العقاب والعقبات التي اعترضت طريق الشابة سلام جمال كنعان منذ تصويرها
للجندي الاسرائيلي وهو يطلق النار على أحد أبناء قريتها نعلين العام
المنصرم لم تمنعها من مواصلة حمل كاميراتها والتقاط الصور وملاحقة الجنود
والمتظاهرين والتي أصبحت - كما تقول - حالة تسكن داخلها تحولت فيها
الكاميرا لجزء رئيسي من حياتها دفعها للتفكير بتطوير تلك الحالة والبحث عن
طريق لتتعلم فن التصوير الذي أصبح هوايتها الوحيدة لكي تواصل رصد وتصوير ما
يجري من وقائع وأحداث يومية في قريتها التي تحولت لمسرح لمواجهات مستمرة في
صراع أهل قريتها ومن يدعمهم من قوى التضامن والجيش الإسرائيلي الذي يتفنن -
كما تضيف - في عقابهم وقمعهم خاصة في ظل تفرده بهم وغياب كاميرات التصوير
التي تفضح ممارساتهم كما حدث في المشهد الذي التقطه والذي اثار ردود فعل
واسعة وغاضبة كان ابرزها غضب الاحتلال الذي لم يرهبني بل خلقت ممارساته في
أعماقي حافزاً ودافعاً لأتعلم التصوير والصحافة والإعلام.
ورغم المتاعب لم تتراجع سلام عن البحث عن مؤسسة تساعدها وفرصة تعلمها
هذا الفن الراقي رغم مخاطره - كما تقول - وسرعان ما تحققت الفرصة الثمينة
عندما تلقيت اتصالاً من الدكتورة علياء ارصغلي مديرة مؤسسة شاشات معبرة عن
اعجاب المؤسسة الشديد بما صورته في حادثة الجندي وأبلغتني بقرارها تكريمي
ومنحي جائزة تقديرية في مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة العام المنصرم
والتي كانت أولى خطواتي في طريق تحقيق أحد أهم أحلامي ، فبعد التكريم عرضت
علي ارصغلي المشاركة في دورات مكثفة في التصوير والمونتاج والاخراج
السينمائي ودون اي ترددت ابلغتها بموافقتي.
وتقول سلام في العادة يحتاج المرء لفترة طويلة لممارسة وتطبيق ما
تعلمه ولكن مؤسسة شاشات فتحت لي ولزميلاتي باب الانطلاق على مصراعيه
ومنحتني شرف المشاركة في مهرجانها الخامس عبر إخراج فيلمين ، وتضيف رغم
المفاجأة وبتشجيع الدكتورة ارصغلي والمدربة بدات تجربتي العملية الاولى كان
الفيلم الاول من قريتي بعنوان نعلين في القلب يتحدث عن حياتهم وصمودهم
ومعاناتهم بسبب الجدار ،أما الفيلم الثاني فكان بعنوان حلم لم يتحقق بعد
وهو من تأليفي وتمثيلي واخراجي ويجسد امنيتي بزيارة القدس التي حرمني
الاحتلال منها مرتين الاولى كوني فلسطينية والثانية كعقاب بسبب تصويري
للجندي ورغم المشاكل والصعوبات كان لحرص ورعاية شاشات دور كبير في إخراجي
للفيلم الذي يعتبر اول افلامي.
وبين دراستها الجامعية وحرصها على ان تجد لها حيزا في عالم الاخراج
السينمائي فإن المخرجة الشابة ليالي رماح الكيلاني من نابلس تحث الخطى -
كما تقول - لتصبح مخرجة محترفة ومتخصصة في أفلام المرأة وقضيتها العادلة
فلسطين ، وتضيف منذ صغري وأنا أفكر بالسينما والتلفزيون والقيام بدور ما
على هذا الصعيد فقد نمت لدي المواهب الفنية في مرحلة مبكرة من عمري لأن
والدي كان يملك محطة تلفاز محلية في نابلس وكنت امضي أوقاتا طويلة في
التلفاز بين التصوير والكاميرات والأفلام حتى اصبحت امنيتي ان ادخل هذا
الوسط ، وتضيف ورغم ان دراستي الجامعية مختلفة ففور سماعي بقيام شاشات
بتنظيم دورات شاملة في صناعة الأفلام التحقت بها وشاركت في برنامج تدريبي
شامل استمر 3 شهور تعلمنا خلاله على كل مهارات صناعة الافلام من تصوير
ومونتاج مع التركيز على الاخراج .. كانت الدورة تجسيداً لحلمي وهوايتي
وفيها تعلمنا بزمن قياسي كل القضايا والتفاصيل التي تصنع بداية مخرج لكن
الاهم انني شاركت في اول تجربة إخراج أفلام لمهرجان شاشات الرابع وقدمت
فيلماً مهماً من المجتمع الفلسطيني وهو من تأليفي وإخراجي.
وتضيف بعد نجاح الفيلم ارسلتني شاشات مع زميلتي دارا خضر لبرنامج
تدريبي شامل في النرويج وخلال العام الجاري بدأنا برنامج تدريبي معمق وشامل
حول صناعة السيناريو والتصوير والإخراج وكانت أجمل لحظة عندما تغلبت مع
شاشات على كل المصاعب وقدمت في المهرجان الاخير فيلمين الاول من مجموعة
القدس قريبة وبعيدة والثاني بعنوان عسل يا خروب وقدمت فيه صورة من تراب
نابلس المشهورة.
