حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

هدى حسين:

«الملكة» ليست لها علاقة بشخصيتي الحقيقية

صفا صالح

ثلاثة وجوه جديدة أطلت خلالها الفنانة هدى حسين منذ بداية الشهر الكريم، فمن حياة شهرة ونجومية «الملكة»، إلى الأم الحنون التي تتعرض لقهر «الدخيلة»، ثم الزوجة المغدور بها في «علمني كيف أنساك» استطاعت هدى أن تؤكد على موهبتها وقدرتها على التلوين في أداء كل الشخصيات، وتستكمل سلسلة نجاحاتها في موسم عيد الفطر المقبل بـ «غدير راعية الجمال»، التي ستشدد على أهمية تمسك كل واحد بوطنه وأرضه في تيمة مسرحية جديدة.

التقينا الفنانة هدى حسين لتحدثنا عن رأيها في أدوارها لهذا العام.

• في البداية، ما جديد هدى حسين في موسم عيد الفطر؟

- أعكف حاليا على بروفات مسرحية الأطفال «غدير راعية الجمال» إخراج عبدالعزيز صفر تأليف عبدالكريم حسين، يشاركني البطولة خالد أمين، أوس الشطي، أسامة الشطي، محمد العلوي، وشوق وعدد من الفنانين، العمل يدور عن غدير البدوية التي ترعى الجمال وتحافظ على أملاكها، في إسقاط بالجمال على العرض والشرف والأرض والوطن، المسرحية اجتماعية بحتة بعيدة كل البعد عن السياسة، محورها الأساسي هو كيفية الحفاظ على الوطن والبيئة.

الجيل الثاني

• قدمت أجمل العروض المسرحية بمشاركة الكاتبة عواطف البدر والفنان منصور المنصور.. فهل من الممكن أن تعود تلك المشاركات؟

لا أعتقد.. فمنصور المنصور ابتعد عن المسرح واتجه للدراما والتلفزيون، كذلك الكاتبة عواطف البدر، لكن لا يوجد ما يمنع من تجديد المشاركة إذا كان هناك نص جيد.

• ما سبب تمسكك بمشاركة الشباب في بطولة مسرحياتك؟

لأنهم جيل المستقبل، لذلك يجب مد يد العون لهم لأجل تشكيل صف ثان وثالث كما فعل معنا كبار النجوم.

«الملكة»

• في نقلة إلى أعمالك الدرامية الرمضانية، ماذا يمثل لك مسلسل «الملكة»؟

«الملكة» عمل مميز وجميل وحصد نسبة مشاهدة عالية حتى الآن، وهو تأليف فهد العليوة وإخراج خالد الرفاعي لأول مرة، وضعت كل ثقلي في هذا العمل، والحمد لله قدم بشكل جديد وبفكر ورؤية مختلفة عن أي عمل آخر.

• ألم تخشي ردة فعل الجمهور، خصوصا أنه لم يعتد مثل هذه النوعية من الأعمال؟

لا.. إطلاقا، فالمسلسل اجتماعي عادي لم يخدش الحياء لكونه يتطرق إلى حياة الفنانة الاجتماعية بعيدا عن الغناء والتمثيل، يبين طريقة معيشتها وتعاملها مع الآخرين وأهلها فحسب، إنما دعوني أسأل: ما الذي يعيب الفنانة، فالفن مهنة حالها حال الطب والهندسة والتدريس وغيرها، ولا يعيب صاحبه في شيء.

تجارب حقيقية

• هل أضافت تجارب حقيقية في حياتك إلى نص المسلسل؟

بالطبع لا، العمل بُني على قصة من خيال المؤلف، وليس له أي صلة بقصتي الحقيقية، حيث بنى الكاتب الأحداث من خلال معاملته مع الفنانين في الوسط الفني، وأكد في النص على معاناة تلك الفنانة مع أهلها وجمهورها، لكني أؤكد أن «الملكة» ليس لها علاقة بشخصيتي الحقيقية.

