حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

حديث الذكريات

الفنان الكبير إبراهيم الصلال [5]

دخلنا محل حسن كمال ففتحت أمامنا البحرين

عبدالستار ناجي

حينما نقترب من الفنان القدير إبراهيم الصلال، فإننا نقرأ كماً من العناوين الكبيرة التي سطرت مسيرة هذا الفنان الكبير، الذي استطاع عبر مشوار فني يمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، أن يكون الشريك الأساسي والفاعل في مسيرتنا الفنية، فهو المبدع المسرحي الذي ستظل بصماته خالدة في ذاكرة ووجدان الجماهير، وهو أيضاً المقدرة على التنوع والتفرد التلفزيوني وكماً آخر من المحطات، التي نرصدها ويبوح بها نجمنا الكبير في حديث الذكريات. واعترف شخصياً وأنا اسجل ذلك المشوار، انني تعرفت على مسيرة مبدع.. وفي الحين ذاته مسيرة فرقة مسرحية شامخة هي فرقة المسرح الشعبي التي يترأس مجلس إدارتها.. وهي دعوة إلى القراءة والتأمل والاستمتاع. حدثنا الفنان الكبير إبراهيم الصلال في الحلقة الماضية عن تجربة فرقة المسرح الشعبي مع مسرحية «سكانه مرته» والنجاحات الكبيرة التي حصدتها الفرقة والتي أدت الى اعتراف الفنان الكبير زكي طليمات بأهمية الفرقة وأهمية العرض المسرحي وأسلوبه وشكله الشعبي، كما ساهم نجاح المسرحية بدفع حمد الرجيب للطلب من محمد النشمي لتأسيس فرقة المسرح الكويتي والابتعاد عن فرقة المسرح الشعبي.

ويحدثنا الفنان الكبير في حديث الذكريات عن رحلتهم الى البحرين قائلا: ذهبنا الى البحرين انا وعبدالله خريبط وعبدالرحمن الضويحي وخالد الصقعبي وجاسم المواش، ولم نكن نعرف إلى أين نذهب، أو من سنقابل.

ويستطرد: دخلنا السوق في البحرين، وكان امامنا محال فخمة مكتوب عليها اسم «محال حسن كمال» ودخلنا احد تلك المحال ورحب بنا صاحب المحل بأهل الكويت وقال: بانه يعرفنا، وانه شاهد لنا عملا مسرحيا من خلال تلفزيون الكويت ايامها بالاسود والابيض، واسمها «سكانه مرته» واخبرناه باننا جئنا الى البحرين من اجل عرض المسرحية هنا، ولا نعرف مع من نتفاوض، عندهم دائرة للاعلام ولكنها ليست مسؤولة عن المسرح، وليس عندهم مسرح بالمعنى الحقيقي، واشير هنا بان المسرح عندهم كان قبل الكويت حيث اعمال الفن البحريني محمود المردي ومجموعته القديمة، وكانت مسرحياتهم تنتقد الاستعمار البريطاني وضرورة مواجهته وطرده وشحن الناس للتظاهر ضد الاستعمار البريطاني، وايامها لم تكن هناك فرق مسرحية.

واخبرنا حسن كمال نفسه صاحب تلك المحال بانه عضو مجلس ادارة في النادي الاهلي الرياضي بالبحرين، وطلب منا ان يتكلم مع مجلس ادارة النادي، من اجل دعمكم وتقديم العرض في البحرين.

ويستطرد: كنا نسكن يومها في فندق صغير، ولم يكن هناك فنادق كما اليوم، فندق صغير فوق سوق السمك دور ثاني وفندق آخر اسمه فندق عبدالنور كان بعيدا بعض الشيء.

ويكمل: وفي فترة بعد العصر، جاءنا الاخ حسن كمال في الفندق الذي نقيم فيه، وطلب عبدالله خريبط وبقية الزملاء اعضاء الوفد، وذهبنا الى محله في السوق لشرب القهوة واخبرنا بان النادي الاهلي الرياضي يرحب بنا، ودعانا الى اجتماع مع مجلس ادارته، وهو كما اسلفت كان عضوا في مجلس ادارة النادي الاهلي.

