أسئلة كثيرة بقيت معلّقة خلال اللقاء المشترك الذي أقيم أمس في قصر
الأونيسكو بين «نقابة الممثلين» و«نقابة الفنانين المحترفين»
«إذا هني متفقين، بتكونوا إنتو غلطانين، وإذا انتو مش غلطانين،
بيكونوا هني مش متفقين»... هكذا يمكن اختصار ثلاث ساعات من النقاش
والتوصيات شهدها لقاء مشترك أقيم أمس في قصر الأونيسكو بين «نقابة ممثلي
المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون» (نقابة الممثلين) و«نقابة الفنانين
المحترفين». بدا اللقاء أشبه بحوار الطرشان أو في أحسن الأحوال بالمشهد
الشهير بين فيروز والراحل جوزيف صقر في مسرحيّة «ميس الريم».
بدايةً، أعرب رئيس نقابة الممثلين أنطوان كرباج عن سعادته بـ«حشود
الممثلين» التي لبّت الدعوة المشتركة للنقابتين، شاكراًَ رئيسة «نقابة
الفنانين المحترفين» سميرة بارودي على «تأليف لجنتين من النقابتين، من أجل
التوصل إلى اتفاق نبني عليه الكثير، ويهدف إلى نصرة الممثل المغبون ويعطيه
حقوقه بموجب قانون قاتلنا 50 عاماً للتوصل إليه».
من جهتها، رأت بارودي أنّه «مع صدور قانون تنظيم المهن الفنيّة ونشره
في الجريدة الرسميّة في 30/12/2008، انبثقت لجنتان لوضع بنود هذا التنظيم
«الذي قد لا يرضي كل طموحاتنا لكنه يضعنا على السكة» معتبرة أنّه لم يعد
مقبولاً هضم «الحقوق التي لطالما كانت مستباحة نتيجة الاستغلال تحت ضغط
الظروف المعيشيّة...» مضيفةً: «عهد علينا الارتقاء بمستوى الإنتاج في وطن
الرسالة لبنان... وملعون كل مين بيخون».
وقرأ النقيبان كرباج وبارودي بيان تنظيم العلاقة بين الجهة المنتجة
والممثل. ويقضي التنظيم بأنّ العلاقة بين الطرفين ينبغي أن تُترجم بعقد
خطّي يحدّد أسس التعامل وشروط العمل ويتضمّن مدة التنفيذ وبدء العمل
وانتهائه. مع الإشارة إلى أنّ «أي بند يلزم الممثل بالتنازل عن حقوقه يعد
باطلاً بعد إقرار قانون 1999 ويحمل الرقم 75/99».
بعد ذلك، قرأ كرباج بنداً من عقد وصفته بارودي بالمُذل والمُجحف بحقّ
الممثل لمصلحة الشركة المنتجة. وبعد عرض النقيبين شروط تنظيم العمل في
المسرح والإذاعة، توقفت بارودي عند الشروط التي تحكم الأعمال المدبلجة بين
أفلام وثائقية وبرامج كرتون ومسلسلات دراميّة، مقارنةً بين الأعمال
المدبلجة في لبنان وبين تلك المدبلجة في سوريا والأردن، فسجلت ثلاثة
اقتراحات للاتفاق عليها بين الممثل والشركة المنتجة، موجهةً سهام النقد إلى
شركات الدوبلاج التي بدت مرحّبة بالاقتراحات قبل أن تتجاهل إعادة الاتصال
بالنقابة.
وبعدما افتتح مداخلات الممثلين جمال حمدان الذي اعترض على التسعيرة
التي وضعتها النقابتان، تمنّى عمر الشماع ألا يبقى القانون مجرد حبر على
ورق. وتساءل علي سعد عما إذا كانت النقابة قادرة على أن تحمي الممثل من
الدخلاء. وانتقد كارلوس عازار الممثلين الذين تجاهلوا حضور الاجتماع،
مؤكداً معرفته بالذين سيكسرون أسعارهم، سائلاً عمن سيتحرك تجاههم.
من جهته، لفت محمد المولى إلى ضرورة اتخاذ قرارات مشابهة بخصوص
السينما، على اعتبار أنه عائد إلى الإنتاج قريباً. أما باسم مغنية فسأل
«لماذا لم يتم الاتصال بمنتجي الدراما التلفزيونيّة كما اتصلتم بمنتجي
الأعمال المدبلجة؟ وهل تقدرون على إيقاف عمل ومراقبة الشركات المنتجة»،
وتمنى عازار أن يُلحظ بند بضرورة مشاركة أسماء منسيّة في الأعمال التي تنتج
محليّاً، تجنّباً للتعاقد مع الكبار ككومبارس.
إيلي متري دعا إلى تحسين النوعية قبل تسويق الدراما اللبنانية في الخارج
أما سعد حمدان فطالب بإضافة فقرة على التنظيم تلزم الشركات المنتجة
بتزويد النقابة بأسماء الممثلين غير النقابيين المشاركين في أعمالها. وهنا،
تمنّت بارودي لو يسلم اقتراحاته خطياً للاستفادة منها ودراستها. وانتقد
يوسف بظاظا الشرط الذي يعطي الشركة المنتجة الحقّ بأن تحسُم للممثل بدل
تعطيل التصوير، من دون تعويض الممثل الذي يلتزم بمواعيد التصوير ثم فجأة
يؤجَّل لتصوير لأسباب أخرى.
