شاهين.. أخذ من السينما بقدر ما أعطاها
تختلف أو تتفق معه.. هو الأفضل دون منازع
«سينماتوغراف»
ـ محمود درويش
قدم يوسف شاهين للسينما المصرية الكثير. قد تتفق معه أو تختلف، إلا أنه ظل
الأفضل دون منازع. كان حالة فريدة ظلت متوهجة مثيرة للجدل حتى آخر لحظة في
حياته الحافلة بالمعارك والاختلافات والاتهامات المتبادلة وحتى التلاسن مع
الكثيرين.
هو المخرج صاحب أكبر عدد من الأفلام المختارة ضمن أفضل 100 فيلم مصري برصيد 12
فيلما. قال عن نفسه:«حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته
وإيجابياته.. وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات.. أستطيع
القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وإن رحلتي مع السينما المصرية
كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها».
لم يقدم يوسف شاهين المولود في يوم، 25 يناير من عام 1926 بالاسكندرية، الكثير
من الأفلام مقارنة بغيره من المخرجين رغم أنه قدم فيلمه الأول «بابا أمين» في
سن الرابعة والعشرين في عام 1950، وظل يعمل حتى رحيله في 27 يوليو من عام 2008،
عن عمر بلغ 82 عاما، أي قضى في البلاتوهات 58عاما وهي فترة ليست بالقصيرة كان
يمكن أن ينتج خلالها المزيد من الأعمال، إلا أن أسلوبه في العمل كان يستنزف منه
سنوات عدة للتحضير لفيلم جديد.
وقد بلغ مجموع ما قدمه 37 فيلما طويلا وستة أفلام قصيرة نال عنها العديد من
الجوائز ورشح لجوائز أخرى، وكان أهم ما ناله من جوائز «جائزة الإنجاز العام» من
مهرجان كان السينمائي عن مجمل أعماله عام 1997.
ويعد يوسف شاهين من المخرجين القلائل في العالم الذين قدموا سيرهم الذاتية،
وذلك بتقديمه رباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية «إسكندرية… ليه؟»،
و«حدوتة مصرية»، و«إسكندرية كمان وكمان»، و«اسكندرية – نيويورك».
سينما مشاكسة
لم يحظ مخرج سينمائي عربي بما حظي به المخرج المصري الراحل يوسف شاهين من
مواكبة نقدية لتجربته السينمائية التي دامت أكثر من نصف قرن.
فسينما شاهين كانت دائما سينما مشاكسة، متمردة تحاكم الذات والآخر، تسائل
الحاضر والماضي، تنسف المسلمات الجاهزة، وتحرض على الأسئلة المريرة، وتأرجحت
دائما، عبر مضامين جادة، طموحة، ولغة سينمائية مؤثرة، بين اللين والشدة، بين
الرقة والغضب.
وقد حفلت تجربة يوسف شاهين بإخفاقات وانتصارات، بهدوء وضجيج وبانعطافات حادة
بدءا من أول فيلم وهو «بابا أمين» 1950 وصولا إلى آخر فيلم وهو «هي فوضى؟»
2007. وبين هذين الفيلمين كان هناك مشوار سينمائي خصب وغني ولافت انتقل خلاله
شاهين من مرحلة إلى أخرى، وبدت خلاله كل مرحلة وكأنها تمهد لمرحلة تالية عبر
إشارات خفية، ودلائل لا يصعب ملاحظتها.
على أن هذه المحطات السينمائية المختلفة والمتباينة والتنوع الغزير لإنتاجه
المتأرجح بين نوعيات سينمائية متباينة من الكوميديا الموسيقية إلى الميلودراما،
ومن السيرة الذاتية إلى الأيديولوجيا والقضايا القومية…لا تعبر عن تعثر سينمائي
لدى شاهين بقدر ما تعبر عن «موسوعية سينمائية» تجلت عبر المضامين والأساليب
معاً.
وكان من الطبيعي أن تشهد تجربة طويلة زمنيا، وغنية سينمائيا، كتجربة شاهين كل
هذا القدر من التفاوت السينمائي، كونها تجربة لم تقف عند موضوعات وأساليب ورؤى
محددة، بل اقتحمت آفاق السينما بكل رحابتها، وسحرها، وفتنتها، وحاولت أن تترك
بصمة نافرة في تاريخ الفن السابع. فالسينما بالنسبة لشاهين لم تكن مجرد تسلية
أو هواية أو وسيلة للعيش، بل كانت كل عالمه لا يتقن شيئا سواها، حتى توحد معها،
فقد كان هناك ارتباط روحي ووجداني ومعرفي بين شاهين وبين السينما.
