حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

دراما السيرة الذاتية:

أداء باهت وأخطاء فنية وتاريخية

ميدل ايست أونلاين/ دمشق

نقاد: مهمة الفن لا تتوقف عند تمجيد الشخصيات وسرد قصص حياتهم، وإنما نزع الأقنعة التي تختفي وراءها هذه الشخصيات.

تثير مسلسلات رمضان التي تتناول السيرة الذاتية لبعض المشاهير العرب جدلا كبيرا بين صناع الدراما من جهة والنقاد والجمهور من جهة أخرى.

ويرافق الجدل القائم دعاوى قضائية تطالب بوقف بعض الأعمال من قبيل "في حضرة الغياب" و"الشحرورة" على اعتبار أنها تسيء إلى الشخصيات التي تتناولها.

ورغم أن معظم المنتجين يؤكدون أن الهدف الأول من أعمالهم هو تكريم الشخصيات الفاعلة في مجال الفن والشعر والفكر، فإن بعض النقاد يؤكدون وجود أخطاء فنية وتاريخية كبيرة في هذه الأعمال، فضلا عن الأداء الضعيف للممثل الذي يؤدي الدور الأساسي في العمل.

ويرى الناقد د.غسان عبد الخالق أن معظم الأعمال الدرامية التي تتناول شخصيات مشهورة تنطلق من وجهة نظر انطباعية يتبناها كاتب أو مخرج المسلسل.

ويضيف لصحيفة "الدستور" الأردنية "تستند تلك المسلسلات، إلى حد بعيد، إلى الجو العاطفي أو الانفعالي الذي أحاط ولا زال يحيط بالشخصية التي يتناولها العمل، وهي، في معظمها، لا تستند الى جهد بحثي موثق، وإنما هي مزيج من الدراما والتاريخ الشخصي غير المعمق، ما يجعل معظمها غير قابل لأن يكون مصدرا موثوقا للدراسة".

وحول تبرير "متطلبات العمل الفني الدرامي" الذي يستعين به المخرجون لتلاعبهم في تفاصيل حياة شخصية المسلسل يقول عبد الخالق "في الحقيقة فإن الفن أحد مصادر البحث والمعلومات، بفارق أنه يتميز بوجود طبقة سميكة من الدراما والخيال، وهذا ما يجعله مختلفا عن أي درس جاد في التاريخ أو السيرة الذاتية، وكونه يؤثر بملايين المشاهدين فهو أجدر بأن يتحرى جانب الدقة والمصداقية فيما يقدم لهؤلاء الذين سيسلمون بالتأكيد بهذه الوقائع التي يرونها على الشاشة، والحال هنا يختلف عن الكتاب الذي تقتصر قراءته ربما على المئات، بينما يصنع المسلسل ثقافة بصرية تشمل كل افراد العائلة، وتتابعها الجماهير".

ويثير مسلسل"في حضرة الغياب" للمخرج نجدت أنزور الذي يتناول سيرة الشاعر الكبير محمود درويش جدلا كبيرا منذ بدء عرضه قبل أيام على عدد كبير من الفضائيات العربية.

ويعترض عدد كبير من المتابعين للعمل على أداء فراس إبراهيم لشخصية درويش التي يقول البعض إنه يحمل قدرا كبيرا من الاستخفاف بدرويش "نتيجة الأداء المتواضع والأخطاء الكثيرة التي وقع بها إبراهيم".

وتؤكد المخرجة كلودا عقل (ابنة أخت صباح) أن مسلسل "الشحرورة " يشكل إساءة كبيرة إلى التاريخ الفني لصباح، مشيرة إلى وجود "الكثير من الأحداث التي جاءت من نسج خيال الكاتب ولا علاقة لها بالواقع".

وترى الروائية ليلى الأطرش أن من حق الجميع الاطلاع على حياة المبديعن والمفكرين والفنانين وغيرهم من المشاهير، إنما ضمن ما سمته بـ"شروط الملكية الفكرية، والعودة إلى ذوي هؤلاء قبل الخوض في تفاصيل حياتهم".

