سينماتك

 

«ظلال الصمت» للسعودي عبدالله المُحيسن في مسابقة مهرجان روما للسينما المستقلة

روما - عرفان رشيد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

يتنافس فيلم «ظلال الصمت» للمخرج السعودي عبدالله المحيسن على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الجديدة لمهرجان روما للسينما المستقلة الذي بلغ دورته السادسة وأصبح منذ العام 2003 واحداً من أهم التظاهرات الثقافية في العاصمة الإيطالية وثاني أكبر تظاهرة سينمائية بعد «مهرجان روما الدولي» الضخم الذي انطلق العام الماضي.

مشاركة «ظلال الصمت» في المهرجان عُدّت من جانب مديره الفني فابريتسيو فيرّاري «تأكيداً على رغبة مهرجاننا في البحث عن الأعمال المتميّزة التي تمثل واقع البلدان والأقاليم القريبة منّا جغرافياً والتي تُبعدها السياسات عنّا كثيراً». واعتبر فيرّاري اختيار شريط عبدالله المحيسن لمهرجانه «تحية لتجربة هذا الفنان وعناده في الإنجاز السينمائي وتأكيداً على رغبتنا القوية في البحث عمّا هو جديد وتجديدي في عالم السينما». اختيار الفيلم في المسابقة الرسمية يأتي أيضاً تحية للجذوة السينمائية الجديدة التي بدأت تتبرعم في المملكة العربية السعودية بإنجاز المحيسن للشريط الروائي السعودي الأول إنتاجاً وإخراجاً.

شريط «ظلال الصمت» الذي تمكّن المحيسن من إنجازه بعد أشرطته التسجيلية «اغتيال مدينة» و «الإسلام جسر المستقبل» و «الصدمة» يؤسس لبنيان صلد على رغم غياب قاعات العرض وصالات السينما في المملكة العربية السعودية، تمكّن عبدالله المحيسن، من خلال جَلَده وإصراره، من إدخال المملكة العربية السعودية إلى سفر الدول المُنتجة للأفلام الروائية بعد أن كان أدخلها قواميس السينما من خلال أفلامه التسجيلية المشار إليها آنفاً.

يروي «ظلال الصمت» قصة عربية يمكن أن تقع في أية بقعة من بقاع هذا العالم العربي، أو ربما وقعت في الكثير من بقاعه. سميرة، إمرأة عربية شابة متزوجة في مقتبل العمر وهي بانتظار وليدها الأول. تقرر السفر بمفردها للبحث عن زوجها، الكاتب بديع، الذي اختفى فجأة. الغالب أنه في مكان ما يُطلقون عليه اسم «المعهد» الذي يعمل فيه خبراء كثيرون، أجانب ومحليّون. من بينهم من جاء إليه مُغرراً به من خلال ما يوفره هذا المعهد من فرص لتطوير الأبحاث وخدمة العلم.

أما نزلاء المعهد فهم المعارض السياسي الذي جُلب إليه جلباً أو المفكّر المعاند، مثل الكاتب عبدالكريم منصور، ومنهم من استُدرج إليه استدراجاً من أصحاب الكفاءات والخبرات بالترغيب والتطميع للتأهيل لمناصب سامية ووظائف عالية.

في الصحراء، صوب المعهد، تلتقي سميرة بـ «عمر»، وهو شاب وسيم وقوي الإرادة صمّم هو الآخر السفر بمفرده للبحث عن أبيه الذي اختفى ويقال أنه نزيل «المعهد». يتوه عمر وسميرة في الصحراء وتتعطل سيارة المرأة التي تقلّهما وتهاجمهما ذئاب الليل في الخلاء الوعر. إلاّ أن الأقدار تشاء أن يكون الشيخ «فلاح» وولديه على مقربة من المكان فيتم انقاذهما. يقرر الشيخ «فلاح» مساعدة سميرة وعمر على إنقاذ ذويهما ويرسل ولديه لاقتحام «المعهد» وإرباك الحراسة وتحرير النزلاء الراغبين في التحرر من قيود الطاغية، مدير المعهد. وعلى رغم أنه عُرض في ضمن برنامج بانوراما السينما العربية في مهرجان دبي وفي عرض خاص في مهرجان القاهرة فإن الكثير من رقابات الدول العربية لا تزال مترددة في منح الفيلم تأشيرة العبور إلى الصالات.

عبور وعبور

وقد يشكّل عبور الفيلم في مهرجان السينما المستقلة مساراً لعبور الفيلم في الصالات العربية. وبالفعل سيعقد المخرج عبد الله المحيسن في روما لقاءات مع عدد من الموزعين الأوروبيين المهتمين بتوزيع الشريط في بلدانهم.

فيلم عبدالله المحيسن سيُعرض إلى جانب 14 فيلماً آخر من بينها «في الليلة الماضية رأيت والدك يا عائدة» للمخرج الإيراني رسول سادريميلّي الفائز بجائزة اتحاد نقاد السينما في مهرجان برلين عام 2000، وفيلم «كتاب الثورة» للمخرجة الأسترالية آنا كوكينوس وفيلم «حرّرني» للمخرجة الكندية دينيز شوينارد.

وركّز منظمو المهرجان أهمية خاصة للأفلام القصيرة حيث زادوا المشاركة من عشرة أفلام في العام الماضي إلى 35 شريطاً قصيراً للدورة الحالية «وذلك لإفساح المجال واسعاً أمام الطاقات الشابة التي تُطل للمرة الأولى على عالم الإنجاز السينمائي» كما أكد مدير المهرجان.

برنامج آخر خُصص للأفلام التي تتناول قضايا حقوق الإنسان وسيعرض هذا البرنامج عدداً من الأعمال التي «تتناول أوضاعاً غير عادلة تعيشها شعوب كثيرة في العالم» كما يقول مدير المهرجان. ويضيف «هذا البرنامج كان دائماً لحظة مهمة في حياة مهرجاننا لأننا نُلقي من خلاله الضوء على الكثير من نقاط الظلمة في العالم».

«تصوّر» يقول فيرّاري: «اتصلت بي سفارة إحدى الدول وطلبت مني الامتناع عن عرض فيلم جاء من بلدها متذرعة بالقول أنه لا يُمثّل الواقع الذي يعيشه ذلك البلد، لكننا رفضنا وقلنا للسفارة: إذا كان واقع الاتجار بالأعضاء البشرية وبالذات الكلى واقعاً صحيحاً في بلادكم فلا شيء يمنعنا من عرض الشريط الذي يتناول هذه المأساة».

فابريتسيو فيرّاري يؤكد أن فيلم «ظلال الصمت» المعروض ضمن المسابقة الرسمية «يمكن أن يندرج هو أيضاً ضمن الأفلام التي تُدافع عن حقوق الإنسان، لأنه في نهاية المطاف عمل يُدافع عن حرية التفكير وضد أدوات القمع والقسر الفكري».

الحياة اللندنية في 13 أبريل 2007