هشام سليم أو »السيد عادل« كما كانت تناديه منة شلبي في مسلسل »حرب الجواسيس«.. هو حالة خاصة بكل المقاييس.. فخلال مشواره الفني في ثلاثين عاما قدم مختلف الشخصيات والادوار، سواء في التليفزيون أو السينما أو المسرح.. ورغم ذلك يقول بعض النقاد إنه لم يأخذ فرصته بعد وموهبته لم تستغل حتي الآن.

هشام سليم في هذا الحوار لا يجيب فقط عن تساؤلاتنا، وإنما يطرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب من حال الفن وأهله، واصرار البعض علي تجاهل أعماله وتاريخه الطويل لمجرد أن اسمه مقترن بالمايسترو الراحل صالح سليم.

·         في البداية نود أن نعرف ما الجديد لديك هذه الأيام؟

- استكمل تصوير مسلسل »لحظات حرجة« الجزء الثاني وتعاقدت علي بطولة مسلسل »اختفاء سعيد مهران« من تأليف محمد حلمي هلال واخراج شيرين عادل رغم اني لم اقرأ سوي أربعة حلقات فقط منه.

·         أليس غريبا ان تتعاقد بعد قراءة أربعة حلقات فقط؟

- الظاهر أن هذا أصبح هو العادي فالمفروض أن يكون الورق جاهزا قبل البدء في تحضيره بستة أشهر ولكن ما شجعني أن فكرة العمل جديدة ومختلفة وهو التعاون الأول مع هذا الفريق واشعر بانه سيكون عمل جيد بإذن الله وهو من انتاج مدينة الانتاج الاعلامي مع قطاع الانتاج وبدأنا التصوير منذ أيام.

·         وهل وضعت شروطا معينة عند التعاقد لتفادي مشكلات العام الماضي الخاصة بالتتر؟

- أبدا لم اشترط شيئا حتي بعد تلك المشاكل لانني لن اتبع أسلوبا خاطئا لمجرد أن الجميع يفعل ذلك.. والذي لا ينتبه اليه البعض هو أن الأزمات والمشاكل أصلا تأتي من كثرة الشروط في العقود ولكن في رأيي أن كل واحد يدرك تماما حقوقه وواجباته.. ومعظمها عقود اذعان بمعني انه ليس لدي الفنانين حقوق وانما عليهم فقط سواء في القطاع العام أو الخاص لوجود شرط بأنه اذا توقف العمل لأي سبب من الأسباب.. ليس للفنان أن يطالب بشيء.

·         ولكن هذا للحفاظ علي حقك الادبي والمعنوي؟

- الحق لا يضيع.. لان الحق في الشغل.. انما المشكلة أن الجيل الجديد من الفنانين يرغبون فقط أن يكونوا رقم »واحد« »وده ما يصحش« وأن يكون هناك مسئولون بيساعدوهم علي ذلك »يبقي برضه ما يصحش«.

·     قدمت من خلال مسلسل »حرب الجواسيس« صورة مختلفة تماما لضابط المخابرات المصري بعيدا عن النمطية التي قدمت في الدراما من قبل.. فكيف حاولت الاختلاف؟

- لم تكن محاولة .. وانما عملت كل ما في وسعي دون الالتفات لما قدم من قبل.. فلم افكر في النمط أو الشكل، وانما قدمت الشخصية باحساسي، فسامية فهمي - منة شلبي - جاءت تشتكي وبالتالي ليس من المفروض أن اذبحها، وكان دائم الشكوك حولها وكان »بيجس نبضها« حتي تأكد من حبها لمصر.. فبدأ يحاول حمايتها لان الغلطة - كما نقول »بفورة« - وفي رأيي أن من أفضل الاشياء التي عملها السيناريست بشير الديك أنه صور مخابرات العدو ذكية وليست ساذجة و»عبيطة« كما اعتدنا في الدراما.. لأن اذا كسبت خصما ضعيفا اذن انت أيضا ضعيف أو يمكن أسوأ »يبقي انت بتتشطر عليه« وانما ان تكسب حد زكي وجامد فهذا شرف لك

·         مشكلة التتر اثيرت كثيرا.. هل أصبح الفيصل في ترتيب الأسماء هو الآجر؟

- لا ليس بالأجر، ومع الأسف مشكلة التتر أعاني منها منذ عامين.. فمسلسل »المصراوية« لا أحد شاهد تتر مثله من قبل.. هل طوال عمرك شاهدت تتر يكتب علي اسم البطل »نجم الجزء الأول« والبطلة»نجمة الجزء الثاني«!!

