الحديث عن السينما في العراق ذو شجون، فعلى الرغم من عدم وجود دور عرض
سينمائية وليس هنالك استيراد للافلام فأن الكثيرين يحرصون على متابعة
الافلام من خلال القنوات الفضائية المتخصصة بعرض الافلام ومما يصل عبر
الاقراص المدمجة، وهذه المتابعات على الرغم من وجود بعض الصعوبات وعدم
المواكبة لأحدث الافلام الا انها تأخذ حيزا جيدا، وحين اردت ان اشتغل على
استفتاء اختيار الفيلم الافضل فوجئت بأن هناك عدد قليل ممن يتابع بشغف
ويحفظ اسماء الافلام والمخرجين والممثلين، فيما هناك من يشاهد على المصادفة
وان كانوا من اهل الوسط الفني، وهناك من لم يشاهد من الجديد الا ما يتوفر
له، فيما راح البعض يختار افلاما انتجت في السنوات الماضية، ويمكننا ان نضع
ذلك بين قوسين: (ان عدم وجدود دور عرض واستيراد هي السبب في تقليص دائرة
المتابعة )، ومع ذلك خرجنا بهذه الاختيارات:
الوشاح الأبيض
* البداية كانت مع الفنان مقداد عبدالرضا الذي يتميز بكونه مهتما
بالفن السابع بشكل كبير ولافت، فقال: انه لمن الصعب حقا ان تطلب مني ان
احدد لك فيلما واحدا من بين مايقارب اربعمائة شاهدتها على مدار العام,
نستثني منها البسيط والذي اشاهده في حالات الجزع والتوتر, هناك مجموعة
لايمكن ان تغادرها العين والذاكرة, اكرر مشاهدتها باستمرار, فيلم (مثل
المرآة) لتاركوفسكي, ولاقل لك كل تاركوفسكي يحميني, كل انجلوبولس
وكيسلافسكي, هؤلاء احسبهم اصحاب لي يعينونني على البقاء طويلا في صف الجمال
والمعرفة الصورة والمشهد والخيال. كما اسلفت هناك افلام كثيرة مرت على هذا
العام والتي استرعت انتباهي, لكن ربما يكون مايكل هاينكه متصدرا في فيلمة
الاخاذ (الوشاح الابيض) اولا لقد انجزه بالابيض والاسود, ثم سبق لي وان
شاهدت له فلما اخر استرعى انتباهي هو (مدرس البيانو), ربما يكون سبب بقاء
فيلم الوشاح الابيض في الذاكرة كونه يشبه حالات الغموض التي يتعرض لها بعض
الاشخاص في بلادنا, حيث يختفي البعض فجأة دون ان يعلم بهم احد .. عالم
مرتبك, علاقات كخيوط عنكبوت, متشابكة وخاوية, ينقصها الوجود, اللهفة,
التماسك, الدين يسحق كل شيء, باسم الدين تبرر كل الانحرافات التي تقمع هذا
التكوين الجميل واعني به الانسان, في دار القس درس في فنون اللوعة والقسوة,
اطفال في عمر الورد تفرض عليهم تعاليم تربك براءتهم, منذ اللحظة الاولى
التي نستقبل فيها الطبيب راينر بوك, تتعثر فرسه ويسقط , لم يكن هذا فعل
عفوي بل حادث يثير الريبة والتساؤل, حتى اذا ماوصلنا الى نهاية الاحداث
وجدنا وكما اسلفت ان الدين له اليد الطولى في تحريك داث الغامضة والمفزعة،
لا اريد ان اسهب خوفا على غمط حق الاخر في اختيار فيلم العام.
القارئ
* اما المخرج السينمائي عدي رشيد فقال: الافضل في نظري فيلم
(القاريء) للمخرج ستيفن درادلي وبطولة كيت وينسليت، رالف فينس
وديفيد كروس، وذلك لشاعريته المطلقة والاداء المتميز لبطلته، الفيلم يبدأ
بحكاية حب جنوني بين الفتى (ميشائيل) البالغ من العمر خمسة عشر عاماً وبين
(هانا) التي تكبره بعشرين سنة، والتي تعمل محصلة للتذاكر في (الترام)، وفي
كل مرة يلتقيان تفرض هانا عليه أن يقرأ لها من كتاب ما قبل أن تسمح له
بمضاجعتها، وقد نجح المخرج في نقل صور الحب التي تسردها رواية الكاتب شلينك
إلى صور سينمائية مدهشة جدا.
