المهرجان الأول لأفلام المرأة مواهب نسائية.. واحتراف منظمين علا الشافعي |
صفحات خاصة
|
اختتم المهرجان الأول لأفلام المرأة فعالياته أمس الجمعة, بعد أن عرض داخل أقسامه المختلفة العديد من الإنتاجات المهمة والمميزة لأفلام المرأة من العالم العربي والأوروبي, وشهد المهرجان إقبالا غير متوقع من الجمهور والمهتمين, ليس ذلك فقط بل دارت العديد من النقاشات المهمة والحيوية, والمهرجان الذي نظمته مؤسسة كادر للوسائل السمعية والبصرية في الفترة من الثامن حتي16 من شهر مارس الجاري, لفت الانتباه إلي ضرورة التأكيد علي قضايا المرأة وهمومها ومشكلاتها, سواء في الدول النامية أم المتقدمة, لاسيما أن المفارقة التي اكتشفها متابعو المهرجان أن الهموم الإنسانية للنساء تكاد تكون واحدة. وما تم عرضه من خلال الأقسام المتنوعة من المهرجان يجعلنا نتساءل عن دور المرأة في السينما المصرية والعربية. والذي شهد مراحل مختلفة من الإقبال المتزايد ثم الإحجام. تراجع وعودة لا أحد يستطيع أن ينكر ارتباط البدايات الأولي للسينما بوجود المرأة ليس فقط المرأة الممثلة أو النجمة, والتي كانت تظهر غالبا في دور الفتاة الرومانسية الحالمة أو الضحية التي يتم التغرير بها, لكن شهدت السينما المصرية وجودا كثيفا للمرأة المنتجة, والمخرجة التي تدير عملا سينمائيا كاملا و لدينا قائمة طويلة من الأسماء التي تضم بهيجة حافظ, فاطمة رشدي, روزاليوسف, آسيا, ماري كوين وغيرهن كثيرات من النساء اللاتي أثرين حركة السينما المصرية والعربية, إلا أنه ورغم البدايات القوية للمرأة في السينما والتي استمرت حتي السبعينيات من القرن, حيث تصدرت في هذه الفترة أسماء النجمات الأفيشات وتترات الأفلام مثل فاتن حمامة, ماجدة, سعاد حسني, نادية لطفي, وصولا إلي جيل نبيلة عبيد ونادية الجندي. بعد ذلك شهد دور المرأة تراجعا شديدا في السينما المصرية ليس فقط في عدد المخرجات العاملات وأيضا المنتجات, وأيضا ما يتعلق بشكل وصورة المرأة علي الشاشة والتي أصبحت في أغلب الأفلام مجرد سنيدة للنجم وتماشي ذلك مع تيار محافظ في المجتمع وتسيد أفكار بعينها تناهض عمل المرأة من الأساس, فما بالك بعملها في الفن, لكن جاء مهرجان أفلام المرأة الأول ليؤكد علي وجود عدد كبير من المخرجات الموهوبات اللائي ينتظرن فقط فرصة جيدة. مغامرة حقيقية قد لا يدرك الكثيرون حجم المعاناة التي بذلها رئيس المؤسسة الناقد السينمائي سمير فريد رالمعاونون له, لأجل إقامة هذا المهرجان, والذي يعد مغامرة حقيقية, فالمؤسسة قائمة علي الجهود الذاتية, ولم يكن هناك دعم متوفر للمهرجان, ورغم ذلك أصر الجميع علي إقامته, ولم يتعاملوا معه بمنطق الهواة أو كمجرد حدث احتفالي يقوم علي عرض مجموعة من الأفلام, بل العكس تماما الذي حدث, فالمنطق الاحترافي هو الذي حكم المسألة. إذ تم إنجاز جداول العروض منذ أكثر من شهر قبل بدء فعاليات المهرجان, وتم طبع كتالوج وجدول العروض, وشهد المهرجان أثناء فترة انعقاده انتظاما شديدا في مواعيد العروض, وإقامة الندوات. لذلك يستحق القائمون علي المهرجان تحية حقيقية علي هذا المجهود الذي بذل دون انتظار أي مقابل, فهم في النهاية يعملون ولا يعنيهم سوي صالح السينما, ولخلق حالة من الحيوية قد تنعكس بتراكمها علي المشهد السينمائي بشكل عام, والذي صار أكثر استيعابا لأنشطة المؤسسات المستقلة والتيارات الجديدة في السينما. أقسام مهمة ضمن فعاليات المهرجان وداخل قسم