حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

حديث الذكريات

الفنان الكبير إبراهيم الصلال [13]

اعتذرت عن «درب الزلق» فذهب الدور لخالد النفيسي

عبدالستار ناجي

حينما نقترب من الفنان القدير إبراهيم الصلال، فإننا نقرأ كماً من العناوين الكبيرة التي سطرت مسيرة هذا الفنان الكبير، الذي استطاع عبر مشوار فني يمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، أن يكون الشريك الأساسي والفاعل في مسيرتنا الفنية، فهو المبدع المسرحي الذي ستظل بصماته خالدة في ذاكرة ووجدان الجماهير، وهو أيضاً المقدرة على التنوع والتفرد التلفزيوني وكماً آخر من المحطات، التي نرصدها ويبوح بها نجمنا الكبير في حديث الذكريات. واعترف شخصياً وأنا اسجل ذلك المشوار، انني تعرفت على مسيرة مبدع.. وفي الحين ذاته مسيرة فرقة مسرحية شامخة هي فرقة المسرح الشعبي التي يترأس مجلس إدارتها.. وهي دعوة إلى القراءة والتأمل والاستمتاع. يواصل الفنان الكبير إبراهيم الصلال رحيله مع حديث الذكريات، حيث توقف في الحلقة الماضية مع تجربته مع المسرح السياسي، وعدد العروض والتجارب التي قدمها في هذا المجال، كما اشار الى العناصر التي يفتقدها في المسرح والحركة الفنية والتي شكلت اعمالها بصمات واضافات فنية خالدة.. وفي هذه المحطة يحدثنا عن سبب غيابه عن مسلسل «درب الزلق» قائلاً: لي حكاية مع المسلسل الكوميدي «درب الزلق» كان لي دور في المسلسل وهو دور بائع الثلج، ولكنني وقتها كنت اتعالج في لندن، وبعد اتصالات مكررة، اعتذرت عن الدور واعطي للراحل خالد النفيسي، وتألق به، حيث قدم شخصية بائع الثلج الذي يخطط للزواج من أم عليوي، أم عبدالحسين وسعد في المسلسل، وايضاً له ابن هو «سمير القلاف» وقد سعدت للنجاح الذي حققه العمل بشكل عام، وانا اثمن دائما مبادرات الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي يحرص دائما ان اكون معه، واشير هنا الى انه كان من المقرر ان نقدم هذا العام مسلسلاً جديداً بعنوان «السرداب، ولكن ظروف عدم اكتمال النص وايضاً ظروف «بوعدنان» الصحية حالت دون ذاك. ويستطرد الفنان الكبير إبراهيم الصلال: وفيما يخص الاعتذارات ايضاً، اشير هنا الى تجربة اخرى، كنت مع الراحل النفيسي طرفا بها، حيث اعتذر الفنان خالد النفيسي عن دوره في مسلسل «الاقدار» مع عبدالحسين لرغبته في السفر الى المغرب وقتها، ورشحني شخصياً الى الدور ووافق عبدالحسين، والحمدلله، قدمت العمل ونجح نجاحاً كبيراً، كما نجح دوره في «درب الزلق». هنالك تجارب كثيرة في هذا المجال، ونحن في الوسط الفني نكمل بعضنا بعضاً، ونشكل فريق عمل متكاملاً، يكمل بعضه ويثري بعضه الاخر.

·         كيف هي علاقتك مع نجوم الوسط الفني في العالم العربي؟

علاقتي اولاً، على المستوى المحلي، اكثر من رائعة، وهي تتواصل على امتداد اجيال الحرفة الفنية، واذا كنت في الحلقة الماضية قد اشرت الى افتقادي لعدد من نجوم الوسط الفني في مراحل البدايات الاولى للحركة الفنية، فإنني ارتبط بعلاقات وطيدة، مع اجيال الحرفة، من الكبار والشباب وايضاً عناصر الفرقة، واقصد فرقة المسرح الشعبي.. وهم جميعاً اصدقاء واخوة وزملاء وابناء.. علاقتي مع الجميع مقرونة بالاحترام المتبادل. اما على المستوى العربي، فالتجارب التي قدمتها، سواء في الكويت او القاهرة او عجمان، ساهمت في تطوير علاقتي مع كثير من كبار النجوم، ولعلكم نشرتم خلال الايام الماضية كماً من الصور والمعلومات، عن علاقتي مع فنانين كبار، امثال محمود ياسين وتوفيق الدقن ومحمد الطوخي وعمر الحريري وغيرهم من كبار الفنانين، وايضاً الفنانين الذين كانوا بيننا هنا في الكويت، ومنهم احمد عبدالحليم وسعد اردش وسناء شافع وغيرهم. ويكمل: ضمن التجارب التي قدمتها مع النجوم والفنانين العرب، هنالك العديد من الاعمال الاذاعية التي قدمتها، اذاعة الكويت حيث للدراما الاذاعية مجدها وتميزها ومكانتها الفنية الرفيعة التي حصدت كثيراً من الجوائز، وكان لي عدد من المشاركات مع نجوم كبار، من بينهم الراحلة.. سيدة المسرح أمينة رزق وكم آخر من النجوم الذين كانوا يشاركوننا في اعمالنا الدرامية، مع كبار صناع الاخراج ومنهم فهد الانصاري وعلي الزفتاوي وغيرهما.

