هل يمكن لفيلم لم يحقق سوى ١٢ مليون دولار فى ذروة موسم الصيف فى
الولايات المتحدة أن يحصل على عدد من الجوائز الكبرى خاصة الأوسكار؟
تساؤل طرحته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، يتزامن مع إرسال
بطاقات التصويت على جوائز الأوسكار لهذا العام الأسبوع الماضى إلى أعضاء
الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة للجوائز الاعلى فى الفن
السابع على مستوى العالم، وتساءلت الصحيفة عن إمكانية تأثير شباك التذاكر
على خيارات أعضاء الأكاديمية للأفلام هذا العام، رغم أن ذلك لم يكن مؤثرا
طوال الأعوام السابقة.
فرغم الترشيحات المتعددة التى حصل عليها فيلم «THE
HURT LOCKER» حتى الآن أبرزها افضل فيلم فى جوائز «جولدن جلوب» و«اتحاد النقاد
الأمريكيين» و«نقابة الممثلين»، إلا أن الصحيفة تساءلت عن إمكانية حصوله
على ترشيحات للأوسكار، فى حين أنه لم يحقق سوى ١٢ مليون دولار فقط عند عرضه
فى يونيو الماضى، الذى يعتبر ذروة الموسم السينمائى الصيفى فى هوليوود،
ليحتل المرتبة رقم ١٢٨ فى قائمة أعلى ١٥٠ فيلما إيرادً العام الماضى فى
الولايات المتحدة،
بينما أغلب الأفلام التى حصلت على ترشيحات وجوائز الأوسكار على مدى
الأربعين عاما الماضية تجاوزت إيراداتها ٤٠ مليون دولار على الأقل، ومنها
«الإمبراطور الأخير» ١٩٨٧ الذى حقق ٤٣ مليون دولار، و«صدام» ٢٠٠٤ الذى حقق
٥٤ مليون دولار، وكان أقل الأفلام إيراد «Annie Hall»
الذى حقق ٣٨ مليون دولار عام ١٩٧٧، ما يعنى أن فيلم «THE
HURT LOCKER» قد يكون أقل الأفلام جماهيرية فى السينما الأمريكية حال ترشيحه أو
فوزه بالأوسكار،
وهو الحال نفسه الذى ينطبق على أفلام «عاليا فى الهواء» بطولة «جورج
كلونى» الذى لم يحقق سوى ١١ مليون دولار، و«انفكتوس» بطولة «مورجان فريمان»
الذى لم يحقق سوى ٢٣ مليون دولار، و«غالى» الذى لم يتجاوز ٤٠ مليون دولار
رغم عرضه من نوفمبر الماضى.
السيناريست ومنتج حفل الأوسكار العام الماضى «بل كوندون» يرى أن أعضاء
الأكاديمية يتفهمون تماما تلك المسألة، خاصة عندما تتعلق بفيلم من نوعية «THE
HURT
LOCKER»،
فى حين اعتبر موقع
IMDB
أن ما حققه الفيلم من إيرادات هزيلة ليس خسارة كبيرة إذا كانت تكلفته ١١
مليون دولار، مع احتمال تعويض تلك الإيرادات بمبيعات الـDVDS حيث يطرح الفيلم للبيع خلال الأيام القليلة المقبلة، وفى حال ترشيحه
للأوسكار، فإن ذلك يرفع من أسهمه فى تحقيق النجاح التجارى.
ويواجه فيلم «تسعة» أيضا هذه الاحتمالات، فالفيلم الذى رشح لعدد من
الجوائز المهمة (بافتا وجولدن جلوب) ويلعب بطولته عدد من النجوم منهم «دانييل
داى لويس» و«بينلوبى كروز» و«كيت هادسون»، لم يحقق سوى ٥ ملايين دولار،
بينما تكلف ٦٤ مليون دولار، وتبدو فرص ترشيحه للاوسكار غامضة، خاصة بعد
انتقادات كثيرة تعرض لها، فلم يمنحه مثلا سوى ٣٧% من نقاد موقع «روتن
توماتوز» تقديرا جيدا، على عكس فيلم «إنه معقد» بطولة «ميريل ستريب» الذى
لم يحقق سوى ٢٢ مليون دولار، لكنه رشح لعدة جوائز مهمة وحصل على تقديرات
متعددة جيدة من النقاد.
وفى المقابل، فإن النجاح الجماهيرى الساحق الذى حققه فيلم «أفاتار»
على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية قد يدفع به للترشح للأوسكار، حيث تجاوزت
إيراداته ٣٠٠ مليون دولار حتى الآن.
المصري اليوم في
05/01/2010 |