حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

عمل ضعيف في مواجهة الفساد

«يوميات مدير عام»: خالٍ من الكوميديا

نضال بشارة

تابع الفنان أيمن زيدان في شخصية د. أحمد عبد الحق في الجزء الثاني من «يوميات مدير عام» ما قدمه في الجزء الأول، عبر التنكر لمرات عدة، ليتمكن من كشف ألاعيب الموظفين والفساد التي تعاني منها المديرية التي أوكلت إليه إدارتها، بعد إلحاح من صديقه الوزير. لكن في ذلك يكمن ضعف العمل. فمسألة تنكر زيدان في شخصيات معينة، وإن كانت تنم عن مهارة من الناحية الفنية، إلاّ أنها تستحضر تقنياً ما تابعه المشاهدون في الجزء الأول، وهي لا تشكّل عنصر مفاجأة فنية تجذب أبصارهم كما فعلت خلال عرض الجزء الأول في العام 1995 والتي سمحت له بأداء متنوع.

إذاً تقنية التنكر هذه سقط عنها عنصر الإدهاش ولم تعد مثيرة للضحك. وفي المحور الأساس للمسلسل تكمن مفارقة هامة جداً ليست في صالحه. فالعمل ينتقد آليات الفساد ويكشفها ويواجهها بالإصلاح، وهذا ما يتجسد من خلال انتقاده كمدير عام جديد تعيين المدير السابق ثلاث سكرتيرات دون أن تحمل أي منهن شهادة سكرتاريا، في الوقت الذي يتعين فيه هو في هذا المنصب وللمرة الثانية من خارج ملاك أي مديرية كما هو العرف، فيأتي به الوزير من عيادته كطبيب. وكأننا بصناع المسلسل لم ينتبهوا إلى ما أصاب الإعلام السوري في عهد وزير جاء من الطب وتدريسه؟ فكيف لمشاهد أن يقتنع بمسلسل يتحدث عن الرجل المناسب في المكان المناسب، وشخصيته الرئيسية لم تستوف الشروط التي يطالب بها؟

كما لم يقدّم العمل في نصف حلقاته سوى ما كان قد قدّمه في الجزء الأول من كشف للرشى والتجاوزات ذاتها التي يقوم بها الموظفون، ولم نشهد أي إصلاح سوى نقل السكرتيرات الثلاث وإعادة من تستحق لهذا المنصب، والمفارقة أن زيدان كان عالج قضايا الفساد في مسلسلات سابقة: «بطل من هذا الزمان»، و«أنا وأربع بنات»، و«مرسوم عائلي»، و«سعادة الوزير وحرمه»، الذي عرّى فيه عبر نص جريء (تأليف محمود الجعفوري) الفساد فلم يكتف بكشف آلياته، بل أشار إلى مكونات منظومته، حيث أضاء على اقتسام الأحزاب الحقائب الوزارية والمديريات التي تتبع لها، وعلى انشقاق بعض الأحزاب وصوّر خلافاتها على تلك المناصب في إشارة واضحة إلى اعتبار تلك المؤسسات مزارع لمن يتسلمها. فكيف استطاع بعد كل ذلك أن يقدم جزءا ثانيا من «يوميات مدير عام»، لا جديد فيه لا فنياً ولا فكرياً؟

السفير اللبنانية في

29/08/2011

 

مصطفى الخاني في «آخر خبر»:

هاوٍ بتقنيات محترف

ماهر منصور 

بالشكل الفني لا بالكم، وبحثاً عن مساحة حضور لا ظهور، يختار الفنان مصطفى الخاني تقديم شخصيتي توأمين على طرفي النقيض في الدراما اللبنانية «آخر خبر» للمخرج السوري هشام شربتجي. أحدهما شرطي مرور وهو رجل قانون يصر على تطبيقه مهما كانت المبررات ومهما يكن من يخالفه. وهو يفعل ذلك بدم بارد. بينما يبدو أخوه على الطرف النقيض شخصا طائشا، عجولا، صبره نافذ، وسريع الكلام، وكثيراً ما يستخف بتطبيق القوانين. ولا يتجاوز ظهور الشخصيتين مشهداً أو مشهدين على أبعد تقدير في الحلقة الواحدة من المسلسل، لكن أثر حضورهما عند المشاهدين يتجاوز ربما بكثير عدد مشاهدهما القليلة.