وتؤكد الأطرش أن الإنتاج السريع لتلك الأعمال الدرامية لا يتوخى الدقة بقدر ما يهتم بالربح المادي، و"هذا ما يبرر ضعف بعض تلك الأعمال من الناحية الفنية".

ويؤكد الفنان فراس إبراهيم (منتج مسلسل 'في حضرة الغياب') أن الغاية من العمل هي تكريم محمود درويش أمام العالم كله، فيما أكد منتجو مسلسل "الشحرورة" أن العمل لا يسيء إلي أي من رموز لبنان الفنية.

ولا يمانع المخرج المسرحي حكيم حرب مثل تلك الأعمال الدرامية التي تتناول السيرة الذاتية لبعض العظماء والمشاهير، لكنه يشترط أن تتضمن رؤية جديدة من الناحية الجمالية والفلسفية، وأن تتجاوز كونها توثيقا أو سردا تاريخيا، وأن لا تقع في مطب المبالغة في تجميل الشخصية وتفخيمها وإضفاء هالة من القداسة حولها، و"كأنها مينتافيزيقية قادمة من كوكب آخر، وهو ما يحدث في مسلسلاتنا".

ويضيف "ليس مهمة الفن والدراما بصورة خاصة تمجيد الشخصيات وسرد قصص حياتهم، بل الأمر يتجاوز ذلك بكثير ليصل إلى درجة الكشف والتعرية لحقائق وأفكار مغايرة للسائد والمألوف، ونزع الأقنعة التي تختفي وراءها هذه الشخصيات، وهكذا تكون الدرما وسيلة ناجعة لإيقاظ العقل بدلا من إغراقه في أوهام الرومانسية والمثالية المبالغ بها".

ويؤكد حرب أن ما يحدث على الساحة الفنية، حالياً، وإنتاج أعمال درامية تتعرض لحياة الكتاب والمبدعين، يأتي في سياق الترويج التجاري وركوب هذه الموجة أكثر مما هو عمل فني يتوخي تقديم رؤيا جمالية وفلسفية في شخصية ما.

ميدل إيست أنلاين في

06/08/2011

 

صباح تبحث عن نفسها في 'الشحرورة'!

ميدل ايست أونلاين/ بيروت 

معلومات عن دعوة قضائية لفيروز وصباح لوقف المسلسل، والشركة المنتجة تؤكد أن العمل لا يسيء لأي من رموز الفن في لبنان.

تبدي الفنانة اللبنانية صباح امتعاضا كبيرا تجاه مسلسل "الشحرورة" الذي يفترض أن يسلط الضوء على سيرتها الفنية لأكثر من نصف قرن.

وتؤكد المخرجة كلودا عقل (ابنة أخت صباح) يشكل إساءة كبيرة إلى التاريخ الفني لصباح، مشيرة إلى وجود "الكثير من الأحداث التي جاءت من نسج خيال الكاتب ولا علاقة لها بالواقع".

وتستنكر المخرجة ريما الرحباني (ابنة فيروز) "المهزلة (التي يقدمها العمل) واستغلال صباح بدل تكريمها".

وتضيف لصحيفة "الأخبار" اللبنانية "هذه المؤامرة ليست على عاصي وفيروز فقط، بل تطاول صباح أيضاً، أي على الرموز الذين صنعوا مجد الفن اللبناني".

وبعد ورود معلومات (غير مؤكدة) عن رفض القضاء اللبناني دعوة من قبل فيروز تطالب بوقف العمل، يجري الحديث الآن عن دعوى قضائيّة مشتركة سترفعها فيروز وصباح لوقف العمل وستكلّفان محامياً واحداً في القضيّة.

وفي أول رد فعل للشركة المنتجة (سيدرز آرت بروداكشن) أصدرت بيانا تؤكد فيه أن العمل "يتناول قصّة حياة صباح، وما مرت به خلال رحلتها من إبداعات ونجاحات على مر السنين، وهو نقل لتجربة غنية بحلوها ومرها، وبموافقة الشحرورة صباح".

