كتاب سبنسر جونسون
who moved my cheese-
من حرك قطعة الجبن - الذي صدر قبل وقت طويل من الآن، يقوم المؤلف باختلاف
حبكة قصصية متضمنة حكمة مفادها أهمية تغيير سلك حياتنا, وعن ضرورة تبديل
النظارات الجاهزة والتي نعلم أيا سنرتديها على حسب الموقف القادم بشكل
تلقائي مرسوم ومبرمج داخل أدمغتنا، قليل من يفكر بالتغيير الذي وإن كان
قليلا ربما سيغير مجمل حياتنا يقينا إلى الأفضل, فكرة هذا المؤلف البريطاني
صيغت على فيلم سينمائي أجنبي اقتبست فيما بعد إلى السينما العربية عبر فيلم
"ألف مبروك" الذي طور في الفكرة الرئيسية للكتاب عبر حدث معين يتكرر كثيرا
ليصل بنا من القشرة إلى اللي على مراحل, وعلى طريقة الفوكس التي تكبر
الأشياء لترى بوضوح، تماما مثل ورق الشجر الذي يحوي آلاف العروض والتفاصيل
ونحن نراه كل الوقت بشكله المجرد. ناقش هذا العمل الفني وأقول فني بجدارة -
قضية عصرية مهمة - تتعلق في التمحور حول النفس وعدم اعتبار الآخر ليس بشكل
متعمد وإنما بتلقائية تعكس الهم اليومي والنمط الحديث في الحياة, بجعل
الماديات هي المتحكم وبديلة للتصرفات البشرية، وأعتقد أن المخرج اختزل هذه
الصورة في المشهد الأول للفيلم عبر الحوار العادي الذي أدخله في سيناريو
غير عادي في مشهد حوار الأحذية المتشابهة أي أنه حوله لحوار أحذية كدلالة
إيحائية على إمكانية أن تطغى الأشياء/الماديات/ الصور على التصرفات اليومية
للبشر الذين خصهم الله بنعمة الإحساس والتعبير. حكمة التكرار لم يستسغها
كثير من محبي الممثل الكوميدي أحمد حلمي لأن لهم نفس الصورة الذهنية عن
حلمي الذي عود جمهوره على قصص بسيطة وكوميديا تلقائية لا تتكرر كثيرا فيما
عدا فيلمه الأخير"آسف على الإزعاج" الذي سلك فيه طورا نفسيا مغايرا عما
قدمه سابقا، لكنه يحمل جرعة الكوميديا المعتادة لذلك لم يحدث ذلك فرقا إلا
على الحدث الداخلي، أما في فيلمه الأخير فهو يمنح نفسه فرصة فرض نفسه كممثل
"كوميجاد" عبر ترسيخ فكرة عصرية جادة في إطار كوميديا. وعودة إلى التكرار
المبرر الذي كرس لمفهوم البرغماتية كما بررها الفيلسوف جون ديوي إلى أن
"العقل ليس أداة للمعرفة وإنما هو أداة لتطور الحياة وتنميتها؛ فليس من
وظيفة العقل أن يعرف... وإنما عمل العقل هو خدمة الحياة"، وهو ما يدفع إلى
تأكيد فكرة فضفضة المنفعة والتركيز على المؤثرات الإنسانية الأخرى، والتي
لشدة التعود تصبح روتينية وبالتالي غير مرئية مع الوقت. كذلك فعل التغريب
فالبطل يدخل في طور أن يكون الإنسان غريبا مع نفسه وكل من يفترض أنهم
قريبين منه، إذ يصب مبدأ التغريب في الفن للتعبير عن مشاكل الانسان
المعاصر. لذلك يخرج المشاهد من هذا الفيلم، لا يتذكر إلا البطل في فعل
متعمد تكريسا للفكرة الرئيسية.
الأيام البحرينية في
12/12/2009
الموسيقي
المخرج يحتفي بالبزق
مطر أيلول: نهايات شكسبيرية بنكهة الشام
دمشق – من راشد عيسى
عبد اللطيف عبد الحميد يضع اللمسات النهائية على فيلمه
الجديد ويوجه من خلاله رسالة حب لدمشق.
دخل المخرج
السينمائي السوري عبد اللطيف عبد الحميد في المراحل النهائية من تصوير
فيلمه "مطر
أيلول" الذي كتب له السيناريو بنفسه، جريا على عادته في أفلامه السابقة.
لكنه هذه
المرة يغادر بيئة تلك الأفلام التي كرسها للساحل السوري، ليصور فيلما عن
دمشق.