ويستطرد: وضمن سياق حديث الذكريات، كنت قد اشرت إلى تجربة اختياري للمشاركة في مسلسل جمال الدين الافغاني، مع النجم القدير محمود ياسين، والمخرج مجدي غنيم، فقدتم ترشيحي، ويومها كنت الفنان العربي الوحيد من الخليج ومن العالم العربي، الذي يشارك نجوم مصر الكبار في هذا العمل التاريخي المهم، والذي يكاد يكون قد عرض وقتها في جميع القنوات العربية. ويكمل الفنان إبراهيم الصلال: وفي هذا السياق، بودي ان اتوقف عند تجربة سينمائية في غاية الاهمية، حيث فيلم «جمال عبدالناصر» الذي اخرجه الفنان انور قوادري، ويومها جسدت في الفيلم شخصية المغفور له الامير صباح السالم- رحمه الله- حيث كان سموه، اخر شخصية التقاها المغفور له جمال عبدالناصر، والذي كان قد ودع سموه في مطار القاهرة. اثر القمة العربية، وقد شكلت احداث القمة، وذلك اللقاء الأخوي الاخير، بين سمو الشيخ صباح السالم وجمال عبدالناصر، بعدا محوريا في الفيلم، وقد جسد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر الفنان خالد الصاوي، ويومها كان في بداية طريقه، وحمل مؤشرات حقيقية لفنان ونجم عربي موهوب.

تلك التجربة ساهمت في تقديمي الى جمهور السينما، حيث كتب للفيلم العرض في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية.

·         شاركت في العديد من المهرجانات.. ماذا عنها؟

حضوري في المهرجانات بجميع انواعها، يكاد يكون شبه دائم، وقد كان لي شرف تمثيل الكويت ومنذ مرحلة مبكرة من مشواري الفني، في العديد من المهرجانات المسرحية والفنية، سواء في المرحلة الأولى في مهرجان دمشق المسرحي او قرطاج المسرحي، ولاحقا القاهرة للمسرح او السينما او حتى الاذاعة والتلفزيون.. كما تم تكريمي في اكبر عدد من المهرجانات المسرحية والتلفزيونية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتكريمي هو تكريم للحركة الفنية في الكويت، وتكريمي ايضاً هو تأكيد للمسيرة التي افتخر بأنها كانت دائماً من أجل الكويت الحبيبة. ويستطرد: كما انني كنت حاضراً دائما من خلال المهرجانات التي تستضيفها دولة الكويت، سواء مهرجان المسرح المحلي، او مهرجان الخليج المسرحي، ومن قبله مهرجان التلفزيون، حيث كانت دولة الكويت السباقة لاستضافته وتنظيم هكذا مهرجانات رسخت اسم الكويت، محطة اشعاع فني وابداعي وحضاري.

·         ضن حديث الذكريات اشرت الى المسلسل التلفزيوني اسباب النزول بكثير من الاعتزاز.. هل تعود الى تلك التجربة، ونحن نقترب من نهاية المشوار؟

قدمت شخصية زعيم بني قريظة، منخاس، في مسلسل «اسباب النزول» والذي شكل نقلة حقيقية في مشواري وتجربتي، خصوصا وانني كنت في بداية المشوار، وامامي حشد من النجوم الكبار، وكنا نحفظ الشخصيات التي نقدمها بالكامل ولا مجال مطلقاً للخطأ لان التصوير يتم على الهواء مباشرة. ويستطرد: شخصية، منخاس زعيم يهود بني قريظة، تلك الشخصية التي ساهمت في تعذيب، سلمان الفارسي والصحابة، وقد تقمصت الدور، وهو الشخصية الشريرة في العمل، التي التفت اليها الجمهور والنقاد وقتها، ورغم انني كنت صغيراً في السن، الا انني استطعت تجسيد شخصية الرجل الكبير في السن والشرير، وقد كانت بداية حقيقية ناجحة، ساهمت في ترسيخ حضوري في اذهان الزملاء الفنانين والمخرجين وايضاً المسؤولين، كما اسلفت في الحوار، فإنني اعتبر هذا العمل احدى النقلات المحورية والاساسية في مشواري الفني.