مخرجات من مصر عرضت ثلاثة أعمال لكل من المخرجة التسجيلية علية البيلي بعنوان درب الهشيم فيلم روائي قصير, وفيلم الرحلة إخراج مني مكرم, وبس أحلام إخراج أمل رمسيس, وهي مصرية تعيش ما بين مصر وأسبانيا, وعرضت أيضا مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان كان للعام الماضي, ومنها الأفلام الحاصلة علي جوائز سينفر للمخرج النرويجي بوبي بيرس والحاصل علي السعفة الذهبية بداية الجليد إخراج بابلو أجيرو, والحاصل علي جائزة لجنة التحكيم, وفيلم التحريك حكاية ضاحية, وشئ مثير. ومن خلال قسم الإيدز المرض و العار عرض الفيلم القصير مش زي الباقين إخراج أمير رمسيس, وتدور أحداثه في13 دقيقة حول سامح الشاب المصري مثلي الجنسية, والمريض بالإيدز, و الذي يعاني الوحدة وليس له سوي صديقة واحدة هي سارة الجزائرية, وكلاهما يعيش في شرنقة الوحدة, رغم اختلاف الظروف فهي تعيش الاغتراب والعزلة في مجتمع أصبح لا يعترف بالآخر, أو أي ثقافة مغايرة, وهو لمرضه الذي حوله إلي عدو, وفيلم طبق بلاستيك للمخرج محمد شفيق, وهو روائي قصير, مدته ثماني دقائق, وأحداثه تبدأ مع شاب مصري مثلي الجنسية أيضا, ومريض بالإيدز, وتقاطعه أسرته نتيجة لذلك إلا أنه وبعد غياب طويل يقرر أن يزور أسرته في عيد شم النسيم, أما فيلم نور فهو للمخرجة مني مكرم, والتي اختارت فتاة مصرية مصابة بالإيدز, وتروي لها عن حالتها, لاسيما أنها تخفي مرضها عن الجميع. برنامج مثل هذا الذي عرضت أفلامه داخل المهرجان يكشف عن حقائق مرعبة في حياتنا, أصبحنا نصر علي تجاهلها وليس ذلك فقط, بل ندعي عدم وجودها تحت منطق أن كل شئ تمام وأن هذه الظواهر لا يعرفها مجتمعنا رغم وجود حالات حقيقية داخل بعض الأفلام التي عرضت, وأيضا عرضت مجموعة مهمة من الأفلام لمخرجات من اليونان, وكذلك أفلام الطالبات من مسابقة أفلام الطلبة في مسابقة مهرجان كان الماضي, أما قسم التميز ضد المرأة فعرضت داخله مجموعة من الأفلام المهمة منها موسم زرع البنات, إخراج فيولا شفيق, وهو عن ختان الإناث, والذي يطلقون عليه في بعض القري موسم زرع البنات, وفيلم الشوك للمخرجة هالة جلال, والفيلم عبارة عن صور من العنف ضد المرأة في الحياة وفي الأفلام المصرية, وفيلم أحوال الناس لنفس المخرجة, والتي سجلت بذكاء شديد رأي الناس البسطاء في قضايا أثارت الرأي العام مثل قضية هند الحناوي. ووجه المهرجان تحية إلي اسم راشيل كوري, وعرض الفيلم الفلسطيني راشيل ضمير أمريكي للفلسطيني يحيي بركات, والفيلم جاء كتوثيق شامل لقضية مصرع المناضلة الأمريكية من أجل السلام راشيل كوري, تحت الجرافات الإسرائيلية في16 مارس2003 في رفح بجنوب غزة. ونظم المهرجان برنامجا احتفي فيه بنماذج من المخرجات العربيات ومنهن رضه المري من الإمارات, ومن فلسطين بعد السماءالأخيرة إخراج علياء أرصغلي, ومن السعودية فيلم نساء بلا ظل لهيفاء المنصور. واحتفي أيضا المهرجان بمجموعة من المخرجين المصريين الشباب الذين شاركوا في كامب مهرجان برلين السينمائي وعرض لهم بعض أفلامهم ومن هؤلاء شريف البنداري مخرج فيلم(6 بنات), يافا جويلي صاحبة فيلم مش زي خروجه, ومن خلال احتفالية في الممنوع التي تم إهداؤها إلي الإعلامي والكاتب مجدي مهنا, تم عرض مجموعة من الأفلام المصرية القصيرة الممنوعة من العرض ومنها أصوات إخراج أسامة أبوالعطا, ونظرة للسماء إخراج كاملة أبوذكري, والمهنة امرأة لهبة يسري* الأهرام العربي في 17 مارس 2007
|