حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

طوني بارود:

أقول لكريستينا الوقت ليس مناسباً لتغنّي

إيمان إبراهيم

يشعر مقدم البرامج طوني بارود بالحسرة والضيق لأنه لم يكتب له أن يستمر في تقديم أي من برامجه التي كانت تتوقف في عز نجاحها، ويستعد لتقديم برنامج جديد بعد شهر رمضان، يأمل من خلاله أن يحقق حضورا على الشاشة غير محكوم بقرار مسبق بالإيقاف حتى اشعار آخر.

ولأنه يحلق وحيداً في برامج الالعاب والمسابقات في شهر رمضان في وقت حذفت فيه المحطات المنافسة هذه البرامج من برمجتها الرمضانية، يشعر طوني بالسعادة لأنه عاد ليتواصل مع جمهوره بكل هذا الشغف الذي يعتبره سر نجاحه.

• غابت برامج الألعاب عن الشاشات اللبنانية كافة واستمر برنامجك، هل أنت رقم صعب في هذا المجال؟

في العادة يكون ثمة منافسة في رمضان، وأنا أحترم كل الزملاء، وبعضهم سبقني في مجال التقديم، لكن بصراحة يفاجئني تغييب باقي المحطات لبرامج المسابقات.

• ما السبب برأيك؟

لا أعرف تماماً، قد يكون السبب مادياً، وقد يكون في الفكرة أو في برمجة المحطة.

• استفردت بالجمهور هذه السنة؟

لا، لأن ثمة برامج أخرى في شهر رمضان، وأنا أؤمن أنه خلال هذا الشهر ثمة برامج لا غنى عنها مثل الدراما التي تجمع العائلة، وبرامج المسابقات التي يحبها الجمهور والتي تخلق نوعاً من التفاعل المباشر، ولا أخفيك أني سعيد جداً ببرنامجي، وأشعر كأني سمكة أعيدت الى الماء، خصوصاً أني لا أقدم برنامجي من الاستوديو، بل من أماكن عامة حيث أتواصل مع الجمهور وأشعر بمدى شغفه في أن أكون معهم وهذا يعطيني معنويات.

ظهور في منتصف الليل

• تشاركك التقديم مذيعة النشرة الجوية فادية دقماق، ألست معي أن البرنامج يحتمل مقدماً واحداً؟

القرار هو قرار الـLBC وليس قراري.

• ألا تعتبرها خطوة إلى الوراء ألا يكون لديك برنامج خاص بك؟

لا أبداً، فالبرنامج قائم على التواصل مع الجمهور وعلى الاتصالات الهاتفية التي تتلقاها فادية في الاستوديو.

• تطل قبيل منتصف الليل، في العادة كنا نراك قبيل الإفطار؟

المشكلة أن الإفطار يحل في وقت متأخر عند الساعة الثامنة إلا ربعاً، واختيار وقت مبكر لعرض البرنامج قد يقلل من نسبة مشاهديه، ولا تنسي أن الناس يسهرون في ليالي رمضان، خصوصاً في الصيف وثمة برامج تعرض عبر الفضائيات في وقت السحور وتحقق نسبة حضور مرتفعة.

• تقول إن معنوياتك مرتفعة بسبب تفاعلك مع الجمهور، أين تجد نفسك اليوم، في برامج الألعاب أم البرامج الحوارية؟

في شهر رمضان المبارك أحب برامج الألعاب والمسابقات حيث التواصل مع الناس ضمن أجواء مرحة، لكن عموماً أنا أبحث عن الاستمرارية وقريباً سأطلق برنامجاً حوارياً ترفيهياً.

• حواري ترفيهي بأي معنى؟

سنستضيف شخصيات من كل المجالات، ونتحاور في قضايا متعددة ضمن إطار طريف خفيف. سألتني أين أجد نفسي، وجوابي أني أريد برنامجاً أستمر فيه.

مالك مكتبي خط أحمر

• وهل ثمة استمرارية أكثر من برامج الألعاب؟ ألست معي ان الجمهور يمل من الحوارات ولا يمل من الألعاب والربح؟

نعم هذا صحيح، لكني لا أخفيك أني أشعر بالضيق من عدم استمراريتي في تقديم برنامج واحد، دائماً أقدم موسماً قصيراً أتوقف ثم أطل في برنامج جديد وهذا أمر يضايقني.