·         هل نتوقف للحديث عن فرقة المسرح الشعبي؟

المسرح الشعبي هو بيتي الأول والثاني.. هنا نشأت وهنا تربيت وهنا عملت وهنا عرفت وهنا كانت المسيرة الفنية، بكل لحظاتها، وبكل انجازاتها التي اتشرف بها واعتز.

وما يسعدني اليوم، ان فرقة المسرح الشعبي اليوم، ودون سواها من فرقنا الاهلية، تعيش حالة من الحراك الفني المتجدد، وكم من الورش التي تهتم بشباب المسرح في الكويت وفي الفرقة.

ويستطرد:

نحن في المسرح الشعبي اسرة واحدة، نكمل بعضنا بعضاً، في حالة من التعاون الفني، ولو عدت الى مسيرة الفرقة، لوجدت دورها وبصمتها حاضرة في ذاكرة المسرح ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على المستويين الخليجي والعربي، وهو أمر ما كان له ان يتحقق لولا تلك الاجيال وروح الاسرة الواحدة التي تجمع ابناء الفرقة صغيرهم وكبيرهم. حفظهم الله جميعاً.

تمت

النهار الكويتية في

15/08/2011

 

يتواصل مع جمهوره من خلال «الوديعة»

داود حسين.. المنوعات هل تعوض غيابه الدرامي؟

عبدالستار ناجي  

الاستاذ والتلميذ.. ذات الحكاية وذات المشكلة تتكرر.. حينما يغيب النجم القدير عبدالحسين عبدالرضا، يكون السبب هو غياب النص الدرامي، وحينما يغيب الفنان المحبوب داود حسين يكون لذات السبب. ولانني اعرف عن قرب كلا من الاستاذ والتلميذ، الاستاذ بمكانته وقيمته.. والتلميذ الذي راح يحلق بعيدا، مؤكدا قدرته كنجم حقيقي في عالم المسرح، والدراما والتقليد والمنوعات، وهو اليوم وعلى مدى الايام التسعة الماضية من الشهر الفضيل يؤكد اقتداره وعلو كعبه في التعامل مع البرامج الجماهيرية في «الوديعة».
وغياب النص سيظل يشكل المعضلة امام الكثيرين من نجوم الوسط حتى اولئك الذين يشتغلون في الانتاج وتتوافر لهم الامكانات المادية لان بحثهم عن النص يظل مقرونا بالقلق والرغبة في تجاوز ما هو مألوف وتقليدي ومكرر.

ومن تلك العينة يأتي الفنان الكبير داود حسين الذي يقرأ سنويا عشرات النصوص والافكار ولكن يظل يسعى الى ابعد من كل ذلك.

نوعية خاصة من الاعمال التي تخوله الانتقال بين الحار والبارد وبين الكوميديا والتراجيديا، بين الابتسامة والدمعة وهذا ما ترسخ في عمله الدرامي الأخير «كريمو» الذي شكل بالنسبة له العودة الى جادة الاعمال الدرامية بعد سنوات من الانشغال في برامج المنوعات والتقليد الذي برع فيه، ولم يعد يضيف الى رصيده أي جديد، فكان ان يقلب الصفحة ليجد ضالته في النص الجميل الذي كتبه السيناريست ضيف الله زيد الذي استطاع ان يغير المسارات الدرامية للشخصية فكان ان نقل المحاور الاساسية من الهند الى ايران، وفي كل من الحالتين كان الفنان داود حسين قادرا على التفاعل والاداء لانه يمتلك ناصية الحديث بلغات عدة وبطلاقة يعرفها كل من يقترب منه ويعيشه.