تبدي الشخصيتان ترتيباً إخراجياً وسط أحداث المسلسل، أكثر من كونهما لعبة نص مكتوب. وبالتالي هما لعبة ممثل بالدرجة الأولى، لعبة تتطلب حضور «الكاركتر» والاتكاء على مفرداته الشكلانية وانفعالاته لحجز مساحة من الحضور في ظل ضعف تأثيره في سير الأحداث. ولعل في هذا كله يكمن إغراء الدور الذي جذب الفنان الخاني ودفعه لاختياره من وسط شخصيات العمل الرئيسية، التي قال في حوارات صحافية انه كان متاحاً له تجسيد إحداها. وهو الأمر الذي يأتي منسجماً مع ولع الخاني بتقديم «كاركتر» مختلف في كل عمل جديد، انطلاقاً من تحطيم «كاركتر» عمله السابق. ألم يسبق ـ على سبيل المثال ـ أن حطم عبر شخصية الشيخ «توفيق» في مسلسل «ما ملكت ايمانكم»، شخصيته الأشهر «النمس» في باب الحارة».

ينحاز مصطفى الخاني إلى الأداء في تجربته اللبنانية الدرامية الأولى «آخر خبر» بإدارة المخرج السوري هشام شربتجي. يقدم دوره باللهجة اللبنانية محصناً نفسه بخلفيتيه الأكاديمية التي تظهر بالقالب الفني التي أدى من خلاله شخصية الشرطي. وظهر ذلك بوضوح بطريقة الكلام مشفوعة بتيمة كلامية دائمة واللهجة وحركة الجسد. وكل ذلك بإيقاع بطيء جداً، يؤكد فيه مقولته بأنه يعمل بـ«نفس هاوٍ، لكن بتقنيات محترف».

السفير اللبنانية في

29/08/2011

 

طوني عيسى عبر «فايس بوك»:

ساجد في «الغالبون» محا شخصية مهند

زينة برجاوي 

علي بلال.. وساجد. الاسم الأول للشاب الجنوبي المطارد من قبل العدو الإسرائيلي. أما الاسم الثاني فهو اللقب الحربي لهذا المجاهد الذي دوّخ العدو وأوقعه لمرات عدة في فخ الكمائن التي كان يحضرها له. أما علي وبلال فهما الممثل اللبناني الشاب طوني عيسى الذي يجسّد دور المجاهد في الدراما الوطنية «الغالبون» للمخرج باسل الخطيب، والذي تعرضه قناة «المنار» خلال شهر رمضان.

وعيسى ابن بلدة عمشيت، ليس جديداً على الأضواء، ولم يدخل التمثيل من باب الصدفة، بل تخصّص بدراسته وشارك في عدة مسلسلات درامية لبنانية، إلا أن دوره في «الغالبون» نقله الى عالم مختلف، ليتحوّل الى نجم بكل ما للكلمة من معنى.

اليوم، يساهم موقع التواصل الإجتماعي الشهير «فايسبوك» في تحديد نجومية المشاهير، من خلال معرفة عدد المعجبين بهم والزوار الذين يدونون آراءهم على صفحتهم الشخصية. ففي الثامن من تشرين الثاني العام 2010 دوّن عيسى على صفحته الخاصة على الموقع عبارة «قريبا الغالبون على قناة المنار»، حيث تلقى تعليقات من الأصدقاء يسألون عن المسلسل وأسباب عرضه على «المنار»، ليكتفي هو بالرد عليهم عبر دعوتهم لانتظار موعد عرض المسلسل ومتابعته.

ومع مطلع العام الجاري بدأ عيسى بنشر صور من المسلسل وتحميل مقطورته، لتسطع نجوميته ابتداءً من العاشر من الجاري، أي عشرة أيام بعد بدء عرض المسلسل، إذ ظهرت صفحته الشخصية على موقع «فايسبوك» كدليل يبرهن على تعزيز نجوميته وتعرّف الناس اليه. وتثبت الصفحة التي كانت أبصرت النور في كانون الأول من العام 2008، حجم شعبيته التي كانت تنحصر من قبل برسائل دعم يتلقاها من الأصدقاء والمقربين على أعماله الدرامية، لتتصاعد وتيرة الرسائل الالكترونية اليوم، في الشهر الجاري، ويتولى عيسى الرد على الرسائل شخصيا، علماً بأنه كان شارك في التمثيل في «كليبات» بعض الأغاني وبعض الإعلانات المصورة.