إنها رسالة تصر شاشات كما تقول مديرتها الدكتورة علياء ارصغلي على
تحقيقها لاثراء الساحة الفنية الفلسطينية بجيل جديد من المخرجات الشابات من
كل ارجاء فلسطين التي تفتقر لمثل هذه الابداعات النسوية المهمة وخاصة
التجمعات البعيدة والمناطق الريفية المهمشة وتضيف من خلال لقاءات وورش عمل
تبين لنا أن الفتاة في فلسطين وخاصة في مناطق خارج الوسط لا تتوفر لها
الفرصة الابداعية او الفنية في العمل بظروف مختلفة خاصة للدراسة والتعليم
في عالم التصوبر والسينما والاخراج ،لذلك كانت البداية الاولى بجذب مجموعة
فتيات للتركيز عليهن لخلق إنتاج وإخراج سينمائي مميز كان باكورة أعمالها
العام لمنصرم سلسلة أفلام بوح التي حققت نجاح كبير ، وتضيف وأسسنا على ذلك
النجاح بعقد دورة تدريبية خلال العام الجاري بمشاركة 8 طالبات بعضهن شاركن
العام الماضي ولكن الجميع عاش تجربة للتدريب على صناعة الأفلام في فلسطين ،
وأضافت ارصغلي بعد نجاح العرض الاولى لافلام المخرجات وترحيب وإشادة
الجمهور والنقاد بما قدمته المخرجات من أفلام تعتبر نقلة نوعية كبيرة في
تطوير برنامج دعم المخرجات الشابات وخلق جيل جديد وكشفت ارصغلي النقاب عن
أن شاشات وبعد ردود الفعل المعبرة عن نجاح الافلام باشرنا في برنامج تخطيطي
شامل للعام المقبل ونحن في مرحلة وضع الاليات واللمسات النهائية عليها.
الراية القطرية في
03/12/2009
أزمة توقيتات المهرجانات العربية المتضاربة تبحث عن حل
مهرجان دبي السينمائي ينطلق الأربعاء المقبل
في بضع أسابيع امتدت ما بين نهاية شهر رمضان وحتى بداية شهر نوفمبر
تكرست ساحة المهرجانات العربية السينمائية بأكثر من عشر مهرجانات وتشتت أهل
السينما والإعلام ما بين هذا المهرجان أو ذاك.. ولم تقتصر المشكلة على
اهميتها على تشتت السينمائيين والإعلاميين لكن الأهم كان تشتت الأفلام
نفسها وصناعها وحيرتهم, فمعظم المهرجانات تشترط ان يكون الفيلم المشارك
فيها لم يشارك في مهرجانات أخرى فكانت النتيجة هي ضعف مشاركة السينما
العربية في المهرجانات العربية والذي وصل إلى ذروته إلى غياب الفيلم المصري
عن المهرجان السينمائي المصري الاساسي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى
اللحظات الأخيرة حيث أنقذ الموقف بمشاركة فيلم عصافير النيل بعد تضارب
التصريحات بين المنتج والمخرج حول جاهزية الفيلم للمشاركة ووصلت المهزلة
إلى ذروتها في تداخل حفلات افتتاح وختام اربعة مهرجانات عربية هي مهرجان
دمشق السينمائي الدولي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الشرق
الأوسط في أبوظبي ومهرجان الدوحة ترايبيكا!! بل ان أكثر من مهرجان من هذه
المهرجانات لم يجد ما يحتفي به من أفلام قديمة إلا فيلم المومياء لشادي
عبد السلام الذي أعيد ترميمه والغريب ان هذا كله يحدث في ظل وجود ما يطلق
عليه لجنة تنسيق المهرجانات العربية ومنسق عام المهرجانات العربية أحمد
الراشدي وعقدها أكثر من دورة كان آخرها الدورة الرابعة التي عقدت في 12
نوفمبر في القاهرة في محاولة عقيمة لإنقاذ ما يمكن انقاذه قال عنها المنسق
العام ليس هناك تعاون بين المهرجانات بل تنافس كبير يمنع فرص تبادل
الخبرات والمعلومات.. ولا تقتصر مشكلة المهرجانات العربية وتنافسها على
تضارب التوقيتات بل ظهرت مشكلة أخرى هي ترسيخ بعض المهرجانات والمنتجين
لتقليد جديد وهو الحصول على مقابل مادي مقابل عرض الافلام في المهرجانات
الأمر الذي يزيد من جهة تكاليف المهرجانات ويفقد المهرجانات التي ترفض دفع
هذا المقابل المادي الفرصة في الحصول على الافلام المتميزة من جهة أخرى..
وفي خضم هذه الفوضى في توقيتات المهرجانات وقواعدها يبدو ان مهرجان دبي
السينمائي الدولي الوحيد الذي نجا من هذه المذبحة حيث اختار لافتتاحه
الاربعاء المقبل التاسع من ديسمبر وان كان من غير المعروف حتى الآن درجة
تأثر المهرجان بالأزمة الاقتصادية المدوية التي سببها إعلان دبي العملاقة
للاستثمار عن عجزها عن سداد أقساط ديونها في موعدها وطلبها اعادة جدولة هذه
الديون ثم إعلان حكومة دبي عدم التزامها بهذه الديون.
ومن المقرر ان يحتفي مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الحالية
بالسينما الآسيوية والافريقية.. وصرح ناشين مودلي مدير برنامج آسيا
وأفريقيا بالمهرجان ان الدورة الجديدة ستحتفل بأفلام آسيوية وأفريقية مميزة
بعضها يعرض لأول مرة عالمياً ومن هذه الأفلام ثلاثة أفلام يابانية وأفلام
من الصين وتايوان والفلبين وكوريا.
الراية القطرية في
03/12/2009 |