اراد المخرج أن يكون العمل تحية حب لدمشق، ولأحد الموسيقيين الكبار
الذين عاشوا
فيها، كما يقول في أحد مواقع التصوير في حي كيوان القديم في المزة.
"يبدأ الفيلم من صورة لدمشق بالأبيض والأسود في أربعينيات القرن
الماضي، متابعا
لرجل يحمل آلة البزق، إلى أن يدخل دار الإذاعة السورية، كما كانت تسمى
إذاعة دمشق
حينذاك، ويباشر العزف على آلته، لتختلط من ثم صورة دمشق، بكلمات أغنيته
'رقة حسنك
وسمارك'..".
ويتابع المخرج موضحا "ليس الفيلم عن الموسيقي الراحل محمد عبد الكريم،
صاحب تلك
الأغنية، ولكن أردت أن يكون تحية حب له، عبر موسيقاه التي تلازم الفيلم،
خصوصا تلك
اللازمة الموسيقية التي كانت تتكرر في إذاعة دمشق وقت إقفالها، والتي
يحفظها كثيرون
إلى الآن".
تجمع حكاية الفيلم، حسب المخرج، باقة من قصص الحب، التي تجنح إلى
الرومانسية
والخيال، بصورة تجعله أقرب إلى مفهوم الواقعية السحرية. فهو يحكي عن عائلة
من ستة
أولاد شبان، يرعاها أب أرمل (الممثل أيمن زيدان) والكل واقع في الغرام،
الأب في عشق
الخادمة (اللفاية بلغة أهل الشام، وتؤديها سمر سامي)، ومن
أجلها يسعى حتى إلى إنزال
المطر، أما الأبناء فمنهم أربعة موسيقيين يعملون في مطعم، وأحدهم يبيع
البطيخ،
والآخر يعمل في غسل السيارات ويروح كل يوم يغسل سيارة من يحب ويزينها
بالورد، وحين
تقضي حبيبته بحادث سير يستأجر بنفسه من يدفنه بعد أن يقضي انتحارا".
يميز قصص الحب تلك الميل إلى تقديمها بما يشبه الاستعراض، ولكن
المشفوع ببطولات
تصل إلى حد الموت في سبيل المحبوب. ما يقود الفيلم في النهاية إلى مجموعة
من
النهايات المأساوية، كما لو كنا أمام مسرحية شكسبيرية.
وما يلفت ايضا في هذا الفيلم، وفي سواه من أعمال عبد اللطيف، هذا
الشغف
بالموسيقى وهذا التكريم للموسيقيين، فقد سبق أن جعل المخرج بطله في فيلم
"نسيم
الروح" يسافر إلى القاهرة ليعزي نهر النيل بطريقة رمزية برحيل الملحن بليغ
حمدي.
أما لماذا هذا الشغف فيقول المخرج "أنا موسيقي في الأساس، وأعزف على
أكثر من
آلة، كما سبق أن عملت موسيقى تصويرية لفيلم تخرج (السينمائي السوري) أسامة
محمد"،
ويضيف "ثم لا بد من إعادة الاعتبار لهؤلاء البشر، الذين لم يكرموا بما يليق
بهم".
ويخرج "مطر أيلول" كذلك عن مألوف عبد اللطيف عبد الحميد باعتباره من
إنتاج خاص،
حيث جل أفلامه من إنتاج المؤسسة العامة للسينما. "هذه ليست المرة الأولى،
ففيلمي 'قمران وزيتونة' أيضا من إنتاج خاص". ويضيف
صاحب "ليالي ابن آوى" و"رسائل شفهية"
وسواهما "في القطاع الخاص هناك دائما ديناميكية لا تجدها في النظام
البيروقراطي،
حيث تحتاج الأمور إلى سلسلة قرارات. ولكنني لا ألوم المؤسسة، فينبغي
تحريرها من
كثير من الأنظمة والإجراءات". ويتابع المخرج الذي يعتبر من
أكثر المخرجين السوريين
التصاقا بالمؤسسة "الشيء الإبداعي يصطدم مع البيروقراطي في المؤسسة".
ولدى سؤاله عن المغزى وراء إنتاح الفيلم لمصلحة قناة تلفزيونية قال
منتج الفيلم
المخرج هيثم حقي "أدركت المحطات التلفزيونية أنه ينبغي أن يكون لها أفلامها
الخاصة
بها، هي قناة أفلام تريد أن يظل الجمهور موصولاً بها"، لكن حقي، الذي أنتج
لمصلحة
المحطة ذاتها عددا من الأفلام مصورة بكاميرا "رد وان" الرقمية.
