرد بالمنطق والحجة علي المغالطات والاتهامات
والتجاوزات التي
يسوقها ضيفي
البرنامج د. أسعد خليل أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا والشيخ
ماهر حمود إمام مسجد القدس بصيدا .
والواقع إنني لا أعرف ما هي العلاقة التي
يمكن أن تربط إمام مسجد بقضية سياسية تتعلق بأمن دولة وحماية حدودها ، حتي
يكون الشيخ الجليل ضيفا علي مثل هذه البرامج ؟!
وكيف
يسمح رجل دين موقر لنفسه أن يتطاول علي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وينعته بالكاذب
والمنافق أمام ملايين المشاهدين ؟!
وعبثا حاول المذيع
وقف هذه المهزلة ، لكن الشيخ ماهر أصر علي مواصلة ذلك الجرم والتطاول في حق شيخ
الأزهر
، ضاربا عرض الحائط بمشاعر المسلمين وردود الفعل الناجمة عن تلك الإساءة
البالغة في حق عالم جليل يرأس أكبر وأقدم مؤسسة دينية علمية إسلامية في العالم
!! بالله عليكم هل هذه لغة رجل دين ؟!
ألا
يحتاج ذلك الجرم في حق الشيخ الأزهري موقف حازم من المجلس الإسلامي العالمي
يحفظ للرجل مكانته واحترامه ؟!!
> > >
تلقيت اتصالا هاتفيا من الزميلة شيماء محمد المعدة في قناة دريم تطلب
معرفة رأيي في أسباب عدم انعقاد لجنة الأوسكار المشكلة بقرار من وزير
الثقافة فاروق حسني لاختيار فيلم يمثل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم
غير أمريكي التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية ،
تلك الجائزة التي سبق ونال الفيلم الفلسطيني "الجنة
الآن" للمخرج هاني أبو أسعد شرف الوصول إلي تصفياتها النهائية ، وتنافس
بقوة علي الجائزة مع خمسة أفلام عالمية وقع اختيار أعضاء الأكاديمية
الأمريكية عليها،
لتصعد إلي مسرح الجوائز
.
وأعترف إنني وسط خضم الأحداث المتلاحقة لم أتنبه إلي هذا الخطأ الكبير
الذي وقعت فيه اللجنة ، خاصة وإن هناك
أكثر من فيلم كان يمكن ترشيحه خاصة وأن هذا العام شهد نقلة نوعية في مستوي الأفلام وهي
نقلة تحسب لصناع السينما، ومنهم بالطبع فيلم
"المسافر" الذي أنتجته وزارة الثقافة وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان
فينسيا السينمائي، وفيلم "واحد صفر" الذي اختاره النقاد كأفضل فيلم في كثير
من الاستفتاءات ، لكن كالمعتاد عندما حاولت البحث عن الأسباب تاهت
المسئولية بين الجميع!!
والأمر الغريب حقا إنني في رحلة البحث علمت أن تلك اللجنة تتبع مهرجان
القاهرة السينمائي ولا أعرف لماذا؟!
وأن رئيسها الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب سبق أن لعتذر عن
رئاسة اللجنة ، نظرا لصعوبة قيامه بهذه المهمة وسط مشاغله ، خاصة وأن تلك المهمة تحتم علي اللجنة مشاهدة
جميع الأفلام المنتجة خلال العام ، وهو أمر
يحتاج لناقد سينمائي متخصص ،ولأن المهرجان لم يخطره بموعد انعقاد اللجنة تصور أن الاعتذار قد
قبل ، وتم اختيار رئيس جديد
ولأننا للأسف تأخرنا كثيرا عن موعد تقديم الترشيحات
، ولا يمكن أن نتدارك الموقف ، فلا مجال الآن للبحث عن الحقيقة أو محاسبة المخطئ
، لكنني أتمني أن يوكل وزير الثقافة مهمة ترشيح فيلم مصري للأوسكار لللجنة العليا
للمهرجانات التي
يرأسها الدكتور فوزي فهمي
والتي تضم مجموعة كبيرة
من السينمائيين والنقاد المهتمين والمتابعين للإنتاج السينمائي ، حتي لا
تتكرر تلك المهزلة !
