سينماتك

 

سينما العالم

الفيلم الإيراني أطفال الجنة  Children of Heaven

اعداد:رجا ساير المطيري

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

مع هذا الفيلم عاشت السينما الإيرانية لحظة تجليها الأكبر حينما كانت على وشك الظفر بأول أوسكار في تاريخها لولا أن قطع الطريق عليها الفيلم الإيطالي (الحياة جميلة-) باختياره كأفضل فيلم أجنبي في أوسكار 1998.فيلم (أطفال الجنة) للمخرج (مجيدي مجيدي) حاز جوائز عديدة من مهرجان فجر السينمائي ومونتريال ووارسو وسنغافورة ومن جمعية نقاد الفيلم في الأرجنتين.

يحكي الفيلم قصة بسيطة بأسلوب بسيط وواقعي إلى حد الإدهاش، بطلها الطفل (علي) وأخته الصغيرة (زهرة) اللذان يواجهان مأزقاً خطيراً يسعيان إلى معالجته بعيداً عن نظر والدهما سريع الغضب. بداية الفيلم تكون مع (علي) الذي يحمل في يده كيساً في داخله حذاء جديد لأخته (زهرة)، وقبل أن يصل إلى المنزل يتوقف قليلاً عند دكان لبيع الخضار، فينهمك في عملية الشراء وهو لا يدري أن هذه الوقفة السريعة ستكلفه غالياً.. لأنه سيفقد حذاء أخته!. وهكذا يدخل في دوامة البحث عن الحذاء المفقود، وينشغل هو وأخته (زهرة) بحياكة الخطط التي تضمن عدم معرفة والدهما بهذه الكارثة، فالوالد فقير جداً وبالكاد تمكن من توفير مبلغ بسيط اشترى به حذاءً لطفلته الصغيرة حتى تتمكن من الذهاب إلى المدرسة.. إذن يجب أن لا يعلم الأب شيئاً، ويجب أن تذهب (زهرة) إلى المدرسة وهي التي لا تملك حذاء.. فما السبيل إلى ذلك؟.

مخرج الفيلم (مجيد مجيدي) -صاحب الفيلمين (باران) وَ(لون الفردوس)- يستغل الحذاء في (أطفال الجنة) ليصور البؤس الذي ترزح تحته الكثير من الأسر الإيرانية، فكان الحذاء بمثابة الدافع المحفز لكل تصرف يقوم به الطفلان البريئان . (أطفال الجنة) رحلة سينمائية أصيلة مع الطهر والبراءة، مع البؤس، ومع أحلام الأطفال الصغار وحيلهم الصغيرة التي يرسمونها للتغلب على صعوبات الواقع وقهر الظروف. هنا لن يتمكن المشاهد من مغالبة تأثره وإعجابه بالفيلم وبحكايته البسيطة والأهم بالأداء المذهل للطفلين الصغيرين..

الرياض السعودية في 1 مارس 2007

 

أخيراً سكورسيزي

رجا ساير المطيري 

يبقى لحفل الأوسكار سحره وفتنته التي أسرت العالم وجعلت حتى القنوات الإخبارية المتخصصة تعلن نبأ فوز (سكورسيزي) في وقت الذروة جنباً إلى جنب مع أخبار السياسة والحروب. وليس الأمر اهتماماً استثنائياً بل تأكيد لما قالته مقدمة الحفل (إيلين دينجريس) من أن الأوسكار بات اليوم أكثر عالمية من أي وقت مضى؛ ففيه يتنافس السينمائيون من مختلف دول العالم على خطف التمثال الذهبي مع بريق الأضواء والشهرة، يرافق هذا اهتمام متزايد من الجمهور العالمي ومن المحطات التلفزيونية بتغطية الحدث ومتابعة نتائجه..

وقد حملت نتائج الحفل الأخير نبأً مفرحاً لعشاق المخرج الكبير (مارتن سكورسيزي) تمثل في تحقيقه أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه (المغادر) بعد خمسة ترشيحات نالها منذ العام 1981.انتصاره هذا لم يكن مفاجئاً إذ كانت التوقعات تصب في خانته منذ أشهرٍ عطفاً على الجوائز التي حققها في دوائر النقاد الأمريكيين والنقابات السينمائية المختلفة عن نفس الفيلم. وبرغم التوقع المسبق إلا أن للجائزة طعمها المميز لجميع المهتمين وبشكل خاص لعشاقه..

الجائزة لا تعبر عن قيمة (سكورسيزي) الحقيقية، وليست تزكية له، ولا هو يحتاجها أصلاً، كونها في النهاية جائزة يصوت عليها أكثر من ستة آلاف عضو في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون، وهؤلاء هم غالباً من عامة المشتغلين بالسينما في هوليود، تتناهشهم الأهواء، وتؤثر فيهم الآراء، وتحكمهم أذواق خاصة ومختلفة، لذلك فرأيهم من حيث الأهمية لا يوازي -مثلاً- رأي لجنة تحكيم دورة كان عامي 1985و 1976حين منحته جائزة أفضل مخرج..

