من بين الأفلام التي عرضت في مهرجان القاهرة الـ٣٣
داخل
المسابقة الفيلم المجري »أيام الرغبة« سيناريو واخراج چوزيف
باسكوڤسكي..
الفيلم يدور حول الجنس..
الجنس بالنسبة لفتاة مراهقة لا تعرف
شيئا عن الحياة..
والجنس بالنسبة لامرأة ناضجة شبقة للجنس.
بطلة الفيلم فتاة
مراهقة هي »أنّا«
التي بالرغم من جمالها فهي معاقة
»بكماء« تسمع ولا
تتكلم.. شكلها يدل علي البراءة..
لا نعرف خلفية عنها فالفيلم لا يحكي قصة ولكنه
يرصد حالة. تذهب »أنّا« »لأنچيلا« في مكتبها مكان العمل وهي امرأة تبدو
ارستقراطية تعمل في وظيفة مرموقة في احدي الشركات وذلك بناء علي طلبها فهي
فتاة
تعمل خادمة.. وتتقدم اليها هذه البكماء الصامتة لتجري »انچيلا«
معها »انترڤيو«..
لكن الفتاة تكتب لها في ورقة انها لا تتكلم ولكنها تسمع جيدا.
وهكذا ظلت »أنّا«
حتي آخر الفيلم صامتة..
ولكنها تري بعينيها وتسمع
بأذنيها.
وهي فتاة نشطة تعمل كل شيء في المنزل دون أن يطلب منها.
واعتبرتها »انچيلا«
هدية السماء اليها هي وزوجها الغائب الذي لا تعرف عنه شيئا لتعوضها عن
الابنة الوحيدة التي لقيت مصرعها في حادث مما أسفر عن تجمد
مشاعرها..
وتحاول
الفتاة أن تبعث الحياة من جديد في النزل شبه المهجور. وبعيدة عن الزوج الذي
لا
نراه في البداية بعد أن فترت علاقتهما..
تستقبل صديقها في المنزل مدعية »لأنّا«
أنه زوجها.. ويمارسان معا الحب والجنس الذي لا تعرف »أنّا«
شيئا
عنه.. تراقبهما.. وتتفتح عينيها عن الحب والجنس وتصبح لديها الرغبة في
المعرفة..
في الوقت الذي تحس فيه بالرغبة الجارفة
بالنسبة لأنچيلا لدي
صديقها.
تخرج »أنّا«
الي الشارع لأول مرة.. وتذهب للسوبر ماركت لشراء
حاجيات المنزل..
يعجب بها أحد العاملين ظنا منه انها ابنة هؤلاء الأثرياء
فشكلها
يوحي بذلك.. بل أنه يبدأ معها رحلة الغرام ويطلب يدها للزواج من الرجل الذي
يكشف
له الحقيقة انها ليست إلا مجرد خادمة بالمنزل فيذهب الشاب بلا
رجعة..
وتكون صدمة
للفتاة التي أحبته بالفعل.
يكتشف الزوج خيانة زوجته عند عودته..
وانها مارست
الجنس مع رجل غيره بالرغم من انها كانت ممتنعة بالنسبة له بعد وفاة الابنة
فيثور
في وجهها ثم يمارس معها الجنس بطريقة وحشية..
وتراقب الفتاة ما يحدث من وراء
الباب لتنفجر رغباتها..
وتكتشف انچيلا ذلك فتطردها الي الشارع..
الي
المجهول.
يعتبر فيلم »أيام الرغبة«
فيلم من أفلام المرأة رغم أن الذي كتب
له السيناريو وأخرجه رجل هو چوزيف باسكوڤسكي فهو يعكس المشاعر المتناقضة
لكل من
المرأتين.. وهو لا يحكي قصة بدليل اننا لا نعرف خلفية أيا منهم..
ولكنه يتناول
حالة.
يبين الفيلم أيضا كيف يُستغل الجنس بالنسبة لامرأة ورئيسها صاحب العمل
فيما يهددها بالطرد من وظيفتها اذا تمنّعت..
وهو أسلوب الرأسمالية.
لعب
التصوير الخارجي..
حيث الجو البارد..
والثلوج التي تغطي الأرض والقتامة دورا
هاما بالنسبة للحالة التي تعيشها الاثنتين.
استطاعت انچيلا أن تعكس المشاعر
المتناقضة تجاه الفتاة التي أحبتها مثل ابنتها،
و التي كشفت أسرارها وتصنتت
عليها.. وكشفت العلاقة بينها وبين صديقها وزوجها.
أما »أنّا«
فلم يستطيع
المخرج أن يوظفها توظيفا يتناسب مع حالتها..
فقد كانت تعبيرات وجهها واحدة طوال
الفيلم.. وكان المفروض أن يرصد المشاعر الداخلية التي تنعكس علي التعبير
بالوجه
مما جعلها تتحرك كتمثال الشمع..
وان كان المخرج يري غير ذلك!
بار مارجريتا
الكوميديا الوحيدة
من بين كل الأفلام المأساوية التي اتسم بها مهرجان القاهرة
الـ٣٣ تقدم ايطاليا فيلم بعنوان »الأصدقاء في بار مارجريتا«
وهو من اخراج
بوبي أڤاتي. تدور أحداثه عام
٤٥٩١
وذلك في فترة الأحكام الصارمة والأحلام
اليسارية والأفكار الثورية.
الفيلم يقدم بأسلوب الراوي..
