شعار الموقع (Our Logo)

 

 

وسط النجاح الجماهيري الذي يحققه فيلم 'حب البنات' منذ بدء عرضه تجاريا.. فوجيء جهاز السينما­ الجهة المنتجة­ بظهور نسخ فيديو من الفيلم تحمل اسم شركة انتاج وهمية.. وقامت حملة من شرطة المصنفات الفنية بمداهمة عدة أماكن حيث تم ضبط عشرات النسخ المعدة للبيع والتأجير دون أي حقوق قانونية لتضيع علي الجهة المنتجة الملايين في مقابل حفنة من الجنيهات يحصل عليها هؤلاء القراصنة بدون وجه حق..وكانت أصابع الاتهام قد اشارت في البداية الي ان النسخة تم تزويرها من نسخة الفيديو التي تسلمها المركز القومي للسينما لارسالها الي المهرجانات مما آثار مشاعر الخوف والقلق لدي المنتجين خوفا من سرقة أفلامهم داخل الجهات الرسمية التي تحميها. السطور التالية تحاول ان تكشف غموض هذه الأزمة وتبحث عن حلول حقيقية لمواجهة قراصنة السينما:

البداية كانت مع ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما الذي يقول: كنت اؤدي فريضة الحج حينما علمت بأمر هذه السرقة فعدت وقلت ان النسخ التي تم ضبطها ستكشف عن نفسها فاذا كانت منقولة عن سينما فإن معني ذلك انها تسربت اثناء الترجمة في معامل انيس عبيد واذا كانت منقولة عن نسخة 'ديجيتال' فستكون قد تسربت من مدينة الانتاج الاعلامي.. اما اذا كانت تسربت عن نسخة فيديو فانها ستكون مسئولية المركز القومي للسينما وقد اكتشفنا انها نسخة رديئة ومنقولة عن نسخة فيديو مترجمة ونحن قمنا بترجمة نسختين احداهما الي الانجليزية والآخري الي الفرنسية لعرضها في أكثر من مهرجان دولي بعد ان تسلمها المركز القومي للسينما لارسالهما الي هذه المهرجانات.

تأجيل الاتهام

  • لكن ألا يمكن ان تكون النسخة قد تمت سرقتها اثناء عرض الفيلم في مهرجان القاهرة وكانت نسخة مترجمة ايضا؟

- لا لأن نسخة مهرجان القاهرة تم عملها بتيترات معينة مختلفة عن التي تم ضبطها..

  • هل معني ذلك توجيه الاتهام الي المركز القومي للسينما؟

- عقليتي كمحقق وضابط سابق تجعلني لا ألقي الاتهام علي أحد.. ونحن لانبحث عن توجيه اتهامات بل نبحث عن المجرم ونبرة التعصب في هذه الحالة نبرة خطأ.. وقد قامت شرطة المصنفات الفنية بالقبض علي الذين تم ضبط الاشرطة بحوزتهم والنيابة تبحث وتحقق مع الجميع وليس من مصلحتنا اصدار قرارات مسبقة وان كان الاتهام ينحصر بين واحد من اثنين اما المركز القومي للسينما او مدينة الانتاج فقد يكون الشخص الذي قام بعملية النسخ اثناء نقله لشرائط V.H.S 'الفيديو' قد قام بعمل نسخة لنفسه.. والتحقيقات ستكشف ذلك.

  • ألا يمكن ان تكون النسخة قد تسربت من خلال جهاز السينما الذي ترأسه؟

- استحالة لاننا في الجهاز نقوم بتوصيل الأشرطة من خلال لجنة تضم ثلاثة موظفين ويتم وضع الأفلام داخل خزينة ثم يتم تسليمها للمركز في حالة مشاركتها في مهرجانات.. ومع ذلك فكل شيء وارد وانا اقول انه لو قام فرد من جهة ما بارتكاب خطأ ليس معني ذلك ان الكل علي خطأ وانما مجرد تصرف فردي يجب ان نضعه في اطاره وانا لا اريد ان اخسر صديقي علي ابوشادي الذي احترمه واحترم المركز القومي ومدينة الانتاج وجهاز السينما ولا اريد ان اصدر احكاما عاجلة.