وأضاف البيان أن "العمل لا يسيء إلى رموزنا، إذ لا نسمح لأنفسنا بأن تُشوَّه شخصية المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز والأيقونة صباح".

وأثار العمل منذ عرضه قبل أيام على بعض الفضائيات ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لمسلسل يتناول سيرة أحد أهم رموز الفن في لبنان والعالم العربي.

وتتساءل إيمان إبراهيم في صحيفة "القبس" الكويتية "هل يجوز في دراما السيرة الذاتية تشويه الوقائع وقلب الحقائق للخروج بمادة شيقة بينما الوقائع في حد ذاتها لا تخلو من تشويق لمشاهد ينتظر بفارغ الصبر ان يشاهد سيرة حياة لا تشبه أي سيرة أخرى"؟

وتقول كلوديا عقل إن المسلسل "استغل اسم الصبوحة ليستوحي من خلالها مسلسلاً لا يمت إلى السيرة الحقيقية إلا بالقدر اليسير".

وتؤكد أنها تشعر بخيبة أمل شديدة لأنها اتفقت مع الكاتب على بعض النقاط التي تبين من خلال عرض الحلقات الاولى انه لم يلتزم بها.

وتقول إن صباح تضايقت من المسلسل وشعرت بالغربة عن احداثه وشخصياته، وسألتها "من كل هؤلاء الاشخاص؟ لا اعرف أحداً منهم".

وتؤكد إبراهيم إن الحلقات الاولى من العمل "لم تخلو من أخطاء إخراجية تمثلت في بعض الثغرات التي قد لا يقع فيها مخرج مبتدىء، فخالة صباح المزعومة جميلة التي دخلت الدير في طفولة الفنانة، التقت بها بعد سنوات، وكانت الفنانة قد أصبحت شابة، ولم تمر السنين على الخالة فبدت أصغر من ابنة أختها".

وتشير إلى أن المسلسل "يغفل عن أهم نقطة في حياة الصبوحة، وهي بدايتها الفنية، إذ انها كانت تشارك في حفلات في مناطق لبنانية عدة وتشارك فرقة عمها الراحل شحرور الوادي في بعض حفلاته الزجلية وهي النقطة التي أغفلها العمل بشكل تام".

وتؤكد صحيفة "الأخبار" أن المسلسل الذي حمل توقيع المصري أحمد شفيق يحتوي سيلاً من المغالطات والأخطاء التاريخيّة، إضافة إلى تركيزه على أمور سطحيّة في حياة صباح بدل إضاءته بعمق على البيئة التي صنعتها، "فضلاً عن سوء اختيار بعض الممثلين في مصر كشخصيّة اسماعيل ياسين التي لا تبدو مقنعة، وشخصيّة عبد الوهّاب التي تأخذ منحى كوميديّاً. أما كارول سماحة، فلم تقنعنا في أدائها شخصية صباح وعجزت عن نقل خفّة ظلّ صاحبة 'ساعات ساعات".

ميدل إيست أنلاين في

06/08/2011

 

شيفون: أثر الفيسبوك على الشباب العربي

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

نجدت أنزور يسلط الضوء على مشكلات المخدرات والجنس التي تواجه المراهقين في العالم العربي.

يتناول المخرج السوري نجدت أنزور في عمله الجديد "شيفون" المشكلات الكثيرة التي تواجه المراهقين في العالم العربي كالمخدرات والجنس والتعليم والتربية في البيت.

وتؤكد صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن العمل "يقارب في حكاياته عوالم المراهقة بكثير من الجرأة، كما يتناول مشاكل الهوية الحائرة والانتماء عند المراهقين، واختراق عوالمهم الخاصة جداً، وكشف أمور من العوالم الخفية من خلال نقاش درامي هادئ، ربما يعتمد أسلوب الصدمة في جزء من حكاياته، لكنه يأخذ من الأرضية الواقعية لتلك الحكايات قدرته على الإقناع، ومبرره الدرامي لطرح أسئلته".