القارئ
* قال المخرج السينمائي لؤي فاضل: الافضل في رأيي من بين الافلام
التي شاهدتها هو فيلم (القاريء) وذلك للاداء المميز والعبقرية الموجودة في
اداء الممثلة كيت التي فازت بجائزة الاوسكار كأفضل ممثلة ولبراعة كتابة
السيناريو في الفيلم.
المليونير المتشرد
* اما الممثل يحيى ابراهيم فقال: سحرني فيلم (المليونير المتشرد) للمخرج
داني بويل لانه ممتع جدا واسلوب اخراجه رائع ولان الممثلون شباب ولاول مرة
اشاهد مزجا بين السينما الاوروبية والهندية، كما استرعى انتباهي فيه ان
مخرجا بريطانيا يناقش موضوعة من المجتمع الهندي، فهو يحكي قصة حب غريبة، عن
شاب فقير يشارك في النسخة الهندية من برنامج من سيربح المليون، ويحكي لنا
الفيلم كيف وصل هذا الفتى المسلم الفقير، الذي قتلت والدته في تصفية طائفية
إلى كرسي البرنامج الأشهر في الهند، ليصل على بعد خطوة من السؤال الذي
سيجعله مليونيرا.
القارئ
* قال الممثل مرتضى سعدي: اختار فيلم (القاريء) لبطلته كيت وينسيلت،
حيث الفكرة هي صراع الجسد مع صراع الثقافة في تمنح نفسك وسلوكك وانسانيتك
من اجل الحصول على المعرفة، فكان الجسد رخيصا من اجل ان تكون المعرفة هي
السائدة، كما اعجبتني فيه تقنيات وتناول القصة بشكل اكاديمي وبطريقة
التلاعب بالازمان وكانت لعبة مخرج وكان هناك التكوين الداخلي للصورة الذي
اعتنى به المخرج جدا من اجواء وطراز المرحلة التي تناولها الفيلم.
أي تي
* قالت الممثلة فائزة جاسم: اختار فيلم (اي تي) هو فيلم خيال علمي
أميركي أنتج عام 1982، من إخراج ستيفن سبيلبرغ، اعجبني هذا المخلوق النازل
من كوكب اخر ويبحث عن وطن، والذي كله مشاعر واحاسيس، وانه اول ما اقترن مع
الاطفال احبوه ومن ثم خبأوه، وكم اتمنى ان نعمل فيلم نصف ما شاهدته في
الفيلم.
عازف البيانو
* قال الممثل والمخرج المسرحي علاوي حسين فقال: لدي الافضل هو فيلم
(عازف البيانو) إخراج رومان بولانسكي و بطولة أدريان برودي ومن أنتاج عام
2002، وهو مأخوذ عن سيرة ذاتية، لعازف البيانو البولندي فالديك سازبيلمان،
وفاز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية، في مهرجان كان السينمائي، كما فاز أيضا
بأوسكار أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل سيناريو مقتبس، الذي يتحدث عن الفاشية
في بولونيا، اعجبتني الحكاية اولا ومن ثم الرؤية السينمائية حيث اشتغل
المخرج على الفضاء بحرفة عالية وجمالية عالية اعتمد على عمق اللقطة التي
تعطي بعدا فلسفيا، كما اعجبني الممثل الذي ادى الشخصية الرئيسية (أدريان
برودي) وكذلك شخصية القائد العسكري (توماس كريتشمان).