> > >
كثيرة هي الكتب التي
أخرجتها المطابع عن يوسف شاهين خاصة منذ وفاته في
يوليو 2008 وحتي اليوم ولكن كم هي قليلة تلك الكتب التي تركت أثرا وخلفت علامة،
أقول ذلك بعد ان انتهيت قبل أيام من قراءة أكثر من ثلاثمائة صفحة هي مجموع
ذلك الكتاب الرائع للصديق العزيز الناقد السينمائي والباحث الفني إبراهيم
العريس والذي يري أن الفنان لا تكتمل عبقريته إلا بموته ورحيله عن دنيانا
لهذا لم يخرج الكتاب الذي حمل عنوان "
يوسف شاهين .. نظرة الطفل وقبضة المتمرد"
إلا مؤخرا وقد بدأت علاقة المؤلف بالأستاذ منذ سنوات طويلة
عندما شارك معه في
أحد أفلامه كعامل ديكور ثم توطدت الصداقة بينهما
حتي كانت محصلتها وثيقة فنية في صورة كتاب نجح المؤلف في أن
يحوله إلي شاشة عرض سينمائي
شديدة الصدق وبالغة الروعة،
أبواب وفصول الكتاب الاثني عشر تأخذ بيد القارئ ليطالع تفاصيل حياة وسيرة
واحد من أكثر مبدعينا عبقرية ومن أكثرهم إثارة للجدل وكلاهما ـ العبقرية
والجدل ـ فيما أظن لا ينفصلان!
> > >
في
البداية وفي
مقدمته ـ أو كما سماها المؤلف ما
يشبه المقدمة ـ
يعترف العريس أن ثمة نوعا من الجفاء كان يسود العلاقة بينه وبين
"العم جو" في أحيان كثيرة، ويستدعي في اعترافه وعرضه المقصود لهذا الجفاء
قصة بالغة الدلالة كانت شاهدتها الفنانة ليلي علوي عندما حضرت مع العريس
بعض مشاهد التصوير الليلية وكانت قلقة من إلتقاءهما وكم كانت دهشتها عندما
تحقق هذا اللقاء في نهاية التصوير وإذا بـ"جو"
يعانق العريس قبل أن يجيب علي نظرات ليلي المتسائلة باستغراب عن هذه الحميمية
غير المتوقعة في اللقاء قائلا "مالك؟
ما أنا وإبراهيم بنشتم بعض من ثلاثين سنة ولسه زي البمب!".
من بابا أمين في 1949
وحتي الإسكندرية ـ نيويورك في 2004
يؤرخ الكتاب لحياة
»جو« من خلال أعماله وإبداعاته السينمائية ـ مهما اختلف البعض حول هذه
الأعمال .. منذ أن كان شابا يافعا في الرابعة والعشرين عائدا بأحلامه وطموحاته من
الولايات المتحدة وحتي صار شيخا ناضجا
يدنو من الثمانين بكل ما تحمله هذه السن من حكمة وإدراك وتجارب،
اختزلت صفحات الكتاب بحرفية ومهنية شديدين حياة هذا العبقري
وفي كل فصل من فصول الكتاب استعراض
ظاهري
لسينما يوسف شاهين وعرض خفي ـ في واقع الأمر ـ لحياته فالكتاب الذي
يبدويوكأنه سيرة ذاتية لشاهين ليس كذلك في واقع الأمر
حيث أن المؤلف يسرد تفاصيل ذاتية من خلال "جو"
وأفلامه وعبر مراحل حياته الفنية المختلفة، الطريف أن هذا الكتاب كان وليد فكرة من وزارة
الثقافة لتسجيل حياة المخرج الكبير الذي
اختار بنفسه الناقد إبراهيم العريس لهذه المهمة ولكن الأستاذ طلب منه فجأة
التوقف عن المشروع بدعوي انه اختلف مع المسئولين في الوزارة حول بعض القضايا وظلت مسودة الكتاب حبيسة
أدراج المؤلف حتي رحل شاهين وعندها طلب المهندس إبراهيم المعلم من العريس
أن
يستكمل مشروع شاهين المؤجل والذي
ازدان بمجموعة رائعة من الصور التي
أضافت الكثير من القيمة لهذا المرجع القيم الذي أنهاه مؤلفه بمجموعة من أقوال شاهين
يبدي فيها رأيه الخاص في أعماله ثم مجموعة من آراء العديد من نقاد السينما العالميين.