ورغم أن هالة دياب كتبت العمل قبل اندلاع الورات في العالم العربي، إلا أن أنزور عمل خلال التصوير على تطوير بعض الأحداث لتتناسب مع الواقع الراهن، حيث تنتهي أحداث المسلسل قبل بداية الثورات لكنها تكشف الحقائق التي تُظهر كيفية التأثير في الشباب من خلال الفيسبوك.

ويوضح أنزور أنه يحاول توضيح نقاط أساسية متعلقة بالشباب و"هذا الجيل الذي يتسرب من بين أصابعنا كالرمل، فالأب لا يعرف ماذا يفكر ابنه والأم لا تدري ما يدور في ذهن ابنتها، كما يبين للمشاهد من خلال العمل مضار وفوائد الإنترنت".

ويسلط العمل الضوء على مفهوم الحرية وتأثيرها في الشباب والمراهقين الذين "لديهم مفاهيمهم المختلفة وطريقة تفكيرهم المغايرة، ومسافات شاسعة ما يفسح المجال أمام طرف ثالث خفي من التأثير فيهم".

ويقدم الفنان مصطفى الخاني في المسلسل شخصية "الكينغ" التي تتجسد في أكثر من شخصية درامية منها (مغني راب، تاجر مخدرات، ناشط حقوقي) وقد سجل أغنية راب خصيصاً للعمل، استوحت كلماتها من خصوصية العمل الذي يتحدث عن مشاكل الشباب والمراهقين والتناقض الذي يعيشونه مع أهاليهم ووسط مجتمعاتهم.

ويقول الخاني إن فكرة المسلسل تسلِّط الضوء على عالم المراهقين "الذين هُمِّشوا من قِبَل الدراما، الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى متابعة الأفلام الأجنبية"، متمنيًا في الوقت نفسه أن يلامس مسلسل "شيفون" مشكلات المراهقين وهمومهم، ويجذبهم من جديد إلى الدراما العربية.

ويؤكد أن يحاول من خلال شخصية "الكينج" توريط المراهقين في عالم الجريمة والمخدرات، مستغلاًّ المشكلات التي يتعرضون لها في هذا العمر، وخاصة صدامهم مع الأهل والمجتمع.

ميدل إيست أنلاين في

06/08/2011

 

تلفزيون رمضان برائحة مصر الجديدة

أمينة خيري 

رب محاكمة خير من ألف مسلسل في نهار رمضان! ورب متابعة جلسات أكثر إثارة من عشرات برامج الحوارات مع الفنانين والقيل والقال! ورب تحليل نفسي وعصبي للمتهمين أعمق أثراً من فوازير انتهى عمرها الافتراضي منذ عشرات السنين.

رمضان التلفزيوني المصري أتى هذه السنة بما لم يتوقعه «أمراء» المسلسلات وجهابذة حوارات الفنانين. صحيح أن القنوات عامرة بالوجبات الرمضانية التقليدية من دراما وفنانين ومسابقات، غير أن الأوضاع الراهنة في مصر والعالم العربي فرضت نفسها بقوة على المشهد.

المشهد الأكثر وضوحاً في تأثره بالثورة يظهر في برامج الحوار، خصوصاً في حوارات الفنانين.. إذ جرى العرف الرمضاني أن يكون الغرض الرئيس من استضافة الفنان في هذا الشهر الكريم هو عرض دموعه المنهمرة أمام الكاميرا بعد انتزاع اعتراف فتاك منه.

صحيح أن عملية نزع الاعترافات ما زالت السمة الغالبة في مثل تلك البرامج، لكن الغالبية المطلقة منها تلونت بلون الثورة وقوائمها، الأسود منها والأبيض، والرمادي «الكنبوي» كذلك.

ويبدو أنه سيتحتم على صناع تلك البرامج أن يشكروا الثورة المصرية التي أمدتهم هذا الموسم بنكهة شديدة التفرد لصناعتهم. «هل صحيح أنك خرجت في تظاهرة لتأييد النظام السابق؟»، «ما حصلش!».