رغم أن الجزء الثاني لم يكن بدأ التحضير له اصلا وللأسف الموضوع مر مرور الكرام.. في حرب الجواسيس اسمي جاء في الآخر.

·         ولكن قيل انك اخترت ان يوضع اسمك في هذا المكان؟

- ما حدث أننا منذ البداية علمت ان منة شلبي اعتذرت عن الدور، ثم تراجعت ووافقت، فوجدت أحد مسئولي الانتاج يخبرني أن راوية بياض طلبت ان اسم منة شلبي يوضع مع اسمي في نفس الكادر فاندهشت فقال لي: هذا لاننالن نجعل اسمها قبلك فقلت »كمان قبلي؟«! أليس هناك فارق في الاعمال أو التاريخ الفني لهذه الدرجة حتي يساوي بيننا؟!«.. فقال: ان راوية بياض تقول ان دور منة أكبر.قلت: »كل عام وبعد انتهاء رمضان يصرح المسئولون أن الدراما لابد أن تكون بالدور ولايصح أن نكتب مسلسلا لفنان بعينه ويتفصل له، ويجب ألا يكون الدور من الجلدة للجلدة.. هل هذا فقط في العلن.. وفي الخبايا تقول إن دورها أكبر من دوري؟!.. منة شلبي وباسم ياخور وشريف سلامة جميعهم دورهم أكبر.. وأنا من أجل هؤلاء الناس طلبت أن اسمي يكتب بعدهم.

·         هل هذا الحل ارضاك؟

- الطريقة التي كتبها المخرج نادر جلال كل هؤلاء يلتقون مع النجم هشام سليم أعجبتني وشكرته عليها لانه علي الاقل قدر تاريخي الفني، ويدرك جيدا أني اشتغلت وتعبت كثيرا حتي أصل لما انا فيه الآن.. لكن للأسف المسئولين في الـتليفزيون  لم يعطوني حقي منذ ثلاثين عاما ولم اتكلم، ولكن حان الوقت لأدافع عن حقي »عيب.. عيب« والمفروض أن صاحب التاريخ الفني الأكبر هو الذي يوضع اسمه أولا.

·         ربما المسئولون ينظرون لهذا الموضوع بمن يسوق أكثر؟

- اجاب بعصبية : هل تقصدين أن منة شلبي وغادة عادل مثلا يسوقون أكثر مني في التليفزيون .. »هما سوقوا امتي قبل كده؟!« الموضوع أن المسئولين الذين يرغبون في تصعيد فنانة.. مثلا اذا ارادوا ان يجعلوا منة شلبي تسوق العام القادم فبالتالي يضعونها هذا العام مع هشام سليم، وتكون اللعبة ان يضعوا اسمها في الاول وهشام سليم في الآخر وبالتالي هي »تطلع« واسم هشام سليم ينزل.

·         ولكن اذا كان هناك ضرر واقع عليك منذ سنتين كما تقول لماذا لا تحدد هذه الامور في العقد؟

- أنا لا اشترط.. فهذا »شغل عيال« فحقي محفوظ لأن دوري موجود.. بديل اننا نتحدث الآن .. انما  المسئولين يتغاضون عن تاريخ وأعمال ويكبرون فنانين »مش المفروض تستحق« »فما يصحش« ومعظم الصحف كما قلت حصروا المشكلة بيني وبين منة شلبي..  ماذنبها هي؟! ولنفرض انها طلبت ذلك ألا يوجد مسئول يعترض علي ذلك »وعيش بالاصول«؟!

·         بالنسبة لحرب الجواسيس تحديدا.. هل تحدثت مع منة شلبي في هذا الامر؟

- أنا ومنة حبايب وسمن علي عسل.. لانها في رأيي ليست مخطئة فقد  اخبرتني بأنها لم تطلب شيئا أو تشترط ذلك.

