حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

يعود إلى المسرح مع الرواد في احتفالية مسرح الخليج العربي

محمد المنصور: «شوية أمل» خريطة طريق لحياة البشر

حافظ الشمري

يشارك الفنان محمد المنصور في مسلسل «شوية أمل» الذي يعرض في تلفزيوني الوطن ومملكة البحرين وأكثر من قناة أخرى، يؤدي في المسلسل شخصية مختلفة تدور في قالب تراجيدي مشوق، المسلسل من تأليف الكاتب البحريني حسين المهدي وإخراج البحريني علي العلي وبطولة محمد المنصور، إبراهيم الحساوي، مرام، زهرة عرفات، مبارك الخميس، بثينة الرئيسي، خالد أمين، المنصور تناول عدة قضايا عبر هذا اللقاء.

• ماذا عن دورك في مسلسل «شوية أمل»؟

- في كل عمل أقوم ببطولته أسعى للتجديد وعدم تكرار ما قدمته سابقا، شخصيتي واحدة من شخصيات أخرى تبحث عن الأمل، فأنا أعيش وسط أسرة تنشد جزءا من هذا الأمل، ودوري في المسلسل أب يسعى ويجتهد من أجل نيل فرصة وسط عملية استغلال وتشابك الصراع.

• ما القضايا التي يطرحها العمل؟

- المسلسل يتضمن رسائل اجتماعية كثيرة حول الغيرة والحب والزواج والاندفاع للعاطفة ومعاناة الأسر الفقيرة، لكن المحور الرئيسي هو بصيص الأمل في حياتنا الزوجية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها مما تشكل مسارا وخريطة طريق لحياة البشر.

• ما سبب اكتفائك بالمشاركة في عمل درامي وحيد في رمضان؟

- ظروفي الصحية وسفري للعلاج جعلتني اكتفي بالمشاركة في مسلسل «شوية أمل» فقط رغم انني كنت أخطط لأكثر من مشاركة، لكن مثل ما يقول المثل «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».

رحلة العلاج

• ما هي تفاصيل الأزمة الصحية الأخيرة التي تعرضت لها وما وبرنامجك العلاجي؟

- قبل عام تقريبا تعرضت لحادث مزعج، كنت أقف في أحد الأماكن عندما قام شخص بقيادة سيارته للخلف ولم يرني فدهسني وسقطت ونتج عنه إصابة الأربطة، وبعدها بفترة عدت لممارسة هوايتي في لعبة الاسكواش وشاركت في مسلسلي «ريح الشمال وزوارة خميس» وكنت أشعر بالألم وتحاملت على نفسي مرارا وقررت القيام برحلة العلاج الأخيرة كوني وصلت إلى مرحلة لا تحتمل، ومنذ فترة أتبع برنامجا للعلاج الطبيعي.

العودة للتلفزيون

• هذا يعني إنك اعتذرت عن أعمال درامية؟

- بالفعل تلقيت عدة عروض للمشاركة في أكثر من عمل درامي خلال الفترة الماضية واعتذرت كون حالتي الصحية لا تسمح لي بالمشاركة لأنني اتبعت برنامجا علاجيا.

• هل لديك نية للعودة للبرامج التلفزيونية مجددا بعد تجربتك في برنامج «تو الليل» في تلفزيون الوطن؟

- لدي عدة أفكار لا تزال قائمة منها تقديم برنامج أسبوعي عبر شاشة تلفزيون الوطن.

• متى نرى الفنان محمد المنصور في أعمال درامية تاريخية عربية؟

- عندما تسنح مثل هذه الفرصة فأنا لا أتردد في خوضها على مستوى التعاون بين الفنانين العرب، علما أن هذا التعامل كان قائما في السابق في الكويت ودول الخليج العربي لكنه توقف ربما لأسباب تتعلق بظروف الفنانين أنفسهم أو ارتباطاتهم الكثيرة في السنوات الأخيرة.

مساومة مرفوضة

• هل صحيح أن هناك مساومة بالأجور معكم كفنانين من ناحية التعامل مع المنتجين في الوقت الراهن؟

- في الماضي كان الصرف على العمل الدرامي يتم وفق مقومات وأسس واضحة، اليوم أصبحت المساومة قائمة في خفض الأجر من قبل بعض المنتجين.