• برنامجك اذاً من نوع التوك شو؟ هل تحتمل المحطة برنامجين من هذا النوع طالما ان مالك مكتبي لا يزال يقدم «أحمر بالخط العريض»؟

مالك بالنسبة لي هو خط أحمر، لأني أحبه كثيراً وأقدر عمله، لكن برنامجي مختلف كلياً، لأن ايقاعه سريع وطابعه مسل ولن اتحدث عنه اكثر بانتظار عرضه.

أوقفوا برنامجي في عز نجاحه

• قبل سنتين التقينا وكنت سعيداً بنجاح برنامج «شرّفتوني» وتوقعت له الاستمرارية لماذا توقف؟

لا أعرف، أوقفوه في وقت كان فيه قد بدأ يحقق نجاحاً كبيراً ويأخذ طابعاً خاصاً به، وعندما بدأ يحقق ما كنا نصبو اليه من نجاح توقف، ولا تنسي انه كان برنامجاً مهذباً وايجابياً ولا يحتوي على اية فضائح او اثارة وهي عوامل لعبت ضده فضلاً عن ان انتاجه كان ضخماً وميزانيته مرتفعة.

• لو اتجهت نحو برامج الفضائح كنت ستضمن استمراريتك؟

شخصيتي لا تناسب هذا النوع من البرامج، ولن اقدم برنامجاً لست مقتنعاً به، وصدقيني لو خضت هذا المجال لن يقبلني الجمهور ولن اقبل نفسي. انا عموما لست ضد هذا النوع من البرامج، واحترم مقدميها لكني لا أجد نفسي فيها.

• قبل أيام صودف ظهور زوجتك كريستينا ضيفة في أحد البرامج مع ظهورك انت في برنامجك، من تابعت ابنتكما؟

في العادة تكون نائمة، لكن منذ البارحة بدأت تشاهد برنامجي، (يتابع ممازحاً) كوني على يقين أن كريستينا ستمطرها اتصالات كي تتابعها، كما أن برنامجي يذاع مباشرة بينما اطلالتها كانت مسجلة، ما يعني انها جلست وابنتنا تتابعان حلقتها هي.

• رزقتما بصبي قبل فترة قصيرة، هل تفكران بإنجاب المزيد من الأطفال؟

فرحتي بابني أنجلو لا توصف، والحمد لله لدينا بنت وصبي وحالياً لا نفكر بالإنجاب، لكن لا أحد منا يعلم ماذا يخبئ المستقبل.

هذا موقفي من غناء كريستينا

• زوجتك ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا باتت اليوم نجمة، هل ساعدتها لتبلغ النجومية؟

عندما تزوجتها لم تكن مجرد ملكة سابقة بل كانت نجمة، وهي بطبيعتها تحب العمل وتسعى وراء الفرص.

• ماذا تتوقع لها ان تكون مستقبلاً مغنية، ممثلة ام مقدمة برامج؟

اتوقع ان تكون مقدمة برامج ناجحة بثقافتها وذكائها وسرعة بديهتها، وصوتها وكل ما لديها.

• هل صحيح أنك تعارض انخراطها في مجال الغناء؟

علاقتي بكريستينا قائمة على الحوار، وقد تناقشنا كثيراً في هذا الامر وقلت لها ان التوقيت غير مناسب.

• لماذا؟

لا اجدها حالياً في جو الفن.

• لأن ولديك صغيران أم لأن وضع الساحة لا ينجح؟

كل هذه الاسباب مجتمعة تجعل التوقيت غير مناسب، خصوصاً اننا أسسنا معاً لعائلتنا، وبنينا حياة مشتركة، لكننا بالنهاية نتحاور وانا لدي وجهة نظر من الفن، فثمة اصدقاء فنانون احترمهم لكني على يقين انه في هذه الاجواء لن يتمكن اي فنان من التحليق.

• مشروع فيلمك الهوليوودي هل لا يزال قائماً؟

المشروع قائم منذ سنتين، وسألعب فيه دور صلاح الدين، لكن المخرج يبحث حالياً عن انتاج والامور تسير بصورة ايجابية، وفي حال لم يكتب للعمل النور فلن يخيب املي لأني اصلاً لم اعد نفسي، لكني اشعر بالفخر بمجرد انهم اختاروني.

