|
فقدت الساحة الفنية صباح يوم أمس الفنان جاسم الصالح أحد رواد الحركة
الفنية في الكويت، وهو أحد الأعضاء البارزين في فرقة المسرح الشعبي، شارك
في معظم أعمالها، وقد بدأ نشاطه الفني عام 1966 وكان أول عمل مسرحي له
«كازينو أم عنبر» ورشح لمجلس إدارة المسرح الشعبي كاحتياط أول عام
1968-1969 متنازلا عنها لعبد الكريم الشريدة.
شارك الصالح في عدة أعمال تلفزيونية إلى جانب مشاركته في فيلم «الصمت»
منها بومرزوق- حبابة – الغرباء والمغامرون الثلاثة، وعلى الرغم من
المشاركات الكثيرة له في الأعمال الفنية فإنه لم يأخذ فرصته كنجم أول.
تكريم
وقد كان من المقرر أن يتم تكريم الفقيد جاسم الصالح في الدورة الحالية
لمهرجان الكويت المسرحي المحلي الذي سيقام خلال أيام، بعد أن تم تكريمه في
مهرجان الخرافي للإبداع المسرحي في دورته الماضية كأول تكريم له معتبرا
إياه وساما على صدره ومعبرا عن سعادته بتكريمه وهو على قيد الحياة.
مديرة مهرجان الكويت المسرحي كاملة العياد رثت الراحل قائلة: نعزي
أسرة المسرح الشعبي التي تعتبر من أكثر الأسر المسرحية تواصلا بعضها مع بعض
والفقيد أحد أفرادها وكان من المقرر تكريمه في هذه الدورة للمهرجان المحلي
لدوره الفني وروحه الاجتماعية المحبوبة لدى الجميع مما جعله قريبا من الكل.
وحول التكريم أوضحت العياد أنه سوف يبلغ ابنه للحضور نيابة عنه.
فرقة
أسرة المسرح الشعبي خصصت صفحتين في نشرتها الخاصة لرثاء الفقيد في حين
عبر الفنان جاسم النبهان رئيس مجلس إدارة الفرقة عن بالغ الحزن بفقد
المرحوم الذي كان مثالا للأخلاق الحميدة والطيبة وحسن التواصل مع زملائه
بعيدا عن كل مظاهر التكلف ومتواضعا إلى أبعد الحدود داعيا له أن يتغمده
الله بواسع رحمته معتبرا أن الكلمات تعجز عن رثاء هذا الفنان.
وباسم نقابة الفنانين الكويتيين قال د.نبيل الفيلكاوي: نحن كنقابة
للفنانين نعزي الأسرة الفنية بوفاة والدنا جاسم الصالح الذي كانت له
اسهاماته الواضحة عبر مسيرته الفنية، ويؤسفنا أن تكون وفاته قبل تكريمه
بأيام إلا أنه لا راد لقضاء الله وعزاؤنا تكريمه في الدورة الماضية لمهرجان
الخرافي للإبداع المسرحي والتي كان لها الأثر الطيب على نفسه.
صدمة
الفنانة حياة الفهد الموجودة خارج البلاد صدمت بنبأ وفاة الصالح
فتعثرت الكلمات في رثاء الفقيد الذي اعتبرته زميلا على خلق وصاحب مواقف
طيبة مع زملائه، إلا أنه لم يأخذ الكثير من الفرص في أعماله الفنية داعية
الله أن يتغمده بواسع رحمته.
من جانبه قال الفنان محمد المنصور: المرحوم جاسم الصالح من الجيل
الفني الذي تأسس على مبادئ الالتزام الحقيقي وقد عملت معه في مسرحية علي
جناح التبريزي وتابعه قفة، وله اسهاماته الفنية والإنسانية الواضحة وصاحب
موهبة وأخلاق نادرا من أن يتصف بها أحد في زمننا هذا.
أما الفنان عبد العزيز المسلم فقد قال: لقد تعاملت مع الراحل جاسم
الصالح فلمست فيه الروح المرحة وحسن الطبع والتعامل مع الآخرين، كما شارك
معي في مسرحية «زمن دراكولا» فكان مثالا للالتزام والعطاء الفني الحقيقي
بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.
هدى حسين رثت الفقيد قائلة: إن الإنسان عندما ينتقل إلى جوار ربه لا
يبقى منه سوى ذكره الطيب وحسن الخلق الذي يذكر له في مجالس الناس، والفنان
جاسم الصالح أحد هذه الشخصيات التي تذكر بحسن الأخلاق والسيرة الطيبة ولا
يسعنا سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
من آخر ما قاله عن الفن
من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المرحوم جاسم الصالح في مهرجان
الخرافي المسرحي في الدورة الماضية قال عن المسرح «المسرح في الفترة
السابقة كان يتميز بفنانيه الذين عشقوه حتى عملوا فيه بدون مقابل، أما الآن
فقد أصبح النفع المادي هدفا للفنانين الصغار في حين كانت الجودة هدف
الكبار».
وحول المسرحيات الجماهيرية قال «العروض المسرحية الجادة تفرض نفسها
ويقبل عليها الجمهور، لكن العمل الهزيل يسقط مقارنة بالعروض السابقة
فالمسرح الآن ما هو إلا مسرح العيد ليحصل على عيادي الأطفال».
من أعماله الفنية
من الأعمال المسرحية للفنان جاسم الصالح مسرحية «رزنامة- البوم-جسر
آرتا- ثورة عيدة- ضعنا بالطوشة- رأس المملوك- سنطلون بنطلون -كماشة- بن
شداد- زمن دراكولا- زوجة من سوق المناخ- العاقل يقول أنا.
من أعماله الدرامية مسلسل دموع الرجال- قصة أموال- بيت الأوهام-
الضحية- حكم الزمن- الحب يأتي متأخرا- الوريث- لأبي وأمي مع التحية وغيرها
من الأعمال الأخرى.
أحمد الصالح يرثي شقيقه
انتقل الفقيد إلى جوار ربه صباح يوم أمس بعد أن قدمت له ابنته وجبة
الإفطار في الساعة الثامنة، بعدها طلب أن يأخذ قسطا من الراحة ففاضت روحه
إلى بارئها، وسيوارى جثمانه الثرى اليوم بعد صلاة العصر.
وبهذا المصاب رثى الفنان أحمد الصالح شقيقه جاسم قائلا: لقد كان جاسم
الصالح مثالا للأخلاق العليا متميزا بالطيبة في التعامل مع الآخرين ملتزما
بمواعيده ووعوده تجاه من يتعامل معهم مما جعله محبوبا لدى الجميع ولا يسعني
بهذا المصاب سوى أن أدعو له بالرحمة والمغفرة.
القبس الكويتية في
04/12/2009 |