فحياة شاهين لا تنفصل عن سينماه، مثلما أن سينماه لا تبتعد كثيرا عن حياته، فهو
«لم يعش حياته إلا لكي يكون في قلب السينما وفي قلب الأفلام».
البداية من أمريكا
حصل يوسف شاهين على الشهادة الثانوية من كلية فيكتوريا، وهي إحدى المدارس
المرموقة في مصر. وبعد اتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات
المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي «پاسادينا پلاي هاوس
Pasadena Play House»
يدرس فنون المسرح.
بعد رجوعه، ساعده المصور السينمائي الايطالي الشهير في ذلك الوقت ألڤيزي
أورفانيللي على العمل بصناعة الأفلام. وكان أول فيلم يخرجه هو بابا أمين
«1950». وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل «1951» في مهرجان كان. وفي 1970
حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ. وحصل على جائزة الدب الفضي في برلين
عن فيلمه إسكندرية ليه؟ 1978، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي حياته الشخصية،
والأفلام الثلاثة الأخرى هي حدوتة مصرية 1982، إسكندرية كمان وكمان1990 ،
وإسكندرية – نيويورك 2004.
وفي هذه الأفلام الأربعة، أراد شاهين مساءلة الذات، وقرر أن يضع روحه وتاريخه
عاريين أمام الكاميرا، ومر على حياته الخاصة، وعلى مساره الحياتي والمهني، على
رغباته وإخفاقاته، على نظرته إلى السينما والى السياسة والآخر ودائما عبر سبر
غور التاريخ الشخصي، تاريخ الرغبات والمشاعر.
أفلام ينتصر فيها الشعب
قبل أن يصل شاهين إلى محطة السيرة الذاتية كانت المنطقة قد شهدت تطورات عاصفة
لعل أبرزها نكسة حزيران 1967 وما تلا ذلك من رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وحرب
أكتوبر 1973 م واتفاقية كامب ديفيد التي ابرمها الرئيس المصري محمد أنور
السادات مع إسرائيل، وكان شاهين قد حقق، بدوره، شهرة واسعة على صعيد المهنة،
وكان قد طرح كذلك أسئلة مؤلمة عبر سينماه على الواقع العربي.
ففي طفولته في مدينة الإسكندرية، حلم كثيرا بالفن وحقق الفتى حلمه بالدراسة في
الولايات المتحدة الأمريكية، وفور عودته دخل مضمار السينما وهو لم يزل شابا
صغيرا، فكانت البداية مع «بابا أمين»، و«ابن النيل»، و«المهرج الكبير»، و«سيدة
القطار» وغيرها من الأفلام. وفي منتصف عقد الخمسينيات جاء فيلم «صراع في
الوادي» الذي يعتبر أول محاولة جدية ليوسف شاهين في عالم سينما القضايا وسينما
النضال، والذي قدم فيه عمر الشرف ممثلا للمرة ألولى بعد اكتشافه، واتبعه بفيلم
«شيطان الصحراء» ثم «صراع في المينا»، لتشكل هذه الأفلام ثلاثية عن الصراع
ينتصر فيها الشعب دائما ـ حتى وإن كانوا أبطالا فرديين ـ على السلطات الجائرة.
وليس بعيدا عن هذا التوجه الأيديولوجي، قدم شاهين فيلما عن المناضلة الجزائرية
«جميلة بوحيرد» 1954، وفيلما آخر عن صلاح الدين الأيوبي بعنوان «الناصر صلاح
الدين» 1963، الذي لا تخفى دلالاته السياسية وإسقاطاته المعاصرة، وكذلك الفيلم
الدعائي «الناس والنيل» 1968، عن بناء السد العالي في أسوان. في هذه الأفلام
ساير شاهين ثورة يوليو 1952 عن قناعة إلى اللحظة التي اكتشف فيها أن مرضا تفشى
في جسدها. وجاء فيلما شاهين الموسيقيان الخفيفان «ودعت حبك»، و«أنت حبيبي»
وكلاهما في عام 1957 ومن إنتاج وبطولة فريد الأطرش، في مرحلة فاصلة بدت كأنها
استراحة المحارب الذي سرعان ما قدم في العام 1958 فيلم «باب الحديد» الذي شكل
منعطفا في مسيرته الفنية، إذ أثار الفيلم جدلا واسعا واعتبر بعض النقاد أن
«يوسف شاهين، السينمائي الحقيقي قد ولد مع هذا الفيلم»، رغم فشل الفيلم على
الصعيدين النقدي والجماهيري، فالناقد عجز عن إدراك أبعاده والجمهور ابتعد عن
فيلم لانهاية سعيدة له، رغم ما حققه هذا الفيلم بعد ذلك عند عرضه بالفضائيات.
