في الثامنة والثلاثين من عمرها، كانت ميريل ستريب تجاهد كي تجد لها
موطئ قدم في دنيا الفن، لكنها الآن وفي عمر الستين تتربع على عرش سيدات
“هوليوود” وتختار الأدوار التي تريدها فيما يبدو أنه خرق لقواعد السينما
الأمريكية التي تبتعد بسرعة عن نجماتها بعد أن يتجاوزن سن الشباب بقليل
.وتنعم ستريب بذروة ثانية في حياتها الفنية بعد ثلاث سنوات شهدت خلالها
نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لأنها قدمت أدواراً شديدة الاختلاف وأمتعت جيلاً
جديداً من الجمهور لم يكن ولد أصلاً حين فازت بجائزة الأوسكار لأحسن ممثلة
عام 1982 عن دورها في فيلم “خيار صوفي” .في الصيف الماضي حقق فيلمها “جولي
أند جوليا” 121 مليون دولار في شباك التذاكر، ويتنبأ النقاد لفيلمها الجديد
“اتس كومبليكيتيد” أو “إنه معقد” بنجاح لا يقل عن فيلمها السابق .مجلة
“فانتي فير” التقت ميريل ستريب فكان هذا الحوار:
·
هل هناك سبب ما خفي وراء مشاركتك
في فيلمك الجريء “انه معقد”؟
- نعم، إنه الجنون (تضحك)، أنا الآن في الستين،
وأحدث أفلامي فيلم رومانسي كوميدي، لا بد أننا مجموعة من المجانين، أقصد
أنا وفريق الإنتاج والإخراج .
·
كيف كانت تجربة العمل مع إليك
بالدوين وستيف مارتن؟
- إنهما رائعان، كان العمل معهما شبيهاً برحلة
استجمام، أو بعطلة، فهما خفيفا الظل ومحترفان .
·
أرقامك القياسية 15 ترشيحاً
وجائزتا أوسكار، و23 ترشيحاً لجائزة “جولد جلوب” نلت منها ،6 هل هذه
الأرقام بالعشق الذي تكنه لك “هوليوود”؟
- حصلت أيضاً على الرقم القياسي لأكثر شخص رشح ولم
يحصل على الأوسكار، وأظن ان اختيار الأدوار الصحيحة في الأوقات الصحيحة هو
الأهم، لأن ذلك يجعل الجمهور راغباً في التعرف الى مزيد من أعمال الفنان،
ف”هوليوود” لا تسمع إلا صوت شباك الإيرادات .
·
لماذا إذاً فقدت العديد من
النجمات الناجحات حظوتهن لدى “هوليوود” بالرغم من إيرادات أفلامهن الكبيرة؟
- المشكلة في التسويق، فمنتجو “هوليوود” يروجون
أفلامهم لتلاقي استحساناً لدى المراهقين فقط، وهذا يلغي مجموعة كبرى من
أعمار أخرى مختلفة، وإذا تم التركيز على قضايا تلاقي رواجاً لفئات عمرية
أكبر ستستطيع نجمات “هوليوود” الاستمرار لفترة أطول .
·
لكن المراهقين الفئة الأكثر
استعداداً لحضور عروض الأفلام السينمائية أو الموسيقية، من البديهي أن تهتم
بهم “هوليوود” أكثر من غيرهم .
- هذا خاطئ فمسرحية “ماما ميا” حققت دخلاً تجاوز
الملياري دولار حول العالم وشاهد عروضها المختلفة أكثر من 30 مليون شخص وهي
الفكرة التي ألفها وأنتجها ووزعها فريق معظم أفراده من النساء، ونجحت
باعتقادي لأنها ركزت على إظهار حياة البشر بعد سن الثلاثين .
·
هل الترويج الذكي أم القصة
الذكية كان وراء النجاح الباهر؟
- كلاهما، فأي فيلم ضعيف لن يلقى النجاح هما كان
فريق الترويج ماهراً، المجتمع وفقاً ل”هوليوود” مقسوم لقسمين، فوق الثلاثين
وتحت الثلاثين، وأعتقد أن أفلام “هوليوود” تنسى النصف الأكبر في معظم
الأحيان، أما “ماما ميا”، فأعلنت أن هذا الجزء من الجمهور موجود ومستعد
لحضور العروض الفنية الخفيفة الظل والاستمتاع بها .
·
تأخر ظهورك في الأفلام الكوميدية
حتى عام 1989 وفيلم “شي ديفل”، ما السبب في ذلك؟
- الدور الكوميدي يتطلب جهداً خاصاً وتوافقاً مع
الشخصية التي أؤديها، وبصراحة لم أجد نصاً كوميدياً مناسباً قبل “شي ديفل”
.
·
كيف تختارين أدوارك؟
- إنها عملية بسيطة جداً، إذا أعجبني النص ورأيت
نفسي أتأقلم مع شخصيتي في الفيلم وأفهمها، أوقّع فوراً .
·
أليس لديك فريق إداري يستطلع
الأفق في “هوليوود” بحثاً عن النصوص المناسبة؟
- لا أبداً، لم أسع خلف نص في حياتي، حتى لو كلفني
ذلك الانتظار في منزلي، ولم أشارك في عمل فني من دون اقتناع، إنها مبادئ
حملتها معي منذ بدأت مشواري في التمثيل . وفي أحيان أخرى يعجبني النص
وأتقدم لتجربة الأداء، لكن لا أبهر فريق الفيلم فيستبعدوني، وهذا يحصل
أحياناً .
·
هل لديك مثال على ذلك؟
- حدث معي الكثير من هذه المواقف، وأعتقد أن
أطرفها كان خلال تجربة أداء فيلم “كينغ كونغ” عام 1976 وعندها لم يعجب شكلي
المنتج الإيطالي الذي حالما رآني نظر إلى ابنه وسأله بالإيطالية “ألم تجد
سوى هذه القبيحة لتمثل الدور؟” ولم يعرف أنني أجيد الإيطالية حتى أجبته بها:
آسفة لأنني خيبت أملك .
·
ألم تزعجك تلك الحادثة؟
- ليس كثيراً، أعرف أن الإنسان لا يمكنه الحصول
على كل شيء، ومن الجميل أن ننتظر أحياناً، فليس في ذلك ضير .
من الأوبرا للتمثيل
ولدت ميريل باسم ماري لويس ستريب في مدينة سوميت في ولاية نيوجيرسي
الأمريكية في ،1949 كان والدها هاري صيدلياً ماهراً، وأمها فنانة تشكيلية
معروفة ونشأت في ظل أسرة متماسكة .
عملت في مطلع شبابها ساعية في فندق سومرسيت في سومرفيل، ودرست في
جامعة فاسار ثم جامعة يال الشهيرة وتخرجت في 1971 .
في بداياتها كانت ميريل مهتمة بالأوبرا فقط، وكانت تحب وتعشق هذا
اللون من الفن وتلقت العديد من الدروس والتدريبات عسى أن تبلغ فيه مستوى
إبداعياً، ولكنها في النهاية وجدت نفسها تميل إلى التمثيل، وبدأت مواهبها
تبرز بسرعة وتكشف عن فنانة مبدعة لها القدرة على أداء أصعب الأدوار
والتفاعل معها وغدت محط اهتمام أساتذتها الذين أولوها اهتماماً كبيراً حتى
انطلقت في مسيرتها الفنية في 1977 مع أول أفلامها “جوليا” .وميرل متزوجة
منذ 1978 من الدون غومار ولديهما 4 أبناء .
الخليج الإماراتية في
11/01/2010 |