الذهاب الى عالم
المخرج الكندي جيمس كاميرون يعني الذهاب الى حالة من الابداع والبصمة
المتجددة في
تاريخ السينما العالمية، فاذا كان الاخوان لوميير قد اكتشفا السينما ولوي
لوبرينس
انجز اول عمل سينمائي عام 1888، وابدع شابلن الكوميديا الجديدة
وطور ايزنشتاين
نظريات المونتاج السينمائي ومنح الفريد هيتشكوك السينما متعة التشويق وساهم
الثنائي
جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ في تغيير فصول السينما، فان جيمس كاميرون استطاع
ان ينقل
السينما الى عصر جديد من تاريخ ومسيرة السينما العالمية، من خلال فيلمه
الجديد
«آفاتار»
الذي يعتبر اغلى انتاج سينمائي، امتزجت فيه الحرفيات السينمائية، لتتجاوز
لغة الصورة والمؤثرات والكمبيوتر والمؤثرات، الى عالم جديد يحمل المتعة
السينمائية
هو عالم جيمس كاميرون.
ونذهب الى الفيلم في لمحة سريعة، لنتوقف عنده لاحقاً
بمزيد من العرض والتحليل والدراسة.
فيلم يختصر كل الاشياء، حيث كم من الوجوه
والملامح والمعطيات فهو فيلم عن عصر المستقبل، وهو مغامرات
علمية خيالية، وهو
السياسة الصريحة والواضحة الدلالات وهو قبل كل هذا وذاك «قصة حب» في عوالم
مستقبلية.
كيف لا، وقد ابتكر كاميرون اجمل قصة حب في زمن الكارثة، حينما قدم
فيلمه الخالد «تايتانيك» واليوم حينما يذهب بنا الى الفضاء - الى المستقبل
- يكون
الحب هو جوهر التجربة.
وكما اسلفنا، وباختصار.. واقتضاب...
تجري
الاحداث عام 2154 في كوكب بعيد يطلق عليه «باندورا» ومنذ اللحظة الاولى،
نحن مع
حكاية المارينز الاميركي جاك سولي، يجسد الدور الممثل سام ورثنغتون، يقوم
بالتطوع
من اجل التحول الى «آفاتار» فمن هو «الآفاتار» هذا انه مخلوق
نصف ادمي ونصفه من شعب
يسكن ذلك الكوكب النائي البعيد، ويطلق عليه شعب «نافى» وتكون مهمته التعود
على
عادات وتقاليد ذلك الشعب «نافى» القوي والمتماسك والعنيد والمحافظ على ارضه
امام
الهيمنة الرسمية للمؤسسة العلمية والسياسية التي تسعى الى
تهجير ذلك الشعب من ارضه
طمعاً في خيراته وثرواته المدفونة والتي لا يعرف اسرارها وثمنها الا خبراء
وقيادات
تلك المؤسسة «اشارة الى اميركا».
وبعكس ما هو متوقع، يقع جاك سولي، بعشق
وغرام المحاربة (الناخوية) نيتري وتقدم الشخصية الممثلة
الجميلة زو سالدانا التي
تواجه مع افراد اسرتها (والدها وشقيقها) معركة المواجهة مع القوات الغازية،
رغم ان
ما تمتلكه من اسلحة لا يتجاوز السهام والقوس وايضا الارداة العالية.. فأين
يكون
مصير جاك، وهو يجد من يحب، ومن انقذت حياته في مواجهة الخطر
المتمثل في أهله
القادمين من عالم المؤسسة العلمية والعسكرية والسياسية.
وحينما تبدأ
المواجهة، تبدأ الاحداث الحقيقية لهذه النقلة السينمائية العالية الجودة،
حيث
الابعاد الفلسفية والفكرية العميقة، وايضا التقنية، التي لا تمتلك امامها
الا
«الدهشة»
فنحن في زمن جديد وعصر جديد وفكر سينمائي جديد، يتجاوز كل ما هو مطروح
حاليا، يجعلنا امام نهج وبوابة ومسار جديد في مسيرة الفن السابع.
انه عالم
جيمس كاميرون، الذي لطالما استخدم التقنيات والحرفيات، في العديد من اعماله
السابقة
ومنها «ترمنيتو» و«الغرباء» وحتى «تايتانيك» ولكنه في هذه المرة، ينطلق
جامحا..
