كتبوا في السينما

كانت حالة الصمت التي شهدتها الاوساط الانتاجية الفترة الماضية هي الهدوء الذي يسبق العاصفة.. وجاء أجر إلهام شاهين عن المسلسل الازمة 'قصة الامس' عن رواية'زهرة والعصفور' ليحرك هذه العاصفةخاصة بعد أن تعاقدت عليه مع مدينة الانتاج الاعلامي مقابل ثلاثة ملايين جنيه.

الغريب أن إلهام شاهين كانت مرشحة لمسلسل 'قصة الامس' قبل نجوي ابراهيم ومنذ أن كان عبدالرحمن حافظ رئيسا لمدينة الانتاج وقبل وقوع أزمته وخروجه من منصبه بشهرين شرع في التعاقد مع إلهام شاهين علي بطولة هذا المسلسل فوافقت بشرط أن تحصل علي أجر 2.5 مليون جنيه الا انه رفض هذا الرقم تماما وخاصة ان العمل كان انتاجا مباشرا للمدينة وكانت لوائحها تمنع وصول النجم الي مليون جنيه وبالتالي تم ترشيح نجوي ابراهيم مقابل 950 ألف جنيه حصلت منها علي200 الف منها كدفعة أولي.. لتعود الترشيحات الي سيرتها الاولي وتعود البطولة لإلهام شاهين ولكن برقم أكبر مما اشترطته أيام عبدالرحمن حافظ وهو ثلاثة ملايين جنيه.

لم تكن المشكلة في أجر إلهام وحدها ولكن اتهم بعض المنتجين المدينة بانها اشعلت أسعار السوق وتحديدا الجهات الانتاجية التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون وهي قطاع الانتاج وشركة صوت القاهرة وخاصة أنهما يلتزمان بلائحة مالية وسقف للاجور إلا ان المدينة مؤخرا اسهمت بشكل واضح في مطالبة بعض الممثلين برفع أجورهم.

فمثلا فاروق الفيشاوي كان أعلي أجر حصل عليه هو مليون ومائتا الف جنيه في مسلسل 'رجل وامرأتان' وتم رفعه في مسلسل 'عفريت القرش' مع المخرج سامي محمد علي الي مليون وستمائة الف جنيه وجاء ذلك مباشرة عقب ما قاله يوسف عثمان المشرف علي الدراما بالمدينة عقب تولي منصبه حينما اكد انه سيعيد التوازن للسوق وطلب مهلة ستة أشهر.. ثم تمت مهاجمته في اجتماع بالاوبرا مع أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وعدد من المنتجين لمناقشة كيفية عمل بروتوكول بين النقابة وأجهزة الانتاج لايجاد فرص عمل للنقابيين وعدم قصر الاعمال علي النجوم خاصة بعد أن قامت المدينة بتخفيض أجور صغار الممثلين لرفع أجور كبار النجوم وهي أجور معتمدة طبقا للائحة الاتحاد، لتنخفض أجور القطاع الخاص ولأول مرة بنسبة أقل من الجهات الرسمية.. فممثل الصف الثاني الذي يحصل علي 10 آلاف جنيه في الحلقة انخفض اجره الي الفين فقط في مقابل رفع أجر النجوم.. وبعدها تعرض يوسف عثمان للاتهام والهجوم بانه السبب في رفع أجر الفيشاوي وبالتالي بداية اشتعال الاجور لجميع العناصر الفنية.. فالمخرج سامي محمد علي مثلا كان اجره 8 آلاف جنيه في الساعة الا ان المدينة وقعت عقدا معه في مسلسل 'عفريت القرش' بمبلغ 22 ألف جنيه في الساعة الواحدة تلاها مطالبة المصورين برفع أجورهم من 600 إلي 1000 جنيه.

أما بوسي فكان أجرها 350 ألف جنيه إلا أنها وقعت عقدها في 'عفريت القرش' ب 700 ألف جنيه وبالتالي ارتفع أجرها في 'نقطة نظام' الي 900 ألف جنيه وهو ما قبلته علي مضض حيث اشترطت أن تتعاقد بمليون جنيه.

وكذلك فتحي عبدالوهاب الذي وصل أجره الي 900 ألف جنيه ومع ذلك يطلب رفع أجره وغادة عبدالرازق أيضا التي رفضت نهائيا التعاقد بأقل من مليون جنيه..

ورغم أن المخرجة انعام محمد علي كانت تحصل علي أجر 9 آلاف جنيه في الساعة وتم رفعه في 'قاسم أمين' بقرار من الوزير شخصيا الي 15 ألف جنيه إلا أن مدينة الانتاج الاعلامي قد رفعت أجرها الي 27 ألف جنيه في الساعة الواحدة.

