عالم ماثل هناك، عالم مغلق على ذاته، ضحيته الأنسان بل ضحيته البشرية كلها
، عالم موغل في القهر والمأساة، ومهما قيل ومهما كتب وماانتج من صور ستبقى
غيض من فيض لعالم تتسع فيه المأساة باتساع الزمان والمكان والتاريخ... في
ذلك الزمن القاتم كان هنالك المثقفون الروس، وكان هنالك ستالين في مقابلهم
، لم يكن هو الا شاهدا وفاعلا على ثورة تأكل ابنائها ، والصعود الى المجد
لابد وان بمر عبر سلالم من جماجم الأبرياء وغير الأبرياء ولابد من الطقس
السلطوي الوحشي بالأغتسال اليومي في بحيرات من دماء الضحايا ، اصداء الوحشة
في الأركان في كل مكان من الأتحاد السوفيتي في حقبتي الثلاثينيات
والأربعينيات، كان السوط الشيوعي الستاليني يجلد الضحايا ليل نهار ويستخدم
قوة امبراطورية مرهوبة الجانب من اجل سحق افراد قلائل كثير منهم شبهته
وتهمته هي انه يفكر بطريقة مختلفة ..هذه هي كارثة كل زمان ومكان ، والضريبة
القاسية التي يجب ان يدفعها كل من يفكر بطريقة مختلفة ، المختلفون هم
الضحايا دائما ، اشباحهم تقض مضاجع الطغاة وتقض مضاجع الحاسدين والحاقدين
والكارهين ، حتى على مستوى حياتنا اليومية العادية .
منذ ممات لينين - الدولة السوفيتية الأمبراطورية في سنة 1924 بدأ نجم
ستالين بالسطوع الدامي ، يتنكر اولا كما يفعل كل العتاة ، يتنكر تحت غطاء
القيادة الجماعية وانه جزء ممن الكل في تلك القيادة ثم لتتسلل افعى الشيطان
خلسة ، ينظم الى كامينيف وزينوفيف مكونا ثلاثيا للقيادة وسرعان مايمتد
اخطبوطه بوصوله الى السلطة المطلقة في 1930 وهناك بدأ حمامات الدم : اباد
اعضاء اللجنة المركزية البلشفية ولم يبق غيره ووزير خارجيته مولوتوف
واعقبها بأبادة كل من عبر عن فكر مغاير او حتى من شك بمعارضتة ، و قتل
مئات الألوف تحت شبهة وتهمة الأختلاف.
رحل ستالين مليون ونصف انسان ليموتوا هناك ..بعيدا متجمدين جوعى مشردين
في سيبيريا لايسمع صرخهم احد وكانت التهم شتى من بينها التعاطف او
التعاون مع النازيين او معاداة مبادئ الثورة .اعدم ستالين مليون نسمة بين
1935 و 1938 وبين 1945 و 1950 .وفي العام 1940 وقع على اعدام 25 الف من
المثقفين وفي المجمل بلغ عدد ضحاياه مابين 18 الى 22 مليون انسان خلال مدة
حكمه التي امتدت لواحد وثلاثين سنة .
وسط هذه الفضائع كانت قصته مع تروتسكي ، رفيق دربه وأحد المع رجال الثورة ،
لكنه هو الآخر حمل راية الأختلاف فحلت عليه اللعنة تشريدا ونفيا من بلاد
الى بلاد ، تنكيل واغتيال لكل المقربين منه : اسرته ، اصدقاءه ، ملاحقة
واعتقال كل من يتعاطف مع فكره وهو الشيوعي وابن الثورة ولم يكتف ستالين بكل
انواع التنكيل والملاحقة بل عمد في الأخير الى اغتيال تروتسكي نفسه في
منفاه في المكسيك عام 1940 ..قصة هذا الفيلم تتحدث عن هذه المرحلة .
