|
في إطار مهرجان الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة تم تنظيم مجموعة من
الندوات طرحت قضايا مهمة علي الساحة الإعلامية بمناقشة مجموعة من
المتخصصين.
إحدي هذه الندوات السبت الماضي تحدثت عن الإعلام في زمن الحرب، ذلك الموضوع
الذي شغل بال الكثيرين في الفترة الماضية خاصة أثناء حرب غزة وطرحته
الجرائد بقوة عن دور الإعلام العربي في هذه الحرب هل كان علي مستوي الحدث
أم لا، بتواجد إعلامي متنوع ناقشت الندوة «الإعلام في زمن الحرب» محاور
متعددة منها تقييم التغطية الإعلامية لحرب غزة وتجارب مراسلي القنوات
واحتكار صورة الحرب أدارها عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار وتحدث فيها
كل من صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق واللواء محمود خلف مستشار
المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، ود. نبيل الخطيب مدير الأخبار بقناة
العربية وعبدالله قصير مدير قناة المنار، ود. ناصر اللحام رئيس وكالة معا
الإخبارية الفلسطينية ود. مأمون فندي مدير برنامج الشرق الأوسط ومن رام
الله مباشرة د. قاسم رئيس مجلس إدارة قناة رامتان.
انقسام واضح
اتفقت آراء الضيوف علي الانقسام الإعلامي الواضح حول التغطية الإعلامية
لحرب غزة وأنه انقسام يشبه الانقسام السياسي حيث أكد عبدالله قصير مدير
قناة المنار أن الإعلام الأمريكي خلال حرب غزة خصص 2% فقط من مساحته لتغطية
الحرب علي غزة فيما ذهب باقي المسافة لمناقشة الانتخابات الأمريكية
المواتية للأحداث هذا طبقا لإحصائية قام بها مركز «بيو» للأبحاث ولكنه أكد
أن التغطية الإعلامية من وجهة نظره لحرب غزة كانت ناجحة لأنها حاولت فضح ما
تقوم به إسرائيل وتخفيه عن العالم في غزة، أما عن قناة «المنار» فقد غطت
الأحداث كما يقول قصير من منطلق القيم والمبادئ التي تؤمن بها وأن قضية
فلسطين أهم قضايا الأمة العربية فالقناة تعاملت مع الحرب مهنيا وخبريا دون
تحليلات أو خروج عن اللغة الصحفية.
أخطر من الصاروخ
أما اللواء محمود خلف فكان له رأي مخالف حول التغطية الإعلامية العربية
لحرب غزة فأكد المفهوم الضائع حول وظائف الإعلام الحقيقية التي يتم إغفالها
في حالة الحرب فقضية الحرب لها قواعد مهنية مختلفة عن المهنية المعتادة في
التعامل مع الأخبار، فالإعلام في الحرب أخطر من الصاروخ والساحة الإعلامية
ما بين إعلامنا وإعلام الخصم هي ساحة معركة لها أصول في الإدارة فهي حرب
نفسية تدمر القلب والعقل وتلهي المقاتل.
ويضيف د. محمود أن إسرائيل كانت لها استراتيجية واضحة في الحرب حيث قامت
بتصوير نفسها في صورة الضحية وعكست القضية وأصبحت معاناة الشعب الفلسطيني
قضية فرعية، هذا في ظل عدم وجود ند حقيقي علي الساحة الإعلامية من طرفنا
حيث فقد الإعلام العربي الحد الأدني من المهنية الإعلامية فخسر معركة
الإعلام.
