شعار الموقع (Our Logo)

 

 

اثارالفيلم الهولندي "شوف شوف حبيبي" سجالا منذ بداية عرضه اواخر الشهر الماضي(كانون الثاني) ولما يزل في الشارع الهولندي عامة ولدى الاجانب المقيمين بشكل خاص بل لدى المغاربة بشكل اكثر خصوصية؛ اذ يعرض حياة الاجانب في هولندا من خلال تناوله حياة عائلة مغربية باطار كوميدي لاذع حد المبالغة. فقد قسم اراء المشاهدين بين مؤيد ومعارض له الامر الذي عاد بالفائدة على كادر العمل شهرة ومالا.

المخرج الهولندي البرت تير هير كتب السيناريو بمبادرة من الممثل ميمون اويس، الذي يمثل الدور الرئيس في الفيلم، استعان بكادر كبير من الممثلين المغاربة في هولندا خاصة للادوار الرئيسة فيه ولعب على ثيمة الوقت( السنة القمرية والسنة الشمسية) الذي لايعيره احد اهتماما في العائلة المغربية، موضوع الفيلم، اهمية. فقد قسم الفيلم الى اربعة اجزاء هي اعمار القمر الذي عادة ماتناجيه الام الامية التي جاءت لهولندا بمعية زوجها الذي كان عاملا في هولندا في القرن الماضي، وهما لايعرفان من اللغة الهولندية شيئا بل يستعينان بابنهما الصغير (ادريس) للترجمة الذي عادة مايكذب عليهما بالشكل الذي يجنبه العقوبة خاصة اذا كان مذنبا ويتطلب الامر استدعاء ولي امره بعد ان يمسكه مدير المدرسة يلتقط صورا في تواليت المدرسة لزميلاته خلسة بكاميرا رقمية. الوقت ذاته سيتسبب بايقاف الابن الاوسط Ap (ميمون اويسا) عن العمل حيث لايعلم بفارق التوقيت الصيفي فيعود لاصدقائه العاطلين عن العمل من المغاربة الحالمين( بشقراء صارخة الجمال وان تكون عذراء) كما يعبر عن ذلك صديقه الشبيه بالارهابي المفترض محمد عطا. ولتحقيق ذلك يبادرون بصحبة صديقهم الهولندي (المحشور عنوة دوره في الفيلم، ربما ليشير الى احد امرين الاول ان هذا الهولندي اصبح عاطلا وسارقا لانه صاحب هؤلاء المغاربة. او تم حشره لابعاد صفة العنصرية عن السيناريو) الى سرقة بنك، فيفشلون بعد ان يصر شبيه محمد عطا على رفضه لبس قناع لوجه الخنزير لانه حرام، مما يتسبب في كشف وجوههم اثناء الهرب لكن لااحد من الهولنديين سيتعرف على Ap اثناء عرضه مع مجرمين اخرين لانهم(متشابهون) حسب تعبير الموظفين في البنك. ويبقى Ap ملاحقا من ماضيه انى ذهب وفي أي عمل فالعصابة المغربية التي سرق من اصغراعضائها دراجة نارية ذات يوم يلاحقه افرادها دائما.

المرأة المغربية في "شوف شوف حبيبي" هي واحدة من اربع نساء: اما امية ولاعلاقة لها بالمجتمع الذي تعيش فيه وغارقة في الاوهام. او زوجة تابعة ومطيعة لاوامر الزوج غير قادرة على اتخاذ قرار. او ابنة متمردة تذهب للديسكو بعد ان ينام اهلها وعندما يتقدم عريس لها تهرب لصديقها الهولندي. او قروية تركض خلف من يخطب شقيقتها وتقبل حذائه لاجل ان يتزوجها وتسافر معه الى هولندا.

ولااظن ان ضعف الاداء التمثيلي للنساء في الفيلم له علاقة بضعف شخصية المرأة الاجنبية او المغربية كما قدمها لنا الفيلم. فالاداء يتناسب في ضعفه طرديا مع تقدم السن لدى الممثلات خاصة اذا علمنا ان الكوميديا فن صعب ويتطلب مميزات خاصة في الممثل الكوميدي.