علمني كيف أنساك

• وماذا عن مسلسل «علمني كيف أنساك»؟

المسلسل من إخراج منير الزعبي وتأليف إيمان سلطان، تلك الكاتبة التي يعجبني أسلوبها لكونه سلس وواقعي، فأغلب حوارتها موجودة ومستقاة من المجتمع، لذلك أرى أن هذا العمل من أفضل المسلسلات التي قدمت هذا الموسم، وعن نفسي راضية جدا عنه.

• ما سبب كثرة نشاطاتك الفنية؟

الحقيقة أنا أفضل أن يكون لي عمل واحد في رمضان، لكنني غيرت خطتي من خلال النصوص التي قدمت لي، وكنت أنوي تقديم عملين فقط هما «الملكة» و«الدخيلة»، لكنني فوجئت بعرض مسلسل «علمني كيف أنساك»، والحمد لله استطعت تقديم ثلاث شخصيات مختلفة الشكل والمضمون، وأتمنى أن تنال استحسان المشاهدين.

سعاد عبدالله وحياة الفهد

• هل هناك نية للمشاركة في أعمال فنية مع الفنانة سعاد عبدالله مجددا؟

بالتأكيد.. لكن للأسف ليس هناك عمل مميز يجمعنا معا، إنما إذا وجدناه فمن المؤكد سنعود للمشاركات الدرامية.

• وماذا عن الفنانة حياة الفهد؟

في حقيقة الأمر لست على وفاق مع حياة الفهد، وهي كذلك، والسبب خلاف قديم، لكني بطبعي أرمي همومي وراء ظهري، إنما من المؤكد أنها أستاذة في مجالها وأنا أستاذة في مجالي.

• لو عرضت عليك مشاركتها في عمل درامي، فهل توافقين؟

لا تعليق.

• هدى حسين، ما هو ترتيبها بين نجمات الخليج؟

أنا فنانة كلي إحساس من فوق إلى تحت، ونادرا ما تجدون فنانة بهذا الإحساس، أعطي بكل كياني لذلك وصلت إلى قلوب الناس، لكني لا أقدر أن أصنّف نفسي، التقدير يُترك للجمهور، إنما بيني وبين نفسي أعرف مكانتي جيدا، وأستطيع أن أقوم ببطولة عمل بمفردي من دون سنيدة.

• هل هناك من يشبهك في الوسط الفني؟

لا، كل واحدة تشبه نفسها، وما في فنانة تشبهني.

عمل استعراضي

• صرحت من قبل بأنك تحضّرين لعمل استعراضي، فإلى أين وصلت الفكرة؟

للأمانة يجب أن نعترف بأن الأعمال الاستعراضية ليس لها قبول عند القنوات، والدليل لم تأخذ فوازير مريام فارس الصدى نفسه الذي حققته شريهان ونيللي، فهما احتكرتا الفوازير لحسابهما، لكن عندي فكرة عمل درامي غنائي تقدّمت فيه لقناة ما وأنتظر حاليا الرد.

• أخيرا ماذا عن الإنتاج؟ وهل أنت مع فكرة المنتج المنفذ؟

الإنتاج عملية ليست هينة، لذلك مؤجل لحين إشعار آخر، أما فكرة المنتج المنفذ، فأنا مؤمنة جدا بها، ولست مع من يقول إنها تسببت في وجود دخلاء على الفن، فقد أتت هناك عمليات انتقائية من قبل الفضائيات العربية التي أصبحت أكثر وعيا ودراية عما كانت في السابق.

القبس الكويتية في

18/08/2011

 

برنامج لا ينسى

عبدالرحمن النجار: «شبكة التلفزيون» آخر تجاربي التلفزيونية  

زاوية رمضانية تتناول أبرز البرامج التلفزيونية والإذاعية التي صنعت مذيعين بارزين في المجال الإعلامي المحلي، حيث يتحدث الإعلاميون عن تجاربهم وذكرياتهم ونجاحاتهم من خلال التجربة البرامجية التي ساهمت في إبرازهم وتثبيت أقدامهم.