لكن كما قلنا في البداية يبقى لحفل الأوسكار سحره الخاص، وميزته الكبرى أنه شعبي، غير نخبوي، وقائمة الفائزين فيه تتناولها أيدي جماهير السينما حول العالم؛ النخبوي منهم والبسيط، النقاد والهواة. لذلك فالخلود محقق لكل من ينال هذه الجائزة بفعل آلة التسويق الضخمة التي تقف خلفها، والتي تضمن الحضور لكل الفائزين حتى ولو بعد سنوات، ومن المهم جداً لاسم (سكورسيزي) أن يكون متواجداً في قائمة الأوسكار، لأغراض دعائية على الأقل!. وهذا هدف ظل عشاق (سكورسيزي) يتلهفون لتحقيقه منذ سنوات، وقد تحقق أخيراً، وتشرفت قائمة الأوسكار باسمه، حتى لو كان عن طريق فيلم لا ينتمي حقاً للاتجاه السكورسيزي الخاص!.

الرياض السعودية في 1 مارس 2007

 

فيلموغرافيا

سيرة نجم - فوريست ويتيكر

اعداد:رجا ساير المطيري 

مع كل دورة للأوسكار نشهد حضوراً استثنائياً ومفاجئاً لنجم جديد يطأ عتبة الخلود للمرة الأولى، فما رأيناه يحدث في العام 1999مع الممثلة (هيلاري سوانك) حين جاءت من الصفوف الخلفية لتأخذ أوسكارها الأول عن أدائها الملفت في الفيلم المستقل (الأولاد لا يبكون)، وجدناه يتكرر السنة الماضية مع (فيليب سايمور هوفمان) الذي اقتنص أول أوسكار عن دوره في فيلم (كابوتي)، ثم هاهو النجم الأسمر (فوريست ويتيكر) يفعل ذات الشيء في الأوسكار الأخير ويخطف الجائزة الكبرى عن فيلم (آخر ملوك اسكتلندا) ليلوي الأعناق تجاهه ويجبر الجميع على التسليم بموهبته بعد سنوات من الكفاح في الظل؛ على هامش هوليود.

المتتبع لمسيرة (فوريست ويتيكر) يجد أنها مسيرة ملتزمة وجادة ارتبطت بأسماء مخرجين كبار من وزن (روبرت ألتمان)، (كلينت إيستوود)، (مارتن سكورسيزي)، (أوليفر ستون)، (ديفيد فينشر) والمخرج المستقل (جيم جارموش). وليس من معنى لهذا الارتباط سوى أن (فوريست) يمتلك الموهبة الحقيقية واللازمة لترجمة كل المتطلبات الصعبة لمخرجين من الوزن الثقيل.

ولد (فوريست) في ولاية تكساس الأمريكية عام 1961وبدأ مسيرته الفنية مع التلفزيون حيث شارك منذ العام 1982وحتى 1986في العديد من المسلسلات الناجحة، وكانت له مشاركات خجولة في السينما عبر فيلمين شبابيين. لكن انطلاقته الحقيقة مع السينما جاءت في العام 1986حين شارك في فيلمين رائعين هما (لون المال - The Color of Money) للمخرج (مارتن سكورسيزي) وفيلم (بلاتون - Platoon) للمخرج (أوليفر ستون). ورغم أن مشاركته فيهما قد جاءت في أدوار ثانوية إلا أنهما اعتبرا نقطة انطلاق نحو بطولته الأولى التي سينالها بعد عامين مع المخرج (كلينت إيستوود) في فيلم (طائر - Bird) الذي لعب بطولته المطلقة وأدى دور موسيقيّ الجاز (تشارلي الطائر) ببراعة أهلته لنيل جائزة أفضل ممثل في دورة (كان) عام

1988.بعد ذلك توالت أدواره البطولية في السينما وشارك خلال التسعينات في أفلام رائعة مثل الفيلم المستقل (دخان - Smoke) عام 1995وفيلم (Ghost Dog: The Way of the Samurai) للمخرج المتميز (جيم جارموش). أما الألفية الجديدة فستشهد مشاركته في فيلمين مثيرين هما فيلم (غرفة الهلع - Panic Room) لمخرج الإثارة (ديفيد فينشر) وفيلم (كبينة الهاتف - Phone Booth) الذي جسد فيه دور محقق يسعى إلى حل قضية بطل الفيلم المربوط - مجازاً - إلى كبينة هاتف عمومي بسبب تهديد جاءه من قاتل مأجور. حتى العام 2007قدم (فوريست) العديد من الأدوار الجميلة وأخرج وأنتج مجموعة من الأفلام لكن كل هذه الإنجازات المهنية لا توازي ما حققه مع فيلم (آخر ملوك اسكتلندا) الذي جسد فيه شخصية الزعيم الأوغندي الطاغية (عيدي أمين)، فمع هذا الفيلم حصد - تقريباً - كل الجوائز السينمائية المهمة، من الغولدن غلوب إلى الأوسكار مروراً بالبافتا وجمعيات الفيلم والنقاد في أمريكا، ليبلغ ذروة نجاحه ويؤكد علو كعبه كممثل ملتزم وقدير ظل لسنوات يكافح حتى استحق أوسكاره الأول.

الرياض السعودية في 1 مارس 2007