إياد نصار.. ممثل أردني لمع اسمه في سماء دمشق عبر عشرات الأدوار
المميزة في الدراما السورية والتاريخية، قبل أن ينتقل بنجوميته للقاهرة
مستخدماً طريقة جديدة في الأداء، وأسلوباً خاصاً في التمثيل، ورغم تألقه في
أعمال درامية عدة؛ إلا أنه يعتبر فيلم «أدرينالين» المحطة الأهم في مشواره
الفني بمصر ، حيث جسد شخصية ضابط المباحث عمر المندفع والمتحمس في كشف غموض
جريمة القتل التي كان يعمل بها.. إياد يعترف في حواره مع «الحواس الخمس» أن
تلك الشخصية جعلته مندفعا وعنيفا في تعاملاته مع أصدقائه، وقال إنه كان
يتمنى معرفة بطل العمل خالد الصاوي عن قرب، وحينما تعرف إليه لاحظ أنه فنان
موهوب يعشق عمله..
وعن أكثر ما جذبه إلى أدرينالين، قال نصار: «عندما علمت أن السيناريو
الذي تم إرساله لمجموعة الأبطال هو التعديل رقم 8 وقتها؛ فهمت أنني أمام
مخرج ومؤلف لا يقبلان العمل بطريقة عشوائية، بل يتسمان بالتركيز الشديد،
وبعدما قابلت المخرج محمود كامل، والمؤلف محمد عبدالخالق، لاحظت أن أفكارنا
متقاربة، خاصة أننا عندما بدأنا التصوير لم يخرج أحد من الممثلين عن الإطار
الذي تم رسمه أثناء جلسات التحضير». * كيف جاء التعاون بينك وخالد الصاوي
في «أدرينالين»؟ ـ كان لدي فضول كبير لمعرفة خالد الصاوي عن قرب؛ فهو ممثل
يخلق متعة كبيرة سواء للمشاهد العادي أم الفنان المتخصص؛ ولاحظت حينما
تعرفت عليه أنه فنان متعاون جدا وبسيط في تعامله، ويسعى دائما للوصول إلى
أفضل حالة فنية في مشاهده وبناء عليه خرج العمل بمستوى عالٍ.كذلك كانت
الفنانة غادة عبدالرازق بارعة في أداء دورها.
·
ما أصعب المشاهد التي صورتها في
الفيلم؟
ـ كل المشاهد كانت صعبة للغاية حتى أنني أصبت بمشاكل في البشرة نتيجة
التركيز الشديد والضغظ الذي كان ينتابني حتى أخرج كل ما لدي في هذا العمل؛
وأود أن أشير إلى أن شخصية الضابط عمر أثرت في حياتي بشكل كبير فهو شخص
يبحث عن الحقيقة، وقد يكون عنيفا في رأيه للحظات؛ لذلك عانى العديد من
أصدقائي في الفترة الأخيرة بسبب تعاملي معهم بعنف وقسوة أثناء تصوير
الفيلم. * نشعر دائما أن هناك كيمياء بينك والفنانة غادة عبدالرازق..
تعليقك؟ ـ بالفعل؛ هذا ما أشعر به أيضاً؛ فأنا أكون في «منتهى اللذة» عندما
أتعاون مع فنانة بحجم غادة عبدالرازق، خاصة أنه لم يكن التعاون الأول
بيننا، بل سبق وشاركت غادة في بطولة مسلسل «طريق الخوف»، ودائماً ما أشعر
معها بأنني أمام ممثلة تعشق عملها، وتمنحه كل تركيزها واهتمامها.
·
إلى أى مدى ساعد تواجدك في مصر
على انتشارك الفني؟
ـ لا شك أن مصر بيت كل العرب، ولا توجد تفرقة في مصر بين ممثل مصري
وآخر قادم من بلد عربي شقيق، وأنا مقيم في مصر منذ أربعة أعوام، وأرى
الدافع الرئيسي لتواجدي بها هو الطموح والرغبة في تقديم أعمال فنية متميزة،
ولأن مصر هي قبلة الفنانين العرب، والعمل فيها يتيح نجاحات أكبر للممثل،
ويمنحه الانتشار على نطاق واسع. * كيف ترى الفرق بين إياد نصار قبل وصوله
إلى هوليوود الشرق، على حد تعبيرك، وبعد ذلك؟ ـ بكل صراحة قبل حضوري لمصر
لم أكن حريصا في اختياراتي مثلما حدث بعدما بدأت المشاركة في أعمال مصرية
سواء تلفزيونية أم سينمائية؛ فالمسؤولية زادت بشكل كبير؛ خاصة أنني أعيش
حاليا مرحلة إثبات الذات، وهي من أصعب المراحل التي تمر على حياة الفنان،
وعلى الرغم من أنني سبق وجسدت بطولة مسلسلات عديدة في سوريا والأردن ولاقت
نجاحاً كبيرا مثل «الأمين والمأمون» و«الاجتياح»، إلا أن التجربة في مصر
مختلفة تماما، وبناء عليه - في اعتقادي - إما أن تكون أو لا..
·
4 أعوام لك في مصر قدمت خلالها العديد من الأعمال سواء
التلفزيونية منها أم السينمائية ، أيهما أقرب إلى قلب نصار؟
في البداية أود أن أشير إلى أن أحساس السينما دائما ما يكون مختلفا عن
الدراما؛ لأن الأعمال السينمائية لها مذاق خاص، ودائماً ما تظل هناك حالة
من التواصل بين الفنان والشخصية التي يجسدها؛ وذلك يعود إلى أن عدد أيام
تصوير الفيلم أقل بكثير من أيام تصوير المسلسل؛ لذلك أنا أستمتع أكثر
بالأعمال السينمائية.