خطة إنتاج

• ما سبب ابتعاد أبناء المنصور عن التعاون مع تلفزيون الكويت خلال السنوات الأخيرة؟

- سيكون هناك تعاون كبير مع التلفزيون الذي فتح بابه للمنتجين الجادين، بالتأكيد أن وزير الإعلام حريص كل الحرص على تصحيح المسار في الدراما ومد جسور التعاون مع النجوم الكبار والسعي لإعادة وضع اسم الكويت كمركز إشعاع فني وثقافي مجددا.

• لماذا خطتكم الإنتاجية تتركز دوما على إنتاج عمل درامي وحيد في السنة؟

- نحن كمؤسسة إنتاجية فنية نمد أيدينا للتعاون مع الجميع من مبدأ احترام تاريخنا وطلباتنا، لدينا أربعة أعمال درامية جديدة ضمن الخطة القادمة الى جانب التعاون مع شركة «عمران ميديا» في مملكة البحرين من خلال أعمال جديدة مقبلة.

عودة للمسرح

• لماذا أنت مستمر في العزوف عن المسرح؟

- هناك عودة مرتقبة للمسرح بعد غيابي الطويل من خلال الاحتفالية التي ستقيمها فرقة مسرح الخليج العربي، وسأعتلي خشبة المسرح بمشاركة نجوم الكويت في عمل مسرحي سيكون بمنزلة عودة الرواد.

• ألا ترى أن بعض الأعمال الدرامية شوهت صورة المجتمع الكويتي؟

- «كل إناء ينضح بما فيه» هناك حالات شاذة من المنتجين في تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال، لكن هناك كتابا يتمتعون بحس جميل في الكتابة وأعمالهم تحمل رسالة ورقيا هادفا في الشكل والمضمون.

• ما الفكرة الفنية التي تراودك؟

- هناك فكرة برنامج سأقدمه في تلفزيون الوطن يحمل ذكريات عن مقالب مع شخصيات متعددة، وسيكون بمنزلة مفاجأة للمشاهدين خلال الفترة المقبلة.

سأعود للكوميديا

• متى ستعود للكوميديا؟

- عودتي للكوميديا ستكون مسألة وقت فقط، فهناك عمل درامي جديد قادم ضمن مشاريع مؤسستنا الإنتاجية وسيتم بلورته قريبا.

• ما الشخصية التي قدمتها ولا تزال تتذكر تفاصيلها؟

- هناك عدة أدوار قدمتها وأعتز بها مثل «بوهباش وسليمان الطيب» الى جانب أعمال مسرحية منها «حفلة على الخازوق».

القبس الكويتية في

21/08/2011

 

حين يُخفت وهج الشارع أضواء الدراما الرمضانية!

يامن محمد  

الوهم... وبشكل أدق المحاكاة كما قال أرسطو، الوهم بمحاكاة الواقع، وهم إعادة الخلق... ومنه وفي العمق كما يرى الكثير من المفكرين والمبدعين المعاصرين العالمين والعرب... وكما كتب المسرحي اللبناني/ روجيه عساف.. ومن خلال التعريف الذي اقترحه أرسطو؛ وهم الإنسان العاجز ومحدود الإمكانيات.. بأنه كلي القدرة.

الفن بهذا الشكل والدراما على وجه الخصوص ومن خلال وظيفتها عبر العصور القديمة كما عرفها الغرب تحديداً... ليست إلا تعبيراً وتعويضاً للإنسان الخائف أمام جبروت الوجود والرافض أن يرى عجزه منكراً، بادعاء أنه قادر على إعادة "الصياغة" من وجهة نظر تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة... كان هذا على الأقل هو منطلق مبدعي الدراما التقليدية واضعين بذلك أنفسهم فوق غيرهم "من المتلقين".

وهُمْ، أي المتلقون، لطالما وقعوا تحت عبء التصديق المضني، أو القبول "المتواطئ" بما تمليه عليهم تلك المقولات الفوقية، تحت ضغط الشعور عينه بالضعف الإنساني، أو أزمة الإنسان العاجز.