قال الإعلامي عبدالرحمن النجار إن برنامج شبكة التلفزيون كان آخر تجاربه في تلفزيون الكويت، إلا أنه حقق متابعة ملموسة محليا وخليجيا وعربيا، لكنه توقف في عام 2006 بعد 36 عاما من التواصل مع المشاهدين، مبينا أن البرنامج لم يأت من فراغ، كونه وضع فيه خلاصة خبرته الطويلة، ولا تزال ذكرياته راسخة في ذاكرته، مؤكدا أنه استمتع كثيرا في هذه التجربة من جميع النواحي.

• ما البرنامج الذي ساهم بانطلاقتك كمذيع؟

برنامج شبكة التلفزيون قدمته في تلفزيون الكويت، بدأ من عام 1970 تقريبا من إعدادي وتقديمي، واستمر حتى أواخر عام 2006، وتوقف منذ هذا الوقت حتى الآن، جراء رحلة علاجي التي أخذت فترة ليست بقصيرة.

• ما هي فكرته؟

فكرة حوارية نستضيف من خلالها شخصيات من الكويت والعرب، وحتى الشخصيات العالمية، اتسم بنقاش ودي سلس بعيد عن العنف، حيث أسعى في كل حلقة إلى إظهار مكنون الشخصية التي أستضيفها بدون إحراجها. وقد تعاقب على إخراج البرنامج عدة مخرجين، منهم بدر بورسلي، حافظ عبدالرزاق، سليمان الخراز، جواد عبدالله.

• ما ردود الفعل التي تحققت لك؟

رغم أنني قدمت عدة برامج حوارية مثل «سهرة الأربعاء»، و «وراهم وراهم»، و «بريد التلفزيون»، إلا أن برنامج شبكة التلفزيون كان آخر تجاربي البرامجية في تلفزيون الكويت وأعتبره بصمة في حياتي الإعلامية كونه اختلف عن التجارب السابقة في الشكل.

• كم كان عمر البرنامج؟

يكفي أن عمر البرنامج تجاوز 36 عاما، وهذا مشوار ليس بقليل وأفتخر به، بالفعل استمتعت بهذه التجربة في العمل الإعلامي، واستضافة الشخصيات المتعددة التي مررت بها.

• ما ذكريات هذه التجربة؟

مازلت أتذكر المتعة التي قضيتها في إعداد وتقديم هذا البرنامج بكل تفاصيلها، كانت مملوءة بالمواقف والأحداث والشخصيات من شتى المجالات والتخصصات، كان برنامجي شاملا ولا يقف عند حد معين من الحوار.

• ما مقومات وصول البرنامج للمشاهدين؟

اختيار الضيوف وتوفير المناخ المناسب للحوار معهم، حيث يشعر الضيف بالراحة.

• ما أطرف موقف حصل معك في هذا البرنامج؟

كنت بصدد تقديم حلقة من البرنامج لكن الضيف اعتذر قبل بث الحلقة، فلم أجد سوى الاستعانة بمخرجة البرنامج نورية السداني، واقنعتها بعد الفاصل أن تحل ضيفة، وظهرت الحلقة وحصلت على النجاح الجيد، كما أن استضافة نجوم الكوميديا مثل عبد الحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وداود حسين كانت تتسم بخفة دم، ومملوءة بالمواقف الساخرة.

القبس الكويتية في

18/08/2011

 

«الكبير أوي»

وجبة كوميدية خفيفة بعيدة عن استعراض العضلات  

يواصل الفنان أحمد مكي تقديم حلقاته الرمضانية من المسلسل الكوميدي «الكبير أوي» وبعد الظروف التي مر بها العمل العام الماضي التي ارغمت صانعيه على إيقاف البث عند الحلقة الخامسة عشرة وحالت دون استمرار الأحداث، أصر كاتبه ومنتجه مكي على استكمال أحداثه هذا العام في قالب جديد متطور ومتجدد الأحداث والإفيهات الكوميدية مؤكدا موهبته المتفردة.