·
تقول ذلك بالرغم من ضعف إنتاجك
السينمائي.
نعم، ولكنني أرى أن السبب في ذلك ليس إلا أنني لا أحبذ التواجد من أجل
الانتشار، بل أرجح أن يكون تواجدي بشكل يثري السينما من ناحية، ويشبع
رغباتي الفنية من ناحية أخرى، بالإضافة إلى أنني أسعى دائما للبحث عن النص
الجيد، ورفضت كل العروض التي تم عرضها علي مؤخرا؛ وذلك لحرصي على تقديم
أعمال ذات مضمون وتناقش قضية تفيد المشاهد فعليا.
لا يجوز
·
المرشد العام للإخوان.. دورك
الجديد في مسلسل «الجماعة» ، ماذا عن هذه المشاركة، وكيف استعد إليها إياد
؟
لا شك أنني سعيد جداً بهذا العمل الضخم، والذي يرصد حياة الجماعة منذ
نشأتها حتى الآن، وأقوم بتجسيد دور حسن البنا المرشد العام للإخوان
المسلمين، والمسلسل قصة وحيد حامد، والذي حاول تقديم شخصية المرشد بصورة لا
تثير الجدل أو المشاعر، أما عن الاستعداد للدور فقد ذاكرت الشخصية جيدا،
واستعنت بالمراجع التي أفادتني للوصول إلى أدق التفاصيل عن حياة تلك
الشخصية؛ ولذلك أتمنى بعد كل هذا المجهود ألا يعرض في رمضان حتى يستطيع
المشاهد متابعته بشكل جيد.
·
وما سبب رفضك لفيلم السيد
المسيح؟
بالفعل عرض علي المخرج محمد عزيزية القيام ببطولة فيلم السيد المسيح،
لكنني رفضت ذلك تماما، لأنني أرى - من وجهة نظري - أنه لا يجوز تمثيل أدوار
الأنبياء ولا كبار الصحابة على الإطلاق.
قضية بازغة
·
في رأيك ما سبب تراجع الأعمال
التاريخية في رمضان الماضي؟
ضعف الإنتاج في هذه النوعية من الأعمال جاء بسبب أن المسلسلات
التاريخية كانت في فترة من الفترات هي الإنتاج الدرامي الوحيد، ولكن يبدو
أن المشاهد أصيب بالتخمة في تلك الفترة على الأخص، وعن نفسي أشجع ما حدث
مؤخراً في توزيع الخريطة التلفزيونية التي تم اتباعها في رمضان الماضي، وهو
تقديم عمل تاريخي واحد وسط الأعمال الاجتماعية العديدة؛ مثلما حدث مع مسلسل
«صدق وعده» حيث كان العمل التاريخي الأوحد على الخريطة التلفزيونية، وأرى
أن من إيجابيات هذا الخطوة أن المسلسل حظي بالفعل بمساحة كبيرة من المشاهدة
في كل الدول العربية، وهي استراتيجية تستحق التدقيق والمتابعة.
·
المقارنة الدائمة بين الأعمال
المصرية والسورية أصبحت قضية بازغة على سطح الأحداث الفنية بصرف النظر عن
العمل نفسه.. ما رأيك؟
أرفض تماماً مقارنة العمل على أساس الهوية أو البلد المنتج له، ولكن
المقارنة تأتي دائما - من وجهة نظري - حول العمل الناجح الذي يفرض نفسه
وغيره من الأعمال الأخرى سواء الرديئة أم المتميزة، وأؤكد أننا كفنانين
نسعى لعمل دراما تلفزيونية يشاهدها المشاهد العربي، ويستمتع بها دون النظر
إلى أي شيء آخر.
·
هل تتمتع بعلاقات جيدة داخل
الوسط الفني؟
الحمد لله لدي العديد من الأصدقاء داخل الوسط وخارجه، فمن الوسط الفني
وأقرب الأصدقاء إلى قلبي السيناريست تامر حبيب، كذلك يسرا اللوزي وباسم
السمرة.
·
أخيرا.. شاركت بتجربة فريدة في
تقديم برنامج ثقافي بعنوان «أمير الشعراء»، هل أفادتك على المستوى الشخصي؟
بالفعل أفادتني كثيرا، وكان لي الشرف بالقيام بتلك التجربة الفريدة
كما وصفتها، وذلك لأنها أضافت لي على المستوى الشخصي باصطحاب بعض الأصدقاء
الجدد؛ وخلقت بيني والشعر حالة من التواصل.
إضاءة
فيلم «أدرينالين» العمل الثاني لإياد نصار بعد «حفلة زفاف»، ويعد
الأول الانطلاقة الحقيقية لنصار في السينما المصرية، ويدور حول الخوف الذي
يفرز الأدرينالين في الجسم وهو المسؤول عن تحفيز الجسم لمواجهة المخاطر فهو
يزيد من ضخ الدم في الجسم وهو فيلم إثارة ورعب، والفيلم تدور أحداثه حول
مقدم الشرطة محمود أبو الليل الذي يجسده خالد الصاوي الذي يكتشف جثة مشوهة
المعالم ولا يعرف أحد هويتها، ويحاول الضابط الكشف عن هويتها والإمساك
بخيوط القضية ليصل في النهاية إلي الجاني الحقيقي، وذلك في إطار من التشويق
والإثارة.
البيان الإماراتية في
11/12/2009 |