القبس الكويتية في

27/08/2011

 

"عيسى" جذبه إلى "نوح الحمام"

محمد العامري: التقديم مسؤولية إضافية على الممثل

حوار: أيهم اليوسف  

لدى محمد العامري رصيد جيد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، ويدفعه إلى العمل الفني حب التواصل مع الجمهور وكسب رضاهم، واختار أن يشارك في دراما رمضان هذا العام بمسلسل “نوح الحمام” عبر شخصية “عيسى” التي استطاع أن يوفق بين تناقضاتها، وأثبت حضوره في عالم الكوميديا وشرع في الكتابة لها، فبعد عرض حلقة واحدة من تأليفه في رمضان الماضي وإثبات نجاحها كتب خمس حلقات في “طماشة 3” ويسعى لكتابة المزيد لاحقاً . وبعد تجربته مع التقديم شارك الفنان عبدالله زيد بتقديم برنامج “الصوغة” على قناة الشارقة بهدف إحياء التراث . يؤكد محمد العامري في الحوار معه سعيه للاستمرار في التقديم التلفزيوني .

·         ما الذي جذبك في شخصية “عيسى” لأدائها في مسلسل “نوح الحمام”؟

- العمل ككل أعجبني، وبما أن الشخصيات المحورية في المسلسلات تكون محل اهتمام من قبل الفنانين، وجدت في شخصية عيسى ما يجذبني، إضافة إلى أن هذه الشخصية لامست الوقائع بلغة عالية، نتيجة للأحداث الكثيرة التي يمر بها .

·         كيف استطعت أن توفق بين التناقضات في شخصية “عيسى”؟

- نجاح أداء أي شخصية في العمل التلفزيوني نابع من جهود مشتركة، فبعد أن يضع المؤلف بعض المفاتيح للشروع بفكرة العمل، يأتي المخرج بمفاتيح أخرى من تجربته وخبرته الخاصة، ويضيف عليها الممثل مفاتيح أخرى بأسلوبه وأدائه الشخصي الذي يميزه .

·         ماذا عن مشاركتك في مسلسل “طماشة 3”؟

- شاركت فيه بالتأليف والتمثيل، وهو مختلف عن الدراما التراجيدية كما في “نوح الحمام”، وكنت حريصاً على أن يكون لي حضور في تلك الشخصيات التي تناوبت على أدائها، كي لا يشاهدني الجمهور بقالب واحد .

·         شاركت في كتابة حلقات “طماشة 3” . . ماذا تمثل هذه التجربة بالنسبة إليك؟

- أعتبرها تجربة ثرية، بدأت بها بعد أحد نقاشاتي وفريق العمل حول الأفكار الجديدة تحضيراً “لطماشة 2” في السنة الماضية، وبعد اطلاعهم على أفكاري شجعني بعضهم لكتابة بعض الحلقات، فشاركت بواحدة على سبيل التجربة، وبعد أن أثبتت نجاحها كتبت خمس حلقات هذه السنة، وسأستمر في كتابة المزيد في السنوات المقبلة، خاصة بعد التشجيع المباشر لي من قبل منتج العمل سلطان النيادي لتقديم المزيد . 

·         أي العملين أقرب إليك؟

- بالتأكيد العملان قريبان إليّ، لأن لكل منهما ما يميزه عن الآخر، ففي مسلسل “نوح الحمام” أقدم شخصية مختلفة عن شخصيات مسلسل “طماشة 3” ذات النماذج المختلفة من المجتمع، وهذا ما حقق لي التنوع في الأدوار، الذي أعتبره مهماً جداً لنجاح الممثل .

·         كيف ترى مشاركة الممثلين في أكثر من عمل في شهر رمضان؟

- إذا كان الممثل يتمتع بالقدرة الكافية على أدائها جميعاً بإتقان، فلا مانع من ذلك، ولكن في النهاية الحكم على ذلك يعود للمشاهد، الذي أصبح قادراً على اكتشاف الفن الحقيقي من سواه، وشاركت في مواسم رمضانية سابقة في ثلاثة وأربعة مسلسلات ولاقت جميعها ردود فعل إيجابية من مختلف الأوساط .

·         ألا تجد أن متابعة أكثر من عمل لممثل في وقت واحد يرهق المشاهدين؟

- الممثل بدوره يريد أن يصل لأقصى درجات التواصل مع الجمهور، والرصيد الأكبر بالنسبة إليه هو رضاهم، وإذا اتصفت أعماله بالجودة، سيدرك المشاهد أن ما يشاهده يستحق الوقت الذي يستقطعه لمتابعتها، وأسعى دائماً لتوفير هذه الشروط في أعمالي .