·         هذا يعني ان الأمور جاءت حسب نيتكم؟

اجل، الأمور دائما تسير حسب النية الصافية، وهذا ما جعلنا ندخل تلك المحال دون غيرها في سوق البحرين، وكانت تحمل اسم محال العلم الاخضر لصاحبها حسن كمال وهو الذي فتح لنا باب تقديم عروضنا في البحرين بالذات مسرحية «سكانه مرته».

·         وكيف سارت الأمور مع مجلس الإدارة؟

تم الترحيب بنا، واخبرناهم باننا لا نريد منهم أي شيء سوى الدعوة وصالة العرض، ونحن سنتكفل بتحمل جميع الأمور المادية على وجه الخصوص.

·         حدثني عن تقديم المسرحية في البحرين وهي تبدو من التجارب الرائدة لخروج المسرح الشعبي إلى الخارج؟

أول مسرحية لفرقة المسرح الشعبي تخرج إلى البحرين كانت مسرحية «سكانه مرته» تأليف واخراج عبدالرحمن الضويحي، ذهبنا الى البحرين وكان كل شيء على حسابنا سواء الفرقة او حسابنا الشخصي، خصوصا ان مسرحية «سكانه مرته» وبعدها مسرحية «غلط يا ناس» حصدت كثيرا من المال، نتيجة الاقبال الجماهيري الكبير، وهذه الميزانية ساعدتنا على انجاز تلك الرحلة، كما قاموا بتوزيع بعض المبالغ علينا 10 أو 15 ديناراً.

·         كم كان أول أجر تقاضيته من المسرح؟

15 ديناراً، عن مسرحية «سكانه مرته» وبعد عمل لمدة 90 يوما وقبلها بروفات مكثفة.

·         حدثنا عن دورك وايضا ردود الافعال عند تقديم العرض في البحرين؟

قدمت شخصية الخال (بوصالح) في المسرحية في الفصلين الأول والثاني اقوم بمهمة الملقن وفي الفصلين الثالث والرابع اقدم دوري من خلال شخصية الخال بوصالح حيث ينزل الزميل الفنان خالد الصقعبي ليقوم بمهمة الملقن، او احدهم من الزملاء في الفرقة، حيث كنا نكمل بعضنا بعضا كفريق واحد، تجمعه المحبة وروح الفريق الواحد.

·         أول دور كان دور رجل عجوز «شايب»؟

ولا أزال شايباً!

ويستطرد: حينما ذهبنا الى البحرين، علم بالامر الشيخ عيسى بن سلمان «رحمه الله»، واخذنا بوفد جمع جميع عناصر الفرقة، وذهبنا الى ديوان سموه، وتشرفنا بلقائة، ورحب بنا اجمل ترحيب.

ويكمل: وقدمنا المسرحية، وحضرت زوجة سمو الأمير، وجاءنا احد المرافقين من الاعلام، وطلب منا ان نغير اسم «الزوجة» في المسرحية، لانه نس زوجة سمو الامير في البحرين. ووعدناه خيرا، ولكن مع بداية المسرحية ومضي احداثها نسينا الامر... وتفاعل الجميع مع المسرحية بمن فيهم حرم سمو الامير - رحمه الله -.

ويستطرد: عرضنا في الهواء الطلق، والذي عمل المسرح الخشبي، كان الفنان يوسف قاسم «رحمه الله» الذي كان قد صمم ديكور المسرحية من ذي قبل، وهو يعرف القياسات ما ساعدنا في الحركة. واهل البحرين رائعين، يغمروننا دائما بمحبتهم، وعلاقتهم مع اهل الكويت ملؤها الود والمحبة وهي علاقة تمتد الى قرون طويلة... والله لا يغير علينا.

ويقول الفنان الصلال: بعد عودتنا من البحرين، قمنا باعادة عرضها من جديد في الكويت وحصدت نجاحات اكبر واكثر، كما قمنا باعادة تسجيلها.