«هل سبق وجمعتك المصادفة بزوجة الرئيس سوزان مبارك وعبّرت لها عن امتنانك بأنشطتها ودعمها لوضع المرأة؟» كان موقفي زي كل من كان موجوداً! يعني هل كان المطلوب أن أخلع حذائي وأدك رأسها؟».

«سؤالي هو حصل ولا ما حصلش؟»، «إ إ إ حصل بس ليس كما...»! ويرتفع صوت الصياد بطريقة درامية، «هل بكيت بالدموع في مكالمة هاتفية مع التلفزيون الرسمي وأنت تتهمين الثوار بالبلطجة؟»، «أنا أنا كنت أعتقد كما اعتقد غيري أنهم بلطجية!».

ويبدو صوتها يختنق وهي تقاوم البكاء، ما يعني أن المذيع بات قاب قوسين أو أدنى من الهدف! «أنت متهمة بمعاداة الثورة والمشاركة ضمنياً في تشويه سمعة الثوار و...». وهنا تدق موسيقى البرنامج التصويرية العسكرية الداعية إلى التوتر والترقب وتقفز الكاميرا لتكاد تلتصق بوجه الفنانة وهي تبكي بكاء مريراً وتقسم أنها وطنية وتحب هذا البلد، محاولة نفي تهمة معاداة الثورة عن نفسها.

الركوب التلفزيوني لموجة الثورة يعني أن الحلقة التي تحوي ضيفاً فناناً منتمياً إلى القائمة البيضاء تكون بمثابة حفلة تكريم للفنان، في حين تتحول حلقة الضيف الآتي من القائمة السوداء إلى محاكمة علنية لإثبات التهمة!

تهم التآمر ضد الثورات العربية، وإرهاصات الثورات وتوابعها، وردود فعل الحكام، وتصريحاتهم، ورد الشعوب عليهم بالشعارات انعكست كذلك على أسماء البرامج وكثير من المواد الفيلمية والفنية التي جُهزت كفواصل بين البرامج.

فهناك، مثلاً، برنامج «الشعب يريد» الذي يقدمه طوني خليفة، و «مطلوب رئيس» الذي يقدمه الممثل هشام إسماعيل، و «أنا الرئيس» ويقدمه محمد عبدالفتاح، و «من أنتم؟» للفنانة بسمة (المصنفة في القوائم البيض المؤيدة للثورة المصرية)، وغيرها.

وعلى رغم مرور أيام قليلة فقط على بدء الشهر الكريم، إلا أن بطلي القائمتين السوداء والبيضاء الفنيتين هما بلا منازع الفنانان طلعت زكريا الذي لم يجد غضاضة كما يبدو في الظهور في عشرات البرامج، تارة محاولاً تبرئة نفسه من تهمة معاداة الثورة، وتارة أخرى – في حال ووجِه بتصريحات سابقة له بالصوت والصورة – بالتأكيد أن «التعبير خانه» أو «أنه كان واقعاً تحت تأثير الإعلام المضلل»، إلا أن ما يحسب له، مجاهرته بحبه للرئيس المخلوع وشعوره بأنه بريء مما ينسب إليه من تهم تماماً، لأنه ببساطة كان مغيّباً عما يحدث في مصر طيلة السنوات العشر الماضية! والثاني هو الفنان عمرو واكد الثائر الذي لم يبرح ميدان التحرير طيلة أيام الثورة، وبات مصنفاً تحت بند الضيوف السياسيين.

ودفع موسم رمضان هذا العام عدداً من الوجوه الجديدة إلى شاشة التلفزيون، وهي الوجوه التي ولدت من رحم الثورة. فهناك مثلاً باسم يوسف المولود من رحمين، أحدهما انتقاد النظام الساقط والثاني رحم الإنترنت، وتحديداً موقع «يوتيوب»، خصوصاً أن يوسف خرج من عتمة الـ «يوتيوب» إذ دأب على تقديم «توك شو» ملاكي، أي بوازع شخصي منه للسخرية اللاذعة من تغطية التلفزيون الرسمي للثورة، ومن الفنانين الذين طبّلوا وزمروا للنظام، وغيرها من الأفكار التي حازت إقبالاً منقطع النظير من متصفحي الشبكة العنكبوتية.