متجاوزا كل الحدود.. كاسحاً محلقا بعيدا، في آفاق سينمائية ستشكل نهجا تسير
في نهجة
الاستديوهات والحرفيين.. حيث المؤثرات الخاصة منذ اللحظة الاولى، ومنذ
المشهد الاول
حتى النهاية، عالم من الاحتراف المكلف.. بل والمكلف جدا.
انه عالم
«افاتار».
الذي لا نستطيع امامه، الا ان نقول ان صناعة السينما بخير..
وبعافية.. حيث تتجدد.. وتنبض.. وتعيش..
وتحلق.. وتدهشنا.
ويبقى ان
نقول..
الى قراءة اخرى.. عن «أفاتار» التحفة.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
24/12/2009
بالصور.. سكورسيزى فى لقاء جماهيرى بالإسكندرية
الإسكندرية
- جاكلين منير
بعاصفة من التصفيق اُستقبل المخرج العالمى مارتن سكورسيزى، بمكتبة
الإسكندرية أمس الأربعاء، فى لقاء جماهيرىً نظمته المكتبة، حول صناعة
الأفلام كشكل من أشكال الفنون، والعوامل التى أثرت فى أعمال سكورسيزى
السينمائية وأفضل أفلامه.
تحدث سكورسيزى عن طفولته وبداياته السينمائية وعشقه لها، وارتباطه
بالنجم روبرت دى نيرو كصديق رافقه فى مشواره الفنى، وتحدث عن دور السينما
فى سرد الواقع.
قدم مدير مكتبة الإسكندرية سكورسيزى باعتباره من أفضل المخرجين فى
العالم، وقال "إن اسمه بالضرورة سيكون فى قائمة أى شخص لأفضل 5 مخرجين"،
وأشار المخرج الأمريكى إلى أنه تعلم من المخرج والمنتج روجر كورمان الذى
عمل مع نجوم كبار من أمثال جين فوندا، وقال إنه يدين له بتعلم صناعة
الأفلام، وتفادى الأخطاء، فكان ينتهى من الفيلم فى 24 يوماً، وبعد أن أعجب
بفيلم سكورسيزى "من الذى يطرق بابى؟" عام 1968، أسند إليه إخراج فيلم "غطاء
الشاحنة" عام 1972.
وأضاف تعاونت مع دى نيرو لفترة طويلة منذ 1973 فى "مين ستريتز"
Mean Streets،
و"تاكسى درايفر"
Taxi
Driver أو "سائق التاكسى"، و"راجينج بول"
Raging Bull
أو "الثور الهائج" و"جودفيلاز"
Goodfellas. موضحا أن فيلم "سائق التاكسي" من أقرب الأفلام إلى قلبه، وهو الذى
حقق فى وقت عرضه عام 1976 مليون دولار، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع له كل
هذا النجاح.
وحول ارتباط أفلامه بالمعتقدات الدينية أوضح أنه يحاول التحدث عن فكرة
ما تراوده ككاثوليكى، فيقول، أعتقد أن هناك ربا كاملا وإنسانا كاملا، فالفن
يتحدث عن الجانب الفكرى والروحى، وقد حاولت أن أركز على الجانب الإنسانى
وتجسيد فكرة إنسانية المسيح فى فيلم اسمه (الإغواء الأخير للمسيح) عام
1988، وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اليونانى العظيم نيكوس
كازنتزاكى، بعنوان (الصمت) حيث البطل يشك فى المسيح بشكله التقليدى الذى
تروج له الكاثوليكية والفاتيكان، ويخلص إلى ابتداع مسيح خاص به.
وأعرب مارتن سكورسيزى عن اعتقاده بأن السينما يمكنها أن تحقق التواصل
بين الشعوب وتصبح بوتقة لتلاقى الثقافات، وأكد المخرج الأمريكى الكبير أنه
مطلع على مستجدات السينما العربى، وأنه يتابع السينما الحديثة، كما أنه
شاهد معظم أفلام المخرج العالمى المصرى يوسف شاهين، وأشار إلى أنه يتمنى أن
يلتقى بصناع السينما العرب ليستمع إليهم ويستفيد منهم.
وحضر اللقاء نخبة من الفنانين المصريين والعرب، وعدد كبير من المخرجين
المصريين وعشاق السينما والمهتمين، وأدار اللقاء د. إسماعيل سراج الدين
مدير مكتبة الإسكندرية.
اليوم السابع المصرية في
24/12/2009 |