بعد ذلك تأتي مرحلة متعثرة حقق فيها شاهين عددا من الأفلام مثل «بياع الخواتم»
1965مع الرحبانية، و«رمال من ذهب» 1966.
وبعد هذه البدايات المضنية، المربكة، عثر شاهين على ضالته، وقدم سينما ذات
خصوصية لافتة أوصلته في العام 1997 إلى نيل أرفع جائزة سينمائية، ألا وهي
السعفة الذهبية الخاصة بمرور 50 عاما على مهرجان كان السينمائي، ومنح مرتبة
ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في 2006.
وتضعنا أفلام مثل «فجر يوم جديد» 1964، ثم «الأرض» 1969، و«الاختيار» 1970،
و«العصفور» 1973، و«عودة الابن الضال» 1976، في سياق ديناميكية سينمائية تكاد
في ترابطها وحركتها تبدو شبيهة بسمفونية متكاملة أظهرت تلك النظرة الشاهينية
القاسية، الحادة والجذرية التي ساءلت الأب والغير والقائد والمثقف والحاضر ورجل
الدين والفن والإقطاعي والاستعمار والفساد، ولم يبق سوى الذات كي يحاكمها فكانت
أفلام السيرة الذاتية، بل ذهب شاهين إلى ابعد من ذلك حين عاد إلى التاريخ
ليجادله من منظور سينمائي لا تأريخي، من خلال «وداعا بونابرت» 1985، و«المهاجر»
1994، و«المصير» 1997، ثم جاءت الأفلام الأخيرة وهي «الآخر» 1999، و«سكوت حنصور»
2001، و«هي فوضى؟» 2007، الذي أتم إخراجه بعد رحيل شاهين تلميذه خالد يوسف.
صاحب النصيب الأكبر من أفضل الأفلام
بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية، شكل مركز الفنون التابع لمكتبة
الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضرى، كمال رمزى وسمير
فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه
المسيرة الطويلة واختيرت سبعة من أفلامه ضمن هذه القائمة وهي: صراع في الوادى،
باب الحديد، الناصر صلاح الدين، الأرض، العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية
ليه.
كما اختار النقاد 12 فيلما ليوسف شاهين ضمن أفضل 100 فيلم مصري. وهذه الأفلام
هي الأرض 1970، وجاء في المركز الثاني في القائمة، باب الحديد 1965، وجاء في
المركز الرابع، والناصر صلاح الدين 1963، وجاء في المركز الحادي عشر، وصراع في
الوادي 1954، وجاء في المركز الخامس والعشرين، واسكنرديه ليه؟ 1979، وجاء في
المركز الثاني والثلاثين، والعصفور 1974، وجاء في المركز الخامس والأربعين،
وعودة الإبن الضال 1976، وجاء في المركز الحادي والخمسين، والمهاجر 1994، وجاء
في المركز الثاني والخمسين، الاختيار 1971، وجاء في المركز الثالث والخمسين،
وجميلة بوحيرد 1954، وجاء في المركز الرابع والخمسين، وابن النيل 1951، وجاء في
المركز الثاني والثمانين، وحدوتة مصرية 1984، وجاء في المركز الرابع والثمانين.
التعقيد في الحكي وقف حاجزا بينه وبين الجمهور
في حديث أجراه معه الكاتب بلال فضل، اعترف يوسف شاهين أنه لم يكن يجيد «الحكي»
الذي أجاده في مرحلة متأخرة من حياته. وقال: «مرات كثيرة كان فيلمي «ملعبك»
وكنت بأضيّع الجمهور مني، الآن تعلمت تكنيك إني أقول كل اللي أنا عايزه عن
تناقضات الشخصية بطريقة تخليها توصل للناس، الوصول للناس مهم، هل أنا بعمل
الفيلم عشان ماما؟، ماما ستقول لي إن الفيلم حلو؟، إنت عامل الفيلم للجماهير
يبقى لازم يوصل للجماهير، الغلطة زمان عندي كانت إني مش عارف أكتب بأسلوب بسيط
يقول كل التناقضات الموجودة في الشخصية، الكتابة هي التي لم تكن مضبوطة، لكن
الواحد بيتعلم؛ لما تتفاعل مع الجمهور مش معناه إنك تديهم كل اللي هما عايزينه».