وهكذا لم يكن الفن والثقافة في النتيجة كما بدأ مثقفوا ومفكروا الحداثة يقولون على أبواب القرن العشرين؛ إلا أداةً بيد السلطة عبر العصور تسوط بها عقول الدهماء، ولسان حالها الأكثر دهاءً وخبثاً والتفافاً من أي وسيلة سلطوية أخرى للإخضاع والسيطرة؛ إنها ثقافة وفن السلطة: "ثقافة" و"فن" الوهم.

هذا ما أدى مع تطور الفنون بالكثيرين (وعلى رأسهم المسرحي "بريخت") إلى الدعوة لدراما جديدة تكسر سلطة الوهم ووهم السلطة.. ليس بإلغاء الوهم... بل بتحويله إلى "خيال" مدرَكٍ يخاطب الوعي فتأخذ "الدراما" دورها الجديد في تحرير عقل الإنسان.

مأزق الدراما الرمضانية 2011

يبدو أن ما قاله منظروا أوروبا وفنانوها أولاً في تلك السنين الغابرة؛ كتب على العرب (وأكثرهم السوريين) اكتشافه دفعةً واحدة، وبأشد الطرق فجاجة ومباشرةً ومرارة؛ حيث أن "الكشف" لم يتم على مستوى الدراما التلفزيونية الرمضانية ولم يقتصر عليها "كشكل" أوحد لفنون الدراما على مستوى الشارع العربي فقط، بل لقد طاول ذلك الكشف أيضاً -في سورية على وجه التحديد- صناع الدراما التلفزيونية والمشتغلين فيها أنفسهم وفي مستوى آخر من مستويات الوهم "الاجتماعي" ساعدت في ذلك ولحسن الحظ وسائل الاتصال وأجهزة الإعلام الحديثة التي أصبحت تنقل نبض الشارع  والمتغيرات لحظةً بلحظة.

لقد كُشف هنا وبشكل كاريكاتوري في أحيان كثيرة، عن تلك الرابطة الخفية المشار إليها أعلاه بين السلطة والفن السائد، بحيث لم تعد تلك الرابطة خفية بالمرة كما كان الحال عليه في العصور الغابرة، لقد ظهر أناسها من لحم ودم بتصريحاتهم "الصريحة" على الفضائيات، لمقارعة وعي جماهيري عام جديد، منعزلين ومجردين عن أعمالهم "الفنية" وغير مدركين (كما السلطة) أن الجماهير صارت اليوم ترى إلى أعمالهم بعيون مختلفة أيضاً، وبوعي فني جديد تحت ضربات الواقع الثائر، ليفقد "مهرجان" المسلسلات الرمضانية و"أوهامها" وهجه فجأةً:

في رمضان سورية 2011 لم يعد "أهل الشام" يصدقون "صاغرين" أن شخصيات مسلسل باب الحارة الشهير وأمثاله تمثل أحداً منهم، كما أصبح أي مواطن عربي يدرك بشكلٍ أو بآخر أنها شخصيات ممسوخة "غير أرضية" تلك التي اعتقد سابقاً أنها للسوريين.

في رمضان سورية 2011 لم يعد "أهل الشام" يقتنعون "صاغرين" أن تلك "الجدران" هي جدران حواريهم، وأن تلك "الأزياء" هي أزياؤهم التي يعرفون: بقماشها المكحوت، ورائحة عرقهم المجبول بخيوطها، وأن تلك الإضاءة المصطنعة هي أشعة شمسهم التي خبروها منذ آلاف السنين.. والتي دفأت عظامهم في شتاءاتهم، و"سمرت" بشراتهم في أصيافهم.

وكما أن "حرية" مسلسل بقعة ضوء لم تعد تسمى "حرية" في رمضاننا هذا، فإن مسلسل "الخربة" لم يسعفه الحظ أيضاً في جعل إنسان الريف السوري يعتبر نفسه - رغم جهود الممثل "التاريخي" دريد لحام- جاهلاً بمعطيات العصر وعاجزاً، ولا يعرف كما أدى ممثل آخر- كيف يتعامل مع جهاز الكومبيوتر.

في رمضان هذا العام لم تعد "اللطشات" المعتادة الموحية بقول ما هو ممنوع تحدث أثرها في الترويح عن أنفس مشاهديها.

وأخيراً في رمضان الربيع العربي، لم يعد أحد يصدق كذبة الوهم، إلا أصحابها وأصحاب المصلحة منها.. ممثليها أنفسهم ومنتجيها.. ومن أعطى الأمر بإدارة لعبة الوهم منذ البداية.