المزاريطة

«قرية المزاريطة» هي قرية بسيطة بناها الكاتب من وحي خياله ليخفف بها على قلوب المشاهدين من خلال المواقف والخطوط الدرامية الساخرة المطروحة يوميا والتي ساهم في إيصالها شخوصها المختارون بعناية في توليفة متكاملة الأضلاع يترأسهم كل من الفنانين أحمد مكي ودنيا سمير غانم اللذين يتمتعان بقدر كبير من القبول. ووسط زحمة الفضائيات بالعديد من الأعمال الدرامية التي انقسمت هذا العام ما بين المستغلين للثورات العربية، وأخرى يستعرض أبطالهن أجسادهن وأزياءهن، وغيرها التي مازالت غارقة في ملل السير الذاتية استطاع «الكبير أوي» أن يلفت الانتباه لأنه عمل يقدم الضحكة على طبق من ذهب بصرف النظر عن المعلومة أو الموعظة، خصوصا أن مشاهدي اليوم باتوا في حاجة ماسة إلى الضحكة التي غيبتها الأحداث السياسية والانقسامات العربية وغيرها من المشكلات التي تناولتها الفضائيات منذ بداية عامنا الجاري وحتى تلك اللحظة.

موسم راكد

«الكبير أوي» وجبة كوميدية خفيفة تستحق المشاهدة في ظل موسم راكد من الدراما العربية وليست المصرية أو السورية فحسب، عمل يرسم ببساطته الضحكة والبهجة على وجوه المشاهدين بعيدا عن استعراض العضلات التي تشهدها معظم الأعمال الدرامية الحالية والتي محت هوية الدراما التلفزيونية وحولتها إلى أفلام قصيرة ليس لها طعما ولا لونا.

يذكر أن العمل من بطولة أحمد مكي، دنيا سمير غانم، محمد شاهين، هشام إسماعيل اسماعيل، ومحمد عبد السلام، إخراج أحمد الجندي، يجسد مكي ثلاث شخصيات هي «الكبير أوي» الأب الصعيدي وولداه «الكبير» شاب صعيدى يعيش في قرية المزاريطة، وشقيقه التوأم «جوني» الذي كان يعيش في أميركا قبل أن ينتقل إلى المزاريطة ليحصل على نصيبه من الميراث، ومن ثم يرشح نفسه لانتخابات العمودية ويفوز ويصبح عمدة المزاريطة.

ص. ص

القبس الكويتية في

18/08/2011

 

لماذا ذهب إلى تبسيط الشخصية

عبدالعزيز جاسم.. ماذا لو أعاد تقديم «فرصة ثانية»؟

عبدالستار ناجي  

بعد مشاهدة أكثر من 12 حلقة من حلقات المسلسل الاجتماعي «فرصة ثانية» تأليف الكاتبة القطرية وداد الكواري واخراج البحريني علي العلي، وبطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله وحشد آخر من الفنانين، بينهم الفنان القطري الكبير عبدالعزيز جاسم.

بعد تلك الحلقات راح يحاصرني سؤال بالذات، فيما يتعلق بالشخصية المحورية التي يقدمها الفنان عبدالعزيز جاسم، ألا وهي شخصية الرجل الذي يتعرض الى ازمة.. حيث الموت والغيبوبة.. وبقية التفاصيل عند العودة، ضمن عنوان محوري هو «فرصة ثانية» وهي فرصة تخص جميع الشخصيات وليست تلك الشخصية وحدها.

وأعود للسؤال، ماذا لو أعاد الفنان عبدالعزيز جاسم تقديم «فرصة ثانية» بعد عشرين عاماً، مثلاً.