وبما أن « الغالبون» كان العلامة الفارقة بالنسبة له باعتباره حصل فيه على دور بطولي، أتقن أداؤه، كتبت إحدى المعجبات بعيسى على حائط صفحته الشخصية: «كانت الناس قبل لاحقة مهنّد (الممثل التركي المشهور)، وبوجود ساجد انمحى مهنّد».

من جهته، شكر عيسى جميع المعجبين بعبارة «شكراً يا أحلى عالم بالعالم»، داعياً إياهم الى ترقب برنامج «التحدي» الذي سيقدمه على قناة «أو.تي.في»، بدءا من الرابع عشر من أيلول المقبل. وهو برنامج مسابقات وجوائز، كأول تجربة له في التقديم.

وحتى اليوم، تلقت الصفحة الخاصة بطوني عيسى إعجاب حوالى 3700 شخص، في حين يمتلك حوالى خمسة آلاف صديق في حسابه الشخصي على الموقع.

السفير اللبنانية في

29/08/2011

 

موسم العيد: آخر العلاج... الضحك!

محمد خير  

لعلّه أسوأ عام شهدته السينما المصرية منذ عقود. الأفلام التي خاطر المنتجون بإنزالها إلى صالات العيد، تراهن على الكوميديا

القاهرة | قبل سنوات، هزم «النادي الأهلي» خصمه «الزمالك» في مباراة شهيرة تواجه فيها لاعب «الأهلي» بيبو (خالد بيبو) مع لاعب «الزمالك» بشير (التابعي)، حتى اشتهرت بمباراة «بيبو وبشير». لا علاقة مباشرة للمباراة المذكورة بالفيلم الكوميدي «بيبو وبشير» الذي تعرضه الشاشات في موسم عيد الفطر. الفيلم الذي تخرجه مريم أبو عوف في تجربتها الروائية الأولى، كان قد تغيّر اسمه من «بيبو وبشير» إلى «أوضتين وصالة»، في محاولة من «دولار فيلم» لنفي علاقة الفيلم بمباراة الكرة الشهيرة. هذا على الأقلّ ما قالته الشركة المنتجة، قبل أن تعود إلى الاسم الرياضي مرة أخرى. بشير في الفيلم (آسر ياسين في أول أدواره الكوميدية)، هو في دور مدرّب كرة سلة. أما بيبو هنا، فهي الفتاة عبير التي تؤدي دورها منة شلبي! علاقة حب رومانسية ذات إيقاع كوميدي ينسجها سيناريو هشام ماجد وكريم فهمي، مع ظهور مميّز للمخرج محمد خان كضيف شرف.

الكوميديا ولا شيء غيرها! عن طريقها، يحاول المنتجون والموزّعون إنقاذ ما بقي من عام 2011. الربيع العربي جاء وبالاً على اقتصادات السينما، وموسم الصيف الماضي كان الأسوأ في القاهرة منذ أكثر من عقد من الزمن، ولم يشهد مشاركة نجوم الكوميديا سوى بفيلم وحيد هو «سامي أكسيد الكربون» لهاني رمزي، مقابل عدد من الأفلام المستقلة أو السياسية، بينما هربت أفلام الصيف الأخرى، بعضها إلى موسم الفطر، وبعضها الآخر إلى الصيف المقبل، أو أيضاً إلى أجل غير مسمّى.

أما محمد سعد، النجم الذي يتراجع عاماً بعد آخر، فقد أنتج بسرعة قياسية فيلمه «تك تك بوم» للمخرج أشرف فايق. سعد الذي طالما اشتكى المخرجون من تدخّله في عملهم، بل طرد بعضهم في مشاريع سابقة، كما طرد ممثلين وممثلات، يكتب هذه المرة فيلمه بنفسه عن فكرة لإسعاد يونس. وهي سابقة أولى، يأمل أن تنتزعه من تراجعه في شباك التذاكر. لكن التجربة التي أُعدَّت سريعاً، وصوِّرت في غضون شهر لا تبشّر بالخير، إذ يبتعد سعد عن شخصيته الأثيرة «اللمبي»، وإن لم يبتعد بالطبع عن الكوميديا. لكن يبدو أنه يحاول استثمار «ثورة 25 يناير»، إذ يكتب له الشاعر إسلام خليل أغنية «لو كنت رئيساً». وتقف أمامه في الفيلم درّة التونسية.

لا يفوت عيد الفطر هذا العام ثنائي الابتذال الشهير سعد الصغير ودينا. عاماً تلو آخر، يقدّم «الفنانان» ما يدّعيان أنّه سينما استعراضية. لكن هنا يبلغان الذروة في فيلمهما «شارع الهرم» (راجع الكادر).