ربما أعطت الدراما السورية قبل سنوات ببعض أمثلتها الساطعة زخماً جديداً لحراكٍ ما وفتحت نوافذ – وإن على استحياء- على جرأةٍ جديدة ومواضيع ملحة... لكنها مطالبة اليوم وقد سبقها الناس على الأرض متجاوزين خوفهم وأوهامهم.. إلى اللحاق بالركب وتخلي أصحابها عما بقي لهم من مخاوف وأوهام.

الجزيرة الوثائقية في

22/08/2011

 

 

الدراما الكويتية أعادت اكتشافه

صلاح الملا.. البساطة المقتدرة!

عبدالستار ناجي  

أعرف الفنان القطري القدير صلاح الملا، منذ مرحلة مبكرة من انطلاقته الفنية الى جوار مجموعة من نجوم تلك المرحلة من تاريخ الحركة الفنية في دولة قطر، ومنذ ذلك الحين وهو يرسخ حضوره وبصمته.. ويحلق بعيداً حتى أبعد من الكثير ممن رافق مشواره الفني، ورغم كل ذلك يظل يقرن ذلك الحضور والتألق والتميز، بمساحة من البساطة المتناهية لأنه يعرف جيداً بأن فضاء الفن واسع.. وبحره عميق متلاطم.. وهو يمتلك تلك المقدرة التي لا يدعها بل يحققها بالعقل والتجربة للتحليق والسباحة في ذلك الخضم الواسع.

في كل مرة يطل بها الفنان القدير صلاح الملا يجعلنا نتساءل أين تكمن تلك الامكانات وأين مصدر ذلك التجدد، وتلك الحيوية في الأداء فإذا بها تقرن بتلك المسيرة العامرة بالبصمات.. مسرحياً.. وتلفزيونيا وقبل أن أذهب إلى حيث البدء.. والى حيث البصمات التي رسخت معانيها على أسلوبه وأدائه، تشير الى أنه يطل علينا خلال الدورة الحالية من خلال عملين كبيرين، كل منها يذهب بعيداً في طروحاته ومضامينه، وإن كان هنالك عمل ثالث تم انتاجه وتوقعنا عرضه ألا وهو «الثمن» إلا أن الأعمال الأكثر حضورا هي «الجليب» و«لهفة الخاطر».

ونذهب الى حيث «الجليب» أمام النجمة القديرة حياة الفهد، والمخرج المجتهد سائد الهواري.

في «الجليب» يتقمص «الملا» شخصية (عبدالمحسن) الرجل المثالي الذي يصبر رغم المأساة ويكتم مشاعره في قلبه من أجل القيم والمبادئ التي تربى عليها.. حيث ترسخ الشخصية موضوعاً أساسياً ألا وهو أنك حينما تفقد الحب والعاطفة، فإنك تظل تستطيع أن تعوض ذلك وتكمل الحياة رغم حجم المأساة.

في «الجليب» حيث تكتب الفنانة القديرة حياة الفهد شخصيتها وجملة الشخصيات باقتدار عال.. وتحليل عميق تعتني بشخصية (عبدالمحسن) للمعاني الكبيرة التي تحملها ولهذا حينما يذهب اليها الملا فإنه يعرف جيداً بأن الفهد (تخصه) بكل ما هو متميز.. فهي من أعاد اكتشافه وأعاد تقديمه الى جمهور الدراما الخليجية بعد أن ظل سنوات يتحرك في ظلال الدراما القطرية، وهيمنة عدد من النجوم بالذات الثنائي غانم السليطي وعبدالعزيز جاسم، فإذا بالملا يذهب درامياً الى مرحلة أبعد.. وأعمق.. أكثر ورسوخاً في ذاكرة المشاهد.

في «الجليب» يعيش الملا بين التفاعلات الدرامية، بين العاطفة المتقدة، اتجاه من يحب وفقدها، وبين الرضا بالواقع والقدر، اتجاه من تزوج ولا يحب، ولكنه القدر بالإضافة الى اشتغاله الدؤوب وعصاميته ومواجهة خصوم الحياة والزمن.

شخصية تتطلب لياقة عالية، يعيشها وينقلها الى الواقع باحتراف وعفوية.. ولربما هي البساطة البعيدة عن التكلف التي عرفناها دائما عن هذا النجم الإنسان.

