هاني سلامة: فيلم السفاح رسالة إنسانية تكشف مراحل متقلبة
في حياة شخصية اجتماعية غير سوية.
تدور أحداث فيلم "السفاح"
لهاني سلامة وخالد الصاوي ونيكول سابا ونبيل الحلفاوي والمستوحى من قصة
حقيقية لسفاح ظهر في حي المهندسين على طريقة "الفلاش باك". اذ يبدأ الفيلم
بقيام
بطله مراد بانتحال شخصية رجل شرطة ليرتكب جريمة جماعية في رمضان 1991، إذ
يقتل
عائلة أحد المليونيرات الفاسدين وزوجته وابنه بدم بارد، إضافة
إلى بعض الجيران، مما
يمثل عنصر مفاجأة مثير لرؤية الفيلم. وبنفس الطريقة نرى لمراحل حياة البطل
من طفل
وديع إلى وحش بشري، انفصل والداه وهو صغير، مع التلميح أن وراء الانفصال
علاقة غير
شرعية للأم مع رجل آخر، الأمر الذي ينعكس سلبا على الطفل مراد ويخلق داخله
عنفا
تجاه المجتمع. وبالفعل يعترف أمام ضابط شرطة في واقعة سرقة أم
أحد أصدقائه أنه فعل
ذلك لحرق قلبها.
مثلما احترق قلبه إثر أزمته العائلية، وتتطور شخصية البطل حتى تصل إلى
المجزرة
التي ارتكبتها أول الفيلم، لنعرف أنه قاتل ضمن صفوف القوات
العراقية في حرب إيران
في ثمانينيات القرن الماضي، لا إيمانا بأي قضية بل فقط لإرواء ظمأه من
إراقة
الدماء.
ويظل لقاءه مع السفاح اللبناني أبو رعد بداية جديدة في رحلته مع العنف، حيث
يقنعه أن مهنة القتل مجدية وتأتي بالكثير من الأموال لأصحابها،
وفي لبنان أثناء
حربه الأهلية يعملان كمرتزقة، ليقوم مراد بإطلاق النار على أبو رعد بناء
على أوامر
الجهة التي وظفتهما كمرتزقة لديها أثناء القتال، ليعود إلى مصر ويبدأ
مشواره بالعمل
في تجارة السلاح، والذي يقوده إلى عدة صولات وجولات دموية في هذا الوسط
الخطير.
يلتقي بسيدة جميلة متزوجة (نيكول سابا) ويقيم معها علاقة غير شرعية تنتهي
بتركها
زوجها لاحقا وزاوجها منه، لكن أهم ما في الفيلم هو لقاؤه بعالم الذرة
المصري (نبيل
الحلفاوي) الذي يحيي فيه انتماءه الوطني، فيتراجع عن قتله للحصول على "مايكروفيلم"
ليبيعه لجهة أجنبية، بل يتحول إلى قتل أعداء الوطن، ويذهب إلى عائلة
مليونير معروف
باحتياله على الناس لينفذ المجزرة التي ابتدأ بها الفيلم.
وقد أكد الفنان هاني سلامة "أن رسالة الفيلم هي الكشف عن الجوانب الإنسانية
والنفسية والاجتماعية والأسرية التي أحاطت بحياة شخصية السفاح
وجعلت منه شخصا
دمويا، من هنا عالج الفيلم مراحل الشخصية منذ كان طفلا عمره 6 سنوات ثم 13
سنة
وأخيرا المرحلة التي أقوم بها."
وكشف سلامة أنه قبل العمل وأثناءه كان بين يديه ملف القضية الخاصة بالشخصية
الحقيقية "سفاح المهندسين"، وصوره الخاصة والتي من بينها
تدريباته على القتال،
والمعالجة الدرامية وتقرير الطبيب الذي تابع حالة السفاح آنذاك، وفي هذا
التقرير
الأخير كشف للعقد الكثيرة التي مرت بالشخصية بدءا من انفصال والديه، وميوله
نحو
قراءة كل ما يتعلق بالسلاح وتركيباته وأنواع، وطموحه في أن يصبح ضابطا كما
جاء على
لسانه في الفيلم.
وأضاف "لقد تعلمت فنون القتال وضرب النار (اطلاق الرصاص) على يد أحمد عبد
الاله
الذي علمنا كيفية الفن في الضرب الموجه السريع للخصم، وهذا ظهر جليا ضمن
أحداث
الفيلم، فقد تعلمت فعلا التصويب وقتال الأشخاص ومعرفة مناطق
الضربات المؤثرة وغير
ذلك."
وقال "لقد كنت حريصا على أداء الشخصية بكل محاورها، مع ملاحظة أنها تمثل
جديدا
في حياتي الفنية، ونجاحها أكد لي قدرتي على تقديم شخصيات مركبة، فلا تنكر
أن شخصية
مراد السفاح شخصية مركبة بل معقدة."
وأكد سلامة أن الفيلم لم يتطرق إلي تفاصيل كثيرة مهمة في حياة الشخصية التي
درست
في الجامعة الأمريكية ولندن ومن عائلة ميسورة "لأنه لو أردنا
ذلك للزم عمل سلسلة
أفلام، وكل هذا على الرغم من إعدامه وعمره 31 عاما أي في سن الشباب."
ورأى سلامة أن تعاطف المشاهدين مع شخصية مراد له ما يبرره بقوة في الفيلم،
وقال
"إذا كنت أنا شخصيا تعاطفت معه، لأن حياته لو سارت بشكل طبيعي لأصبح
شخصية مهمة
ولأنجز شيئا عبقريا."
ميدل إيست أنلاين في
15/08/2009 |