جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة
في مهرجان الإسكندرية السينمائي، جائزة العمل الأول وجائزة أفضل ممثلة في
مهرجان قرطاج السينمائي، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان السينما العربية في
باريس، جائزة الخنجر الذهبي وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مسقط السينمائي..
كلها جوائز سينمائية حصل عليها الفيلم اللبناني (لما حكيت مريم) لمخرجه أسد
فولدكار وبطلته الممثلة الشابة برناديت حديب، وهي أبرز الجوائز السينمائية
العربية.
أي متابع لمثل هذا التكريم،
سيكون بالطبع في لهفة لمشاهدة الفيلم.. هذا بالطبع كان شعوري تجاه الفيلم..
وكانت فرصة جميلة أن أشاهد فيلم لبناني في صالات البحرين، حيث عرضت شاشات
الدانة فيلم (لما حكيت مريم) لمدة أسبوعان.. صحيح بأن الصالة عند مشاهدتي
للفيلم كانت خالية تماماً.. إلا أن هذا يعني الكثير بالنسبة لأي متابع لما
تنتجه السينما العربية، وليس المصرية فقط.
يتحدث الفيلم عن قضية عدم
إنجاب الزوجة ولجوئها إلى طرق كثيرة متاحة لتمكنها من الاحتفاظ بالرجل الذي
تحب، القضية قديمة تعرضت لها السينما العربية أكثر من مرة، إلا أن الجديد هذه
المرة في طريقة السرد السينمائي والبساطة في نقل التعبيرات والأحاسيس
الإنسانية بشكل فني جمالي. فمريم امرأة مسلمة تحب زوجها بل تعشقه جداً، لذا
نراها تقاتل من أجل الحفاظ عليه بعد فشلها في الإنجاب. ويدفعها عشقها هذا
للجوء للسحر والشعوذة بعد فشل الطب في علاجها، وهي المتعلمة والواعية. وترفض
أن تستسلم، حيث تسعى لتزويج زوجها بأخرى لكي ينجب منها. خصوصاً بعد إصراره
على الحصول على ابن. تمر مريم بالكثير من المصاعب والأحداث غير العادية،
والتي تعرضها لحالة من الانهيار العصبي، تدخل على إثرها مستشفى الأمراض
العصبية والنفسية. حيث تموت هناك، تاركة وراءها شريط فيديو ووصية أن يقوم
حبيبها بتغسيلها ودفنها بنفسه، حتى وهو طليقها.
نجحت الممثلة الشابة برناديت
حديب في شد انتباهنا إلى أدائها الأخاذ والمتميز بشكل كبير، وبالتالي نجحت في
كسب تعاطف المتفرج ومعايشة مشكلتها في العشق، ومخاطبة وجدانه ودواخله.
أما بالنسبة لسيناريو الفيلم،
وبالرغم من موضوعه المهم، وطرحه لمشكلة العشق وتجلياته، إلا أنه قد حوى
الكثير من السلبيات أبرزها ذلك الترهل والتمطيط في السرد، مما أعطى إحساساً
بعدم أهمية رسالته.
لم يستثمر المخرج المؤثرات
السمعية في التأثير على الحدث، وخصوصاً الموسيقى التي كانت غائبة إلى حد
كبير. التصوير في كثير من المشاهد كان موحياً ومعبراً عن الحالة النفسية
باستخدامه للقطات القريبة وزواياها.. خصوصاً في مشهد التغسيل النهائي.
بالرغم من مستواي الفني
المتوسط، فقد حصل فيلم (لما حكيت مريم) على كل هذه الجوائز المذكورة أعلاه..
وهذه الجوائز تقول بأن هذا الفيلم هو أفضل فيلم عربي هذا العام.. وبالتالي
تعطينا فكرة أيضاً عن مستوى الأفلام العربية هذا العام.. مما يعني بأن
السينما العربية تمر بمرحلة فنية خطيرة.. فهل من منقذ.
|