جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

عن تجربة الكتابة في "غياب"..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

المفاجأة جاءت.. عندما عثرت على نص "الوحيد وحده" لأخي وصديقي قاسم حداد.. منشوراً في جريدة الشرق القطرية.. عثرت عليه بالصدفة وأنا أتصفح الإنترنت.. يالها من حالة إنسانية مؤثرة، إنه العذب الشفيف.. هذا ما شعرت به وأنا أقرأ.. أقرأ وأنا متخيلاً حجم اللقطة وحركة الكاميرا، وكأني أشاهد فيلماً.. كل هذا من تأثير تعلقي بهذا النص الجميل.. قرأته أكثر من مرة لأصدقاء يشاركوني الهم..!!

ساعتها.. حفظته في مكان أمين في الكمبيوتر.. لأعود إليه في لحظة تأمل وتجلي..!!

كان قد مر على ذاك الفعل أكثر من ثلاث شهور.. ففي صباح يوم دافي من صباحات نوفمبر 2007.. كانت عودتي للوحيد وحده.. لأفك عزلة كنت قد وضعته فيها.. متهيباً لإنجاز ما حفظته عن ظهر قلب.. كنت أكتب كمن ينقل شيئاً من مكان إلى مكان آخر.. ينقله بروية وحنو وتركيز.. كتبت.. وكتبت.. ولم أتوقف إلا عند فقرة: إظلام تدريجي حتى تصبح الشاشة سوداء.. نهاية..!!

يا الله.. هذا هو إذن.. سيناريو جاهز في ساعة ونصف..!!

هل حقاً ما فعلته بحسن حداد..

جعلته يبدأ الخطوة الأولى في طريق غير النقد..

نعم.. ها هو يكتب أول سيناريو لفيلم سينمائي.. 

أول قاريء للسيناريو.. كان بالطبع أخي صاحب "الوحيد وحده".. وكان تجاوبه للخطوة التي قمت بها مشجعاً مع ملاحظات استفدت منها كثيراً.. ثم عرضته على المقربين من الأصدقاء.. وكان نفس رد الفعل، مع ملاحظات أخرى مهمة.. إذن.. علي أن أفرح بما أنجزته..!!

ولكن.. لماذا أفرح.. هل شاهده أحد على الشاشة.. أقصد هل هناك من يشاركني هذا الحلم.. هل سيصبح هذا الورق.. شريط فعلاً..؟!

كان يوماً استثنائياً.. عندما رن هاتفي وكنت في السيارة، لأسمع صوتاً يقول لي: قرأت السيناريو الذي كتبته.. وأنا معجب به وأريد أن أخرجه..!!

لم أستوعب ما أسمع.. تلعثمت.. ارتبكت.. كدت أخبط في الجدار وأنا أسوق السيارة.. لكنها الحقيقة.. محمد راشد بوعلي، هو من سيشاركني الحلم..!! 

ثم بدأ هذا الحالم الآخر في التحضير للتصوير، بعد لقاء للتعارف والإكتشاف لكلينا.. وجدت نفسي أمام إنسان يفكر بطريقتي، في أغلب الأحيان.. حتى مع إختلافات تمكنا من تجاوزها بسرعة وسهولة..!!

كان منزل جده القديم المتهالك.. هو الذي اختاره كمكان للتصوير.. وبرغم اختلافي معه في اختيار هذا المكان.. إلا أن لهذا الحالم تأثير غريب علي وإقناعي بالفكرة.. لا أدري ما سببه.. ولكن ربما هو هذا الشيء الذي ساهم في إنجاز مشروعنا الجميل بسرعة غير اعتيادية..!!

 

هنا البحرين في

03.09.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)