سينماتك

 

يعرض الآن على شاشات الكويت

في فيلم 'الرهينة' أسلوب مختلف ومحطات تميز وقضايا مهمشة

عرض وتحليل: عماد النويري

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

الهجرة بسبب البطالة والفتنة الطائفية والإرهاب ثلاث موضوعات رئيسية وثلاث خيوط مهمة تتجسد وتنسج سيناريو فيلم 'الرهينة' من إخراج ساندرا نشأت ومن بطولة احمد عز وياسمين عبدالعزيز.
بداية الفيلم تقدم لنا الشاب مصطفى في مشهد كوميدي وهو جالس في طائرة من المفترض ان تقله الى أوكرانيا حيث سيكون في انتظاره صديق العمر الذي سبقه الى هناك واستطاع ان يشق طريقه واصبح من أصحاب الأعمال والأملاك. بطريق الصدفة التي تنقله من مقعده إلى أي مقعد آخر. يتعرف مصطفى على واحد من العلما ء المصريين الحاصلين على جائزة نوبل لأبحاثه في تخصيب اليورانيوم. في مطار الوصول يخطف العالم المصري لكن تبقى حقيبته مع مصطفى الذي يذهب الى السفارة المصرية في أوكرانيا ليبلغ عن حادثة الاختطاف، لكنه يقابل بنوع كبير من البرود وهناك يتقابل مع صحافية تعمل لدى احدى الفضائيات. يذهب مصطفى الى صديقه وهناك يكتشف الحقيقة المرة التي تقول ان صديقه ليس من رجال الأعمال ولا من رجال الأملاك، انما يعمل في بازار على شكل خيمة غير مشروعة يبيع فيها بعض منتجات خان الخليلي، كما يفاجأ ان صديقه يعيش في شقة مع اكثر من عشرة مصريين يفترشون الأرض واكثر من نصفهم من مخالفي الإقامة. تتطور أحداث الفيلم وتتركز حول مطاردات بالعربات والطائرات بين العصابة الاسلامية التي خطفت عالم نوبل وبين مصطفى (احمد عز) وأصدقائه. وهنا يبدأ الموضوع الثاني في الظهور وهو موضوع الفتنة الطائفية حيث نعرف ان عماد مسيحي وصديقة 'كلاوي' الذى يخطف من قبل العصابة المسلمة مسيحي أيضا، وهكذا نجد أنفسنا في أتون معركة غير معلنة بين المسلمين والمسيحيين. وسرعان ما ندخل في الموضوع الثالث للفيلم وهو موضوع الإرهاب حيث نكتشف في الربع الأخير من الفيلم ان العصابة الاسلامية التي خطفت عالم نوبل ما هي الا ستار لعصابة دولية او دولة 'عصبجية' تقوم باستغلال الدين لنشر الفتن ولاشعال نار الطائفية.

مطاردات وفانتازيا

الفيلم 'السيناريو' يبدو انه قد أنجز في عجالة وجرت كتابته برغبة في تقديم توليفة تقدم كل شيء: الكوميديا او الرومانسية والاكشن وفي هذه العجالة لم ينتبه بالقدر الكافي لرسم الشخصيات بطريقة مقنعة. شخصية البطل مصطفى حملت اكثر مما تحتمل فقد كان من المطلوب ان يكون عاطلا عن العمل وان يكون مقبولا وذا حضور كوميدي وان يكون بطلا في قيادة السيارات، وان يكون رائعا ومثيرا في المطاردات وان يكون داعية أخلاقيا من الطراز الأول. طبعا من حق أي كاتب ان يضمن عمله كل الرسائل التي يرغب في إيصالها، لكن المشكلة ان التداخل بين الموضوعات والرسائل يسبب نوعا من الاضطراب والتشويش في متابعة الافكار وفي تلقي هذه الرسائل . شخصية مصطفى في حدود المعلومات المتوافرة عنها من خلال السيناريو لم تكن مؤهلة للعب دور البطولة في دراما الفيلم، لم نسمع مثلا عن اشتراكه في ناد رياضي كخلفية لأزمة خوضه اكثر من مطاردة في الفيلم. ولم نسمع عن التحاقه بالجيش حتى نقتنع انه قادر على مطاردة السيارات والطائرات بالكفاءة التي شاهدناها. ولم نر أي فلاش باك يعرفنا على مصطفى كشاب مهتم بالأمور السياسية حتى يقنعنا بإيمانه المفاجئ بالوحدة الوطنية وباستعداده المفاجئ لكي يفقد حياته لانقاذ عالم مسيحي.

وبالنسبة إلى شخصية نور جرى تجريدها الى أقصى الحدود وكان من المهم وجود بعض الإشارات القليلة توضح لنا خلفيتها وطبيعة علاقاتها الغامضة. الشخصية التي لعبتها نور كانت شخصية فانتازية اكثر منها شخصية واقعية وقد يكون مبرر ذلك هو غرام كاتب السيناريو ببعض الشخصيات المشابهة في أفلام الإيطالي فلليني أو أفلام الفرنسي آلان رينيه. والفيلم 'السيناريو' لم يهتم برسم مشهد مطاردة السيارات بشكل مقنع فجاء وكأنه تقليد لمثل الكثير من هذه المشاهد في أفلام الأكشن الأميركية أو في أفلام جيمس بوند.

اكتشاف وحضور

الفيلم 'الفن' كان عامرا بمحطات التميز فساندرا نشأت تعيد اكتشاف احمد عز وتقدمه في دور جديد، ونور حاولت قدر المستطاع تقديم شخصية غامضة بوضوح شديد. ومحمد شرف يؤكد حضوره كممثل موهوب وياسمين عبدالعزيز تجسد شخصية مختلفة وتنجح في تجسيدها، وماهر الكدواني يتألق كممثل من طراز خاص وصلاح عبدالله يتواجد بحذر ودون توهج . نزار شاكر مدير التصوير يقدم تشكيلية لقطة معبرة وينجح في متابعة المطاردات ويحاول قدر المستطاع ان يقدم لنا اوكرانيا لكن بقليل من التفاصيل وعمر خيرت يقدم موسيقى تصويرية معبرة تعلق على الحدث وتدفع به أحيانا الى الأمام.

مع 'الرهينة' تستطيع ان تقضي لحظات جميلة ومشوقة ومن الممكن ان تتابع أسلوبا مميزا ومختلفا في إخراج الأفلام وصناعتها، ومن الممكن ومع أغنية النهاية التي يغنيها حسين الجسمي ان تشعر بالحنين الجارف الى الوطن لكن مع انتهاء الفيلم ربما ستشعر انه جرى التعامل مع كل القضايا المطروحة بنوع من الخفة من دون الدخول في تفاصيل واصول الاشياء.

القبس الكويتية في 10 أبريل 2007