«كريمو» لم يكن بالنص او العمل الدرامي التقليدي كما انه ذهب الى موضوع في غاية الاهمية وهو علاقات النسب والمصاهرة بين اهل الخليج واهل ايران ولكن المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة والعلاقات المتواترة بين ايران ودول المنطقة عملت على الغاء فكرة انتاج جزء ثان كان جاهزا وكحصاد حتمي لنجاح الجزء الاول الذي كان يعزف على ذلك الوتر الصعب الذي لا يجيد العزف عليه الا القلة، حيث الانتقال بين التفاعلات الدرامية وبلباقة عالية ومن تلك القلة يأتي الفنان داود حسين، الذي ذهب بالشخصية «كريمو» وبالتجربة بشكل عام الى مساحات ابعد واثرى واخصب واعمق.

هكذا كانت تجربة «كريمو» ولكن الفنان الحقيقي لا يتوقف عند محطة او تجربة لهذا يظل مؤشر القلق مرتفعا حتى وهو ينشغل باعمال ونتاجات اخرى ولكن عينه تظل على الدراما حيث حرفته او على المسرح حيث ميدانه وملعبه.

لهذا يأتي رمضان 2011 مع غياب الفنان داود حسين دراميا لأنه لم يجد ضالته، فيما قدمت له من نصوص وربما افكار رغم انه فكر جديا في تحقيق جزء ثان من «كريمو» ولو ما تمت التجربة فانها كانت ستكون كمن يلعب بالنار!

لقد وصل الفنان داود حسين الى مرحلة لم يكن بامكانه الرجوع للمشاركة في أي عمل كسنيد او نجم ثان لانه بات نجما حقيقيا له مكانته وحضوره وايضا قاعدته الجماهيرية العريضة مسرحيا وتلفزيونياً.

وهنا تزداد الامور صعوبة حيث البحث الدؤوب عن النص والفريق والصيغ الانتاجية التي تؤمن تقديم هذا العمل او المشاركة في ذاك.

تطور حتمي ومنطقي ولكنه يتطلب الكثير من القلق والبحث والسخاء المادي والمعنوي بحثا عن النص والشخصية والفكرة والجهة الانتاجية وتأمين الفريق لبلوغ حالة التكامل الفني.

واليوم حينما ينشغل الفنان داود حسين في برنامج المسابقات الجماهيري «الوديعة» والذي يعتبره محطة استراحة رغم الجهد والاعياء والتعب والمقدرة على اجتذاب جمهور المشاهدين والمشاركين الا ان القلق يظل فيما بعد ذلك.

حينما يذهب الفنان داود حسين الى «الوديعة» كان يعلم رصيده الجماهيري فكان ان حول برنامج المسابقات الى عرض مسرحي يومي.. شيء ما يتجاوز برامج المسابقات التقليدية، حيث السؤال والجواب الى ما هو ابعد حيث نبض وشخصية الفنان الجماهيري داود حسين فمع كل سؤال هناك شيء ما يفاجئ به الفنان داود حسين جمهور المشاهدين وايضا المتسابقين ولربما فريق الاعداد والاخراج وهنا يأتي السبب المحوري وراء اختياره دون سواه.

ولكن هل تعوض المنوعات غيابه الدرامي؟

نعلم جيدا ما يدور في ذهن الفنان داود حسين لهذا فان «الوديعة» يظل مجرد محطة سرعان ما سيتجاوزها الى عمل مسرحي، بدأ بروفاته لاشتراك النجم طارق العلي لتقديم المسرحية الكوميدية «الطرطنجي» والتي ستقدم مع اول ايام عيد الفطر المبارك.

وفي الحين ذاته يفتح الفنان داود حسين عقله وقلبه من اجل استقبال اكبر عدد من الكتاب لمناقشة كم من الافكار الدرامية الجديدة، لانه يؤمن بان قفزة الدراما ابعد بكثير عن اي انجاز، وبصمة الدراما اكثر حضورا في ذاكرة الجماهير من أي فعل.. لهذا يحرص عليه.

لقد حرص داود ومن مبدأ الحضور الدرامي في عدد من المشاركات السينمائية ورغم قصر الدور الا ان تلك المشركات قدمته للجمهور العربي العريض، والمصري على وجه الخصوص عبر عدد من الاعمال السينمائية سواء مع النجم محمد هنيدي او النجم اشرف عبدالباقي في افلام مثل «عندليب الدقي» و«على جنب يا اسطى».

حضور دائم ومقدرة على تفجير قدراته وامكاناته كممثل وكحرفي وكفنان شامل يمتلك المقدرة على الوصول الى قلوب وعقول الجماهير.

