شعار الموقع (Our Logo)

 

 

المنتج الهوليوودي اللبناني الاصل ايلي سماحة في حديث النجاحات والصراع:

يتمتعون في عالم السينما برؤيتنا نحلّق عالياً لاسقاطنا وتحطيم أرجلنا 

في حديث شائق مع المنتج الهوليوودي اللبناني الاصل، ايلي سماحة كشف لنا المعادلة التي تخوّل قاصد عاصمة السينما ان يمسي مليونيرا.

سماحة الذي زار لبنان في الاسابيع الاخيرة ضمن جولة شرق اوسطية تهدف الى التحضير لعمله السينمائي الجديد "علي بابا" (ذكر انه قد يشارك فيه وائل كفوري الى جانب انطونيو بانديراس) ورافقه  الممثل الاميركي كوبا غودينغ جونيور الحائز اوسكار افضل ممثل ثان عام 1996 لدوره في "جيري ماغواير". علما انه عرف الشهرة في لبنان عبر فيلم "رجال الشرف" الذي لعب فيه الى جانب روبرت دونيرو.

يملك ايلي سماحة شركة "فرانشيز بيكتشر" التي تموّل اكثر من اثني عشر فيلما في السنة وأضحت بفضل ادارته الذكية من اقوى الـ"ميني استوديو" لصناعة الافلام في هوليوود. وتستقطب الشركة المنتجة اهم الممثلين المكرسين كجون ترافولتا وكيفن كوستنر وداني دي فيتو وشون بن.  

  • يُعرّف بايلي سماحة بأنه من ابرز المنتجين السينمائيين في هوليوود. كيف استطعت الاستمرار في مدينة خاضعة للوبي اليهودي؟

- ساعدني كثيرا عملي السابق في النوادي الليلية التي كنت املكها في لوس انجلس وشيكاغو ونيويورك ويتوافد اليها المشاهير. اقمت الكثير من العلاقات الجيدة معهم، وتعرفت الى بعضهم في "استوديو 54" في نيويورك حيث كنت اتهيأ لأغدو ممثلا، وساعدني بالطبع ارتباطي ببروك شيلدر التي كانت آنذاك نجمة معروفة في عالم السينما.

العلاقات الاجتماعية مهمة جدا في اميركا. صحيح ان اليهود يسيطرون على كل شيء هناك، لكن علاقتي جيدة معهم وساعدوني كثيرا في دخول هذا الميدان، ففريق عملي الاساسي معظمه من اليهود، لكن الأهم من ذلك انه ثمة العديد من اللبنانيين يعملون معي وهم مبدعون ولديهم افكار مبتكرة. يجب ان تعلمي هنا انه حتى لو ولد المرء في اميركا من الصعب عليه انتاج فيلم واحد. هناك من يعمل اكثر من اربع سنين لانتاج فيلم واحد. ففي اميركا ما يفوق الالف منتج وجميعهم يحاولون القيام بالعمل نفسه. هذا الواقع لا ينطبق فقط على انتاج الافلام بل يتخطاه الى مجال النوادي الليلية والمطاعم والغناء الاستعراضي. المنافسة قوية لأن  من ننافسهم ينتمون الى اقوى الدول في العالم والى افضل الشركات.  

ميزة العلاقات

  • وماذا عن لبنان؟

- انني اتعامل منذ ثمانية اعوام مع شركة "ايغل فيلمز يو اس إيه" لصاحبها جمال سنان، وهذا جيد. في لبنان ايضا الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة ثمة اثنا عشر مغنيا مشهورا يتنافسون ايضا وفي ضراوة على الساحة الراهنة والتقيت بعضهم في لوس انجلس.

  • الى العلاقات هناك جهد كبير ينبغي بذله.

- بالفعل، فانتاج الافلام يحتاج الى جهد كبير واصدقائي الذين تعرفت اليهم في نواديّ الليلية كثر، منهم بروس ويليس، وسيلفستر ستالون، وجنيفر لوبيز وكيفن كوستنر وجون ترافولتا واريك بولدوين وكوباغودينغ جونيور الذي رافقني الى لبنان وسواهم. الاقدام على استثمار في اي مجال يشبه الاستثمار في علاقة مع امرأة، او استثمار مع ممثل، وعلى هذه الاسس أبني مشاريعي.

  • سبقك بالتأكيد منتجون لبنانيون وعرب الى هوليوود، امثال ماريو قصار...

- بلى، وحققوا نجاحات كبرى، اضافة الى ان الكثير من اللبنانيين امسوا نجوما. لكن في هوليوود لا يسعك البقاء في القمة لأن هناك دوما شبابا جددا يدخلون الى الساحة كالممثلين مثلا، وآخرهم ميغ رايان التي تتقاضى 15 مليون دولار عن اي دور تلعبه، ومثلها كيت هادسون. انها منافسة قوية. عليك ان تستمري ان تكوني هجومية وان تلاحقي الممثلين لتتفلتي قدر المستطاع من وكلاء ومديري اعمالهم. ساعدتني كثيرا علاقتي المباشرة معهم.

