جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الدارما والميلودراما

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

المقدمة والعناوين لأي مسلسل خليجي في السنوات الأخيرة.. تقول بأننا مقبلين على كل مآسي الدنيا في هذا المسلسل، فاللقطات التي نشاهدها في المقدمة يسيطر عليها البكاء والنواح.. أو بالأحرى الميلودراما الصارخة.

فالدراما الخليجية وحتى المحلية.. مازالت تراوح في مواضيع ميلودرامية فجة.. فلا يخلو أي مسلسل خليجي من بكائيات ملحمية.. تحاول كسب تعاطف المتفرج واستدرار دموعه.. وهذا ليس أمراً سلبياً، بقدر ما هو ناتج عن عدم الخبرة في مجال الدراما.. وما علينا سوى الانتظار سنوات حتى تبلغ هذه الدراما سن الرشد. فهذا الوضع ذكرني تماماً بما كانت تعانيه الدراما المصرية عند نشأتها.

فمنذ وعيت على هذه الدنيا وأنا أتعامل مع الدراما المصرية كمتفرج، وهي التي بدأت منذ إنشاء التليفزيون المصري في الستينات. إلا أن السبعينات كانت هي سنوات التعرف على هذه الدراما بالنسبة لي، بعد انتشار محطات التليفزيون في دول الخليج. كانت هذه الدراما في أغلبها ميلودرامية، أي تلك التي لا تخلو من البكاء والنواح مستدرة تعاطف المتفرج ودموعه. وتأقلمنا مع هذا الوضع.. إلى درجة أننا كنا لا نستجيب، إلا فيما ندر، للدراما الكوميدية التي تتحفنا بها بعض محطات التليفزيون في قليل من الأحيان. فكانت الميلودراما هي بطلة التليفزيون بلا منازع. هذا بالرغم من أنها في أغلبها كانت بمثابة تغطية فقط لساعات البث التليفزيوني لا أكثر ولا أقل. ومع تراكم هذا الكم الهائل من الميلودراما على مدى كل هذه السنوات.. بدأت الدراما تأخذ منحى مختلف، وبدأ صانعي هذه الميلودراما، بحكم الخبرة بالطبع، يأخذون على عاتقهم تسلية المتفرج قبل السعي إلى كسب تعاطفه ودموعه. وأخذ التنوع طريقه إلى تلك الدراما العتيقة، بعد أن عرف صناع الدراما، أمزجة المتفرج واهتماماته. الآن وبعد مرور كل هذه السنوات.. نستطيع أن نقول بأن الدراما المصرية أخذت حيزاً كبيراً في برنامج المتفرج اليومي.. بل أصبحت جزءا مهماً في حياته.

وهكذا يجب علينا أن ننتظر حتى يحين الحين.. مع أن الفن في مفهومه الإبداعي، يشكل تراكم خبرات الآخرين، ومن المفترض أن يتواصل مع ما سبقه، لا أن يبدأ من حيث ما بدأ الآخرين.

 

هنا البحرين في

03.12.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)