·         كيف توفق بين المسرح والتمثيل والتقديم التلفزيوني؟

- لكل منها وقتها، وإذا كان الممثل مقتدراً سيكون قادراً على الاشتغال عليها جميعاً، وأنا أستخدم أسلوب الفواصل فيما بينها، لإتقان كل منها وتقديمها للجمهور بالمستوى المطلوب .

·         أيها أقرب إليك؟

- لا أستطيع القول إن أحدهما أقرب إلي، لأن لكل نوع متعته وأسراره وجمهوره، إضافة لخلطاته ونكهاته التي تميزه عن البقية .

·         ما سبب توجهك لتقديم البرامج التلفزيونية؟

- حب الجمهور والتواصل معهم وتقديم نوع مختلف من الأعمال بهدف التنويع، جعلني كغيري من الممثلين ألبس ثوب المذيعين، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن من انتهج هذا الخط أصبح أمام مسؤولية أخرى وهي تمثيل القناة التي يقدم فيها البرنامج .

·         لما اخترت تقديم برنامج تراثي مثل “الصوغة”؟

- القائمون على البرنامج في قناة الشارقة الفضائية قاموا باختياري، وأتشرف بذلك وأشكر القناة، لأنها أتاحت لي الفرصة بالظهور في مثل هذا البرنامج، وأسعى إلى أن أكون على قدر هذه الثقة وأن أخدم هذه القناة والمؤسسة التابعة لها .

·         هل كان للفنان عبدالله زيد الذي يشاركك تقديم البرنامج دور في قبولك؟

- نعم، لأنه يتميز بحضور في المسلسلات في الفترة الأخيرة، وهو كاتب ومخرج وممثل، ونتوقع أن يكون أحد الأقطاب المهمة في الكوميديا في الإمارات . وعبر احتكاكنا مع بعضنا بعضاً اكتشفت أن لديه القدرة على الوقوف أمام الكاميرا، وبالتالي نجحنا في تقديم البرنامج، إضافة لمشاركة أسماء مميزة في البرنامج كالمخرج علي الفتوني والمعد عبدالله صالح والمخرج المنفذ رائد الدالاتي  .

·         برأيك، ما سبب ظهور برنامج “الصوغة” في رمضان؟

- حرصاً من قناة الشارقة على تقديم الجديد والتواصل مع الجمهور في شهر العبادة، وبما أنها قناة الأسرة فإنها تبحث عن البرامج الملتزمة والأكثر مصداقية، واختارت عرض “الصوغة” للجمهور كبرنامج ترفيهي، يعتمد على المسابقات وتقديم الهدايا، تماشياً مع اسم “الصوغة” وهي الهدية التي يجلبها معه القادم من بعيد .

·         برأيك، ما مدى حاجة الجمهور لمثل هذه البرامج؟

- متغيرات الحياة فرضت علينا أن نذكر أبناءنا على الدوام بالمصطلحات القديمة والمفردات التراثية عبر هذا البرنامج التراثي، وتسهيلاً للعملية ولكسب أكبر قدر من الجمهور اخترنا الجانبين الترفيهي والتواصلي مع الجمهور عبر الأسئلة والأجوبة التي نطرحها عليهم في البرنامج، وهذا ما زاد من شعبيته لدى الجميع .

·         هل سيستمر البرنامج في المواسم الرمضانية المقبلة؟

- هذا القرار عائد لإدارة القناة، ومن جانبنا نتمنى للبرنامج ولها النجاح .

·         إذا استمر البرنامج، فهل ستقومون بإجراء تغييرات عليه؟

- بالتأكيد، لأن كل فريق عمل يسعى لتقديم الجديد، ونحن ندخل عليه بشكل يومي أفكاراً جديدة ونبحث عن الجديد .

·         هل ستستمر في تقديم البرامج التلفزيونية؟

- نعم، لأن الفنانين يسعون لتقديم البرامج لضمان التواصل مع الجمهور، لذا فإنني للسنة الثالثة على التوالي أشارك في تقديم برنامج المسابقات الرمضانية “واحد من الثلاث” على قناة الشارقة الرياضية .

