جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

زائر الذوادي.. مرة أخرى (1)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في العرض الخاص لفيلم "زائر"، والذي كان بمثابة احتفالاً بإمكانيات الكادر السينمائي البحريني على فعل السينما.. حرصت ليلتها على أن أتتبع رد فعل الحضور من خلال وجوههم بعد نهاية عرض الفيلم.. كانت بالطبع تجربة مفيدة بالنسبة لي.. فالوجوه كان يملئها الفرح والقلق في ذات الوقت.. الفرح بفعل استمرارية الحلم السينمائي البحريني، والقلق على مصير هذا الجهد المبذول في هذا الفيلم الطموح.. هل سيلقى من يسنده ويحميه وينقذه من تلك الإحباطات الكثيرة التي من الممكن أن تواجهه؟! الجميع في انطباعاتهم الأولى، أثنى على الفيلم.. والجميع قدّر لبسام وطاقمه الفني والتقني، هذا الإصرار على استمرارية الحلم السينمائي البحريني. 

ماذا يمكن أن نقول عن الفيلم؟!  يكفينا في البدء أن هناك فيلم بحريني آخر.. وهذا بالطبع شيء يعطي الإحساس بالفخر والاعتزاز، وبالقدرة على صنع السينما التي غابت كثيراً عن المجتمع الفني البحريني.. هذا المجتمع الزاخر بكل أشكال الفنون والآداب.. من مسرح وتشكيل وموسيقى وشعر ورواية. والسينما هي الفن الأشمل الذي يمكنه الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، عبر إتاحة الفرصة للفنون للتقاطع.

"زائر" ليس فيلم بسام الذوادي بمعيّة فريد رمضان فقط.. فهو فيلمنا جميعاً. لابد لنا من الاحتفاء به كفيلم بحريني، جاء بجهود فنانين بحرينيين. إلا أن هذا لن يمنعني من القول بأن مشاهدتي الثانية لهذا الفيلم، كانت أكثر اكتشافاً.. حيث كانت الأولى يشوبها الكثير من الفرح بالتجربة والتعاطف معها، باعتبارها تجربة سينمائية بحرينية.

سيناريو فيلم "زائر" الذي كتبه الروائي فريد رمضان.. بالرغم من عدم خلوه من السلبيات، إلا أنه حاول أن يكون منطقياً في طرحه لموضوع يحتاج إلى تقنيات في الخدع والتمويه.. والكاتب فريد رمضان، أنجز عدة سيناريوهات للإذاعة والتليفزيون، لم ينفذ معظمها لظروف إنتاجية، وقد كتب فيلماً قصيراً أخرجه الفنان خالد جناحي بعنوان "شاعر". علماً بأنه كتب سيناريو فيلم روائي طويل بعنوان "أحلام صغيرة"، وهو مشروع بسام الذوادي السينمائي القادم.

أقول بأن رمضان في سيناريو فيلم "زائر"، قد نجح في إضفاء عنصري الإثارة والترقب بشكل سلس، أعطى للفيلم نكهة خاصة، ساهمت في التأثير على المتفرج وشده لمتابعة الحدث حتى آخر مشهد.. هذا بمساعدة حوار ابتعد عن الثرثرة الكلامية، واتصف بالتركيز والمباغتة، خصوصاً الذي جاء على لسان الشابين المدمنين (أحمد عقلان ـ أمين الصايغ). مع ملاحظة أن هناك تكرار في بعض جمل الحوار بين البطلة وطليقها.

كما إن اختيار "قبور عالي" كمكان للأحداث، كان موفقاً إلى حد كبير، إذ ساعد على إضافة عنصري التشويق والموضوعية عليها. وكان لبسام الذوادي، دوراً كبيراً في هذا الاختيار، باعتباره كاتباً لقصة الفيلم ومشاركا في كتابة السيناريو، إضافة إلى استخدامه ـ كمخرج ـ لقدرات الكاميرا الرقمية والجرافيك السينمائي في توصيل الفكرة المطلوبة.

 

هنا البحرين في

05.05.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)