وأكد أن: «التعقيد في الحكي في أفلامه وقف حاجزا بيني وبين الجمهور إلى حد ما،
مشكلة كبيرة إنك تبقى مش عارف تحكي، أنا لما أروح أقرأ كتب فلسفة لما تزيد
المصطلحات الفلسفية الخاصة زي أنطولوجية وغيرها، ألاقي نفسي بافتح القاموس،
وأقطع التسلسل اللي كنت ماشي معاه، ده مش المفروض يحصل في السينما، أنا كمخرج
أهم حاجة عندي أخليك قاعد ع الكرسي ومش متضايق من حاجة ومش كل شوية تفوت عليك
كلمة وماتفهمهاش».
وكشف يوسف شاهين أنه لم يكن يوما عبقريا في الكتابة، لكن كان لا بد له أن يكتب
أفلامه، لأنه لم يكن هناك في الزمن السابق كتاب يعطون وقتا كافيا لكتابة
السيناريو، مشيرا إلى أنه في الماضي لم يكن قادرا على أن يبسط الكتابة كي يقول
ما يريده، أما الآن، فيشعر أنه أفضل من ناحية القدرة على الكتابة. وقال إنه كان
يعتمد على أفلام مكتوبة جاهزة، وكان كل دوره أن يعتمد على سيناريست جيد، ويتأكد
أنه لم يفسد الرواية أكثر من اللزوم، أي لا «يخرف». ولذلك بدأ شاهين يتعلم
السيناريو بعمق أكثر، وعمل تجارب كثيرة جداً، وكانت أول تجربة تقريباً في فيلم
«العصفور» الذي ضم حوالي 13 شخصية، وكانت الأمور بتضيع منه أحياناً بسبب
التركيب الشديد، لأنه رغم فكرته عن فن السيناريو، كان يجد نفسه «لايص»، على حد
قوله، في كتابة الفيلم.
الموسيقى والغناء في أفلامه
كان يوسف شاهين من المخرجين الذين يمسكون بزمام العمل من الألف إلى الياء رغبة
منه في الوصول إلى المستوى الذي يرضيه. ومن ذلك، اختياره الجيد للموسيقى في
أفلامه. فمنذ بداية مشواره مع السينما، استخدم الموسيقى والغناء كعنصرين
أساسيين في أفلامه من فيلمه الأول «بابا أمين» وحتى آخر أفلامه «هي فوضى». في
تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك في
اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكره. تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية
وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم «أنت حبيبي» عام 1957.
وحكى يوسف شاهين ذات مرة في حوار تليفزيوني أن لهذا الفيلم قصة أوجزها في أنه
بعد الانتهاء من تصوير ومكساج ومونتاج الفيلم وجد المنتج أنه سيكون قصيرا في
زمن عرضه وبعدد بكرات فيلم قليلة وهو ما لا يليق بفنان كبير مثل فريد الأطرش.
وهنا تفتق ذهن يوسف شاهين عن تصوير أغنية «زينة والله زينة» الشهيرة، التي لم
تكن موجودة في السيناريو، وإضافتها إلى الفيلم لزيادة مدة عرضه. وهو ما تم
وأرضى منتج الفيلم.
وقدم يوسف شاهين مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم «بياع الخواتم» عام 1965 واختار
ماجدة الرومى لبطولة فيلم «عودة الابن الضال» عام 1976 ولطيفة فى «سكوت هنصور»
عام 2001.
ويمثل المطرب محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في
أفلام يوسف شاهين، فق قدم معه «حدوتة مصرية» عام ١٩٨٢، وأتبعه بفيلم «اليوم
السادس» بعد ذلك بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» عام 1997. وخلال تلك المسيرة،
لحن شاهين أغنيتين الأولى هي «حدوتة حتتنا» في فيلم «اليوم السادس» وأداها
الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي «قبل ما» للطيفة في فيلمه «سكوت هانصور»
من كلمات كوثر مصطفي وتوزيع الموسيقار عمر خيرت.