نسخة دبلوماسية

أما علي ابوشادي رئيس المركز القومي للسينما فيؤكد أنه لا علاقة للمركز بهذه السرقة ويصف الاتهام الموجه له بأنه 'تصفية حسابات'

يقول علي ابوشادي: قام المخرج خالد الحجر بالاتصال بجميع مهرجانات العالم ليشارك بفيلمه 'حب البنات' فيها وارسلت لنا بعض المهرجانات تطلب الفيلم فوافقت اللجنة العليا للمهرجانات واتصلنا بممدوح الليثي وطلبنا أشرطة فيديو من الفيلم شأنه شأن أي فيلم مصري يشارك في مهرجانات..حيث تصل لنا نسخة الفيلم 'مغلفة' لنرسلها بالحقيبة الدبلوماسية واخبرت ممدوح الليثي بذلك فقال انا لا اعرف حقيبة ولاشنطة وخيرته بين ان يرسلها بمعرفته فقال سأرسلها لك.. وهذا هو ما فعلناه بالضبط مع كل الأفلام بما فيها افلام لم تعرض بعد مثل خريف آدم.. أما عن اتهام المركز بأنه مصدر النسخة فإنني اقول انه لاداعي لتصفية الحسابات لأنني أعتقد أن ممدوح الليثي يوجه للمركز هذا الاتهام بعد ان نفضت وزارة الثقافة يدها عن مهرجان الاسكندرية بناء علي اجماع اللجنة العليا للمهرجانات وهذا خلط للأوراق لأن لجنة المهرجانات لجنة مستقلة يرأسها د. فوزي فهمي ووزير الثقافة هو الذي يعتمد قراراتها.. ولايجب ان يسبق الأحداث فهناك تحقيقات نيابة تتم والأجدي ان يصمت حتي نهاية التحقيقات دون القاء التهم جذافا..

ويضيف علي أبوشادي قائلا: لماذا لاتكون النسخة قد تسربت اثناء عرض الفيلم في مهرجان القاهرة وكانت نسخة مترجمة للانجليزية.. كما ان ممدوح الليثي قام بنقل الفيلم من أشرطة 'البيتا كام' الي الفيديو لماذا لايكون هناك شخص قام بنقل النسخة اثناء هذه العملية.. وانا اجري حاليا تحقيقا داخل المركز حول ما نشر من اتهام يمسنا رغم أنه لم يوجه لنا أي اتهام رسمي.. الا انني فوجئت باتهامنا علي صفحات الجرائد ويختتم علي ابوشادي كلامه قائلا: ظاهرة القرصنة علي الافلام اصبحت اكثر انتشارا وتطورت أساليبها.. بدليل ان.. فيلمي اللي بالي بالك والتجربة الدانمراكية تعرضا للنسخ مؤخرا وغيرهما الكثير وهي مشكلة تعاني منها كل شركات الانتاج.. ولو كان هناك أي اتهام رسمي لنا فنحن نتحمل مسئوليته.

نادي الفيديو

أما محسن علم الدين المنتج المنفذ للفيلم فقد كان وراء اكتشاف سرقة الفيلم.. ويقول عن ذلك: علمت أن نسخة فيديو تباع في أحد نوادي الفيديو بثلاثين جنيها للنسخة ويتم تأجيرها أيضا فأرسلت لاشتريها واتأكد منها وقدمنا بلاغا لشرطة المصنفات الفنية التي قامت بحملة علي الفور ووجدنا أشرطة من الفيلم معدة للبيع والتأجير مقابل بضعة جنيهات مسببين للفيلم خسارة مادية كبيرة لاشك انها ستؤثر سلبيا علي الفيلم وعلي مبيعاته في الخارج.

ويضيف علم الدين: بصفتي احد اعضاء غرفة صناعة السينما فأننا نتلقي بلاغات عديدة من المنتجين بسبب السرقات التي تتعرض لها الأفلام ونطلب كغرفة ان يقوم كل منتج بوضع علامة سرية علي كل نسخة ويضعها في ظرف مغلق داخل غرفة صناعة السينما ولايتم فتحها الا في حالة تعرض الفيلم للسرقة للتعرف علي مصدر النسخة المضبوطة.. ولاشك ان سرقة الأفلام تحولت الي ظاهرة فأحيانا تسرق أثناء العرض السينمائي وأذكر انه تمت سرقة فيلم اثناء عرضه في سينما بقرية 'الحامول' وظهرت النسخة المزورة وبها نفس الشرخ الذي كان موجودا في دار العرض.

نسخة مشوهة

أما خالد الحجر مخرج فيلم 'حب البنات' فيري ان سرقة الأفلام اصبحت ظاهرة عالمية وان امريكا اصبحت تحرص علي عرض افلامها في وقت واحد في كل الدول خوفا من تسرب اي نسخة رغم وجود قوانين صارمة.