أما رابع أفلام العيد «أنا بضيع يا وديع»، فيُقرأ من عنوانه. الفيلم الذي كتبه محمد فضل وأخرجه شريف عابدين، استثمار لحملة إعلانات قدمتها قنوات «ميلودي أفلام» على مدار السنوات الماضية تحت عنوان «أفلام عربي... أم الأجنبي». رغم العنوان المبتذل للحملة، فإنها لقيت نجاحاً جماهيرياً تابع حلقاتها المسلسلة. وبالتالي فإن الفيلم الذي أنتجته «ميلودي بيكتشرز» يستعين بطبيعة الحال بنجمي الحملة الأساسيين تهامي باشا (أيمن قنديل) ووديع (أمجد عادل). يغرق تهامي في مشكلات مالية وضريبية، ويحاول الخروج منها بإنتاج فيلم سينمائي ناجح، ويفترض بوديع أن يعاونه في ذلك، تماماً كما هي الحال في الحملة الإعلانية التلفزيونية.

وفي هذا المشهد «الضاحك»، هناك استثناء وحيد، يقف بعيداً عن الكوميديا. إنّه فيلم «برتيتا» أخرجه شريف مندور وكتبه وأنتجه وائل عبد الله. أما البطولة فهي للسورية كندة علوش أمام عدد من الفنانين الشبان أمثال أحمد زاهر وأحمد صلاح السعدني وعمرو يوسف وأحمد صفوان.

يحكي الفيلم قصة فتاة تمر باضطرابات نفسية تزيد من وطأتها بعض المشكلات العائلية. وتظهر مادلين طبر في مشاهد قليلة في دور والدة كندة. تحاول الفتاة البحث عن الراحة لدى المحيطين بها... فهل تنجح؟

رقص وملاهٍ

فيلم «شارع الهرم» الذي كتبه سيد السبكي لا يقدّم إضافة إلى أفلام «الثنائي» سعد الصغير ودينا: راقصة تنتقل من فرقة فنون شعبية إلى الرقص في أحد ملاهي شارع الهرم، حيث يتصارع الرجال عليها بطبيعة الحال. الفيلم للمخرج محمد الشوري، ويتقاسم بطولته مع دينا والصغير كلّ من أحمد بدير ولطفي لبيب.

الأخبار اللبنانية في

29/08/2011

 

... وخرجت الدراما اللبنانية من القمقم

باسم الحكيم  

«باب إدريس»، و«الغالبون»، و«الشحرورة» ثلاثة مسلسلات محلية نجحت في الوصول إلى المشاهد العربي ولو بخجل، فهل يكون هذا الموسم الانطلاقة الحقيقية للدراما اللبنانية إلى رحاب أوسع؟

للمرة الأولى نجحت الدراما اللبنانية في تسجيل حضور عربي، مؤكدةً أنها لا تتعاطى باستخفاف واستهتار مع المشاهد اللبناني والعربي معاً. ويمكن الجزم بأن ثلاثة مسلسلات شقّت طريقها بنجاح إلى الجمهور، هي «الشحرورة» للمخرج أحمد شفيق وكتابة فداء الشندويلي، و«باب ادريس» للمخرج سمير حبشي وكتابة كلوديا مرشليان، و«الغالبون» للمخرج باسل الخطيب وكتابة فتح الله عمر.

البداية مع «الشحرورة» الذي مثّل فرصة مهمة للممثل اللبناني لانطلاقه في «أم الدنيا». يستطيع عمل بهذا الحجم استقطاب شريحة واسعة من المشاهدة، وهو ما حصل من خلال عرضه على قنوات «الحياة». كذلك فإنه أسهم في رفع نسبة مشاهدة تلفزيون «المستقبل» بنحو ملحوظ. وبدا تنفيذه متميّزاً لجهة الإخراج وإدارة الممثل، ولوحظ مدى اهتمام الشركة المنتجة «سيدرز آرت برودكشن» بإخراج عملها على أفضل صورة، رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها المسلسل عند اندلاع «ثورة 25 يناير».