فمن اللحظة الأولى، نحن أمام عمل ذو بعد فلسفي،، وهنا تنكشف قدرات البعض في التعامل مع النص والشخصية.. بالذات الشخصية التي يقدمها الفنان عبدالعزيز جاسم فهي تتمحور حول بعد فلسفي، ونعتقد بأن الكاتبة وداد الكواري حينما كتبت العمل وتلك الشخصية، إنما ذهبت الى ذلك البعد الفلسفي البحت للتعامل مع الحالة.. واللحظة.. والشخصيات، وايضاً المتغيرات التي تحيط بهم حينما تأتي تلك «الفرصة» التي يعيها البعض، ويفهمها ويستوعب معطياتها، في حين لا يكتشفها البعض الآخر، إلا بعد فوات الأوان.

تلك الحالة التي تذهب اليها الشخصية حيث الموت المؤجل، أو الدخول في غيبوبة.. تتطلب كثيراً من الاشتغال على الشخصية.

وهذا ما يجعلنا نعود لتلك الفرضية حول ماذا لو عاد الفنان عبدالعزيز جاسم الى هذا العمل، وتلك الشخصية مرة أخرى بعد سنوات هل سيذهب الى ذات الحلول التي قدمها. نحن نعلم بأن الفنان عبدالعزيز جاسم يمتلك الكثير من التجربة والمكانة الفنية والحضور الخصيب.. ولكن مثل هذه الشخصية تبدو وإن اختلفنا مع الآخرين، بحاجة الى (فهم) مختلف.. و(قراءة) أخرى.. و(نضج) أعمق.. ووعي بالشخصية ومضامينها، يختلف تماما على ذلك الاجتهاد الذي قدمه الفنان عبدالعزيز جاسم، وهو «اجتهاد» نقدره.. ونحترمه.. ولكنه يظل بعيداً عن طروحات العمل وبعيداً عن الجوانب الفلسفية للعمل والشخصية.

هذا المحور، لو تم التعامل معه بشكل مختلف لاختلفت اشياء اخرى كثيرة، بالذات تلك المشاهد التي تجمع الفنان عبدالعزيز جاسم مع جملة الشخصيات التي تحيط به سواء من اخوته أو زوجته أو أبنائه وحتى العاملين معه.

شخصية محورية نعتقد بشكل أو بآخر، كانت بحاجة الى المزيد من الحوار.. والدراسة والتحليل، لأنها ليست مجرد شخصية رجل ذهب الى الموت أو الغيبوبة.. يرى الآخرين يتحركون حوله يحس بهم وبتصرفاتهم وكلماتهم ولكنه لا يستطيع أن يرد.

ليست بتلك البساطة، أو الحل الذي ذهب اليه الفنان عبدالعزيز جاسم، شخصية مركبة تتطلب تحليلاً أعمق.. وأكثر احترافاً على صعيد التقمص.. لأننا أمام شخصية ستذهب لاحقاً الى فضاءات أبعد وأقسى.

شخصية تضرب بقوة لاحقاً.. فكيف لها أن تكون كذلك، إذا لم تكن المؤشرات والمعطيات الأولية، توصل الى تلك النتائج التي يذهب اليها العمل والشخصية لاحقاً.

«فرصة ثانية» كما هو شأن جملة اعمال الكاتبة وداد الكواري رغم مساحة التقليدية في الكتابة، إلا أننا هنا نذهب الى شخصية تنطلق من بعد فلسفي.. وهكذا عدد آخر من الشخصيات ومثل هكذا توجه يتطلب (جهداً) و(اشتغالا) أعمق على الشخصية والمحاور التي تذهب اليها والدلالات التي تحملها والمعاني التي تؤكد عليها وحجم تفاعلها مع «الفرصة» حينما تحين.