في
النهاية لا أمتلك سوي التأكيد علي أن الكتاب إضافة
حقيقية إلي مكتبتنا السينمائية وكم أتمني أن تستمر مجهودات الناقد والباحث
المتميز إبراهيم العريس وهي مجهودات أوقن أنها لو تحققت فسوف تتحول إلي
ثروة من المراجع والكتابات التي ستفخر بها السينما المصرية.
أخبار النجوم المصرية في
14/01/2010
ازمات الديلر عرض مستمر
متابعة: خيري الكمار
يؤكد المنتج محمد حسن رمزي انه قرر استكمال تصوير الفيلم بالمساعد
الاول للمخرج سيف ..
مؤكدا ان المساعد هو الذي سوف يستكمل تصوير
المشاهد المتبقية والتي سوف يبدأ العمل بها يوم الثلاثاء القادم بعد توقف
دام ما يقرب من
٥١
يوما بسبب الاجازات الاخيرة كما اننا ننتظر حضور أكثر من ممثل
أجنبي وعربي لكي يشاركوا في هذه المشاهد.
ويضيف رمزي: لن اشغل تفكيري واهتمامي بما يردده المخرج أحمد
صالح لانني اسعي جاهدا وبكل الوسائل للانتهاء من آخر مشاهد العمل،
حتي لا يواجه الفيلم كارثة لأن بطله أحمد السقا قال انه وقع علي فيلم »ابن
القنصل« وقد ارتبط بالفعل بتصوير العمل خلال الفترة القادمة واذا لم نقم
باستكمال تصوير العمل فسوف يقوم بالمشاركة في الفيلم
الجديد، وهذا حقه بالفعل ويشكر علي مواصلة اصراره علي العمل رغم هذه
الظروف.
واستطرد حسن رمزي قائلا:
المخرج لم يلتزم بشروط التعاقد التي قمنا بتوقيعها عند التصوير، لذلك قررت
استئناف التصوير بدونه حتي لا اخسر
٠٢
مليون جنيه انفقتها علي الفيلم حتي الآن وانتظر المخرج حتي ينتهي من تصوير
مسلسله »أبواب الخوف«
ويضيف محمد حسن رمزي قائلا:
أحمد صالح حصل علي أجره وبزيادة حيث قمت بدفع مقابل تصريح النقابة له لانه
غير مصري قبل أن يدخل لتصوير العمل كما اود ان اشير الي ان موضوع انه
جزائري ليس السبب الرئيسي وراء عملية الاستبعاد من العمل، ولكن عدم الالتزام.
فرقعة اعلامية
بينما يرد المخرج أحمد صالح قائلا:
كانت هناك نية من البداية لاستبعادي من الفيلم منذ أن قمت بالتصوير في
اوكرانيا وحتي بعد ان عدت للقاهرة، ولكن ما حدث في النهاية دفعني الي ان الجأ الي نقابة المهن
السينمائية وقمت بتحرير محضر اثبات حالة وارسلت للشركة المنتجة انذارا علي
يد محضر.
وأضاف صالح: ما تردد بأنهم ارسلوا لي واخطروني بموعد التصوير
غير صحيح لانه من البديهي في كل السينمات العالمية ألا يرفض مخرج استكمال
تصوير فيلمه، فالشركة المنتجة اتهمتني بالتقصير، ولكنني عكس ذلك،
حيث قدمت فيلم »حرب اطاليا«
من قبل مع السقا ومسلسل
»أبواب الخوف« لم يحدث أي تأخير من جانبي.