ومع ذلك، طالت العمل انتقادات كثيرة، وقيل إنه لا ينقل بدقّة حياة صباح، واعترضت العائلة، ومعها بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في المسلسل. كذلك غابت عن السيناريو تفاصيل عدة، أهمّها أننا لم نرَ صباح المطربة، بل صباح المزواج والعاشقة... رأيناها في صورة مثاليّة لم تدّعها يوماً. ولعلّ المأخذ الأهم هو أن صباح ــــ «الشحرورة» كانت مختلفة عن صباح ــــ الواقع. أما كارول سماحة التي لم تكن مقنعة في أدائها للدور في المرحلة الأولى، فقد نجحت في تقمّص الشخصيّة بشكل أفضل لاحقاً، وخصوصاً أنها ممثلة ومطربة في آن، من دون أن يستفيد صنّاع العمل من كل إمكانياتها.

لا يختلف وضع «باب إدريس» كثيراً لجهة الاهتمام الواسع الذي لقيه. فقد أنجزت الشركة المنتجة «مروى غروب» عملاً بمواصفات جيّدة، تعود أحداثه إلى مرحلة ما قبل الاستقلال بأسابيع قليلة. ويرصد الحركة الاجتماعيّة لشارع باب إدريس في بيروت، وهو نموذج عن شوارع العاصمة التي نجد فيها التنوع الطائفي اللبناني. لكن يؤخذ على كاميرا سمير حبشي أنها راقصة أكثر من اللزوم، ولا تتماشى أحياناً مع الهدوء الذي نعرفه عن دراما ذلك الزمن. من جهتها، استطاعت الكاتبة الخروج بشخصيّات أعطت تنوّعاً للعمل، وأتقن الممثلون أداءها ببراعة لافتة، ومنها شخصية الثائر راشد (يوسف الخال)، وزكريا (يوسف حداد) الهائم في عشق زوجته الخائنة نجلا (نادين نسيب نجيم)، والضابط الفرنسي عمر (كارلوس عازار) الحائر بين انتمائه إلى لبنان وانتمائه إلى دولة الانتداب بعد تعلّقه بِعُلا (جويل داغر وهي شقيقة راشد وزكريا)، الكومندان الفرنسي (رضوان حمزة)، والراقصة شمس (ديامان بو عبّود) التي تخطط مع الثوّار للتخلص من نير الانتداب. وقد جاء أداء هذه الأخيرة مميّزاً ومتقناً. كذلك شاهدنا في العمل نماذج أخرى منها شخصية بدرية (تقلا شمعون) التي خانت زوجها العاجز، فرفضتها عائلتها، وتبيّن لاحقاً حملها من الفاخوري (نزيه يوسف)، إضافة إلى بيتر سمعان الذي قدم أجمل أدواره، ومجدي مشموشي في علاقته مع تقلا (نغم أبو شديد). لا تشبه قصة العمل التي تعود إلى زمن الانتداب واقع تلك الأيّام، ولا تدّعي الكاتبة أنها توثّق لتلك المرحلة. لكن مرشليان بالغت في مخيّلتها وأسقطت أحداثاً معاصرة لا يمكن أن تحصل، خصوصاً في العائلات المحافظة، واستخدمت عبارات من حاضرنا، كأن يقول زكريا لجده إن الفندق «عم يصفّر»، أي إن حركة الزبائن معدومة. وفي خلفية الصورة في إحدى الحلقات، مرّت سيّارة حديثة الصنع، ولم ينتبه إليها الإخراج، إضافة إلى الأخطاء في اختيار بعض الأغنيات ومنها «سمرا يا سمرا» لكارم محمود... كذلك نشاهد أخطاءً أخرى في تفاصيل المسلسل، منها ظهور راشد المقاوم بعد إعلان وفاته ــــ في محاولة للإيقاع بالفرنسيين ــــ في شوارع باب إدريس من دون أن يتنكر. وتبدو لافتة قدرته الدائمة على الاهتمام بمظهره الخارجي وحلق ذقنه، رغم أنه هارب من وجه سلطات الانتداب... والأهم من ذلك أنه لم ترد كلمة واحدة باللغة الفرنسيّة في عمل يحكي عن الانتداب الفرنسي للبنان. ومع ذلك، يمثّل «باب إدريس» عملاً جيّداً، وفرصة أثبت فيها الممثلون أنهم قادرون على التميّز عندما تتوافر لهم الظروف المناسبة. والأكيد أن العمل سيحدث نقلة نوعية في مسيرة ديامان بو عبود وجويل داغر، ولعله يكون خطوة تشجّع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» على إنتاج مسلسل «أشرقت الشمس» الذي تعود أحداثه إلى ما قبل الاحتلال العثماني لمنطقتنا.