مختصر القصة
(ايفيجينا جينزبورغ)– الممثلة ايميلي واتسن – هي استاذة للأدب الروسي وعضو
نشيط في الحزب الشيوعي السوفيتي في حقبة الأربعينيات وزوجها هو الآخر شخصية
مثقفة مرموقة وعضو بارز في الحزب الشيوعي الستاليني ويرأس تحرير احدى
الصحف اليومية .
هي امرأة مرهفة وشاعرية تترنم مع تلاميذها بأشعار بوشكين وليرمنتوف وروائع
تشيخوف وتولستوي وغيرهم هي التي تتفاعل مع الأبداع الأنساني وتجد فيه ذروة
للرقي والتحضر ويشاركها ذلك الحس زميلها ( سيدروف ) الممثل جيمي يول -
الذي ينشر مقالات تعبر عن رؤاه تلك ولكن يجري تفسير تلك المقالات على انها
مساس بالثورة والحزب القائد والزعيم الأوحد ستالين وانها تأثر وتواطؤ مع
التروتسكيين وتكون النتيجة هي القاء القبض عليه وزجه في السجن بسبب ادانته
بتلك التهم دون ان يقوى أي شخص على مد يد العون له ولاتتوقف القصة عند هذا
الحد بل تتعدى ذلك الى الطلب من جميع زملائه اعلان البراءة منه وادانته
ولكن البروفيسورة زميلته ترفض التوقيع على ورقة بهذا المعنى وترد على
المسؤول الحزبي للجامعة انها لم تلحظ سلوكا غريبا من زميلها تستوجب ان توقع
على ادانته وماكان يكتبه كان طبيعيا .
وبترتب على رفضها التوقيع على ورقة الأدانة ان تساق الى التحقيق ويتقرر
ايقافها عن التدريس لأتهامها بأنها تحمل افكارات متأثرة بالتروتسكيين ويعجز
زوجها ذو المنصب الرفيع عن مساعدتها فتقرر ان تلجأ الى مسؤول حزبي كبير في
موسكو يعرف عنها ولاءها للحزب ونشاطاتها فيقرر ايقاف معاقبتها لكن مايلبث
ان يتراجع بتأثير مسؤول امني كبير ويتقرر سحب عضويتها من الحزب ثم القاء
القبض عليها وتحكم تاليا بالسجن لعشر سنين مع الأشغال الشاقة في سيبيريا
وهو مالم تصدقه بل هي مفاجأة كبير بالنسبة لها متسائلة (..هل حقا سأعيش
..هل حقا انني لن اموت..؟ ) ...وهنا تتجسم مأساة اكبر بسبب الأعداد الغفيرة
من المغضوب عليهم من السلطة الستالينية الدكتاتورية الظالمة والذين يتعرضون
للتعذيب ووحده تعذيب الطبيعة والترويع كاف في تلك البيئة المتجمدة وسط
الغابات يجري اضطهاد المئات ناهيك عن الأغتصاب الذي تتعرض له النساء .
وتصل الى هناك رسالة من امها تخبرها ان زوجها قد تم اعتقاله ثم تعلم انه
قتل ، مات في السجن وان ابنها الصغير اليوشا مات جوعا في احد مخيمات
الأطفال ولم يبق الا ابنها الكبير الذي يعيش مع جدته .
هي تشهد الموجات اليومية للأغتصاب الجماعي للنساء ، يتعرف عليها الطبيب (
انطوان والتر) – الممثل اولريك توكور - ويطلب ان تعمل مساعدة له في
المستشفى وتتوثق علاقتها به بعد ان تعلم انه من اقلية المانية تعرضت هي
الأخرى للأضطهاد فتتعاطف اكثر معه لتربطهما علاقة حب لكن التقارير السرية
تذهب الى السلطات بأن الأثنان يقيمان علاقة في اثناء العمل وتتم معاقبة
الطبيب بنقله الى معتقل آخر وتنتهي القصة بمرور عشر سنوات وخروجها من السجن
ولقائها مجددا مع الطبيب ليبدآن معا حياة جديدة.