وفي تجربة اخيرة له ضمن برنامج «فاصل ونواصل مع داود» استطاع ان يكشف قدراته كمحور يمتلك ناصية التعامل مع ضيوفه من نجوم الوسط الفني في العالم العربي.

ولكن كل ذلك هل يعوض غيابه الدرامي؟

سؤال نعرف الاجابة عنه، ونعلم بان نجمنا المحبوب داود حسين يعلم هو الآخر بان تلك المحطات التي يتنقل اليها والتي تمد مزيدا من الجسور مع جمهوره الا انها تظل بعيدة عن الشحنة الكبيرة التي يحققها اي انتاج درامي بالذات مع تجاربه الاخيرة ونخص «كريمو» و«الفطين» و«درويش» وغيرها من الاعمال التي شكلت نقلات ايجابية في مسيرته الفنية، وهي تأتي جنبا الى جنب حضوره المسرحي الجماهيري الطاعن مع «شارع الحب» و«قرقيعان» ومن قبلها «الشرطية الحسناء» و«على الباب يا شباب» و«انتخبوا ام علي» بالاضافة الى تجاربه مع النجم القدير عبدالحسين عبدالرضا الذي يظل دائما الاستاذ.

وحينما يلتقي النجم طارق العلي فان هذا الثنائي يشكل قوة ضاربة لن يكون بالامكان مجاراتها على صعيد المسرح الجماهيري الكوميدي، لان لكل منهما جمهوره واسلوبه، فكيف اذا ما كان اجتماعهما.

اعلم حتى رغم الاختلاف حول هكذا مسرح ان هذه التجربة ستشكل نقلة على صعيد استقطاب الجماهير وفترة العرض، وقد تمتد عروضها ليس الى ما بعد عيد الاضحى المبارك بل لربما حتى نهاية العام الحالي، لاننا امام ثنائي يعرف ماذا يريد جمهور المسرح الخاص. ويظل الفنان داود حسين مشغولاً بالقلق في البحث عن النص الدرامي الذي يعيده الى الجادة التي يريدها، فهو يعلم جيدا بان امكاناته كنجم مسرحي راسخة ومؤكدة وهكذا الامر في برامج المنوعات والمسابقات، واخرها «الوديعة» الذي تتفجر اصداءه.. الا ان بوصلة هذا الفنان الرائع تظل تتجه صوب الدراما بشكلها وأسلوبها الذي يريده حيث اقصى الكوميديا واقصى التراجيديا في وقت واحد، فما اروع ان يمزج الفنان بين الدمعة والضحكة!  

وجهة نظر

وطني

عبدالستار ناجي

اليوم ونحن في العاشر من رمضان الكريم، وبعد تلك الهجمة الدرامية التي راحت تغطي النسبة الأكبر من الفضائيات المحلية والخليجية والعربية... نستطيع التأكيد ان هنالك أكثر من 40 عملاً درامياً صور في الكويت خلال الموسم الماضي، وان هنالك اكثر من 25 عملاً محلياً تحتل موقعا متقدما بين ما يعرض من نتاجات درامية. بل ان هنالك ثلاثة أو اربعة اعمال تأتي بين الأعمال العشرة الأهم عربياً...

هلي كفي كل ذلك...؟

لا بل نزيد....

ويظل السؤال أين الأعمال ذات البعد الوطني..؟ ذات البعد الذي يؤكد على مضامين وعناوين محورية...

وهذا ما يعيدنا الى موضوع «المنتج المنفذ» الذي تم تعطيله بقرار لم يكن يعرف نتائجه...

واليوم حينما نكتشف اننا امام «مولد»، ونتائجه مهما بلغت من النجاحات... والحضور.. الا ان القضايا المحورية تظل غائبة.

كمية ضخمة من الأعمال، بلا عناوين وبلا أهداف.. وكمية أخرى من النتاجات، تأتي باحتراف عال.. لكنها تأتي لترضي الجميع... ولا تزعج الرقيب هنا أو هناك... ولهذا تبتعد عن القضايا الاساسية التي يفترض ان يتم التأكيد عليها.

نحترم جهود نجومنا.. وابداعاتهم.

ونثمن تلك اللغة الاحترافية عالية المستوى...

ولكن.. أين هم من المحور... والأساس...؟

كل ذلك لأن المؤسسة الرسمية، المتمثلة في تلفزيون دولة الكويت، ومن قبلها وزارة الإعلام، تخلت عن «المنتج المنفذ» فكان العمل في نتاجات ترضي «المنتج» ولا تزعج احداً...