·         من هم ربعك، واصدقاؤك في تلك الفترة، الذين تخرج معهم غير اصدقاء المسرح؟

اصدقائي كثر والحمدلله، ولكن هنالك مجموعة شبه دائمة ارتبط بها، ومنهم الناظر يوسف الرشيد في ثانوية الاصمعي، وصالح الهولي، ويعقوب نعمان وعبدالحميد العثمان ومحمد مبارك «رحمه الله» وكان عميدا في الحرس الوطني. وفيصل الضاحي وابن عمه عبدالعزيز الكهيم.. ويوسف ناصر.. وهو من علمني العود؟

·         بيتكم وقتها لايزال في المرقاب؟

اجل.. في المرقاب.

·         ما حكاية يوسف ناصر وتعليمك العزف على العود؟

حينا ذهبت للاشتراك في المسرح، كان المسرح شعبياً يتكون من ثلاث فئات، فئة اسمها فرقة الموسيقى والفئة الثانية المسرح والفئة الثالثة الكشاف الوطني، وحينما جئت الى المسرح، قالوا ان سني صغير، واذهب واحضر ورقة من والدك، تفيد بانه لا امانع من الالتحاق بالمسرح. واخبرتهم بأنني موظف في مالية.. ولكنهم اصروا على احضار موافقة والدي - رحمه الله -. وذهبت الى الكشاف الوطني فقالوا.. انت صغير ولا تصلح.

وقلت لهم بانني كنت كشافا في «صلاح الدين» وجميع الذين كانوا في الكشاف الوطني كانوا اغلبهم من «صلاح الدين» من احمد علي جعفر والصايغ وسعيد العدساني. ولكنهم لم يكونوا يريدونني.. لهذا يضعون لي الاعذار. يرفضونني. بينما كنت احاول وباصرار.

ويستطرد: ذهبت الى الموسيقى، وكان يدرسهم محمد حسن صالح «رحمه الله»، ودرسني في صلاح الدين، وكان هناك ايضا محمد الشرباتي «الله يرحمه»، سألني محمد حسن صالح، عندما احس بأنني غير موسيقى، وليس لي اي علاقة بالآلات والموسيقى والالحان، سألني: أي آلة اعرف. فقلت له: العود، وهو يعرفني جيدا، وقال لي بأنه شاهدني في «صلاح الدين» ولا يتذكر بانه شاهدني اشارك في نشاط الموسيقى، او اعزف اي آله.. قلت له بأنني اشتركت في التمثيل.. قالي: اذهب الى قسم التمثيل، قلت له: رفضوني.. لانني صغير.. وانا اريد ان اعمل.. فقال لي: تعال بعد شهرين كي اجري لك اختباراً في العزف.. ووعدته خيرا.

ويتابع: رجعت، فجمعت كل ما امتلكه من نقود.. وعيديات. واشتريت «آلة عود» من بوشاكر «الفنان محمود الكويتي» «رحمه الله»، وجئت الى الفنان يوسف ناصر كي يعلمني العزف على العود.

·         لماذا يوسف ناصر؟

لانه يعزف على العود.. ويفهم اصول التعامل معه. قبل ان يكون كاتبا للاغاني. وكان جارنا في المرقاب وبيتهم من بيوت الحمد، اول الشارع، ووالده «رحمه الله» ملا ناصر امام المسجد. وعلمني اولا السلم الموسيقي «دو.. ري.. مي.. فا.. وهكذا» وكنت احفظ اي اغنية من خلال حفظي للسلم الموسيقي. وبدأت احاول.. وكنت اسمع اغاني فريد الاطرش. ومحمد عبدالوهاب. وعبدالحليم حافظ وام كلثوم بالاضافة الى الاصوات الشعبية القديمة. وبدأت اعزف.. وبعد شهرين ذهبت ومعي عودي.. وطلبت من الاستاذ محمد حسن صالح بأن الموعد قد أزف وانا جاهز... فقال بدون ان يختبرني.. بأننا قبلناك. وأعيد عودك الى السيارة.

ويتابع: واشير هنا الى ان في ذلك القسم كان يتدرب كبار الملحنين في الكويت، منهم احمد باقر وابراهيم الصوله والبعيجان وعثمان السيد وعبدالحميد السيد وكل ملحني الكويت.. ما عدا عوض الدوخي وسعود الراشد.