أما د. قاسم رئيس مجلس إدارة قناة رامتان والذي أعلن خلال حديثه مباشرة من
رام الله عن وفاة قناة رامتان وإغلاقها، أن رامتان كانت إحدي ضحايا هذه
الحرب رغم تواجدها داخل غزة وتغطيتها ما يحدث بشكل جيد بشهادة
CNN،
BBC فقناة رامتان قدمت صورا رائعة عن تلك الحرب بثتها عنها قنوات عربية
وأجنبية وعلي الرغم من ذلك لم يتم الاعتراف بها كمؤسسة فلسطينية عربية قامت
بنقل صورة موضوعية، وصرح د. قاسم أن القناة كانت تعمل تحت ضغط المخابرات
المصرية وقد دمرت القناة ولم يستنكر ما حدث أي شخص أو جهة دون محاولة
استغلال الحرب ماديا وصناعة الملايين، فرامتان رفضت طلب الجزيرة في شراء
صورها فاحتكرت الجزيرة الساحة وأغلقت رامتان لمصلحتها.
أما د. نبيل الخطيب مدير الأخبار بقناة العربية فتطرق إلي نقطة تدريب
الصحفي العسكري وأن الإعلام العربي كان ممكنا أن يلعب دورا أفضل دون الدخول
في توصيف وكلمات مستهلكة، فعلي المدي القصير كسبنا إسرائيل في المجال
الإعلامي.
صناعة قرار العرب
أما د. ناصر اللحام - رئيس وكالة معا الإخبارية الفلسطينية - فأكد أننا حتي
يومنا هذا لم نعرف بعد من انتصر ومن لم ينتصر في الحرب الإعلامية العربية
والإسرائيلية ويختلف في ذلك الخبراء العسكريون والإعلاميون، مؤكدا أهمية
الإعلام في إسرائيل فهو مثل الجنرال الذي يصنع القرار في الحرب وطرح د.
ناصر بعض التساؤلات حول هل كان من الأهمية أن يتم طرح قضية معبر رفح في
الإعلام العربي أثناء الحرب أولا؟، في حين أن العناوين في الصحف
الإسرائيلية كانت تخرج بكلمة واحدة هي «ساعة الحسم» وعلي لسان الطيارين
الإسرائيليين والذين لهم مكانة داخل المجتمع الإسرائيلي وكلامهم من
المسلمات، شغل الإعلام الإسرائيلي شعبه في هذه الفترة بموضوعات تافهة
وفرعية مثل المذيعة الإسرائيلية التي بكت علي الأطفال الفلسطينيين في حين
أن الإعلام العربي كان نائما، ففي إحدي الدراسات التي تم إجراؤها أكدت أن
الإعلام الحزبي الفلسطيني كان طعنة للقضية بجانب الإعلام العربي الذي كان
مشتتا فالجزيرة كانت طرفا أو حزبا بمفرده والمنار اعتمدت علي التحليل
لساعات طويلة والمشاهد العربي تائه عكس الإعلام الإسرائيلي الذي كان محددا
لهدفه.
الأهالي المصرية في
18/11/2009
خلطة الرومانسية والعنف
متابعة: سهام العقاد
وسط أجواء يشوبها كالعادة عدم التنظيم انطلقت الدورة الثالثة والثلاثون من
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي يتنافس علي جوائزه 150 فيلما من 67
دولة، وقد حرص عزت أبو عوف رئيس المهرجان في كلمته علي توجيه التحية لصناع
السينما الجزائرية التي يتم تكريمها هذا العام علي هامش المهرجان مؤكدا أن
الجزائر له مكان في قلوب كل المصريين وهي لفتة فسرها البعض بمحاولة إزالة
جو التوتر بسبب مباراة مصر والجزائر.
أجواء عدم التنظيم امتدت أيضا لعروض الأفلام والتي تغير موعدها أكثر من
مرة، كذلك سوء تنظيم عروض الأفلام المصرية والتي تتكرر كل عام حيث يتفاني
كل من ضباط الأمن و المسئولون عن القاعات في تعذيب الصحفيين والنقاد ومنعهم
من ممارسة مهمتهم، إذ تفتح أبواب القاعة لصناع الفيلم وأقاربهم و أصدقائهم
، ناهيك عن حاملي التذاكر وكلهم يسمح لهم بالدخول بينما حاملو بطاقات
الصحافة عليهم المعاناة يوميا.