المعالجة السينمائية والبناء الدرامي
لعل الوقائع التاريخية التي سقناها والمعروفة والمتداولة بصدد ستالين وحقبة
حكمه الرهيبة كافية تماما للنسج تحت اجوائها ولتقديم وقائع واحداث مؤثرة
وانسانية ، لكن كيف اذا كانت القصة حقيقية وليست نسيجا روائيا ؟
تلك هي قصة هذا الفيلم ومعالجته الدرامية المبنية على مذكرات (اوجينيا
جينزرغ ) التي هي نفسها من سطر فصول تلك المأساة الرهيبة وعاشتها بكل
دقائقها وفصولها لتتولى نانسي لارسن كتابة السيناريو .
لعل ميزة الفيلم من جهة معالجته الدرامية هي حرصه على الخروج من معطف
التاريخ والوقائع التاريخية الى الأقتراب من الحس الأنساني والجرح الأنساني
والهم الأنساني اليومي وتلك الحياة المنسية التي ترزح تحت وطأة قوة البطش
الجبارة ، لم يكن هنالك ارشيف ولا وثائق ارشيفية ولم يظهر ستالين ولا سمع
صوته في أي مشهد وذلك مايتعكز عليه مخرجو افلام من هذا النوع على الأغلب
.كانت صورته وصوته واشباحه تملأ كل ركن وتلاحق الناس .
وابتداءا من المشاهد التي تظهر فيها ايفيجينا استاذة للأدب الروسي ،
وبالرغم من كونها شيوعية وعضوا نشيطا مدافعا عن الحزب الا انها كان تبحث في
وسط المعمعة عن الأنسان ووسط سطوة الأجهزة السرية كانت تجد في الشعر والأدب
بديلا ، لم تكن تعطي محاضرات في الأدب بل تم تقديم شخصيتها على انها تعيش
اللحظة الأنسانية للكاتب والمبدع ، وكأنها في عالم آخر ، فهي لاتعلن تمجيد
الثورة ، ولايظهر في كل ماتقوله وتعلمه لطلابها اثرا ما للستالينية ، لكن
اصداء تروتسكي واتباعه تطل برأسها وكأنها بالنسبة للستالينيين بمثابة وباء
سرطاني خطير اذ لامكان في موسكو مملكة ستالين للأختلاف .
وبموازاة ذلك تشعر ان الواقع برمته مغلف برهبة وخوف من المجهول سرعان
مايتفجر من خلال ملاحقة اتباع تروتسكي والمؤمنين بفكره ، وفي لقطات سريعة
يظهر البوليس السري وهو يلقي القبض على الخصوم بالمئات .
اما هي ، فعلاوة على انها ظهرت بهذا المستوى الرفيع من الوعي والحس
والثقافة الا انها ايضا ام طيبة، تحنو على اطفالها ، بينما وجه السلطة
الصارم هو زوجها ، الذي يلقي بمقالاتها التي تقدمها لغرض النشر في الصحيفة
في سلة المهملات ، هو زوج لكنه مدافع مخلص عن الستالينية .
لعل ميزة هذا القسم من الفيلم هي تلك الحوارات المكثفة المعمقة المكتوبة
بلغة ادبية رصينة ، حوارات تحوم حول كوكب تلك العبقريات والقمم الشامخة في
الحياة الثقافية الروسية ، ولعلها مسألة ملفتة للنظر في المعالجة
السينمائية اذ كانت هنالك حاجة وسؤال مهم وهو : بأي لغة ستتكلم الشخصيات ؟
أي فصام ستعيشه بين عشقها للأدب ، وجله ادب واقعي وانساني ذلك الذي ميز
الأدب الروسي ، وبين الواقع المرير المحيط بالكلمات والأفكار والدوافع .