وعن سرقة 'حب البنات' يقول: لاشك ان سرقة الفيلم تؤثر عليه بشكل سلبي ولكن الحمد لله انه تم اكتشاف السرقة مبكرا لتجنب الاساءة للفيلم خاصة وان النسخة التي تم ضبطها جاءت نسخة مشوهة مما يسيء الي الفيلم وصناعه..

أماكن سرية

ولكن هل يمكن ان تتسرب الأفلام من بعض الجهات الرسمية مثل الرقابة علي المصنفات الفنية مثلا؟

يقول د. مدكور ثابت رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية: من المستحيل ان يحدث ذلك داخل جهاز الرقابة لانه لايتم استلام نسخ ايداع من اي فيلم الا بعد طرحه كفيديو في الاسواق وليست لنا اي مشاكل مع المنتجين في هذا الصدد.

ويكشف مدكور ثابت ان جهاز الرقابة قام بحملات اثناء العيد حيث تم تقسيم المفتشين ممن لهم حق الضبطية القضائية الي قسمين واسفرت حملاتهم عن ضبط نسخ لفيلم حب البنات علي سي. دي وأشرطة فيديو تم ضبطها في منطقة وسط البلد مع احد الباعة الجائلين ومعهم نسخ لأفلام سهر الليالي والتجربة الدانمركية واللمبي واللي بالي بالك علي سي. دي.

والمثير كما يقول مدكور ثابت ان الحملات علي اندية الفيديو في العيد لم تسفر عند ضبط شيء وانما تم الضبط لدي الباعة الجائلين بينما قامت شرطة المصنفات الفنية بضبط نسخ الفيديو لفيلم 'حب البنات' داخل احد نوادي الفيديو..

ويؤكد رئيس الرقابة ان هناك حملات مكثفة من الرقابة ومباحث المصنفات وان المشكلة في اماكن النسخ السري تحت الأرض والتي اصبح من الصعب ملاحقة أماكنها ولايهم اصحابها مايتم ضبطه في اندية الفيديو او مع الباعة الجائلين لأنهم يقومون بتكرار الأمر في اماكن اخري ونحن نتعاون مع شرطة المصنفات في مطاردتهم داخل بؤر النسخ كما لو كنا نطارد تجار المخدرات داخل اوكارهم حيث يتم بعد ذلك تحرير محضر واحالته الي النيابة مع تحريز المضبوطات.. ويقوم خبراء الادارة المعنية داخل الرقابة بفحص الشريط لمعرفة ما اذا كان منقولا من نسخة فيديو او نسخة 35 مللي وجميع التفاصيل التي تساعد في الكشف عن الجهة التي تسرب منها.

القرصنة

  • وفي النهاية كان لابد ان نلتقي باللواء أيمن عباس مدير الادارة العامة لشرطة المصنفات.. ليتحدث عن ظاهرة سرقة الافلام وكيف تتصدي لها مباحث المصنفات..قلت له: كيف تواجه شرطة المصنفات الفنية عمليات القرصنة علي الافلام؟

- اذا تحدثنا بشكل عام عن نسخ الافلام فانه يتم ضبط مجموعة كبيرة من الاشرطة المنسوخة سنويا ونحن كإدارة لشرطة المصنفات الفنية نتابع جميع الجهات التي يمكن أن يحدث بها قرصنة سواء شركات الانتاج وهل تلتزم بانتاجها الخاص أم تسطو علي انتاج شركات أخري وأماكن التداول سواء أندية الفيديو أو محلات البيع للتأكد من صحة الترخيص وهل يعرض باسم الشركة صاحبة الحق الاصلي ويتم التأكد هل هي الاشرطة الاصلية للشركة المنتجة أم هي شرائط مقلدة وهذا نكشفه من سعر بيع النسخة فالشركة المنتجة تطرح الشريط بسعر معين بينما الجهة التي تسطو تطرحه بسعر أقل بكثير وفي عمليات الضبط للافلام المنسوخة أو المقلدة لا نكتفي بعملية الضبط لان بداية ضبط أي شيء منسوخ أو مقلد يعد بمثابة خيط يقودنا لمكان النسخ فاذا توصلنا اليه واوقفنا نشاطه وحرزنا الاجهزة الخاصة بالنسخ نكون قد قضينا عليه وحققنا نتيجة جيدة.

و نحن نتتبع المصدر في كل الحالات للوصول الي مصدر النسخ وحتي لو لم نصل اليه نستطيع أن نصل الي تاجر الجملة الذي يقوم بالتوزيع ومنه نستطيع الوصول الي مكان النسخ وبذلك نقضي علي احدي بؤر النسخ والسرقة.

