جديد حداد

 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

FIRST BLOD

( 2 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

بالنسبة إلى فيلم (الدم الأول) كصناعة وكلغة سينمائية ـ بعيداً عن قصته ـ فهو فيلم فائق الجودة في التقنية والتنفيذ، كل شيء فيه موظفاً بذكاء وبتقنية عالية، سواء من ناحية بناء السيناريو أو الحوار، كما تضافرت عناصر المونتاج والموسيقى والإخراج في إضفاء متعة فنية ومشاهدة لم نشعر خلالها بأية لحظة ملل أو نشاز.

وقد تمثلت عناصر الجودة والإبهار والنجاح في هذا الفيلم بثلاثة عناصر: الأول كان مواقع التصوير والبيئة المختارة بذكاء شديد والمناسبة لأحداث الفيلم. فقد تميزت بموقع مثالي لاحتوائها على غابات تكاد تكون بيئة مناسبة لرجل العصابات «رامبو» في حربه ضد رجال الأمن.

أما العنصر الثاني فهو الحدث الدرامي باعتباره عادياً وبسيطاً جداً، ولكنه في المقابل مستمد قوته وبعده الدرامي والإنساني من المكان، حيث أعطاه عنصري الإبهار والتشويق، في مشاهد سينمائية متقنة تكاد تقصع الأنفاس من شدة الترقب والتشوق في معرفة لما ستكون عليه المطاردة بين رامبو وقوات الأمن، ناهيك عن ذلك التعاطف مع البطل.. هذا البطل الذي يشكل العنصر الثالث في نجاح هذا الفيلم. فوجود نجم كـ «سلفستر ستالون» في دور رامبو، قد أعطى للفيلم تأثيراً معيناً أثار تعاطف المتفرج.. فهو هنا لا يمثل، إذ أن الدور لا يتطلب صفات الممثل بقدر ما يحتاج لمواصفات خارقة للجسم الإنساني المبهر والقادر على أداء المغامرات وتحمل المصاعب والمشاق تحت أقسى الظروف الطبيعية.. وهذا بالضبط ما حققه ستالون.

أما المخرج الكندي «تيد كوتشيف»، وبتعاون فريقه الفني، قد أعطى هذه العناصر الثلاثة أسباب النجاح الفني والجماهيري، وكان وراء المتعة الحقيقية في المشاهدة. فمدير التصوير «أندرو لازلو« يرجع له الجهد الفائق والمتميز لظهور لقطات نادرة ومتقنة من خلال زوايا تصوير دقيقة وصعبة. كما تظهر حرفة فريق الحيل السينمائية، والمكون من الثلاثي ميتشيل كوزال، وليام ساكيم، وسلفستر ستالون «البطل نفسه«.

إن مشاهدة الفيلم على شاشة السينما، متعة لا تحققها الشاشة الصغيرة، لأنه يتميز بالصوت المجسم (DOLBY STEREO) مع موسيقى تصويرية وضعها باقتدار «جيري جولد سميث». وبالرغم من عدم وجود أي عنصر نسائي بالفيلم (كضرورة إنتاجية)، إلا أن المتفرج لا يشعر بأي نقص، فالمتابعة والترقب يبدآن منذ اللقطة الأولى ويستمران حتى كلمة النهاية.

وقد أستغل صانعو فيلم (الدم الأول) هذا النجاح الفني والتجاري، لإنتاج سلسلة من الأفلام تتحدث عن نفس البطل، في معاركه لتحرير الإنسانية، وتحكي عن نجاحات ومعارك «رامبو»، وتجسد ذلك الرجل الأمريكي البطل الذي لا يقهر.. إلا أنها لم تلاقي نفس النجاح، ولم ترتقي إلى نفس المستوى الفني للجزء الأول من هذه السلسلة، التي أنتج منها خمس أفلام.. آخرها كان عام 2008.

 

هنا البحرين في

05.01.2011

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)