ارتفاع الأجور بهذا الشكل المفاجيء أدي الي توقف الانتاج المباشر في القطاعات الانتاجية الثلاثة خاصة مع التزامهم بلائحة ال25 ألف جنيه في الساعة الواحدة كأعلي أجر لكبار النجوم فأصبحت مسلسلات هذه الجهات الانتاجية غير قادرة علي المنافسة مما أي الي توقف الانتاج المباشر تماما.. لم يجد الوزير أنس الفقي حلا للخروج من هذا المأزق في الانتاج المباشر خاصة وأن القطاع يلتزم باللائحة بعكس المدينة ليشارك القطاع بنسبة 75 % في مقابل 25 % للمدينة مع اعطاء المدينة صلاحية التعاقد سواء مع النجوم أو المخرجين أو المؤلفين وجاءت باكورة هذا التعاقد من خلال مسلسل 'شرخ في جدار العمر' لمؤلف جديد هو طارق ريحان والمخرجة إلهام دراز التي لم يتعد تاريخها في الاخراج الدرامي سوي مسلسل 'كارنتينا' والتي آل اليها العمل في المسلسل الجديد بعد رفض أكثر من مخرج له منهم أحمد خضر وعمر عبدالعزيز ورغم تضاعف ساعة تكلفة العمل..

نتج عن ذلك نجاح القطاع الخاص في خطف النجوم نور الشريف ويسرا ويحيي الفخراني بعيدا عن المدينة تماما، بل ووضع الشركة المنتجة لمسلسل 'المطلقات جروب' في مأزق بسبب اصرار ماجدة زكي بطلة العمل الحصول علي مليوني جنيه خاصة بعد حصولها علي مليون جنيه في آخر أعمالها 'حارة العوانس' انتاج المدينة..

أما النتيجة الأسوأ لرفع أسعار المدينة للأجور فهي وصول حجم الخسائر إلي 20 مليون جنيه بالدراما خلال الميزانية النهائية..

واجهنا يوسف عثمان مستشار رئيس مجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامي لشئون الدراما بكل ما تردد سواء أجر إلهام شاهين أو اتهامات المنتجين للمدينة باشعال أجور النجوم أو حتي الخسائر التي بلغت 20 مليون جنيه فقال: بالعكس.. المنتجون هم السبب في ارتفاع أسعار النجوم.. والمدينة طوال السنوات الماضية كانت تعمل بنظام المنتج المنفذ أو المشارك ولم تكن تحدد الأجور، حيث كانت تعطي الميزانية للمنتج ليتعاقد هو مع النجوم والمؤلفين ولم يكن ينتج مباشرا آنذاك سوي صوت القاهرة وقطاع الانتاج.

وكان العام الماضي بداية لتنفيذ أعمال انتاج مباشر بالمدينة وبدأنا بمسلسلي 'الجبل' و'أسلحة دمار شامل' لم يعتمد أيهما علي النجم الأوحد وخاصة مع الارتفاع غير العادي الذي حدث في أجور النجوم والذي لم يكن للمدينة علاقة به وهو ما يؤدي الي خلل في ميزانية العمل اذ أنه من المتعارف عليه في تكلفة الأعمال الدرامية أن أجور الممثلين لا يجب أن تتعدي نسبة 35 % من الميزانية والنسبة المتبقية تتوزع بين الديكورات والمعدات والاكسسوارات وأماكن التصوير ولكن حينما يحصل النجم علي أجر أكثر من 60 % من الميزانية تكون النتيجة الحتمية الاستعانة بممثلين ليسوا قادرين علي احداث توازن بالعمل وكذلك أماكن تصوير وديكورات متواضعة ليظهر العمل بشكل هزيل وهو ما شهدناه الفترة الماضية في معظم أعمال النجوم.

وحيد حامد بريء من تأجيل مؤتمر الدراما

حدد انس الفقي وزير الاعلام نهاية ابريل الجاري موعدا لعقد مؤتمر تطوير الدراما الذي كان مقررا عقده في اول فبراير الماضي وهي المرة الرابعة التي يتم فيها تأجيله دون اسباب واضحة.

وكان قد تردد في ماسبيرو ان الكاتب وحيد حامد تسبب في هذا التأجيل خاصة بعد رفضه المشاركة فيه كما قيل الا بعد اقتصاره علي عدد محدد من كبار المؤلفين بحيث لايفتح باب المشاركة للجميع وبالتالي لاقت وجهة نظره اعتراض معظم المؤلفين.

سألنا وحيد حامد عن حقيقة الامر وسر اعتراضه فقال: انا لم احضر اي جلسة من جلسات المؤتمر ليس بسبب مشاركة جميع الكتاب وانما اعتراضا مني علي فكرة عقد مثل هذا المؤتمر من الاساس، اذان الدراما ابداع وليست برنامجا قابل للتطوير.. واري ان هناك عملا جيد اواخر رديئا وانما تطوير الدراما هذا مصطلح خاطيء ولدي قناعة بأنه ليس من الاشياء التي تصلح ان نعقد لها لجنة خاصة انني لا تستهويني المؤتمرات التي تعتمد علي الكلام ويضيف حامد قائلا: عموما هذا رأيي وان كنت لست طرفا في هذه المسألة خاصة وانني لا اكتب للتليفزيون.

المؤتمر يرأسه د. فوزي فهمي ويشارك فيه عدد من كبار الكتاب والمخرجين منهم محفوظ عبدالرحمن واسامة انور عكاشة واسماعيل عبدالحافظ ويسري الجندي.

أخبار النجوم في 14 أبريل 2007