ويأتي رمضان هذه السنة ليوسع يوسف من قاعدة مشاهديه ويقدم برنامج «البرنامج» عبر شاشة «أون تي في».

وإذا كانت حفنة من المسلسلات المعروضة نجحت في اللحاق بركب الثورة وتضمين الحوار بعض الجمل ذات الطابع المواكب للأجواء الثورية، فإن الفواصل الفيلمية التي يستخدمها بعض القنوات بين البرامج على سبيل الترفيه الثقافي اصطبغت بألوان ميدان التحرير بالكامل.

وبدلاً من التأريخ السريع لحرفة يدوية مندثرة، أو مسجد تاريخي شهير، بات التأريخ ثورياً بحتاً لميدان التحرير في القاهرة، والأربعين في السويس، والقائد إبراهيم في الإسكندرية.

حتى إعلانات رمضان المعتادة التي تصيب الجميع بتخمة مشاهدة وعسر هضم متابعة لفرط الدهون والزيوت واللحوم التي تتنافس على الإعلان عليها شركات السلع الغذائية تقلصت إلى حد كبير، وواكب صنّاع الإعلانات والشركات المعلنة الروح الثورية.

فهذه شركة اتصالات تشكر الثوار الذين قادوا البلاد إلى مصر جديدة، وتلك شركة مشروبات غازية تؤكد أن مصر الآن بحاجة إلى رجالها، وأن عليهم أن يشربوا منتجها الذي هو عنوان الرجولة، لأن الرجولة ليست سهلة.

وتبقى متابعة جلسات المحاكمة العلنية للرئيس المخلوع ونجليه وعدد من رموز نظامه السمة التلفزيونية الأبرز في رمضان 2011. فمن كان يتخيل أن تلتف العائلات وجموع المواطنين في نهار رمضان لمتابعة وقائع المحاكمة التي تستحوذ على اهتمام العالم أجمع؟ ومن كان يصدق أن تنتظر جموع الصائمين مدفع الإفطار لتتابع تحليلات خبراء السياسة وأطباء النفس ومحللي الاقتصاد لما جرى نهاراً في المحكمة؟ إنه حقاً رمضان بنكهة الثورة وطعم التحرير ورائحة مصر الجديدة!

الـ mbc.net  في

06/08/2011

 