  • هل تأثرت اعمالك سلبا كلبناني عربي بعد احداث 11 ايلول؟

- ليس في عملي، وعلي الاعتراف بذلك. فمنذ ذهابي الى الولايات المتحدة الي اليوم لم اتوقف، حتى بعد احداث 11 ايلول. وانا سعيد بكوني لبنانيا. حتى لو كنت سعوديا او كويتيا او ذا اصول عربية اخرى، فان كل ما يشاع افتراضي. اؤمن بأن كل فرد يسعى الى تحقيق ما يرغب، وكل ما أثير لا معنى له. اتطلع الى انتاج افلام مميزة، علما اني انتج سنويا بين عشرة واثني عشر فيلما. لا انتج افلاما ذات صلة بالارهاب. معظم افلامي تندرج في اطار الكوميديا والثريلر والدراما. كما لم ابتعد عن افلام الحركة لكنها لم تمت يوما الى اي نوع من الارهاب. لا انظر الى شعوب الشرق الاوسط كشعوب ارهابية. في النهاية كلٌ يفكر وفق نظرته الى الحياة والاختلاف كبير طبعاً.

  • قد تواجه مشكلة ربما لو ضمّنت افلامك وجهة نظر سياسية او اجتماعية مغايرة للمفهوم اليهودي المسيطر في هوليوود؟

- اكيد، لا يمكنك عرض فيلم يظهر الهوليوودي ارهابيا. هذا لم نره من قبل ولا اعتقد انه ممكن في المستقبل. ابقى بعيدا عن السياسة. اعتقد ان كل الاستوديوات تستطيع الاعتراض على انتاج افلام سياسية او غيرها. ليس لأنك لبنانية او عربية سيعترضون. يمكن ان تكوني اسرائيلية، فرنسية... انما حين يكون المخرج كبيرا وفي مستوى سكورسيزي او سبيلبرغ او سكوت يمكنه تصوير عصابة دموية في نيويورك. ليس سهلا ان انتاج فيلم سياسي في اميركا كما يظن اغلب الناس.  

مشروع "علي بابا"

  • تصوِّر بيروت دوما على انها معقل الارهاب كما في فيلم "لعبة جاسوس" (سباي غيم) فنرى شوارع ليست شوارع بيروت، وتنطبع صورة بيروت المشوهة هذه في ذهن الغربيين. فما الدور الذي قد تلعبه لتعكس صورة حقيقية اكثر عن هذه المدينة؟

- احاول تنظيم مهرجان افلام اميركية في لبنان، مما يساهم في ادخال لبنان الى الغرب، لأن نجوما كبار سيأتون ويتعرفوا الى لبنان وسيفاجأون مثلما فوجئت انا وكوبا. الصورة التي تصلنا مختلفة جدا. لبنان بلد جميل وشعبه رائع. يعيش الناس هنا ليفرحوا ويستمتعوا بالحياة. في اميركا لا يمكنك ان تسهري الى الساعة السابعة صباحا. حين ادرتُ الملاهي الليلية كنت اخلد الى النوم في الساعة الاولى بعد منتصف الليل.

  • ماذا عن فيلم "علي بابا" ومشاركة انطونيو بانديراس ووائل كفوري؟

- سيصوّر الفيلم في صحراء بلد شرق اوسطي، الاردن او ليبيا او السعودية. التقي اشخاصا واخضعهم للكاستينغ. يساعدني في ذلك جمال سنان في لبنان، وسنختار من الشرق الاوسط رجلين او ثلاثة وامرأتين او ثلاثا ايضا. التقيت هيفا وهبي وهي امرأة جميلة جدا، وتحدثت الى وائل كفوري وهو يتمتع بشكل جذاب وصوت جميل واغانيه رائعة. التقيت كذلك عاصي الحلاني ايضا واحببته كثيرا واحببت اغانيه.

  • كيف يمكن المرء ان يحقق نجومية في هوليوود؟

- اخي سبقني الى مجال انتاج الافلام ولم يضع سوى فيلمين. لا يوجد قاعدة معينة.

  • هل تعتمد في الدرجة الاولى على نجومية ممثل لتنقذ فيلما على شباك التذاكر؟

- بالتأكيد، فالناس تتهافت لمشاهدة ملْ غيبسون او جوليا روبرتس او توم هانكس او توم كروز...

  • لكن قد يفشل الفيلم ولن تنفع حينئذ نجومية ممثل؟

- هنا تقع المسؤولية على سيناريو الفيلم، وسيفشل حتى لو شارك فيه افضل ممثل في العالم. المشاهد ذكي ولن يدفع عشرة دولارات سوى لمتعة ساعتين. الواقع حاليا يختلف عن السابق حين كان ممكنا انتاج افلام سيئة وجني ارباح طائلة. يجب ان يكون الفيلم في عصر الانترنت جيدا، كذلك ايراداته وتسويقه، او يموت.

  • اعطتك هوليوود الشهرة، لكن ماذا اخذت منك؟

- يجب ان نعي انهم يتمتعون في هوليوود برؤيتنا نحلق عاليا لاسقاطنا وتحطيم ارجلنا، ولا علاقة لذلك بأهمية الافلام التي ننتجها. وقعت في الفخ الهوليوودي منذ خمس سنين، اذ تدفقت عليّ المقابلات الصحافية وراحوا يبرزون صوري في الصحفات الاولى. راق لي ذلك الى ان بدأوا يتناولون حياتي الشخصية ويجرّحون بأفلامي، فما كان مني الا ان امتنعت عن الرد والمتابعة،  يجب ان تكوني قوية، فلا فرق ان كنت محمد علي كلاي او داني لويس. لا يمكنك بلوغ القمة والحفاظ على مركزك.

جريدة النهار في  1 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

المنتج اللبناني إيلي سماحة يتحدث:

يتمتعون في عالم السينما برؤيتنا نحلق عالياً

ألين المولاني