·         المسلسل يعد التجربة الخامسة لك مع بشير الديك ونادر جلال.. فهل هذا اتفاق ضمني بينكم؟

- أجاب ضاحكا: أنا سعيد جدا بالعمل مع هذا الثنائي الرائع.. والحمد لله اننا ناجحون  مع بعض.. ولكن هذا ليس اتفاقا فكل عام يقول نادر جلال »خذ في اعتبارك ان الدور ينادي علي صاحبه  فأنت ونصيبك في العمل القادم«.. وأنا متفق معه تماما في ذلك.. والحمد لله أنه »شايفني« في أكثر من شخصية وبصراحة اعطاني فرص لم تتح لي مع غيره، فهو مؤمن بأني فنان جيد واستحق هذه الفرص - اما الذين لم يتيحوا لي هذه الفرص - عندما يقع تحت أيديهم عمل لي فانهم »يخسفون به« الارض ويقومون بالتعتيم عليه حتي لا تظهر الاعمال التي يضعونها بشكل أقل مستوي عما أقدمه..

·         الكثير من الفنانين يرفعون أجورهم ويشترطون أرقاما معينة.. فلماذا لم تفعل بالمثل؟

ــ لاني ابن صالح سليم وفي نظرهم »غير محتاج« ولذلك لا يعطوني الاجر المناسب .. يبدو ان المسئولين موجودون فقط من أجل الناس المحتاجين فقط وأن الشغل يكون المحتاج وليس الناجح وبالتالي يبحث المسئولون عن شخص غير معروف ولكنه محتاج ليشعر انه بيمن عليه.. انما ابن صالح سليم تعليه ليه؟ هو محتاج؟.. اريد احد يجاوب علي سؤال واحد.. لماذا هشام سليم الوحيد الذي يتقاضي أقل أجر.

·         هل أصبحت ضريبة عليك دفعها لمجرد أن اسمك مقترن باسم الراحل صالح سليم؟

- يكفي أن والدي - رحمه الله - عندما تتذكره الصحف أو حتي في الاعلام لا يقال سوي اليوم ذكري صالح سليم فقط.. لا  أكثر ولا أقل.

·         بعض النقاد يقولون إن موهبة هشام سليم لم تستغل بعد.. هل تتفق مع هذا الرأي؟

- لا اعرف ماذا اقول.. البعض يقول اني لم اخذ فرصتي، والبعض الآخر لا يعطيني الفرصة ويظل »يقطع في«.. ماذا افعل أنا بين هذا وذاك؟ لقد احترت.. يقولون عني في الوسط الفني اني عصبي ومثير للمشاكل.. كل هذا لمجرد أني اريد أن تسير الامور في اطارها الصحيح، ومع الاسف بعض الصحفيين ووسائل الاعلام عندما يضعوا أيديهم علي مشكلة تخصني أجدهم يسألوني عنها ولا يسألون المسئولين وبالتالي ينشر الكلام علي لساني وأبدو للبعض اني اهاجم الناس واثير المشاكل، وبالتالي المسئولون أو زملائي الفنانين »يزعلوا« مني..صحيح الجمهور والناس كلها تقدر تاريخي الفني الطويل، وهذه نعمة أحمد الله عليها ولكن أين تقدير المسئولين أيضا.

·         واضح انك مستاء جدا من الاعلام؟

- أنا متضايق مما اعيشه واعانيه كل يوم.. المناخ العام ككل.. يا جماعة هذا المناخ لا يفرز أي شيء إلا قلة الادب والبلطجة ومن يدوس علي الآخرين ليفعل ما يريد.. كل هذا لان النظام غائب والجميع يجري خلف مصالحه الشخصية، وهذا في كل جميع المجالات وليس في الفن فقط وانما في الرياضة.. والاقتصاد.. وغيرها وللأسف لا احد يعرف حقوقه أو واجباته.

·     ولماذا لم ينتظر حتي تنتهي من تصوير مشاهدك.. فأكيد من مصلحته ان تركز في دورك لان في النهاية اسمه كمخرج يوضع علي العمل؟

- من المفترض أن يجيب هو علي هذا السؤال.. ويكف يأن يقال كلام مختلف عما حدث في الحقيقة.. واعتقد ان كل ذلك مقصود ليقال ان هشام سليم هو المخطيء ولا يأتي من وراءه غير المشاكل.. ليه؟ لانه »متعنطز« فهو ابن صالح سليم..