والمسألة بالنسبة لأيفيجينا تتلخص في الأخلاص الشخصي المجرد ، اخلاص
للثقافة والوعي وللفكر وللأنسان واخلاص للطريق الذي اختارته هي وهو الدفاع
عن الثورة والولاء للحزب ولم يكن يدور في خلدها ان هذه الصورة وهذا الحزب
ماهو الا غول هائل يتغذى على مأساة الشعب وينمو ويكبر بكبر عدد الضحايا
وينتعش بصراخ المظلومين والمعذبين والقابعين في قعر السجون ويفاخر بكثرة
الأعداء وانهار الدماء .
هذا ما لم يكن واردا في وعي تلك الشخصية المبنية دراميا بشكل ملفت للنظر،
من ناحية سعيها الى المحاججة العقلية وعدم التسليم بظواهر الأشياء وان
الأختلاف في الهوامش والتفصيلات الجزئية لايغير من الولاء للثورة ولستالين
وللحزب ، لكنها كانت افكارها هي وحلولها وافتراضاتها وامنياتها هي ، اما
على ارض الواقع فالقصة تكتسب شكلا آخر ومعان اخرى .
عالم الأقبية السرية
بدا واضحا ان الفيلم بني دراميا على اساس ثلاثة مراحل الا وهي : مرحلة
ماقبل الأعتقال ، وتمثل في الحياة المسالمة الطبيعية و المرحلة الثانية هي
مرحلة الأتهام ثم التحقيق والأعتقال والمرحلة الثالثة هي مرحلة السجن في
اصقاع سيبريا المتجمدة .
في القسم الثاني ، في عالم الأقبية السرية كان هنالك محققون شرسون ولاؤهم
يدفعهم الى ادانة المتهم وايقاع العقاب به مادامت قدماه قد وطأتا ذلك
المكان ، فالداخل مفقود وماكنة القتل البشعة لابد وان تطاله ، لكن مفجآت
وسخرية القدر تظهر من خلال اكتشافها ان كل من حققوا معها وهم الذين كانوا
يعبرون عن اشد صور التطرف والولاء لستالين وللثورة وبما فيهم زوجها ، كلهم
كانت نهايتهم السجن او الأعدام ، لأن هذه هي حقيقة "الثورة" لارحمة فيها
ولا رأفة والمخلص لها هو مشروع خائن ، هذا ماكان ستالين يؤمن به ، ومن
سخرية الأقدار انه في اجتماعات حزبه كان يخرج في كل مرة بقائمة من مساعديه
ليتم اعدامهم لمجرد النظر الى عيونهم والشك في ولائهم .
في الحوار معها وفي اثناء التحقيق لم تكن ايفيجينا تعرف بأية لغة يمكنها
الحديث مع جلاديها ، يمارسون معها في البدء حربا نفسية ، في اللحظة الأخيرة
قبيل احالتها الى المحاكمة يطلبون منها التوقيع على تقرير الفرصة الأخيرة
لتخليص نفسها ، هي ادانة صديقها سيدروف وادانة واتهام عدد من اصدقائه
واصدقائها ايضا ، ولكنها تأبى ان توقع ، وعندها تجد نفسها وهي تساق مع
العديد من السجناء والسجينات في قطار يقلهم الى سيبريا .