أسطورة الانهيار
* أما الممثل صادق عباس فقال: اعجبني فيلم (اسطورة الانهيار) او
عنوانه الاخر (اساطير الخريف) اخراج ادوارد زويك وتمثيل براد بيت وانتوني
هوبكنز والنجمة جوليا اورموند، يبدأ الفيلم بمقابلة الشاب الصغير (براد
بيت) لدب مفترس فينجح بإصابة الدب رغم صغر عمره، ومن ثم الأب الكونيل
المتقاعد (انتوني هوبكنز) الذي لديه ثلاثة أبناء يجبرهم على العيش في مكان
ريفي بعيدا عن السياسة والحروب، واعجبتني الاجواء اللطيفة وكذلك التي تتحدث
عن المافيا وكيف ان الانسان يمكنه الوصول بطرائق الى اسرار المافيا.
عصابات نيويورك
* قال سعد سعيد مدير مسرح: الفيلم الذي اختاره هو (عصابات نيويورك)
أخرجه الأمريكي مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو، الفيلم يكشف
حقيقة المجتمع الامريكي وضياع القانون وعدد العصابات التي تحكم الشارع
الامريكي، كما يبين ان امريكا نتاج عدة دول ، كما ان الفيلم يظهر مسألة
الجيش الامريكي ودوره المهم جدا في ضبط النظام في تلك المرحلة لانه استطاع
ان يقضي على تلك العصابات وفي ضبط المدينة وجعلها مدينة عصرية، وبصراحة نحن
في العراق الان نحتاج الى جيش عراقي مثل ذلك الجيش ليضبط العراق كي يكون
حاضرة من حاضرات الزمان.
القارئ
* اما الممثل والناقد سعد عزيز قال: اختار فيلم (القاريء) فهو يعالج
المسكوت عنه في حياة ما بعد الحرب العالمية الثانية من خلال
عنصر بالاستخبارات الالمانية الهتلرية ومن خلال علاقة حب ايروتيكية بين
شاب صغير ومجندة، وقد اعجبني اداء كيت وينسيلت الذي كان رائعا، والاجمل في
الفيلم ذلك المشهد الذي يتلصص في الطفل على الفتاة من ثقب الباب فتنظر اليه
بنفس النظرة التي تنظر فيها الى عامة الناس.
الخيط الأحمر الرفيع
* فيما قال الفنان حيدر منعثر: اختار فيلم (الخط الاحمر الرفيع)
للمخرج تيرانس ماليك، كما اعتقد، من انتاج امريكي، تمثيل جون ترافولتا وشون
بن وجورج كلوني، يتحدث عن قصة الجيش الأميركي وهو يحارب الجيش الياباني في
جزر المحيط الهادي، اعجبني لانه يتناول الحرب بشكل رومانسي، وكيف ان الحرب
تشن على جمال الطبيعة ايضا لان الفيلم يتحدث عن هذا المضمون.
فنغو
* اما الكاتب ضياء سالم فقال: اختار فيلم (فنغو) انتاج اسباني، يتحدث عن
صراع بين القبائل، قصة حب بين رجل وامرأة تصبح لعنة كبيرة، وما يميز الفيلم
تلك الموسيقى الساحرة فيه، كما ان الفيلك طعّم بممثلين عرب: جزائريين
وتوانسة، ولا بد من الاشارة ان استهلال الفيلم وبطله كان الموسيقى.
القارئ
* قال المخرج السينمائي جميل النفس: اختار فيلم (القاريء) لان
النجمة كيت وينسيلت ظهرت فيه بشكل مدهش واستطاعت ان تقدم قصة بسيطة ربما
لايلتفت اليها الاخر عندما يقرأها، ادتها هذه الممثلة بتمكن جدا وبتلقائية
هائلة يمكن ان تكون درسا في التمثيل، وعلى ما اعتقد انها اكدت انها لنا
انها درست ستافنسكي بشكل جيد ، فهي لم تكن ممثلة في المشهد بل جزء حقيقي
منه، فهذا الفيلم من الافلام التجريبية المهمة اذ اعتمد على قصة بسيطة
لكنها ظهرت بشكل هائل رغم المشاهد الابروتيكية فيه الا انها كانت موظفة
بشكل جيد لدعم واقعية القصة وهذه سمة من سمات الفن.
إيلاف في
29/12/2009 |