·         ما سبب تراجعك عن التمثيل المسرحي والاهتمام بالتأليف والإخراج في السنوات الخمس الماضية؟

- لسبب واضح للجميع، وهو أن الساحة الخليجية والعربية عامة تفتقر للمؤلفين المسرحيين، ولأننا نشكو من قلة عدد المخرجين الإماراتيين، زاد الطلب علي في الإخراج مقارنة بالتمثيل .

·         ماذا تتابع من المسلسلات الرمضانية؟ وأي مسلسل تعتقد أنه الأفضل؟

- خلال رمضان أتابع من كل مسلسل حلقتين أو ثلاثاً وأخصص الجزء الأكبر منه لمتابعة المسابقات والبرامج الترفيهية، وأترك باقي الأوقات للتواصل مع الأصدقاء والأمور الفنية التي أقوم بها، والمتابعة الحقيقية للمسلسلات بالنسبة لي تأتي بعد رمضان، لذلك لا أستطيع أن أحكم عليها الآن .

·         برأيك، ما الفرق بين المسلسلات الرمضانية في الأعوام السابقة وما نشاهده الآن؟

- بناء على متابعتي القليلة لها هذه السنة، أقول إن هناك أعمالاً بذل جهد حقيقي في سبيل نجاحها، لذلك جاءت قوية، والمشكلة مع كثرة الأعمال عموماً وتشابه بعضها بعضاً والوقوع في خطأ التكرار .

·         هل تسعى إلى التجديد في التمثيل أم أنك تبحث عن النمطية التي تحقق النجاح المضمون للفنان؟

- الممثل الناجح يبحث عن التجديد ويتعب في دوره لتقديم الأفضل لجمهوره، ومن هذا المنطلق أبحث عن التجديد الذي يعتمد الرصانة وجودة المحتوى، ومن لا يتقيد بذلك سينتهي الطلب عليه من المحطات التلفزيونية .

الخليج الإماراتية في

27/08/2011

 

على الوتر

النسيج الواحد

محمود حسونة 

العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر تصورها بعض أجهزة الإعلام المغرضة على أنها علاقة تنافر وتوتر، وتسعى بعض الدول والمؤسسات السياسية الغربية لتكريس هذا التنافر وذلك التوتر الوهمي لخلق فتنة داخلية، في حين يدرك جيداً من عاش على أرض مصر، وتنقل بين مدنها وأحيائها وقراها أن المسلمين والمسيحيين في مصر يشكلون نسيجاً واحداً، وأن لا فرز بينهما، ولا توجد أحياء في أي من المدن كل سكانها مسيحيون، وأيضاً لا توجد أحياء ولا شوارع ولا بنايات مقصورة على هذه الفئة أو تلك، وأن كلاهما يجاور الآخر في السكن ويشاركه أفراحه وأحزانه، وهذا هو السائد، وإذا كنا سمعنا “إعلامياً” عن حالات تخالف ذلك، فإنها الاستثناء .

ويبدو أن صنّاع الدراما المصرية قرروا، من دون اتفاق بينهم، تكثيف الوجود المسيحي الإسلامي في الأعمال التي تعرض على الشاشات حالياً، كأنهم يريدون أن يقولوا للعالم كله، إن مجموعة الأحداث التي سبقت وأعقبت الثورة لا تعبر عن جوهر الشعب المصري، وإنها ليست سوى أحداث مختلقة، وإن من يحلمون بانقسام الشعب المصري طائفياً واهمون، وإن زراع الفتنة ودعاة التوتر الطائفي ستنقلب عليهم دعواتهم ولن يغيروا طبيعة المصريين ولا إرادتهم .

الاتفاق غير المكتوب وغير المتفق عليه بين صنّاع الدراما أفرز 5 مسلسلات، وجميعها لا تعالج قضايا فتنة، ولم تعر الأحداث العارضة التي وقعت خلال الفترة الماضية أي اهتمام، ولكنها فقط اتفقت على تقديم كل من المسلم والمسيحي وتربط بينهما مصالح مشتركة، وتربط بينهما علاقات إنسانية سواء كانوا جيراناً أو زملاء عمل، أو أصدقاء، أو شركاء في “بيزنس”، وهذا لا يعني أن هذه الأعمال نفت تماماً إمكانية الخلاف بينهما، فهناك خلافات واختلافات في وجهات النظر حول قضايا حياتية أو أيديولوجية أو سياسية أو فكرية، ولكنه الخلاف الذي لا يفسد للود قضية .