سماء القاهرة
فوضي الداخل لا تنفصل عما يحدث من فوضي وفساد وتلوث خارجي، وهو ما عبرت عنه
النجمة العالمية سلمي حايك اللبنانية الأصل في الندوة التي أقيمت لتكريمها
علي هامش المهرجان، مشيرة للسحابة السوداء التي تغلف سماء القاهرة و
لاحظتها وهي علي متن الطائرة، مؤكدة أن مصرنا بلد ساحرة ويجب علينا
الاهتمام بها أكثر من ذلك، وحمايتها من التلوث.
منافسة
إذا كانت سهير عبد القادر نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هي من
قامت بتقديم سلمي حايك مع الفنانة هند صبري، فإن عزت ابو عوف حرص علي تقديم
النجمة لوسي لو في ندوة تكريمها والتي عقدت علي هامش المهرجان ، بينما
اسندت مهمة ادارة الندوة للفنانة بشري.. وتحدثت لوسي في البداية عن أهم
أعمالها، كما تحدثت عن منافسة الأفلام المصرية لأفلام هوليود.
المسابقة الدولية
عرض المهرجان في أيامه الأولي الفيلم الهندي المتميز "نيويورك" للمخرج
"كبير خان" الذي كشف بوضوح حجم الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة
الأمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر, والجراح الغائرة التي أصابت
الكثير من الأبرياء سواء بالتعذيب أو بالاعتقال أو بسحق آدميتهم بل
واتهامهم بالانضمام لخلايا إرهابية, ويشير الفيلم بما لا يدع مجالا للشك
إلي أن أمريكا التي تدين العنف والجريمة ارتكبت ما هو أفظع وأبشع.
في حين تناول الفيلم التركي "رأيت الشمس" للمخرج ماهسون كيرميزيجول الإرهاب
والشذوذ الجنسي والصراعات القبلية والجهل وما خلفته الحروب من آثار دامية
علي تركيا وذلك من خلال عائلة كردية أجبرت علي الهجرة ويصور حياتها فيما
بعد الهجرة إلي اسطنبول والنرويج، وذلك عبر صورة ولغة سينمائية راقية.
منافسة وندوات
وتشهد مسابقة أفضل فيلم عربي مشارك في المهرجان منافسة حامية بين 10 أفلام
من 7 دول هي: المغرب وسوريا وفلسطين والجزائر وتونس ومصر وفلسطين علي جائزة
مالية قدرها 200 ألف جنيه مقدمة من وزارة الثقافة. ومن عروض المهرجان
العربية، الفيلم العراقي »فجر العالم« (2008) الذي شارك في الكثير من
المهرجانات العربية والدولية، ونال بعض الجوائز، والفيلم الفلسطيني: »المر
والرمان« وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وألمانيا وفرنسا (2009) ومن إخراج
نجوي نجار.. وقد نال الفيلم الفلسطيني "المر والرمان" الذي يشارك بمهرجان
القاهرة السينمائي إعجاب النقاد والصحفيين الذين شاهدوه وقد أعربت المخرجة
الفلسطينية نجوي نجار عن سعادتها برد فعل الفيلم في مصر.
وهناك ست ندوات ستقام في إطار المهرجان وهي: «ندوة عن السينما الهندية»
باعتبارها ضيف شرف المهرجان، وندوة عن «السينما الجزائرية» التي اختارتها
إدارة المهرجان لإلقاء الضوء عليها، وندوة عن المخرج شادي عبد السلام،
وندوة عن «السينما الإفريقية ومشاكلها وإمكاناتها وكيف تواجهها والقضايا
التي تتناولها»، ومن ذلك قضية الفقر والختان، وأخري عن البيئة وأهمية
الحفاظ علي بيئة نظيفة.
الأهالي المصرية في
18/11/2009 |
