جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

لماذا السينما الأميركية (4 ـ 4)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

على مدي الثلاث أسابيع الماضية، كان الحديث عن السينما الأميركية، باعتبارها سينما عريقة بكل المقاييس، لنستخلص من هذا الحديث، نتائج هامة نوجزها في التالي: 

  • يجب أن تكون للسينما عجلات إنتاج ومصانع وسوق، وعرض وطلب. وهذا قبل أن نهتم بقضية الموضوع أو الأفكار، هذا إذا أردنا أن تكون هناك سينما حقيقية. فالإنتاج أو رأس المال، في مجال السينما، لابد أن يأخذ على عاتقه التعامل مع السينما كصناعة أولاً، قبل أن يتعامل معها كتجارة أو كفن.

  • وجود صالات العرض مسألة ضرورية لنجاح أي سينما، وأي عجلة إنتاج، لابد لها من سوق للتوزيع والتسويق. وهذا ما عرفناه عن السينما الأمريكية منذ بدأت، حيث أخذت على عاتقها، تكوين بنية أساسية، من معامل وورش ومختبرات، مسخرة تطور التكنلوجيا لمصلحة السينما وخدمتها.. وقبل كل هذا، كانت هناك صالات العرض السينمائي، التي ـ من كثرتها ـ تستطيع أن تغطي مصاريف الفيلم، بل وتأتي بالأرباح الخيالية للمنتج في أمريكا فقط، فكيف بتلك الأرباح الخيالية على مستوى العالم. وهو الأمر الذي جعل من السينما الأمريكية سينما مستقلة بذاتها، بمعنى أنها لا تعتمد تماماً على عروض الأفلام الخارجية.

  • إزدهار فن كتابة السيناريو.. فالسينما الأمريكية فتحت المجال لتناول مواضيع جديدة ومبتكرة، وأعطت حرية كاملة لكاتب السيناريو في تناول مواضيع متنوعة، مهما كانت الصعوبة في تنفيذها.. فقد اعتمدت على الورش والمعامل التي تقدم الجديد دائما في مجال الابتكار التقني.

  • السينما كاستثمار تحقق أرباحاً خيالية إذا آمن بها المنتج، فالمغامرون من المنتجين في السينما الأمريكية، لم ولن يبخلوا على أفلامهم بشيء.. إذ رصدوا ميزانيات بأرقام فلكية.. لأنهم يعلمون جيداً بأن ثمة أرباحاً طائلة ستجنيها أفلامهم.

  • السينما لديها ملكات الإنتشار بدون الإعتماد على اللغة السائدة في العالم، فالإنتشار الذي صاحب مسيرة السينما الأميركية، كان بمعزل عن اللغة، حيث كانت السينما صامتة.. فالفن الجيد مهما تكن لغته سيحضى باهتمام العالم.

وختاماً.. أرى بأن أي مقياس لأي تجربة أو تيار سينمائي في العالم، لا يجب أن يكون عرضة للمقارنة بمثله في السينما الأمريكية.. فهكذا مقارنة ليست في صالح الجميع، باعتبار أن أدوات التقييم أو المقارنة في كلا الطرفين غير متوازية.

 

هنا البحرين في

06.08.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)