وسأل بطرس روحانا عن البروتوكولات أو العقود التي يلتزم بها الممثل
اللبناني في الخارج. وطالبت كلوديا مرشليان بالتحرك في اتجاه تسويق المسلسل
اللبناني إلى العالم العربي، مقترحة أن تسير المحطات اللبنانيّة وفق مبدأ
المعاملة بالمثل. ورأت مرشليان أن الممثل اللبناني يستحق أكثر من 300 دولار
عن الساعة الدراميّة، فأجابت بارودي بأن 300 دولار هي الحد الأدنى، فأكدت
مرشليان أن لا أحد سيدفع أكثر من هذا المبلغ إلاّ لمن يقدمون خدمات خاصة.
ودعت إلى جلسة طارئة تهدف إلى تسويق المسلسل اللبناني في الخارج، فيما دعا
إيلي متري إلى تحسين النوعيّة قبل التحدث عن أي تسويق درامي.
أسئلة كثيرة بقيت معلّقة في انتظار الجلسة المقبلة، قبل أن يتسلّم
كرباج الكلام مجدداً، ليوضح أن اجتماعاً آخر سيعقد في 17 الحالي وآخر في 31
منه من أجل انتخابات جديدة لمجلس النقابة.
الأخبار اللبنانية في
04/01/2010
أسامة فوزي: مصر «بالألوان الطبيعية»
بعد سنة سينمائية افتقدت إلى الإثارة، ها هو عام 2009 يُختتم بجدل
كبير أثاره فيلم «بالألوان الطبيعية». بعدما هدأت الضجّة التي سبّبها فيلم
«ولاد العم» وبانتظار عرض فيلم خالد يوسف الجديد «كلمني شكراً»، جاء
«بالألوان الطبيعية» ليملأ الفراغ بين الفليمَين، ويثير إشكاليات حول
العلاقة بين الفنّ والدين. هذه الإشكاليات ركّزت على رسالة الشريط لا على
مستواه الفني الذي رأى كثيرون أنّه لم يكن بحجم ما قدّمه المخرج أسامة
فوزي، صاحب «بحب السيما»، مع شريكه الدائم السيناريست هاني فوزي.
فوزي نفسه تخرّج من «كلية الفنون الجميلة» قبل 25 عاماً. وقد تمكّن في
شريطه الجديد من رسم صورة واقعية جداً عن الكلية. ما أثار استياء طلاب
الكلية الذي دعوا إلى مقاطعة العمل وحرّضوا «نقابة الفنانين التشكيليين»
على اتخاذ إجراءات قانونية ضد «بالألوان الطبيعية». غير أن تلك الثورة هدأت
تدريجاً فحظي صنّاع العمل باهتمام إعلامي كبير داخل مصر.
تدور أحداث الشريط حول يوسف (كريم قاسم) الذي يعاني أزمات عدة داخل
كلية الفنون الجميلة: والدته ترفض دخوله الكلية ــــ في إشارة إلى احتقار
المجتمع لدراسة الفنون ــــ وحبيبته (يسرا اللوزي) التي ارتبط بها عاطفياً
وجنسياً وتحاول إقناعه بأنّ «علاقتهما حرام» وكذلك دراسة الفنون بسبب رسم
الموديل العاري! ثم سرعان ما تقرّر الحبيبة ارتداء النقاب وتهجر يوسف.
يصوّر الشريط الصراع الذي يعيشه يوسف وعلاقته بالله التي تدفعه إلى
الابتعاد عن الرسم لفترة، قبل أن يتصالح مع نفسه في نهاية الأحداث. ولا
ينسى الشريط أن يتناول الفساد المنتشر في الجهاز التعليمي.
وبينما ألغت الدولة في عهد الرئيس أنور السادات تقليد رسم الموديل
العاري داخل الكلية، إلا أن الفيلم يتعرض للقضية باعتبارها لا تزال موجودة
على قائمة اهتمامات الطلاب في المرحلة الحالية. فيما أكد المؤلف هاني فوزي
لـ«الأخبار» أن غضب طلاب الكلية وأساتذتها كان متوقعاً لأنه ردة فعل طبيعية
على الانتقادات الموجهة إلى الكلية، مؤكداً أنه لم يذكر كل الحقيقة. ويضيف
أنّ الشريط لم يركّز فقط على أزمة الموديل العاري بل على الفساد المستشري
في العملية التعليمية في مصر التي تتحالف مع التشدد الديني وتُتنج متخرّجين
يبحثون عن الربح في المقام الأول. وطالب هاني فوزي مَن يرفض رسم الموديل
العاري بعدم دخول الكلية على اعتبار أنّه لا دارس للطب قد يعترض على دخول
المشرحة.
كلمني... فهمني
رغم موافقة الرقابة على عرض «بالألوان الطبيعية» كاملاً من دون حذف،
إلا أنّ الشريط شهد لاحقاً حذف جملة «كلمني... فهمني»، في مناجاة بين البطل
كريم قاسم (الصورة) والله.
ويقول قاسم هذه الجملة بعد أن يتعرّض للهجر من حبيبته التي تؤكد له أن
ما يفعله حرام، فيدخل في حالة من الحيرة تجعله يدعو الله أن يرشده للطريق
الصواب.
وقد دافع صناع العمل عن تلك المناجاة مؤكدين أنها منطقية تعبِّر عن
حيرة البطل ورغبته في معرفة ماذا يريد الله من الإنسان.
الأخبار اللبنانية في
04/01/2010 |