ونتوقف، مشيرين الى أن رصيد الفنان عبدالعزيز جاسم، يشهد كماً من النتاجات والبصمات، التي راحت تتأكد بحضور سخي، وعبر سنوات عامرة بالانجازات، ومن الاعمال التي قدمها على مدى السنوات الأخيرة يشير الى أعمال مثل «التنديل» الى جوار الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، وايضاً مسلسلات «حكم البشر» و«بعد الشتات» و«نعم لا» و«قلوب للايجار» وغيرها من النتاجات التي عمقت حضوره وبصمته وايضاً منهجيته في التعامل مع قراءة وتقديم الشخصيات التي يتقمصها... ومن رصيده ايضا تصانيف «الجزء الاول» وحينما شعر ان هذه التجربة لا تضيف الى رصيده الفني، اعتذر عن الجزء الثاني... ليطل من خلال مسلسل «الشعور القاتل» الى جوار الفنانة زهرة عرفات، حيث يتعاون مجددا مع المخرج منير الزعبي، ذي المنحى التنفيذي، الذي نلمسه في النسبة الكبرى من النتاجات الدرامية التي قدمها وفي المسلسل الجديد، دائما ذلك البعد الاجتماعي البحت، التي كتبها دخيل النبهان...

وكان الزعبي قد تعاون من ذي قبل مع الفنان عبدالعزيز جاسم في المسلسل القطري «خيوط ملونة».

ونعود الى بيت القصيد، حيث اختلاف منهجية التعامل ومنهجية البحث والتحليل في تقديم هذا العمل او ذاك، وتجاوز حالة (الجهوزية)، الى مرحلة أبعد، وأعمق... تتطلب الاشتغال... والبحث... والتحليل... والدراسة.

الفنان عبدالعزيز جاسم يمتلك لياقة عالية، اذا ما تم توجيهها، واستثمارها... والعمل على اعطائه الفرصة للتحليل... او الحوار لتطوير المفاهيم والابعاد التي تحملها الشخصية... ونحن هنا نتحدث عن شخصيته في «فرصة ثانية»، حيث يبدو قريبا من السطح... بعيدا عن العمق.

وفي «فرصة ثانية» كان هنالك أكثر من اسم ذهب الى - السطح - بمعنى ذهب الى الحل الاول... أو الفهم الاول... وهو منطقي... ولربما مقبول، بالذات في شخصيات مثل الزوجة التي قدمتها الفنانة الهام الفضالة، ولكن مع شخصية الزوج يبدو الامر مختلفا تماما، وهو يتطلب مزيدا من «الحفر» في الشخصية... ومزيدا من «الغوص» في أعماقها ومعانيها ودلالاتها...

هذا على الصعيد الفلسفي للفهم...

أما على مستوى الأداء، فكان الفنان عبدالعزيز جاسم في ذات الاتجاه، قريبا من «السطح» بعيدا عن لغة الاحتراف العالية في التقمص... واستدعاء الشخصية، وتحليل دلالاتها... واشاراتها.... لانت امام شخصية تنطق منها عيونها ونظرتها... وايضا زفراتها... والتفاتاتها... وهذه رغم حضورها، الا انها كانت حضور السطح.... وليست حضور العمق.

وهنا نعود مجددا الى ذات السؤال...

ماذا لو أعاد الفنان تقديم هذه الشخصية وهذه التجربة من جديد؟.

أعلم جيدا، ان هذا النص كتب أصلا للفنان عبدالعزيز جاسم، من قبل الكاتبة المتميزة وداد الكواري...

واعلم جيدا، ان الفنان عبدالعزيز جاسم، انتظر طويلا، كتابة النص اولا، ثم انتظار المخرج البحريني احمد يعقوب المقلة، الذي تأخر عن اخراج العمل فترات طويلة، لارتباطه بأعمال سابقة.

فكان الحوار الي ان يذهب النص الى الفنانة القديرة سعاد عبدالله، لانتاجه وبطولته...