ونتوقف عند محطة «لهفة الخاطر» حيث التراجيديا الرومانسية الاجتماعية، حيث تلك الحكاية التي عرفنا ومنذ الحلقات الأولى انها ترصد حكاية العائلة التي سافرت برفقة والدهم الذي يعمل دبلوماسيا في البحرين، وهم في طريق عودتهم الى الكويت بالسيارة يقع لهم حادث يؤدي بحياة جميع أفرادها، ما عدا بنت واحدة تعيش لكنها تصاب بشلل نصفي فتبقى في بيت جدها تحت رعايته، حيث تصبح لاحقاً محل أطماع أكثر من شخص بسبب ميراثها.. ولا نريد هنا أن نتحول الى رواة لعمل درامي، بقدر ما هي اطلالة على عمل عامر بالشخصيات التي كتبها جاسم الجطيلي وأخرجه المتميز محمد دحام الشمري.

وايضا تشير الى «الثمن» مع الكاتب والمنتج والمؤلف والممثل عبدالعزيز المسلم والمخرج أحمد دعيبس، وفي هذا العمل، يقدم لنا الملا شخصية تتطلب لياقة اكبر، حيث الشخصية الظالمة لأقاربها وهي شخصية تمثل المحور السلبي.. او المحور الشر... وهنا نحن أمام نقلة جديدة، ضمن رصيده، بعد ان شاهدناها متألقا في العام الماضي في تقديم شيء من ملامح تلك الشخصية في مسلسل «انين» مع محمد دحام الشمري، حيث ذهب الفنان صلاح الملا في تقمص وتقديم شخصية الاب القاسي الذي دمر نفسه... وابنته... وأسرته، لانه ارتكب جريمة قتل، بعد ان شاهد شريط فيديو تمت سرقته لحفل عرس تظهر به ابنته وهي ترقص.

هذا الحضور وهذا الانتقال بين الشخصيات يؤكد اننا امام نجم مقتدر، استطاع ان يمثل الدراما القطرية واسم الحركة الفنية في بلاده خير تمثيل... من خلال مجموعة النتاجات الفنية التي يقدمها، والتي تنطلق في جملتها من دولة الكويت، حيث النشاط الاكبر للدراما التلفزيونية.

وحضور الفنان القطري صلاح الملا في الدراما الكويتية او الخليجية، التي تنطلق من الكويت، يقابلها وللأسف، حالة من الغياب في الدراما القطرية، وهذا ما يجعلنا نتوجه بالسؤال الى صناع الانتاج، رغم قلتهم في الدوحة، وايضا قيادات الاعلام في بلاده، عن سبب ذلك التجاهل لمبدع كبير في بلاده وفي اعلامه.

ورغم ذلك، يظل الفنان صلاح الملا، يحلق بالفن القطري، واسم الحركة الفنية في بلاده. ليمثلها على أكمل وجه، لان هوى الدوحة يظل يلهج بين ضلوعه... وحينما يكون تكون بلاده بين عينيه وبين ضلوعه... حتى وان تم تجاهله لسبب او لآخر. ونعود الى حيث البدء، فقد بدأ هذا الفنان الرائع مشواره في مطلع السبعينيات، وبالذات، عام 1972 من خلال فرقة مسرح السد، التابع اصلا لنادي السد الرياضي..

ومن هناك كانت انطلاقته وبدايته المسرحة والاذاعية والتلفزيونية... وفي المسرح استطاع ان يمثل دولة قطر في العديد من المهرجانات المسرحية، وعمل مع أبرز صناع المسرح في بلاده في العالم العربي.

وفي التلفزيون قدم الكثير من النتاجات، التي عمقت حضور وبصمته، واسلوبه المشبع بالمعاني، حيث «البساطة المقتدرة»، والمقدرة على الانتقال بين التفاعلات الدرامية بلياقة عالية.

ومن أبرز الاعمال التي قدمها «بقايا سنين ماتت» و«حكم البشر» و«حيتان وذئاب» و«انين» وكم آخر من النتاجات الفنية الخليجية والكويتية على وجه الخصوص.