بعدها قبلت في المسرح. لانني قبلت في الموسيقى وهذا يعني ان ملفي اصبح مقبولا في المسرح.

كان ذلك في عام 1959.. وبعد اشتغلت معهم مسرحية «تقاليد» مع صقر الرشود.. وهذه لها حكاية نتوقف عندها في الغد.

النهار الكويتية في

05/08/2011

 

ترسيخ لمعادلات الدراما الخليجية

سعاد عبدالله «الفرصة الثانية» أعمق!

عبدالستار ناجي  

من أين تكون البداية حينما نكتب عن الفنانة القديرة سعاد عبدالله، هل نذهب الى حالة النضج التي راحت تتبلور وتتطور وتتعمق، أو نتأمل حرفتها كمنتجة أو كرمز من رموز الحركة الفنية في كويتنا الحبيبة. ان كل تلك المعطيات تتطلب مساحة لا تحدها حدود من القلق وايضا التحدي للكينونة والمحافظة على ذلك الموقع، بل والتخطيط لتجاوزه الى فضاءات ابعد، واخصب وارحب.

وحينما يأتي مسلسل «فرصة ثانية» فانه يأتي ليذهب بنا كمشاهدين الى مرحلة اعمق وانضج من التعامل مع المتغيرات التي تحيط بنا.

وهكذا هي الفنانة القديرة سعاد عبدالله التي تذهب الى التجربة وهي تعلم بانها امام تلك المعادلات المقرونة بالتحدي، والمقارنة وايضا التميز.

وقد يبدو مبكرا الحديث عن هذه التجربة ولكن معطيات الحلقات الثلاث الاولى تعطي مؤشرات عالية الاحتراف على صعيد المفردة والموضوع وايضا فريق العمل.

وفي هذا المجال نذهب الى تلك المعادلة التي اشتغلت عليها الفنانة القديرة سعاد عبدالله حيث ترسيخ الدراما الخليجية بكل بهائها وتفردها وقيمها.

فعلى صعيد الكتابة هنالك الكاتبة القطرية الكبيرة وداد الكواري التي تذهب الى حيث لا يذهب الآخرون وتختار من الموضوعات ما يثير بداخلنا كما من الاسئلة والموضوعات وايضا الجدل.

«فالفرصة الثانية» التي تقدمها الكاتبة وداد الكواري تذهب الى ذواتنا الى حيث نحن داخلنا ونبضنا وليس القشور والهوامش.

مرحلة من الذهاب الى حيث الذات بكل خلجاتها، حيث تستعاد الاسئلة، ماذا لو كنا نحن؟ ماذا لو اتيحت لنا الفرصة الثانية.

فالعمر بمثابة فرصة ينبغي ان نعيشها، نزرع بصمتها نتفاعل ونحس بالآخرين ونعايشهم، وحينها تأتي «الفرصة الثانية» نعمق ذلك البعد وتلك القيم والثوابت ولا نكون الا نحن.

ونذهب الى المضامين التي يطرحها هذا العمل الذي نعاين شخصياته واحداثه على مدى 30 حلقة، قد تبدو تقليدية للوهلة الاولى، ولكنها في حقيقة الامر تذهب بنا الى جوانب التحليل الانساني لذواتنا، قبل تلك الشخصيات التي تتحرك امامنا على الشاشة الصغيرة. قصة انسانية تتعرض لقضية الاختبار التي يواجهها الانسان، حينما تتاح له «الفرصة الثانية» حيث البحث عن الطريق الصحيح ومدى تأثير ذلك على مجريات الاحداث وحياته بشكل خاص. هكذا هو المحور، ومن خلال تلك «الفرصة الثانية» التي تعيشها جميع الشخصيات نتأمل كما من الحكايات والشخوص والاحداث.

الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله تعرف جيدا المنهجية التي تشتغل بها الكاتبة المميزة وداد الكواري والتي كان قد تعاونت معها من ذي قبل في مسلسلات «حكم البشر» و«بعد الشتات» وفي هذا الاخير كنا امام حالة من السوداوية القائمة، وهنا وكعادة الكواري، تعزف على الألم.. لا تفارقه.. حتى وهي تذهب الى الامل، فانها تظل مقيدة بأرث انساني مشبع بالوجع.. والمعاناة.. التي عاشتها المرأة العربية والخليجية عبر المراحل.

المرأة عند الفنانة سعاد عبدالله، ومن قبلها «وداد الكواري» هي المرأة الشمولية، التي أرى بها كل النساء.. وكل الأمهات.. وكل المعاناة.. والألم.. والوجع.. وعذرا لاستخدام هذه المفردات، لكننا تعطى مؤشرات لما ستسير عليه الأحداث. وما ستصل اليه الشخصيات. حيث لكل شخصية فضاؤها الخصب من التعب.. والألم والمعاناة.

فإن كنتم عشاق هذه النوعية من الاعمال الدرامية فأبشروا لأن الفنانة الكبيرة ستطوف بكم الى مرحلة قصيه من الالم.. والوجع وهي لا تدعونا الى البقاء، بقدر ما تدعونا الى التأمل بواقع تلك الشخصيات والحاجة الماسة الى «الفرصة الثانية» التي قد لا تعود.. والتي تحتم علنيا أن نكون. اذا لم تكن كذلك منذ الفرصة الاولى.

وضمن المعادلة الخليجية، يأتي المخرج البحريني علي العلي، الذي شاهدناه من قبل في «على موتها أغنى» ويعرض له هذه الايام ايضا مسلسل «شوية أمل» كما تابعت له الفيلم البحريني «مريمي» وهو هنا ومن خلال الحلقات الثلاثة الاولى، يعيش حالاً من المزج بين اسلوبه الذي شاهدناه ونشاهده في «شوية امل» و«على موتها اغني»، وايضا الكلاسيكية في رسم الكادر، بالذات، فيما يخص «الميديم شوت» الذي يقترن بحضور الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، ولربما في جميع اعمالها السابقة، وهو يحاول ان يخلق توليفة بين الاشكال، بين ما هو دارج، وبين رؤية تحاول تجاوز المألوف.. وهذا ما نحسه في عدد من المشاهد التي مرت وبعجاله في الحلقات الاولى، ولكن نتوقع جهدا اكبر في بقية الحلقات، من اجل الانعتاق بالصورة التقليدية.

الفرصة الثالثة، كم من البعد الفلسفي، الذي يأتي عبر حكاية قد نمر بها، ونعيشها في اية لحظة، ولكنها حينما نذهب الى التحليل والعمق، تتطلب لياقة عالية من فريق الفنانين قبل الفنيين.

وحينما نقول، ان البعد الفلسفي يتطلب كثيراً من البحث والدراسة ومن قبلها الحوار المكثف، للوصول بالشخصيات الى مرحلة من العمق.. التي قد يصلها هذا الفنان او ذاك، كل حسب اشتغاله على الشخصية. وبحثه في مضامينها وأبعادها.

هذا البعد الفلسفي، يتم اكتشافه منذ المشاهد الاولى حيث نكتشف كم اشتغل هذا الفنان على شخصيته.. وكم مرت الشخصية عند ذلك الفنان مرور الكرام.. وهذا ما سيتأكد في بقية الحلقات.

تأملوا تلك الشخصيات التي تطل علينا عبر الفرصة الثانية، وانظروا جيدا الى ما تمثله من عمق.. وقيمة.

ونشير هنا الى انه مع الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله كل من عبدالعزيز جاسم وحسين المنصور وباسمة حمادة وخالد امين والهام الفضالة وعبير احمد ومشاري البلام واحمد ايراج ومرام وزينة كرم وحسين المهدي ومريم حسين وصمود وملاك.

ونعود الى حيث الشخصية التي تقدمها الفنانة القديرة سعادة عبدالله، حيث المرأة التي تعاني نتيجة حرمانها من رؤية بناتها لأكثر من «20» عاما، فأي ألم هو؟ وأي معاناة هي.. وأي وجع يحولها الى حالة تقترب من فقدان الصواب؟ حيرة مدمرة؟ تجعلها في حالة بحث عن الكيفية التي تعوض بها ذلك الغياب للبنات. شيء ما كما السكين في الخاصرة.