ما احوجنا ان نعيد النظر إلى «المنتج المنفذ» وان يتم التأكيد على عناوين محورية.. نرى بها الكويت وقضاياها.. ورجالها الأفذاذ.. وتاريخها المجيد.

وهي دعوة للحوار...

وعلى المحبة نلتقي.

النهار الكويتية في

15/08/2011

 

حضور السينما والمسرح يتأكد

طارق العلي.. لماذا لم يجد ضالته التلفزيونية؟!

عبدالستار ناجي  

لعله الوحيد اليوم على صعيد المسرح والسينما، الذي يمتلك ذلك الحضور الجماهيري الخصب، فعلى صعيد المسرح يظل مسرحه طيلة العام، حتى وإن كان يقدم عروضه في بعض الاحيان، في نهاية الاسبوع إلا أنه يظل دون سواه، يمتلك تلك المقدرة على الحضور والمشاركة، وايضاً التواصل مع قاعدته الجماهيرية العريضة. هكذا هو الفنان المحبوب طارق العلي. قد نختلف على نوعية العرض، ولكننا نظل نتفق على انه «الوحيد» الذي يظل مسرحه مفتوحاً أمام الجماهير طيلة العام. وهذا أمر يتطلب لياقة عالية وكلفة أعلى، على الصعيد المادي، من أجل ان يظل الفريق الفني لهذا العرض أو غيره، ملتزما ومرتبطاً بمواعيد العروض وجدول السفرات والمشاركات والعروض التي يقدمها في هذا البلد الخليجي أو ذاك.

ونشير هنا الى أنه وعلى مدى موسم الصيف الحالي، استطاع الفنان طارق العلي ان يتنقل بعروضه المسرحية بين عدد من مدن المملكة العربية السعودية، ومن بعدها دولة الامارات العربية المتحدة.. حيث قدم مسرحية «بخيت وبخيتة».

تحرك لا يهدأ.. وحضور لا يتوقف.. وعروض تمتلك المقدرة على الوصول الى الجماهير، عبر كم من القضايا الاجتماعية، الثرية بالموضوعات والقضايا الساخنة، والتي يعمل على تحويلها الى منصات للانطلاق منها الى قضايا اوسع وارحب وأخصب.. ونشير هنا الى أن النص المسرحي الذي يقدمه الفنان طارق العلي الى الرقابة لا يتجاوز الثمانين صفحة، فإذا بها في وقت العرض تتحول الى ما هو أكثر من ثلاث ساعات ولربما أكبر حسب الحالة المزاجية للفنان طارق العلي.. وايضاً جمهور ذلك العرض في تلك الليلة أو غيرها.

ولكن عين طارق العلي تظل تتحرك دائماً في اتجاه التلفزيون، لأنه يعرف بأنه لم يجد ضالته المنشودة هناك حتى الآن.

وقبل أن نتوقف عند التلفزيون نذهب الى السينما، حيث ذهب الفنان طارق العلي في مغامرة سينمائية أمّن لها كل الظروف المناسبة، وكانت مع فيلمه الروائي الأول «معتوق في بانكوك» عبر حكاية بسيطة تجمع بين شابين كويتي ومصري يلتقيان مصادفة في رحلة الى بانكوك، عامرة بالمغامرات والتضحيات وايضاً العلاقات الانسانية التي كتبها أيمن الحبيل وأخرجها مازن الحبلي، وشاركه البطولة عدد من الفنانين بينهم علاء المرسي وايضا عيسى العلوي، صمام الامان في مسيرة الفنان طارق العلي.

ويحقق الفيلم نجاحات كبيرة على صعيد شباك الدخل ليس في الاسواق الكويتية، بل في جملة الاسواق الخليجية بل انه في مملكة البحرين تربع على شباك الدخل لأسابيع عدة. وهكذا الأمر على صعيد الكتابات النقدية الايجابية، حيث حرص العلي ان يقدم تجربة سينمائية روائية تمثل رغبته في تقديم سينما كويتية جماهيرية متميزة.. وهذا ما كان.

ويعيد التجربة من جديد مع فيلم «هالو كايرو» معتمداً على سيناريو وحوار احمد ثابت ومحمد الباشا وايضاً المخرج ايمن مكرم. بحضور عدد بارز من نجوم السينما العربية بينهم حسن حسني وأحمد بدير وكم آخر من الفنانين.