واذا كان الجمهور القطري، مثلا، يتذكره من خلال حضوره في مسلسل «فايز التونسي» و«الغربة» أمام القديرة حياة الفهد مثل نقلة حقيقية في مسيرة الفنان صلاح الملا، ودفعت به مجددا الى دائرة الضوء... والاهتمام... فكان ان ذهب الى التجربة، وهو يعلم جيدا، بانه امام تحد ولربما هدف اللحظات الاخيرة، فكان حضور اللافت... والمتجدد... الذي عرف كيف يتعامل مع الشخصية والموضوع الذي شكل ميلادا ومرحلة جديدة من تاريخ هذا الفنان... كل ذلك كان عبر معادلة «البساطة المقتدرة».

ومن جديد، نعود الى «الجليب».

في تلك الشخصية، يفجر كوامن الطاقات بداخله، فمن لحظات البوح المكتوم بالعاطفة، الى لحظات التعب والهم اليومي والحياتي والمعاش... مقدرة على التفاعل، وحضور خصب للشخصية، وترسيخ للمعاني والقيم والانسانية.

الفنان القطري صلاح الملا، ليس مجرد نجومية هامشية، بل هو مسيرة تزداد وتتعمق... وايضا حضور راسخ يتأكد.

وحضوره في الدراما الكويتية، هي حضور الفنان المبدع... وتواصله مع الجمهور الخليجي، يأتي عبر نتاجات كويتية او خليجية، تكون منصتها الحقيقية هي الكويت، ولهذا فهو يذهب ليؤكد حضور المبدع القطري... قبل أي شيء آخر...

وهي دعوة للاقتراب من هذا النجم الذي عرف كيف يقوم المعادلة الصعبة حيث «البساطة المقتدرة» وهكذا هو شأن الكبار.  

وجهة نظر

طاش

عبدالستار ناجي

الان، وبعد مرور «18» عاماً، على تجربة المسلسل الدرامي السعودي، طاش ما طاش، نتأكد أنه بلغ سن الرشد، أكثر عمقاً.. واكثر مقدرة على المحافظة على أسلوبه الذي انتهجه منذ الجزءين الأول والثاني، واللذين شكلاً محاور الانطلاق لتأسيس هذا النهج الدرامي «التقريري» التسجيلي- التوثيقي.. والذي يذهب إلى استدعاء قضايا المجتمع السعودي وعرضها بكثير من الشفافية والعمق.

في الدورة الثامنة عشرة، يذهب الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، وفريقه وورشة الكتابة، الى الموضوعات الاكثر اثارة للجدل.. عبر كتابة تنقل الواقع.. وعبر حوارات هي الاقرب الى الواقع المعاش، حتى مع النهايات المفتوحة التي يتركها العمل، فإنه يكن قد وضع الاصبع على الجرح.. والالم.. والمشكلة.

وعلى مدى الحلقات الماضية، ونحن اليوم في منتصف الشهر الفضيل تقريباً، ذهبت السلسلة إلى كم من الموضوعات، بالذات تلك التي تمس الشريحة الاكبر من المجتمع السعودي، ولعل ابرزها الاتهامات المتبادلة بين ابقاء المجتمع الواحد وقطاع القضاء.. وغيرها من الموضوعات الاكثر سخونة، ودائما الكتابة تأتي بشفافية.. والاداء بمعايشة وكأن هذا الثنائي بانتقاله بين تلك الشخصيات يعبر عن اقتداره الرفيع في التقمص والمعايشة لكل شخصية ومشكلة.

«طاش 18» اكثر نضجاً واكثر موضوعية، واكثر شفافية واكثر مقدرة على ترسيخ حضور الدراما السعودية، بشكلها الاجتماعي التقريري، وهنا لا مجال للمنافسة.. لاننا امام تجربة اكتملت ونضجت وتطورت.. وراحت تحلق بعيداً، لتعكس فضاء الحرية الذي يتحرك من خلاله هذا الثنائي و«MBC» ومن قبلهما السياسة السعودية الحكيمة في قبول الرأي الاخر.

(طاش 18) مرحلة شديدة الشفافية، يفترض ان تخضع للدراسة والتحليل، بعيداً عن التقاط الهوامش وتضخيمها.. لاننا امام اساس بلغ مرحلة النضج الفكري والفني.. وهو اساس يستحق الاشادة والدعم والاستمرارية.

وبرافو للقصبي والسدحان مجدداً.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

22/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)