وهذا ما تم فعلا، بشرط تقديم الفنان عبدالعزيز جاسم لهذه الشخصية، وهذا يعني ان الشخصية والنص كليهما قد تشربهما الفنان عبدالعزيز جاسم. فهل كانت النتائج كذلك..؟ وهل كانت المحصلات في ذات المنحى؟ الذي كانت تسعى اليه الكاتبة وداد الكواري، ومن بعدها الفنانة سعاد عبدالله... هذا الامر نتركه لهذا الثنائي... ولكننا نتوقف من خلال وجهة نظر نقدية بحتة، تأتي بعد مشاهدة اكثر من (10) حلقات، ودخول العمل المنعطفات الجديدة في الاحداث الدرامية.

عندها نقول... ان الفنان عبدالعزيز جاسم كان بعيدا عن العمق... قريبا من القراءة... والفهم الأولي... لشخصية تظل تتطور... وتتنفس من بعد فلسفي بحت... وهذه شخصية تتطلب شكلا مختلفا في الأداء والتقمص والمعايشة.

ولا نريد هنا ان يفهم القارئ، اننا ضد الفنان عبدالعزيز جاسم، كلا... نحن ضد الفهم الأولي والقراءة الاولى.. لشخصية ثرية... كانت تتطلب كثيرا من الاشتغال... لتظل هي المحور والاساس.

فهل كانت هذه الشخصية وستبقى هي المحور والأساس؟ ولهذا نعود الى سؤالنا...

ماذا لو أعاد الفنان عبدالعزيز جاسم تقديم «فرصة ثانية»؟  

وجهة نظر

مشكلة

عبدالستار ناجي

إذا لم تتحرك الجهات المعنية بالإنتاج الدرامي، هنا في الكويت، على وجه الخصوص، فإننا سنصل الى مرحلة صريحة من الخلل، لان نسبة كبيرة مما يقدم من أعمال درامية، هي في حقيقة الامر اقتباسات مجموعة من هذا الفيلم أو ذاك.. وبحد اقصى نصوص مفرغة من المضامين والقيم.

وإذا كان ثمة عدد من الأسماء، اضطرت الى التوقف، لعدم وجود النص، فإن السنوات المقبلة، ستذهب بعدد اخر من النجوم الى ذات الامر.. الا وهو التوقف.

لان صناع الانتاج يعتقدون ان صناعة الانتاج هي «نجم» ولكن حقيقة الامر، هي ابعد من ذلك.. انها «النص».

لقد قامت جهات عدة، بضخ أكبر عدد من الاسماء سواء من مخرجات المعاهد الفنية المتخصصة.. او من لا عمل لهم.. ليصبحوا نجوماً!

ولكنهم لم يلتفوا الى خلق ورش تعمل على تطوير قدرات الكتاب او اكتشافهم.. واليوم في الوقت الذي اصبح فيه نجوم التمثيل، اكثر من الهم على القلب.. لايزال يعد الكتَّاب على اصابع اليد الواحدة.

وإذا لم تتحرك التلفزيونات الرسمية والفضائيات الخاصة وايضاً صناع الانتاج، في البحث عن الكوادر الموهوبة في مجال الكتابة، او الذهاب الى الابداعات الروائية، فإن الساحة مقبلة على مشكلة كبرى.

بل هي «كارثة» حينما يأتي اليوم- الذي يوجد به النجم.. والمخرج.. والمال.. ولكن لا يوجد ورق! ونقصد لا يوجد نص.. أو كاتب مبدع حقيقي.

ان صناعة الدراما المصرية، رغم تاريخها ومسيرتها وانجازاتها بين الحين والاخر تظل تعاني من ازمات النصوص.. وهكذا الامر مع الدراما السورية.. فكيف بالدراما الكويتية او الخليجية.

لتجاوز تلك المعضلة، التي نرى ملامحها تلوح في الافق، لابد من التحرك، من خلال اقامة عدد من الورش المتخصصة، والتي يشارك فيها صناع كبار للدراما المحلية.. انها دعوة للتحرك قبل فوات الاوان.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

18/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)