·         هل تتابع الافلام التي انتجت مؤخرا؟

- لا اتابع شيئا.. ولماذا اتابع أصلا.. خاصة عندما بدأت موضة السينما الجديدة فهناك شركات انتاج عندما بدأت نشاطها رفضوا التعامل مع كتاب ومخرجي وفناني السينما لانهم يرغبون في سينما من صنعهم ويتحكمون فيها وأيضا يخدعون بعض الفنانين بايهامهم بترشيحهم بطولة.. وفي النهاية لا يعطوهم حتي أموالهم.. واذا انتجوا لهما افلاما وضربت معاهم يأتي احد هؤلاء الفنانين ويشترط مكان وضع اسمه علي العمل فهو يشعر انه نجم ويتقاضي تسعة وعشرة ملايين جنيه.. قديما اذا عرض فيلم لنا لمدة أسبوعين في السينما يبقي هايل وسعر التذكرة كان ٥٢ قرشا وبعد ذلك يتباهي ولاد النهاردة.. ويقولون ان اعمالهم حققت مالم تحققه افلام فاتن حمامة ويتحدثون بالملايين !!.. تخيلي هذا يقارن نفسه بسيدة الشاشة العربية التي كانت ايامها تذكرة السينما بثلاثة واربعة قروش.. وهذا الذي نفعله تخللي اللي ما يسواش يسوي علي حساب العمالقة.!! لذلك لا أشاهد سينما الشباب . لأن لابد أن  نكتشف ونفرز عمالقة آخرين، وللأسف نحن نجعل من الصعاليك عمالقة.. والعمالقة نخسف بهم الارض حتي لا يظهروا.

·         قدمت عدة أفلام مع المخرج خالد يوسف.. ولكن التعاون بينكما توقف فجأة.. لماذا؟

- اسألي خالد يوسف لاني شخصيا سألته ولم يكن لديه اجابة.

·         هل تعتقد ان الفن غدار؟

ابدا.. وانما الناس هم الغدارين. الجميع يظلم الفن ويقول إنه غدار أو حرام.. وهذا غير صحيح بالمرة وأن تصرفات الناس هي التي تسيء للفن.

·         ممكن نعتبر انك لجأت لإنشاء مشروع سياحي بالغردقة كنوع من التأمين للمستقبل. ؟

هذا المشروع لجأت له عام ٠٩٩١ عندما وجدت اني جالس في المنزل لأكثر من عام ونصف دون عمل، وحتي وقتها كان اجري لايتعدي ٠٠٢ الف جنيه وغيري يتقاضي بالملايين، والمبرر أني ابن صالح سليم وبالتالي غير محتاج..

·         هل ثروة صالح سليم الضخمة لهذه الدرجة حتي ينظر إليك الجميع بهذه الطريقة؟

قالوا عن والدي حتي أثناء حياته.. أن أرض النادي الاهلي ملكه وأنه تبرع بها للنادي وانه يعمل مع رجال الاعمال السعوديين.. وكل هذا غير صحيح بدليل اني تزوجت في شقة والدي التي ولدت فيها بالزمالك وكان ايجارها ١١ جنيها شهريا.. والغريب اني حتي بعدما تخرجت في معهد سياحة وفنادق ذهبت للتدريب بأحد المطاعم في فندق شهير مع الطباخين وسألوني: »أنت جاي تعمل إيه هنا« وهي نفس الجملة التي قيلت لي في السينما.. ووقتها قلت »هو أنا كل لما اروح مكان أجد الناس تقولي »أنت جاي تعمل ايه هنا« شيء غريب جدا فعندما سألوني عن ارض النادي الاهلي.. اخبرتهم انه لايمتلكها وليس له أي علاقة بها، فاعتقدوا اني اقول ذلك خوفا من الحسد!!والمشروع السياحي فكرت فيه لما انجبت أولي بناتي -نورا- وكنت بدون عمل فني .

·         وماذا عن بناتك؟

- نورا - 16 عاما - وزين الشرف 11 عاما وهو بالمناسبة اسم جدتي فهي كانت من الاشراف الهاشميين وكذلك زوجتي الثانية.. اما ابنتي الصغري فهي قسمت ٩ سنوات.. واضاف ضاحكا: »ولسانها طولها« ودائما لديها رد لاي شيء جاهز وكوميدي فلا يفوتها أي تعليق أبدا.

أخبار النجوم المصرية في

14/01/2010