المسلسلات هي الجزء الثالث من “الدالي” و”آدم” و”الشحرورة” و”المواطن إكس” و”دوران شبرا”، وكلها اجتمعت على أن تقدم نماذج متفاوتة لكل من المسلم والمسيحي، فالخير المطلق ليس احتكاراً لأي منهما ولا الشر المطلق احتكار للآخر، ولكن في إطار هذا وذاك توجد العناصر الخيرة والشريرة والمتآمرة والمريضة نفسياً، وكل الأنماط السلوكية في الشخصية .

وإذا أخذنا “دوران شبرا” نموذجاً، فإن أحداثه تدور في المنطقة الأشهر في القاهرة، حيث إن شبرا ليست حياً ولكنها مجموعة أحياء  تستحوذ على مساحة كبيرة من العاصمة المصرية وفيها أعلى كثافة سكانية، كما أنها مختلطة للمسلمين والمسيحيين وفيها عدد من المساجد وأيضاً عدد من الكنائس، وتجمع بين سكانها حالة من السلام الاجتماعي، ورغم أنه الأكثر كثافة للوجود القبطي إلا أن أحداً لم ينجح في أن يستغله كورقة فتنة أو وسيلة لضرب الاستقرار .

المسلسل تدور أحداثه من خلال بناية يسكنها مسلمون وأقباط، والشقق فيها متجاورة، والعلاقات متداخلة بينهم، والهموم والمواجع واحدة، ولعل الأكثر تعبيراً عن ذلك شخصيتا أم أشرف (دلال عبدالعزيز) وأم أسامة (عفاف شعيب)، الأولى مسيحية والثانية مسلمة، وكل منهما ملتزمة بدينها، ولكنها أيضاً ملتزمة بحقوق الجار، بل كل منهما سند للأخرى، فعندما غضبت أم أسامة من أبنائها لم تجد أمامها منزلاً يحتويها سوى منزل الجارة والصديقة .

العلاقات في “دوران شبرا” تتوزع على مختلف الأجيال، ولا تركز أبداً على قضية الاختلاف الديني، حيث إن الشخصيات لا تتحدث في الدين إلا نادراً جداً، ولكن الهم الأكبر الذي يجمع بينها هو الإحباطات الاجتماعية والمعاناة والفقر، والانحراف والمخدرات، والفساد، وحواديت الحب التي تلطف من هذه الأجواء القاتمة، والتي تجمع أحياناً بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، ولكنه الحب الخفي الذي لا يمكن الكشف عنه باعتباره المنطقة المحرمة والمرفوضة من كلا الطرفين .

“دوران شبرا” واحد من الأعمال المتميزة التي أنتجتها الدراما المصرية في عام الثورة، ورغم أن الثورة لا وجود لها في مشاهد المسلسل، إلا أن مبرراتها تطل على المشاهد من كل مشهد، ودوافعها تكشف عنها الشخصيات في حواراتها ومواقفها وسلوكياتها .

المسلسل أفرز نجوماً مثل حورية فرغلي التي تؤدي دور الخادمة بشكل ينبئ عن موهبة ستحتل مكانة مهمة في عالم النجوم قريباً جداً، كما صحح المسلسل صورة ومسار هيثم أحمد زكي الذي استكمل “العندليب” بعد وفاة والده، وأحسسناه بلا موهبة وأنه قدم نصف دور وانتهى الأمر، ثم قدم للسينما “البلياتشو” ليكرر الفشل، ولكن في “دوران شبرا” أعاد المخرج خالد الحجر اكشتافه من جديد ليقدمه ممثلاً متميزاً وليؤكد أنه ورث الكثير عن موهبة أبيه وأمه . وأيضاً يؤكد أحمد عزمي موهبته بجانب عدد من الوجوه الشابة التي سيكون شهادة ميلادها الفنية .

“دوران شبرا” صورة حقيقية عن شبرا وشوارعها وأحيائها ونجح في أن يعبر عنها بشكل صادق المخرج الذي اختار التصوير في حي “دوران شبرا” الحقيقي وليس في ديكور لينقل للمشاهد نبض وملامح أهله وزحام شوارعه وغضب وجوهه، بعد أن رسم الصورة ذاتها بكلمات على الورق السينارست عمرو الدالي .

mhassoona15@yahoo.com

الخليج الإماراتية في

27/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)