ويستطرد المخرج أحمد صالح:
علي ما كنت اخطط له منذ أن تعاقدت علي الفيلم هو تقديم عمل مختلف،
ورغم انني كنت ارغب في السفر الي اوكرانيا لاستكمال تصوير باقي المشاهد
هناك الا انني وافقت علي طلب الشركة ببناء ديكورات في القاهرة وعدم السفر
الي اوكرانيا مرة أخري، وفوجئت بما اعلنته الشركة بأنني جزائري ولا ترغب
الشركة في التعامل معي، وذلك في محاولة من الشركة لكسب تعاطف الجمهوري
المصري. وينتقل أحمد صالح للحديث عن بطل الفيلم أحمد السقا ويقول: لقد
اغضبني كثيرا ما بدر من أحمد السقا عندما وافق علي استكمال تصوير الفيلم
بدوني استجابة لطلبات المنتج، واستكمال التصوير رغم أن هناك بعض أعضاء العمل انسحبوا مثل أحمد يوسف
مدير التصوير وتامر اسماعيل مهندس الديكور وأري أن السقا اشتري نفسه وباعني.
موضوع شائك
من جانبه أشار سعد فودة سكرتير عام النقابة:
الي ان الامر شائك خاصة اننا في زمن المنتج فيه هو المسيطر علي العمل من
البداية حتي النهاية فكان من الضروري علي المخرج ان يتعرف علي بنود العقد
التي وقع عليه جيدا.. وهذا خطأ يقع فيه جميع المخرجين لان كل اهتماماتهم
تنصب حول تقديم عمل جيد ولا يتوقع أن تحدث أزمات، وهذا الامر استوقفني كثيرا لانه يضر بالمخرجين،
ولدينا العديد من الشكاوي من نفس هذه النوعية وهذا يعني انه لا يوجد معيار
ثابت يمكن أن يحدد به حقيقة الموقف وبناء عليه يأخذ كل شخص حقه، وهذا ما
حدث مع المخرج أحمد صالح وذلك لانه وقع علي عقد مع محمد حسن رمزي ينص علي
انه اذا لم يحضر المخرج بناء علي طلب المنتج فمن حق الاخير استكمال التصوير
الذي يحقق له هدفه ومصلحته.
بينما يؤكد منيب شافعي رئيس
غرفة صناعة السينما ان الطرفين لم يتقدما بأي شكوي الي الغرفة ولو حضر أي
منهما الينا لقمنا بمناقشة هذه الازمة داخل الغرفة.
ويضيف
شافعي:
ورغم انني مع استكمال تصوير أي عمل بالمخرج الاساسي له الا انني في
نفس الوقت اؤيد محمد حسن رمزي لانه لا يمكن أن يخسر هذه المبالغ
الكبيرة التي انفقها علي الفيلم لان البطل الرئيسي أحمد السقا التزام بعمل
جديد وانشغاله بتصوير عمل آخر سوف تصبح كارثة لن يتحملها سوي المنتج.
أخبار النجوم المصرية في
14/01/2010
عفيفة اسكندر .. عصير المواهب و الفنون
موفق بيومي
واحدة من مئات الرموز والعبقريات المصرية التي كتبت عليها الأقدار أن
تكون من العظماء المنسيين والمشاهير الذين لايعرفهم أحد..
نستعيد اسمها ونسترجع ذكراها آملين أن نرد إليها بعض حقها، مجرد أمل.. ليته
يتحقق.
لا يستطيع غيابها الجبري ان يمنع حضورها وتوهجها كلما فتح
تاريخ مصر سجلات العظماء ولايتمكن النسيان من أن يطولها أو يمحو سيرتها
وكيف يفعل
- رغم تناسينا لها -
وهي أول فتاة مصرية تدخل الجامعة وأول من حصلت علي شهادة عليا
في الآثار المصرية من أوربا وأول من اجادت
- في العالم كله -
اثنتي عشر لغة..
كل ذلك إلي جوار أنها كانت ناقدة سينمائية
وعازفة موسيقية ومرتلة كنسية وداعية وحدة وطنية وقائمة أخري طويلة من
الإبداعات..
إنها عصير المواهب والفنون عفيفة إسكندر.