ودائماً طرح اجتماعي يرسخ كماً من القيم الاجتماعية الحقيقية التي تعمق التواصل بين الشعوب، بالذات بين الشعبين الكويتي والمصري.

ويتواصل الحصاد، ويبدو ان الفنان طارق العلي، ومن خلال «فروغي للانتاج الفني» عرف اسرار معادلة الانتاج السينمائي، ومعادلات الفيلم الجماهيري الرصين، الذي يصل الى المشاهد بلا تكلف.. وبلا مبالغة وضمن صيغ بأن العلي يؤمن بأنها أقرب الى وعي الجمهور وذوقه.

حالة من الايجاب، ترسخ حضور فنان كويتي في عالم السينما والفن السابع، وتفتخ امامه اسواقاً.. وفضائيات عربية.. بل انني استطيع أن أجزم بأن «معتوق» و«هالو كايرو» ساهما في تقديم الفنان طارق العلي لأكبر قاعدة من جمهور السينما العربية، في مصر على وجه الخصوص.. وبمساحة أكبر من المساهمات سيكون حضوره أكثر جلياً وأكبر رسوخاً.

وهذا أمر يعي أهميته الفنان طارق العلي لهذا يتحرك عليه، حيث يمثل محوراً أساسياً بالإضافة الى محور المسرح والذي يمثل فضاءه الخصب والثري.

واليوم حينما يحلق الفنان طارق العلي بجناحين هما المسرح الجماهيري وايضاً السينما رغم كلفتها المالية العالية، الا انه يظل يتطلع دائماً الى التلفزيون وبالذات الدراما التلفزيونية.

ودعونا نكون هنا اكثر شفافية، فحتى اللحظة لم يعثر الفنان طارق العلي على ضالته المنشودة، رغم الاقبال على هذا العمل او ذاك، ولو عدنا الى العام الماضي، لوجدنا تجربته مع مسلسل «زمن مريان» الذي كتبه أيمن الحبيل وأخرجه أيمن الجبلي، وكان معه عدد بارز من النجوم ورغم أهمية الموضوع، الا ان العمل لم يحقق تلك القفزة التي ينتظرها الفنان طارق العلي، ما من شك بان المسلسل حقق المشاهدة والاقبال، وهو أمر «تقليدي» بالنسبة للفنان طارق العلي، الا انه يريد ما هو أبعد من ذلك انه يسعى الى «القفزة» التي نسميها «الضالة المنشودة» وهي لا تتحقق بتلك السهولة التي يتصورها البعض. لان المعادلات هنا تختلف، عما هي عليه في المسرح... او حتى السينما.

الدراما التلفزيونية، وبالذات، دراما النجم الكوميدي تتطلب نصاً يستوعب النجم... ونجماً يستوعب النص... موضوعاً يصلح للنجم... ونجماً يصلح للموضوع... قضية تعيد تقديم النجم... ونجماً يعيد معالجة الموضوع.

خصوصا وان العمل يتواصل على مدى (30) حلقة، وليس مجرد مدة (90) دقيقة، او عرض مسرحي لمدة ثلاث ساعات.

مع اختلاف المعادلات، يظل الفنان طارق العلي، وايضا فريقه في شركة فروغي للانتاج الفني، يبحث وان كنا ننصح بان تتسع دائرة البحث، لتتجاوز ما هو متوافر.. وتم تجريبه على صعيد النصوص على وجه الخصوص، هذا اذا كانت هنالك الرغبة الاكيدة للبحث عن الضالة المنشودة... اما اذا كانت المهمة تقديم أعمال... لمجرد الانتاج... فهو أمر راح يتحقق ولكن ليس على صعيد القفزة... والبحث عن الضالة التي تشغل بال الفنان طارق العلي. وايضا عيسى العلوي.

ونتوقف مجددا، عند المسلسل الجديد «الفلتة» الذي نكتب عنه، وبعد مرور تسعة أيام تقريبا، لنشير الى انه يسير على النهج ذاته... نجم كوميديا ونص يفصل له.. وقد تعاون في كتابته أيمن الحبيل وفايز العامر، وتصدى لاخراجه نعمان حسين، الذي يذهب بعيدا، في بلورة مضامين متجددة للمخرج بين الدراما والمنوعات. يصنع تراثية جميلة... وفي العمل كم من الاكتشافات الكوميدية الجديدة، ولكن هل يمثل هنا العمل الضالة المنشودة بالنسبة للفنان طارق العلي... نتمنى ذلك... وان كنا لانزال نعتقد بان تلك الضالة لا تزال بعيدة.... بالذات في الجانب التلفزيوني البحت.

