المخرج خليفة المريخي يجسد برؤى فنتازية واحداث اسطورية
عتيقة حكاية شبان يعشقون فن الفجيري.
ميدل
ايست اونلاين/ الدوحة - بعد اشهر من التحضير، تنطلق في اذار/مارس المقبل
عروض اول فيلم قطري
روائي تختلط فيه الموروثات الفنية الثقافية مع قصص الجن في اطار من التشويق
والفنتازيا.
فبعد رحلة تصوير بين بانكوك والدوحة، دخل فيلم "عقارب الساعة" الذي
اخرجه خليفة
المريخي وشارك مع عبدالله هلال السعداوي في كتابته، مرحلة المونتاج
والاعداد الفني
استعدادا لعرضه.
وسيعرض الفيلم اولا في اطار فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية.
ويقول المريخي ان فكرة الفيلم "تحمل بعض رؤى الفنتازيا، واحداثه
اسطورية وتدور
في 1930 حول شبان يعشقون فن الفجيري وهو من الفنون الخليجية الشرقية الصعبة
والفلكلورية ذات الأهمية الحضارية الكبيرة في منطقتنا".
ويوضح المخرج ان الاعتقاد السائد في المنطقة هو ان هذا الفن الذي يجمع
بين قرع
الطبول والغناء بشكل جماعي "ليس من صنع البشر بل هو من صنع الجن".
ويقول في هذا السياق "كان اجدادنا يصطحبون هذا الفن في رحلات الغوص
(لصيد
اللؤلؤ) ثم تطور بعد ذلك ليلتصق بالحفلات والاعراس" مشيرا الى ان الفيلم
"يلامس
اسطورة قديمة مرتبطة بفن الفجيري".
ويعد الفجيري من الفنون الصعبة حيث ان سلمها الموسيقي معقد تماما.
ويؤكد المريخي "خلال زيارة احدى الفرق التي تقدم هذا الفن الى باريس
ابدى
المستمعون التعجب من نوعية هذه الموسيقى، ونحن وظفنا هذه الاسطورة".
ويذكر المخرج ان هدفه الاساسي ليس تسويق الفيلم وجني الارباح منه بل
"تسجيل اول
فيلم قطري بمعايير عالمية" مشددا على ان الفيلم ليس فيلم رعب ولكنه
"فنتازيا تظهر
فيه اشكال غريبة تمثل الجن وتنطلق من اسطورة فن الفجيري".
وتدور كل احداث الفيلم في قرية خليجية كما ان حوارته باللهجة قطرية،
فيما ترتبط
الكثير من المشاهد والرموز في الفيلم بعادات اهل منطقة الخليج قديما
وتقاليدهم.
ويشير المريخي الى ان الجزء الاصعب من الفيلم صور في تايلاند.
ويقول "كان هذا مشهد العاصفة الذي احتاج الى تقنيات عالية واستطعنا ان
نصل
للصورة المطلوبة. ورغم أن هذا المشهد صور في 90 يوما سيعرض على الشاشة في
دقيقتين
ونصف الدقيقة فقط".
وصور باقي الفيلم في مواقع قطرية مختلفة منها سوق واقف، وهو سوق
تراثية في
الدوحة اعيد بناؤها بطريقة فنية استعادت شكلها التاريخي.
وصورت آخر مشاهد الفيلم في منطقة الجميلية في شمال قطر، وتم ترميم
البيوت
القديمة في هذه المنطقة لتتناسب مع الواقع التاريخي لمرحلة احداث الفيلم.
وكان من
آخر المشاهد التي تم تصويرها "مملكة الجن" التي احتاجت تجهيزات كبيرة على
ما يفيد
المريخي.
ويشارك في العمل مجموعة من الفنانين منهم علي حسن وصلاح درويش وعلي
ميرزا وناصر
المؤمن وميساء مغربي وابراهيم مطر ومحمد حسن وسالم الجحوشي.
ويقول الممثل القطري علي ميرزا عن دوره في العمل "اقوم بدور ابو احمد،
وهو شخص
له نفوذ في القرية التي تقع فيها الاحداث، وهذه فرصة نتمنى ان تستمر وتكرر
على مدار
اعوام مقبلة، وان نصل بالسينما اولا للجمهور العربي والمحلي وننطلق بعد ذلك
للعالمية".
ويضيف "اعتقد ان هذه النوعية من الاعمال تكون بعيدة عن الجمهور
العريض، ولكنها
بالتأكيد ستحصل على جوائز عديدة، وهذا العمل فلسفي عميق، والعمل الفلسفي
القائم على
اسطورة يحتاج الى مجهود كبير لتقديم الفكرة المطروحة بشكل جيد".
ويقول مخرج الفيلم انه تمت الاستعانة بكوكبة من الفنيين من هوليوود
وبوليوود
بالاضافة الى خبراء من كندا.
و"عقارب الساعة" سيدخل تاريخ صناعة السينما كاول فيلم روائي قطري طويل.
وعرفت قطر قبل ذلك الانتاج السينمائي منذ نهاية السبعينيات بافلام
روائية
وتسجيلية قصيرة مثل "الشراع الحزين" و"الغوص".
اما خليفة المريخي، فقد اخرج عددا من الافلام الروائية والتسجيلية
القصيرة مثل "الأرض"
و"خيوط تحت الرمال" و"سوق واقف".
ميدل إيست أنلاين في
11/01/2010 |