خط سير الفيلم كان يصعد حينا في نقده ويهبط حينا اخر سيناريو واداءأ؛ فثمة مشهد لاتملك ازاءه حبس قهقهة يطلقها فمك، ومشهد يشعرك بانك ضحية فيلم ساذج سرق وقتك وجيبك؛ فالكاميرا تكاد تراها في معظم المشاهد مع الممثلين اذ يحاول كل منهم سرقتها حينا بالاداء وحينا بالحوار. لكنه الفيلم لم ينهار كما انهارت حبات مسبحة العائلة المغربية التي تسكن في امستردام في نهاية الفيلم لانها كانت تتعامل مع المكان بعقل القرية المغربية (جمل وبيت من طين وسكان لاعلاقة لهم بهذا العالم) فالاب يموت في يوم زفاف ابنه الذي يهرب في نفس اليوم من البيت تاركا العروس مبتسمة ببلاهة لعله يلحق بالزمن الهولندي لكن دون جدوى فالقطار سيفوته مع اصدقائه الذين ركضوا ليؤدوا عملهم كمفتشين تذاكر في نهاية الفيلم.

اعاد " شوف شوف حبيبي" طرح السؤال الذي ماانفك المغاربة في هولندا يطرحونه: هل كل المغاربة لصوص؟

            ترى هل هذا هو المغربي في هولندا (امي، خائن، لص، فاشل، تلميذ كاذب ومرفوض من اهل قريته الناظرين له كرافض لتراثه ودينه وثقافته)؟

وهل المغرب عبارة عن جمل وصحراء؟ كما تقدمه بعض مناهج التعليم الهولندية حين تملأ الفراغات بما يناسبها من كلمات لاتجد مكانا للجمل سوى الدار البيضاء؟
ربما قدم لنا المخرج الشاب البرت تير هير في فيلمه النموذج السلبي للمغربي في هولندا تاركا الباب مفتوحا لسيناريوهات اخرى.

فهل سيتجنب المغاربة لغة الانفعال ومهاجمة بعض دور العرض التي تعرض الفيلم ويقدمون فيلما ينصف المغربي وباطار كوميدي ايضا؟ وبينهم في هولندا المخرج والكاتب والممثل الناجح. ام ترى سيستعينون ايضا بمقدم العروض الضاحكة حول المغاربة نجيب امهالي وفرقة مطربي راب من الشباب تحقق مجدهم في اغنية يسخرون بها من المغاربة في هولندا لاجل الشهرة؟

ربما يتساءل احد عن عنوان الفيلم" شوف شوف حبيبي" وعلاقته بالسيناريو؛ سيجيب عن ذلك صاحب فكرة الفيلم AP في لقاء مع احدى الصحف الهولندية: الفكرة لاعلاقة لها بالفيلم انما هي عبارة كان يرددها رجل في قرية بالمغرب اراه في زياراتي دائما عندما يندهش فاحببت توظيفها).

مهما يكن من امر فالفيلم كان حجرا يلقى في مياه العلاقة بين الهولندي والاجنبي المقيم في هولندا خاصة الجيل الثاني منهم حيث السكن صحبة الاهل (الجيل الاول) المولودين خارج اوربا واللعب والدراسة والعمل في مجتمع مختلف كثيرا عن ذكريات الاولين في بلدانهم. وهو إظهار لصورة الاجنبي (المغربي نموذجا) الكامن في لاوعي الهولندي.

وهو كوميديا اضحكت واراحت المشاهد الهولندي. وهزة للاجنبي الذي يريد الامساك بتفاحتين بيد واحدة؛ تفاحة العيش في اوربا والاستمتاع بها وفي ذات الان التمسك بتفاحة الحنين للبلد القادم منه وذم المقادير التي جاءت به الى اوربا.

لكن َمن مِن هؤلاء يذهب للسينما؟

موقع "إيلاف" في  12 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

شوف.. شوف حبيبي

المغاربة بعيون هولندية

عبد الرحمن الماجدي