>>>
في العام الأول من القرن العشرين ولدت
عفيفة لأسرة مصرية متوسطة الحال وكان أبوها -
إسكندر أفندي ابراهيم
- من الرعيل الأول للمحامين الوطنيين وقد استجاب لرغبة ابنته - غير
المعتادة حينذاك -
في أن تتعلم والحقها بمدرسة الراهبات بالزيتون حيث حصلت في عام
٨١٩١
علي شهادة »البريفيه«
التي تعادل - تقريبا - الثانوية العامة لتتوقف مؤقتا عن الدراسة وكان عشق
كل من السينما والموسيقي من ناحية والآثار المصرية من ناحية أخري قد تمكنا
منها فحاولت أن تستعين بمدرسين خصوصيين في هذا الشأن ولكن ارتفاع التكلفة
حال بينها وبين ما تريد فأكتفت بالقراءة الغزيرة وتعليم نفسها إلي أن نفد
الصبر في عام
١٢٩١!
>>>
فاجأت عفيفة المجتمع المصري في عام
١٢٩١ عندما تقدمت بطلب رسمي إلي النابغة العظيم أحمد لطفي السيد باشا مدير
الجامعة تطلب فيه الإنضمام إلي قسم الآثار المصرية ووافق الرجل مستثنيا
إياها من شرط الحصول علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية المصرية وضاربا عرض
الحائط بلائحة الجامعة التي تمنع دخول الفتيات!
ولكنه في نفس الوقت استجاب لطلب المتظاهرين وجعل قبوله لها
كطالبة مستمعة فقط لايحق لها أن تحصل علي شهادة الليسانس وتطالب بوظيفة بعد
تخرجها فاتحة الباب أمام
غيرها من الفتيات ليزاحمن الرجال في لقمة العيش!
وافقت عفيفة علي الشرط وكتبت إقرارا علي نفسها بذلك وظلت خلال الاعوام
الثلاثة الاولي تحصل علي المركز الاول رغم ان زملاء دفعتها كانوا رواد علم
الآثار المصرية ومنهم محرم كمال وجرجس متي والدكتور باهور ولبيب حبشي
وغيرهم وفي العام الرابع والأخير تم منعها من دخول الامتحان تنفيذا للاتفاق
بعد أن سجل تاريخ مصر اسمها كأول فتاة تلتحق بالجامعة وبقسم الآثار الذي لم
تتخرج منه فتاة بعدها سوي في عام ٨٤٩١ ولم يكن أمام عفيفة من حل سوي إكمال
دراستها في أوربا.
>>>
في باديء الأمر اختارت بطلتنا السفر إلي
هولندا لان شقيقها كان ملحقا سياسيا بالمفوضية المصرية هناك ولكنها سرعان
ما انتقلت إلي المانيا وفي البلدين أثارت دهشة زملائها واساتذتها بتفوقها
ونبوغها وتعدد نشاطاتها وتفردها في العديد من المجالات ويكفي الاشارة إلي
أنها كانت الوحيدة في العالم كله التي تجيد اثنتي عشر لغة ست منها من
اللغات الحية هي العربية والإنجليزية والفرنسية والالمانية والإيطالية
والهولندية وست من اللغات غير المستعملة وهي الهيروغليفية والديموطبقية -
وهي الهيروغليفية العامية -
والقبطية واللاتينية واليونانية القديمة والآشورية!
وفضلا عن ذلك كانت تكتب ناقدة للأفلام السينمائية كما كانت
تجيد العزف علي العديد من الآلات الموسيقية ومنها العود والبيانو والقانون
والكمان والشيلو وكانت أول فتاة مصرية تعزف في الحفلات العامة وبخاصة تلك
التي تقيمها هدي شعراوي وأول من أقامت معارض لانتاجها من اللوحات الفنية في
مصر وعدد من دول أوربا واثناء ذلك تزوجت عفيفة ومات زوجها دون أن تنجب وتمر
بها الأيام دون أن تشعر ويرحل الاب والأم والاخوة تاركين إياها بلا عمل
ثابت ومن
غير دخل مضمون وفي ميلادها الستين تصاب بأول ذبحة صدرية حزنا علي تجاهلها
وعدم تكريمها وأخيرا ينتهي بها المطاف إلي غرفة بسطح احدي العمارات ومعاش شهري قدره اربعة
جنيهات لاتزيد إلي أن جاءها الموت ليريحها من عذاب الدنيا وتجاهل أهلها..
عفيفة اسكندر ليس أمامنا سوي الاعتذار وهذا هو كل ما نملك - لعلك تقبلين.
أخبار النجوم المصرية في
14/01/2010 |