وجع ما بعده وجع.. وألم ما بعده ألم.. وهذا ما يجعلنا نطوف في فضاء تلك الشخصية المحورية، وغيرها من الشخصيات، لأننا ننتقل لحظتها من كرسي المشاهد.. الى داخل الحدث.. هكذا كتبت وداد الكواري.. وهكذا أخرج علي العلي وهكذا عاشت سعاد عبدالله... وهكذا حللنا.. وفهمنا..  

وجهة نظر

المنصور

عبدالستار ناجي

كلما جاءت الدورة الرمضانية، وازدحمت الأعمال الدرامية المحلية والخليجية، تذكرت اسم الراحل الكبير عبدالعزيز المنصور، ذلك المخرج الذي استطاع ان يضع بصمته، وباقتدار على مجموعة من النتاجات الدرامية، التي رسخت اسمه كواحد من أهم الصناع في مجال الدراما المحلية والخليجية.

أعرف الراحل منذ مطلع السبعينيات، حيث كان لي شرف مرافقته اثناء تصوير فيلم «الرسالة»، واسندت له مهمة المشاركة في عمليات الماكياج الى جوار عدد بارز من الاختصاصيين في هذا المجال، وكنت يومها في بداية المشوار الصحافي، اغطي ذلك الحدث الكبير، ويومها اقتربت من ذلك المبدع، فاذا به طاقة لا تهدأ وامكانية تتجدد وكم من العلاقات المتعددة والمتنوعة والثرية.

خلال مشواره، قدم الراحل عبدالعزيز المنصور، كماً من النتاجات المسرحية، مع فرقة مسرح الخليج العربي، ومن أعماله «ردوا السلاح» و«الحامي والحرامي» ترنموا كي يصحو المارد.

وفي مجال الدراما، استطاع ان يؤسس ذلك (النهج) الذي سمي لاحقاً بالدراما الخليجية، فكان في طليعة المخرجين الذين راحوا يؤكدون التوليفة الخليجية في جميع مفردات الحرفة الفنية.

وله في الدراما، حفنة من النتاجات، التي ذهبت بعيداً في ترسيخ حضور الدراما الكويتية والخليجية، والانطلاق بها بعيداً، ومن ذلك الفيض السخي من النتاجات نشير الى «غصات حنين» الذي فاز عنه بجائزة الدولة التشجيعية لافضل مخرج، وله ايضاً «حوش المصاطب» و«مثلث الحب» و«ناس من زجاج» و«القدر المحتوم» و«صحوة زمن» و«الاعتراف» و«دروب الشك» و«زمان الاسكافي» و«القرار الأخير» وغيرها.

وتمضي الأعمال والنتاجات وتبقى البصمات، واليوم، وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة أعوام على رحيل ذلك المبدع الكبير الا ان بصماته تظل حاضرة في ذاكرة الفن ووجدان الحرفة ونقادها.

واليوم أيضاً، كل ما اقوله، تأملوا ما يقدم من نتاجات تشاهدوا ذلك الحضور الواضح لشخصيته الاخراجية التي تكاد تتأثر بها النسبة الأكبر من صناع الدراما المحلية والخليجية والعربية على حد سواء ومن هنا سر خلود هذا الراحل الكبير.

وعلى المحبة نلتقي.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

05/08/2011

 

عين على الفضائيات

زمن "التغيير"

مارلين سلوم  

لا شيء يوحي حتى الآن بأن الشاشة في رمضان ستقلب صفحة السياسة لتعيد المشاهد مجدداً إلى روايات من صنع الخيال وإلى حكايات تافهة ونميمة “نسوان” . فكل مسلسل نشاهده يربطنا ولو جزئياً بالأحداث الحالية وبالفساد الذي أدى إلى تغير الأحوال في أهم مدن صناعة الدراما العربية . وربما كل ما نشاهده نربطه نحن في أذهاننا بما يجري اليوم على أرض الواقع .