  • وهل يتم النسخ عادة في أماكن مجهولة؟­

- أحيانا تتم عمليات النسخ في معامل مصرح بها وبدون علم صاحب المعمل حيث يقدم اليه تصريح غير قانوني دون أن يكتشف صاحب المكان ذلك وهي واقعة تحدث في حالات محدودة خاصة في عمليات نسخ شريط الكاسيت بخلاف الفيديو وال سي دي للذين تتم عمليات النسخ فيهما في معامل خارجية لمحترفي القرصنة.

  • بماذا تفسر زيادة عمليات القرصنة علي الافلام المصرية؟

- بعض حالات القرصنة تتم دون وعي من القائم بالعملية.. فهو لا يدرك أنه يرتكب جريمة ولا يعرف جريمة الاعتداء علي حق من حقوق الملكية الفكرية وأن عقوباتها كبيرة وشديدة ولكن لايشعر بها الا مع أحكام المحاكم.. وعلي جهة أخري هناك بعض محترفي السرقة الذين يعلمون بحجم الجريمة التي يرتكبونها.

  • بعض السينمائيين يرون أن العقوبة تعد ضعيفة بالمقارنة بحجم الخسائر التي يتعرض لها أصحاب الافلام ويطالبون بتغليظ العقوبة ورفع قيمة الغرامة.. فمارأيك؟

- رأيي أن العقوبة التي يقرها القانون لا تكمن في الغرامة فقط.. ولكن في الحبس أيضا، فبالنسبة لمرتكب الواقعة الاولي يكون الحبس لا يقل عن شهر ثم الغرامة أو احدي هاتين العقوبتين أما اذا تكرر الامر فالقانون اوجب فيها الحبس والغرامة.. ولو نظرنا الي قوانين الملكية الفكرية علي مستوي العالم فسنجد أن القانون المصري وضع عقوبة صارمة متضمنة الحبس.. بينما هناك دول أخري يكتفي القانون فيها بالغرامة دون الحبس ونحن كإدارة مكافحة جرائم المصنفات الفنية نعمل في هذا المجال بالتنسيق مع جميع الجهات.. لان هدفنا واحد.. فشرطة المصنفات لا تعمل بمفردها وليست هي المسئولة الوحيدة عن حماية حقوق الملكية الفكرية فهناك رقابة المصنفات الفنية في وزارة الثقافة وقد اعطي وزير العدل لبعض أفرادها حق الضبطية القضائية وهناك وزارة الاتصالات التي دخلت مؤخرا مع برامج الحاسب الآلي والانترنت.. وفي اعادة بث القنوات الفضائية مع ال C.N.E في وزارة الاعلام.. وفي المطبوعات الدينية نقوم بالتنسيق مع مجمع البحوث الدينية.

  • ولكن كيف يمكن تحجيم هذه الخسارة؟ ومن أين تبدأ؟ هل من الجهات الإنتاجية؟

- أري أن تعاون جهات الانتاج مع أجهزة المكافحة سيحقق تقدما مذهلا.. فمثلا لو أن هناك مكانا يتم فيه تداول أشرطة.. لو عرض عليه شرائط بأسعار منخفضة وأعطي خبرا لجهات المكافحة بهذا الامر.. يكون قد تعاون معنا للوصول الي الخيط الذي يقود الي مكان النسخ ومصدره.. أما اذا قبلت هذه الجهة أو هذا الشخص الاشرطة وبدأ عرضها فانهم يتحملون تبعات ذلك.. فلابد من تعاون فعلي بين شركات الانتاج والجهات المرخص لها بالبيع والتداول والانتاج.. وقد بدأنا في فتح مجالات مع شركات الانتاج لمعرفة انتاجهم وحمايته مسبقا.. لو تم العثور عليه في مكان آخر وبنسخة تحمل اسم شركة أخري.

  • هل تري أن عمليات القرصنة علي الاشرطة في مصر أكبر من مثيلاتها عالميا؟

- لا يجب أن نعقد هذه المقارنة.. فهناك عمليات قرصنة تتم وهناك عمليات مكافحة موازية لها.. فاذا كان هناك اعتداء علي الحقوق فهناك أيضا عمليات مكافحة للحفاظ علي هذه الحقوق وطالما أن هناك توازنا بين الجريمة وعملية الضبط ومحاولات الحد منها.. فهذا هو المطلوب.. ولا يمكن لأي جهاز في العالم أن يوقف الجريمة تماما.. ولكن المهم حجم مايتحقق من المكافحة!.

مجلة أخبار النجوم في  14 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

القراصنة يحاولون تدميره

فيلم حب البنات يواجه مافيا السرقات

تحقيق: إنتصار درديري