الحسن والحسين وخطورة المسلسل

عبدالله فراج الشريف 

تاريخنا الإسلامي ثريّ بتنوع أحداثه، وهو مخزن متنوع يستطيع الأديب الماهر أن يجد فيه ضالته، وكم من أديب أخرج روايات عظيمة عن هذا التاريخ، ولونه بألوان مما حمل من ثقافة، فالذين كتبوا روايات عن تاريخنا الإسلامي، منهم المسلم الذي يحذر مواطن الخطورة في بعض أحداث هذا التاريخ، والتي إن طرقت أثارت فتناً لا يحتاجها المسلمون في هذا العصر، والفتن من حولهم تستعر نيرانها، وغير المسلم الذي لا يروق له إلا أن يبحث عن مواطن هذه الأحداث الخطرة ليرسم من خلالها الصورة التي يريد للمسلمين، الذين هم في نظره كثيرو العيوب والنقائص، وقد يجد في تلك الأحداث الأدلة على ما يزعم، أما أن يسعى أحد العرب المسلمين إلى الحفر التاريخي ليختار من أعماق هذا التاريخ ما حدث في سنوات الفتنة التي تلت مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتي أوقدها حيئنذ شباب مندفعون جاؤوا من شتى الأقطار التي وصلها الأسلام آنذاك كمصر والشام والعراق، ثم ما تلا ذلك من حروب الرابح فيها خاسر ولا شك، فيختار مثلا أن يتحدث في مسلسل تلفزيوني عن سيدنا الحسن وسيدنا الحسين ابني الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ويجعلهما في كفة ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في كفة أخرى، فيعلن مبتهجاً أنه أعد مسلسلاً يحكي قصتهم وما وقع بينهم، سيعرض على قنوات تلفزيونية في شهر رمضان المبارك، فلما أحس بالاعتراض على فعله هذا اكتفى بأن يجعل العنوان الحسن والحسين خير شباب الجنة ريحانتي سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما من أحبهما وأمر المؤمنين بحبهما رضي الله عنهما وأرضاهما، وهما على مرّ القرون ظلاً بعيداً عن التناول المسيء إليهما من جميع الطوائف، ويهيج غضب الأمة بسبب هذا التناول، وحتى وأن تذرع من يفعل هذا أنه إنما يذكر مناقبهما، فللأمة أن تقول له: إن مناقبهما لا يجهلها حتى الأطفال، وقد رصدت في مصادر الحديث ومصادر السيرة النبوية، وتحدث عنها العلماء على مرّ القرون، ولا مزيد لأحد من الخلف يأتي في أعقاب القرون ليوقظ فتناً يحاول المؤمنون دومًا درء خطرها عن الأمة، فلهما الاعتبار الأسمى عند الجميع فهما سبطا الحبيب سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما تخرجا في بيت النبوة، وحتما من أراد أن يصنع من أحداث حياتهما حكاية عصرية عبر مسلسل تلفزيوني أو رواية يستثير ما شجر من اختلاف أدى إلى اقتتال كرهه سلف الأمة ونهوا عنه أشد النهي، لأنه موضع تزل فيه أقدام من يظن أنه جريء، وهو لا يدري أنه قد يرمي بنفسه إلى النار أن تجاسر عليه، وثانيهما ألا يستطيع مهما كانت قدرته العلمية وخبرته بالتاريخ أن يحكم في أحداث جرت بين خير الأمة من صحب سيدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وآل بيته الذين كانوا في عصره واستمر وجودهم بعد وفاته، وإن تجاسر على حكم، فحتما لن يصيب وسيبني موقفه على نفس طائفي أضر بالأمة من قبل، وكان سبباً في فرقتها، فهذه الأحداث مزقت قلوب المخلصين من أمة سيدنا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -.

وثالثها: من ذا الذي يجرؤ أن يتقمص شخصيتي العظيمين سبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكيف يستطيع أن يبرز الفترة التي عاشاها في حضنه - صلى الله عليه وسلم - فهل هناك من يجرؤ أيضا أن يتقمص شخصية سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

ورابعها هل يمكن عرض هذا المسلسل على مجمع علمي لعلماء الأمة الموثوق بهم يناقشونه ويبدون الرأي فيه، لا أن يعرض على اثنين من اشتهروا بإجازة نصوص مسلسلات تاريخية ودينية، حتى وإن لم يرياها، طلبا لشهرة بدأت تنحسر عنهما، ويريدان بهذا أن يؤكدا حضورهما في ساحة هذا الصخب الذي يملأ كل الساحات وأود مخلصاً ألا يعرض على الناس مثل هذا المسلسل لينكأ جراحا ظللنا نداويها على مرّ أكثر من أربعة عشر قرناً ولم تندمل بعد، يغيب ألمها حيناً بجهود الخيرين، وتضطرم النار في القلوب أحياناً، حينما يتذكر الناس ما لقي الحسن وبعده الحسين من أمة جدهما المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والخسارة المادية مهما بلغت ممكن احتمال آثارها ولكن خسارة المسلم لثقة الأمة فيه لا يمكن احتمال أثرها وأقول صادقاً لمن كتب هذا المسلسل وأخرجه أو ساهم بالتمثيل فيه أو موله لا تخسروا ثقة أمتكم فيكم بعمل حتما هو مثير للجدل حتى قبل أن يرى النور، وأظنه إن عرض سيثير عاصفة حادة، لأن بيت النبوة خط أحمر لن يتساهل فيه المسلمون أبداً، فهل هم واعون لذلك.. هو ما أرجو. والله ولي التوفيق.

* المدينة السعودية

الـ mbc.net  في

06/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)