نحن نعلم جيدا، بان الفنان طارق العلي، حينما يذهب الى أي تجربة مسرحية فانه «يؤمن» تلك المعادلات التي خبرها وعاشها وعرفها، من نص... ونجوم... وفعل اعلامي... وهكذا الامر مع التجربة السينمائية... ولكنه حتى الآن لايزال، رغم كل الجهود التي يبذلها بعيداً عن تحقيق هدفه في الاطار التلفزيوني، ونعتقد بان النسبة الأكبر في الخلل، تكمن في «الورق» او النص الدرامي، القادر على استيعاب قدرات هذا النجم، لان جل ما يقدمه العلي، وحتى الآن، لايزال يقدمه بشكل اعتيادي، ولربما يمكن لأي فنان آخر ان يقدم ذات الشخصية، وهو أمر على الفنان طارق العلي ان يستوعبه، ومن قبل فريقه في الكتابة... والانتاج.... والاخراج.

نقطة البحث الأساسية، يجب ان تكون في اطار النص القادر على تفجير قدرات نجم جماهيري كبير... وليس في اطار التوليفات الانتاجية.

مشكلة الفنان طارق العلي مع التلفزيون تكمن في عدم وجود النص الذي يستوعبه... والذي يعيد تقديمه بشكل متجدد... يرسخ حضوره كنجم كوميدي... قادر على ايصال الموضوع والشخصية وبلياقة عالية، اذا ما توفر النص الحقيقي... والذي يظل غائبا حتى اللحظة.

ويبقى ان نقول...

حضور الفنان النجم طارق العلي في عالم المسرح الجماهيري... وايضا السينما الروائية الكوميدية... يظل ينقصه فضاء التلفزيون الرحب... وهو أمر لا يتحقق الا بمشاركة الفنان طارق العلي في بحثه القلق عن النص الحقيقي الذي يعيد تقديمه بشكل جديد.... وهذا ما نتمناه.  

وجهة نظر

حملات

عبدالستار ناجي

هنالك نوعية من المنتجين والموزعين، يمتلكون كثيراً من الحس الاعلامي، فتراهم قبيل شهر رمضان المبارك، يسربون لهذه الجهة الاعلامية او تلك، بعض الصور، والمعلومات من اجل اثارة حملات اعلامية، سواء لصالح اعمالهم.. او ضد اعمال زملائهم.

ومن يعد الى ما قبل شهر رمضان المبارك، بأسبوعين، يلاحظ ان الصحف المحلية والخليجية والعربية على السواء امتلأت بأكبر كمية من الاخبار والمعلومات والتصريحات حول عدد من الاعمال الدرامية على وجه الخصوص.

ومع تلك الحملة، تصور البعض ان تلك الاعمال سيتم ايقافها.. بل ان البعض ذهب بعيداً، لتعليق «المشانق» لهذا المنتج، وذلك المؤلف، والمخرج والنجوم.

واليوم ونحن نقترب من نهاية العشر الاوائل في شهر رمضان المبارك، نرى ان الامور تمر بسلام.. فتلك الاعمال تعرض، بدون ضجيج، فلماذا كانت تلك الحملات، والكتابات والتصريحات؟.

انها معادلة «الذكاء» التي تميز منتجاً عن اخر، وموزعاً عن اخر.

فهنالك نوعية من المنتجين والموزعين تعمل بصمت، تنتج بهدوء.. توزع بهدوء اكبر.

بينما هنالك نوعية اخرى، اقترنت اعمالها بالجدل، والتصريحات، حتى لو كانت اعمالها التي تقدمها لا تستحق كل ذلك الجدل، والصراخ، والتصريحات النارية.

ونحن اليوم مع اليوم العاشر من شهر رمضان، نتساءل الى من تلك الاعمال، وغيرها؟ هل تستحق كل تلك الحملات الاعلانية «الذكية» التي كان هدفها المباشر استقطاب انتباه المشاهدين، وجعلهم اكثر حرصاً على الرصد والمتابعة، لا تبحثوا عن الجواب، فما يقدم، وبنسبته كبيرة يكاد يكون مكرراً، ومستهلكا.. الا ما ندر!!

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

16/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)