هنا ثم واقع كابوسي بالكامل ، المكان هو الشاهد ، اذ لامعنى احيانا لكثير
من الكلام الذي يفصح عنه المكان الذي يمكن تلخيص ملامحه من الوجهة
الأخراجية بحسب مايلي :
اولا : المكان الشخصي ، يتم ايجاد مكان محدد للشخصية تكشف فيه عما يجول في
داخلها ، وماتفكر فيه وماتعانيه ، هو المكان – المرآة ، الذي لابديل عنه في
ايجاد فضاء تعبيري بديل ، والمكان الشخصي بالنسبة الى ايفيجينا ليس هو
المعتقل في معناه الجمعي بل تلك المساحة الصغيرة التي تجد نفسها فيها وهي
تحاور صديقتها لينا ( الممثلة اجاتا بوزيك) وهي ضحية اخرى ، لكن السرير
المتداعي في ذلك العنبر المزري للسجينات كان هو الذي يشهد تدفق افكار
ايفيجينا في الليل خاصة ..هو المساحة الوحيدة التي تجد فيها ايفيجنا
امكانية للعودة الى الذات والسؤال : لم كل تلك السنوة جيء بهن الى هنا ؟
ثانيا : المكان الكابوسي : وهو المكان الذي يجري فيه اما اذلال وقهر
السجينات بالأشغال الشاقة بقطع الأشجار وسط الثلوج او ضرب من يعترض منهن او
قتل أي منهن .هي تصرخ في وجه الحارس : انه مكان كابوسي بالنسبة لك انت ..انت
تتعذب مثلنا وترتجف بردا ، كل ماترتديه لايحول دون البرد الذي يجمد قدميك
..انها درجة ثلاثون تحت الصفر لكنه يرد بل انها عشرون تحت الصفر ..ويتحول
الكابوس الخانق الى دافع لديها للتحدي ثم الموت ربما ولهذا يضربها الحراس
حتى تفقد الوعي لينتهي بها المطاف الى المستشفى .
ثالثا : المكان الوسيط بين عالمين : وهو المستشفى ، فهو مكان بأمكانها ان
تشرب حساءا ساخنا ، وان ترتدي ملابس نظيفة وتأكل طعاما افضل وتتكلم عن
ذاتها وعن الشعر والأدب والتاريخ مع الطبيب الألماني الأصل والتر ،وهو ضحية
اخرى ، المكان الوسيط بين عالمها الماضي وبين المكان الكابوسي ، هذا المكان
الوسيط يتحول الى فردوسها بعد ان تتوطد علاقتها مع الطبيب ...هي لم تشاركه
السرير غير مرة لكنها مرة توجت وعيا مختلفا يشتركان فيه في نقطة الحس
الأنساني ، وحيث يرقبون اغتصاب السجينات وتعذيب من يعترض منهن كما هو الموت
التراجيدي للينا التي حملت من احد الحراس ثم عوقبت بدعوى انها تمارس البغاء
في السجن .
..............
المخرجة (مارلين جوريس):
واحدة من اهم وابرز مخرجي السينما الهولندية (من مواليد 1948) هي سينمائية
دخلت ميدان الأحتراف : من كتابة النقد الى كتابة السيناريو الى الأخراج منذ
منتصف السبعينيات وهي علاوة على ذلك تعنى اشد العناية بقضايا الحقوق
المدنية وحقوق المرأة في العالم ،ولهذا تبرز في اغلب افلامها المرأة موضوعا
محوريا ، اخرجت وكتبت سيناريو الأفلام الآتية : سؤال الصمت : 1982 ،
المرآة المكسورة 1984 ، الجزيرة الأخيرة 1991 ،خط انطونيا 1995 الفائز
بجائزة اوسكار احسن فيلم اجنبي ، السيدة دالاواي – عن رواية فرجينيا وولف
1997، دفاع لوزن 2000 .
الممثلة (ايميلي واتسن):
اما الممثلة المعروفة ايميلي واتسن التي قامت بدور البطولة في هذا الفيلم
فهي ممثلة انجليزية من مواليد 1967 ، درست المسرح والدراما وقدمت عشرات
الأعمال المسرحية قبل ان تعرف نجمة سينمائية ابتداءا من مطلع التسعينيات
حيث مثلت في العديد من الأفلام منها : كسر الموج 1996 الذي رشحت عندورها
فيه الى الأوسكار ، هيلاري وجاكي 1998 ، رماد انجيلا 1999، جوسفورد بارك
2001، التنين الأحمر 2002،اكاذيب متفرقة 2005 ، العمق 2007 ، ارواح باردة
2008 ،وغيرها
*
انتاج: المانيا ، بلجيكا ، فرنسا ، بولندا
*
من عروض مهرجان السينما الأوربية 2010 في بروكسل
*
ينشر بالتعاون مع ورشة سينما : خاص – بروكسل
www.cineworkinst.eu
سينماتك في 9
يوليو 2010
|