الشاب الذي يطلعك
علي قوانين بار مارجريتا وهم تسعة قوانين والتي قد يتصور المشاهد انه مقبل
علي مكان
ارتبط بالعمل السري أو الكفاح المسلح..
ويمهد للدول في عالم من الشخصيات
البطولية. ولكن سرعان ما تعرف أن رواد هذا المقهي من الشخصيات العادية
البسيطة
معظمها من الحرفيين.
وبعد أن ينتهي الراوي من سرد هذه القوانين التسعة يلتقي جميع
رواد المقهي لأخذ صورة تذكارية.
في البداية تحس بالملل فالراوي يروي التسعة
قوانين للبار بروية..
ولكن بعد هذه المقدمة نلاحظ سرعة الايقاع ورسم الشخصيات
وسلوكها.
يحلم »نادر«
الشاب المراهق الذي يبلغ من العمر ٨١ عاما بأن
يصبح أحد رواد مقهي مارجريتا..
ليكتشف أسرار هذا البار وهو لم يبلغ
السن
القانونية ليصبح عضوا فيه، ومن خلال خطة يصبح »نادر«
السائق الخاص لأحد رواد
المقهي وهو »ال« الذي يتمتع بقوة الشخصية وهدوء الواثق من نفسه..
والزعامة
التي يفرضها وشخصيته المسيطرة في مصائر الشخصيات الأخري للبار.
وذلك بعكس
»مارتشيللو«
المنغلق ضعيف الشخصية والخبرة..
شديد السذاجة مما يجعل المرأة
المنفرة البدينة تتمكن من اغرائه لترضي شهوتها ورغبتها الجامحة في التسلط
عليه
واجباره علي التقدم للزواج منها.
وتتحول »نيني« وهذا اسمها من العاطفة
الشديدة والرقة المفتعلة الي الاستحواذ عليه..
لدرجة تجعل صديقه »ال« أن
يستأجر عاهرة جميلة من فتيات الليل تمثل عليه دور المحبة ووقوعها في غرام
هذا
الشاب »الخام« الذي اعتقد فعلا انها تحبه.
وفي اليوم التالي..
يوم عقد
الزواج من »نيني«
يرسل لها خطاب وهي بملابس الفرح للاعتذار بعدم زواجه منها..
تصاب المرأة بشيء من الجنون وتقف علي سقف العربة
وتقرأ الخطاب للمدعويين الذين
وقفوا حول العربة ليستمعوا لها..
وذلك بهدف فضحه..
ويبحث الشاب الساذج عن
المرأة الجميلة فيجد انها قد تلاشت كالدخان بعد انتهائها من المهمة التي
أسندت
اليها.
ولأن الشاب يريد التعرف أكثر علي الحياة في هذا المكان يطلب من جده
الرجل العجوز لاعب البلياردو الأسبق لتمثيل بار مارجريتا للمشاركة في
البطولة..
وذلك بعد أن تم القبض علي »مانويللو«
في نفس اليوم الذي حقق فيه حلمه باقتناء
نظارة مزودة بأشعة إكس ليمارس هوايته المفضلة باختراق أجساد الفتيات. ويفشل
الجد
في اللعبة لكنه ينجح في أن يستميل مدربة البيانو الشابة المهووس بها.
وحينما
يلتقي بها في غرفته يلقي حتفه وهو ممسكا بقطعة من ملابسها الداخلية وبينما
الحفيد
يحتفل بعيد ميلاده بحضور خطيبته متجاهلا موت الجد.
هناك
أيضا قصة الشاب الذي
يهوي الغناء ويتصور انه مغني بارع ليشترك في مسابقة لاكتشاف
الأصوات الجديدة لكنه
يفشل في المسابقة..
لكن أحد زملائه يرسل له خطاب مزور يدعوه للغناء في الاذاعة
كنوع من مؤمرات الأصدقاء في البار.
استطاع المخرج أن ينقل لنا صورة من الحياة
في تلك الفترة من عام
٤٥٩١ في هذه الفترة من تاريخ ايطاليا..
وهو من أفلام
الكوميديا الخفيفة يتميز بوجهة نظر ساخرة من خلال أشخاصها،
كما نجح في اختيار
شخصياته بعناية شديدة لدرجة تؤكد انها شخصيات حية من لحم ودم.
من أهم المشاهد
الحافلة بالكوميديا العزف الرديء لجد في محاولة لتقديم عزف جيد أمام مدرسة
البيانو
بدرجة دعت المدعويين للانصراف.
بل انه يحول الموت الي مشهد كوميدي حين يحاول
الحفيد سحب عصا جده التي ينام بها لكنه متشبث بها..
أيضا قطعة من الملابس
الداخلية لعازفة البيانو الشابة.
الفيلم يلقي الضوء علي حياة الانسان العادي
في الخمسينيات وبداية الستينيات فرواد هذا البار
غير مشغولين بأمور السياسة
والاقتصاد.
وعكست الحياة اليومية بأسلوب ساخر لا يخلو من روح الكوميديا
السينمائية التي قدمت مع نهاية الأربعينات واستمرت حتي الستينات..
وعكس بأسلوب
ساخر أضفي نوعا من البهجة علي الفيلم..
وقد نجحت الكاميرا في تصوير المكان
داخل البار أيضا
خارج البار بأسلوب يعكس طبيعة هؤلاء البسطاء.
أخبار النجوم المصرية في
03/12/2009 |