أما «الغالبون»، فرغم الانتقادات التي واجهها، يسجّل له أنه العمل الوحيد الذي نقل البيئة الجنوبيّة في زمن نشأة المقاومة الإسلاميّة، وإن بدا المسلسل تكريماً لمسيرة «حزب الله». كذلك هناك مأخذ آخر يسجّل على «الغالبون»، وهو عدم تنفيذ المعارك كما يجب، رغم أن ميزانيته وصلت إلى مليون دولار. ولا تزال الحلقات الأخيرة تحمل مزيداً من الأحداث المشوّقة بعد هروب المقاومين من المعتقل. وقد أتقن معظم الممثلين أداء أدوارهم، ومنهم أحمد الزين، وطوني عيسى، ودارين حمزة، وختام اللحّام، ومازن معضم، وتمكن بعض الممثلين، ومنهم فؤاد شرف الدين وبيار داغر، من التكلم بالعبرية على نحو مقبول، رغم مواجهة الفريق صعوبة كبيرة في تلقين الممثلين هذه اللغة.

الأخبار اللبنانية في

29/08/2011

 

والد "الشحرورة":

صباح وافقت على الإضافات الفنية بمسلسلها لأنها فنانة كبيرة 

أكد الفنان اللبناني المخضرم رفيق علي أحمد أن الإضافات الدرامية في مسلسل "الشحرورة" تمت بموافقة ومعرفة الفنانة صباح ، مؤكداً في الوقت نفسه على أن تلك الإضافات لم تصب في جوهر العمل، وإنما كانت لضرورات التشويق وإضفاء نوع من الإثارة على العمل.

وقال أحمد في لقاء مع برنامج "دراما رمضان": "البحث أثناء الكتابة هي من مهمة المؤلف ، وإذا كانت هناك إضافات خيالية على السيرة الذاتية فيمكن سؤال مؤلف العمل عنها ، ولكن باعتبار أننا نعمل في إطار الدراما وليس في مجال التوثيق لسيرة ذاتية ، فإن هذا يستوجب على المشاركين في العمل من مؤلف ومخرج وممثلين أن نعمد إلى بعض الإضافات الدرامية لإضفاء صبغة من التشويق مع المحافظة على أمانة النص الأصلي".

وأضاف: "صباح ولكونها فنانة كبيرة وذات باع طويل في مجال الفن ، فإنها كانت تعرف بالضرورة أهمية وجود بعض الإضافات لغايات درامية".

وعن سبب إنبهار الكثير من المشاهدين بتأدية دور والد الفنانة صباح ، قال: "طبيعي جدا أن يعطي الممثل كل شخصية من مخزونه من الناحية النفسية ومن ناحية لغة الجسد ، وسألني مرة أحد الصحفيين (هل حقاً لديك كل هذا العنف الذي شاهدناه في المسلسل) فأجبت ضاحكاً: (لدي البعض منه ، ولكن قبل التصوير كنت أذهب إلى السوبرماركت لشراء المزيد منه).

وفيما إذا كان لديه أي شعور بالأسى تجاه أعمال تلفزيونية شارك فيها ، يوضح "أنا بالأساس ممثل مسرحي، وبدايتي التلفزيونية كانت مع مسلسل (الزير سالم) بالتعاون مع الأديب الراحل ممدوح عدوان والمخرج حاتم العلي، وللأمانة لم أندم يوماً في حياتي على اختياراتي الفنية أو الشخصية ولم أحس بالأسف لمشاركتي في أي عمل تلفزيوني، ولا أخوض غمار أي مسلسل إذا لم يكن يتناول قضية ، وإذا لم تكن عناصره متكاملة ، وبالأساس لا يضيرني أن أبقى عاماً أو عامين دون الظهور على التليفزيون إذا لم أكن مقتنعا بذلك".

ويشير أحمد إلى أن قلة مشاركته في الدراما التلفزيونية ترجع إلى عدم مهارته في "العلاقات العامة"، ويردف: "طبيعة العمل التلفزيوني قد تحتاج إلى صفات شخصية ليست متوفرة لدي ، فأنا لا أحب أن أذهب إلى أحدهم أو أزور آخر لصنع شبكة علاقات.. من يحتاجني يتصل بي فألتقيه وبعد قراءة النص أتخذ قراري، لأنني لست ممثلا ببغاء ينفذ ما يطلب مني ، والحمد لله معظم المخرجين الذين عملت معهم مثقفون وكانوا يتقبلون ا لكثير ملاحظاتي ، وإن كنت أحيانا اضطر لأن أكون عجينة لينة بيد المخرج"

الدستور المصرية في

29/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)