هكذا استطاعت التحركات والثورات الشعبية أن تحرك الشاشة وتقلب كيان ومزاج المشاهد، فلم يعد يعنيه كثيراً أن يتابع المشاحنات المكررة درامياً بين الزوجة الأولى والثانية وتنافسهما على كسب قلب “ديك البرابر” الزوج، ويكتفي بمشاهدة مشهد أو مشهدين من أي حلقة لينتقل بعدها إلى ما هو أهم . ومن حسن حظنا أن “الأهم” متوافر، ومنذ حلقاته الأولى بدأ يشدنا ويشجعنا على المتابعة اليومية، خصوصاً تلك المسلسلات الملأى بالإثارة سواء كانت إثارة بوليسية مفتعلة مثل مسلسل “المواطن x” و”عابد كرمان”، أو حقيقية بفعل الحبكة الدرامية في مسلسلات “واقعية” على شكل “دوران شبرا” و”الشحرورة” وغيرهما .

“الشارع” فرض نفسه بقوة على الشاشة وانعكس على نوعية البرامج التي يتم عرضها خلال هذا الشهر، كما انعكس سابقاً على برامج التوك شو . حتى إن المذيعين ومقدمي البرامج، أجبرهم “الشارع” على اللحاق به والاستماع إلى صوته، فغيروا طبيعة أسئلتهم وإن لم يغيروا ضيوفهم، مثل طوني خليفة الذي يكرر ضيوفه مع تجديد القليل منهم، ليسألهم اليوم عن الثورة بعدما انتقل إلى المقلب الآخر في برنامجه الجديد “الشعب يريد” والذي يقدمه بنكهة الثورة . الممثلة نسمة أصبحت مذيعة وتحاسب ضيوفها أيضاً على مواقفهم من الثورة في “من أنتم؟” . الدكتورة لميس جابر تشرح مفهوم الدستور في “دَ سطور يا سيادي” . البرامج الكوميدية والمقالب مصنوعة على مقاس ميدان التحرير وشباب الثورة، والنشرات الإخبارية الساخرة تواكب هذا الزمن .

وإذا تراجع عدد المسلسلات في رمضان لأول مرة، إلا أن الشاشة لم تخل من التخمة الإعلامية،  حيث فوجئنا بتزايد أعداد القنوات المصرية، لنشهد “طفرة” غير مسبوقة، بعضها تماشياً مع موجة “التغيير”، وبعضها تناغماً مع رمضان، مثل قناة “أو تي في رمضانية” المولودة خصيصاً لشهر رمضان من رحم قنوات “أو تي في” المصرية، إلى جانب قناة “القاهرة والناس” التي تفتح أبوابها شهراً وتنام 11 شهراً، والطريف أنها في نشرتها الإخبارية “الفراخ” الساخرة تطلب من مذيعي التوك شو والبرامج السياسية أن يتنحوا جانباً ليفسحوا المجال لها لأنها فرصتها الوحيدة التي تطل من خلالها على المشاهدين .

قنوات تتوالد بسرعة صاروخية، فلم نكد نتعرف بعد إلى قناة “النهار” حتى أطلقت قناتها الجديدة “النهار دراما”، ومثلها انطلقت قناة “سي بي سي + 2” و”سي بي سي دراما” من تحت جناحي “سي بي سي”، في حين تعتزم “التحرير” إطلاق قناتها الثانية قريباً، إضافة إلى قنوات “25 يناير” و”المصري” والبقية تأتي . 

القنوات الثانية تكرر ما تعرضه الأولى مع اختلاف في التوقيت، ويقولون أنهم يتيحون لنا فرصة متابعة ما فاتنا من مسلسلات في أوقات مختلفة . نشكرهم ونسألهم، هل إلى هذا الحد إنشاء القنوات مربح والمال وفير في زمن “التغيير” و”التطهير” كي تتدفق القنوات بهذه السرعة والسهولة، وكأنه سبيل ماء يعب منه من يشاء وقدر ما يشاء ويمشي في طريقه؟

smarlyn@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

05/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)