وأضاف "نقوم بعمل نسخة 35 ملم من الفيلم من أجل صالات العرض
السينمائية، من دون
أن ننتظر عبرها عائدا، فقد بدأنا نشق طريقا عبر المهرجانات السينمائية
الدولية،
وهذا ما نقصده حين نتحدث عن فتح طريق إلى السوق العالمية".
وعن اختياره عبد الحميد مخرجا لاحد أفلام محطة "أوربت" قال حقي "هو
سينمائي
متمكن، وصاحب تجربة طويلة. وفيلمه في سوريا الأكثر جماهيرية، كما أن طريقة
عمله
تجعل من الفيلم ذا ميزانية محدودة، فتكلفة الأفلام التي ننتجها لا تتجاوز
الـ300- 400
ألف دولار".
يشارك في "مطر أيلول" خصوصا قاسم ملحو وجمال قبش ومازن عباس وميسون
أسعد وحازم
زيدان ومجد رياض ولواء يازجي.
ميدل إيست أنلاين في
12/12/2009
جانب من المؤتمر والحضور
الدراما المصرية تنضم لجوائز
إيمي
القاهرة ـ من محمد
الحمامصي
شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات توقع بروتوكول انضمام مصر
لعضوية الأكاديمية العالمية لعلوم وآداب التلفزيون.
شهدت السنوات
الأخيرة تراجعاً في الدراما المصرية ليس على مستوى الكم، فالكم لا يزال
كبيراً،
ولكن على مستوى الكيف رؤية ومضموناً ومعالجة، في الوقت الذي تقدمت فيه
الدراما
السورية لتجتاح بأعمال كبيرة وذات ثقل فني عال الفضائيات
العربية، ولتحقق مكاسب
قوية لدي الجمهور العربي.
إن قيام شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات برئاسة إبراهيم العقباوي
بالتعاون مع
شركة التيسير للإنتاج الفني برئاسة د.أحمد أبو بكر بتوقيع بروتوكول انضمام
مصر
لعضوية الأكاديمية العالمية الأميركية لعلوم وآداب التلفزيون بحضور بروس
بيزنار
رئيس مجلس إدارة الأكاديمية التي تنظم واحداً من أهم
المهرجانات العالمية، وهو
الخاص بجوائز إيمي اوردز العالمية، ربما يكون محاولة تدفع الدراما المصرية
للتوقف
وإعادة حساباتها من أجل تطوير وتجديد أفكارها.
ويضمن البروتوكول للدراما المصرية تواجداً مؤثراً على الساحة
العالمية، مما قد
ينعكس إيجاباً على مستوى الأعمال التي يتم الإعداد لتقديمها حالياً، خاصة
وأنه تقرر
منح جائزة الايمي لأفضل مسلسل مصري وأفضل ممثل، وكذلك أفضل ممثلة في
الدراما
المصرية، وهو ما يفتح الباب للمنافسة القوية بين صناع
المسلسلات المصرية لتقديم
أعمال راقية المستوى.
وكشف بروس بيزنار خلال المؤتمر الصحفي الذي تم فيه توقيع البروتوكول
أن
الأكاديمية الأميركية وقع اختيارها على مصر، نظراً للمكانة الهامة التي
تحظى بها
الدراما المصرية، والتي تجعلها خير من يمثل منطقة الشرق الأوسط
بأكملها، وهى جديرة
بأن تكون هوليوود الشرق بالفعل.
ودعا بيزنار الجهات الإنتاجية فى مصر بالارتقاء بمستوى الدراما
المصرية من خلال
رصد الميزانيات الضخمة اللازمة لتقديم أفضل مستوى جودة على صعيدي الصوت
والصورة
إضافة إلى بالمضمون، وقال إن انتشار الأقمار الصناعية ووجود لوبي كبير
للجاليات
العربية في أميركا كلها عوامل قادرة على مساعدة الدراما
المصرية على أن تفرض نفسها
على عدد من المحطات الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأميركا
اللاتينية من التي تحظى بمشاهدة عالية.
وأقيم المؤتمر وسط نخبة من نجوم الفن من مصر ومختلف الدول العربية، من
بينهم
تيسير فهمي وسهير المرشدي وحنان مطاوع والإعلامية راوية راشد وعمرو عابدين.
ميدل إيست أنلاين في
12/12/2009 |