حب الظهور في أفلامه
حرص يوسف شاهين، كما كان يفعل المخرج العالمي الكبير هيتشكوك، على الظهور في
بعض أفلامه. وفي إطار ذلك ظهر يصرخ في أحد مساعديه «يمين إيه حتخش في الحيط» في
فيلم حدوتة مصرية. وقد كان مبرره في الظهور في مشاهد أفلامه، أنه يؤمن بضرورة
التعبير عن رأيه. لكنه ظهر في أفلام أخرى كممثل كأدائه الرائع لشخصية «قناوي»
في «باب الحديد» ومشاهده القصيرة في «إسماعيل ياسين في الطيران » إخراج فطين
عبد الوهاب. كما وظهر في لقطة خاطفة في فيلم «ابن النيل» أثناء نزول محمود
المليجي على السلم هاربا من البوليس. وقد اشتهرت عباراته لإسماعيل ياسين في ذلك
الفيلم «هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي» لتتحول إلى أحد أشهر افيهات
السينما. كما قام شاهين بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم فجر يوم
جديد، واليوم السادس، وإسكندرية كمان وكمان، وكان آخرها ظهوره في فيلم ويجا
مجاملة لتلميذه خالد يوسف.
آراؤه السياسية والاجتماعية
عرف عن شاهين معارضته للرقابة والتطرف وكذلك لجماعات الإسلام السياسي، وكان
يقول دائما إنه يعتبر نفسه جزءاً من جيل الليبراليين المصريين وسيظل يكافح ضد
الرقابة المحافظة سواء من جانب الدولة أو المجتمع. وكانت له آراء سياسية
واجتماعية واضحة. ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب
خلافاته مع رموز نظام جمال عبدالناصر. وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن
الشرقاوي. كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك. وتتضح آراؤه في عدد كبير من
أفلامه كفيلم «باب الحديد» الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمراة
العاهرة، وفيلم «العصفور» سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب
يونيو 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثار فيلم «المهاجر» عام 1994 غضب
الأصوليين لانه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام. كما تنوعت أفلام شاهين
في موضوعاتها، فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي – الأرض – عودة
الابن الضال، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل جميلة بوحيرد- وداعاً
بونابرت، إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل – باب الحديد –
الاختيار – فجر يوم جديد- هي فوضى.
هناك ما يقارب من 37 فيلما طويلا وخمسة أفلام قصيرة حصيلة حياته المهنية نالت
عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، أهمها جائزة الإنجاز
العام من مهرجان كان السينمائي.
وفيما يلي قائمة بالأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها يوسف شاهين:
بابا أمين (1950): بطولة فاتن حمامة وحسين رياض وكمال الشناوي وماري منيب وفريد
شوقي وهند رستم. وهو أول أفلام يوسف شاهين (أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24
عاما)، وقد اعتمد على الفانتازيا التي كانت غريبة على السينما المصرية، حيث
يصور الفيلم حياة شخص بعد الموت.
ابن النيل (1951)
المهرج الكبير (1952)
سيدة القطار (1952)
نساء بلا رجال (1953)
صراع في الوادي (1954)
شيطان الصحراء (1954)
صراع في الميناء (1956)
ودعت حبك (1957)
أنت حبيبي (1957)
جميلة بوحيرد (1958)
باب الحديد (1958)
حب إلى الأبد (1959)
بين يديك (1960)
رجل في حياتي (1961)
نداء العشاق (1961)
الناصر صلاح الدين (1963)
فجر يوم جديد (1964)
بياع الخواتم (1965)
رمال من ذهب (1966)
الناس والنيل (1968)
الأرض (1969)
الاختيار (1970)
العصفور (1972)
عودة الابن الضال (1976)
إسكندرية… ليه؟ (1978)
حدوتة مصرية (1982)
وداعاً بونابارت (1985)
اليوم السادس (1986)
إسكندرية كمان وكمان (1990)
المهاجر (1994)
المصير (1997)
الآخر (1999)
سكوت حنصور (2001)
إسكندرية – نيويورك (2004)
هي فوضى ( (2007
كما أخرج يوسف شاهين ستة أفلام قصيرة هي:
عيد الميرون (1967)
سلوى (1972)
الانطلاق (1974)
القاهرة منورة بأهلها (1991)
11/9/2001 (2002)
لكل سينماه ( (2007.
|